العدو يسعى لإثارة المشاكل في الداخل ليصعِّد في الجبهات العسكرية فيما نكون مشغولين بوضعنا الداخلي.. لكن هيهات له ذلك نتحمل الطعن في الظهر لأننا نعرف أننا أمام عدو.. ونتحمل كل الدعايات والأضاليل التي تتلقاها آذان الحمقى والعملاء حفاظاً على الجبهة الداخلية نحن في حرب قذرة على كل المستويات وفي مواجهة 19 دولة وأمام أبغض عدوان في التاريخ على العدو أن يعرف أن القضايا الأساسية إن لم تُحَلْ فإن الحل سيكون بأفواه الصواريخ والطائرات المسيَّرة السعودي عليه ضغط أمريكي للهروب من الاستحقاقات الإنسانية في الملف اليمني مع أن السعودية هي المسؤول الأول عن العدوان السعودية هي من جلبت هذا العدوان القذر وهي من تتحمل مسؤولية معالجة تداعياته العدو يتجه في هذه الأيام إلى زعزعة الجبهة الداخلية ولدينا المعلومات المؤكدة بأنه يستهدف القلاع الحصينة للمسيرة القرآنية

الثورة / سبأ

رأس فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أمس، اللقاء الموسع لتعزيز المشاركة المجتمعية في التخطيط وتنمية الخدمات بمحافظة صعدة.


وحّيا الرئيس المشاط خلال اللقاء الذي ضم قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي المشايخ والأعيان بالمحافظة، أبناء محافظة صعدة الصمود والإباء ومن خلالهم إلى جماهير الشعب اليمني الذي يتأهب لاستقبال مولد خير البشر محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وأشار إلى أهمية هذه المناسبات لاستلهام العبر والدروس والتزوّد بالروح الإيمانية والمعنوية التي تعين على مواجهة الأخطار والتحديات في هذه الحياة.
ولفت فخامة الرئيس، إلى أن محافظة صعدة تعتبر قلعة الصمود والنضال وقبلة الأحرار التي ساهمت من خلال صمود وتكاتف أبنائها في تغيير الوضعية على مستوى بقية المحافظات.
وقال” إن العدو يتجه في هذه الأيام إلى زعزعة الجبهة الداخلية ولدينا من المعلومات المؤكدة بأنه يستهدف القلاع الحصينة للمسيرة القرآنية، الحاضنة الوطنية للجبهة المواجهة لهذا العدوان البغيض وفي المقدمة صعدة”.
وأكد الرئيس المشاط، أن لدى العدو مخطط لإثارة المشاكل والخلافات، حتى إذا اضطرب المجتمع يقوم بالتصعيد في الجبهات العسكرية في ظل الانشغال بالوضع الداخلي.. وقال” هذا ما يريده العدو، لكن نقول له هيهات هيهات لك هذا ما دام هناك رجال يحملون ثقافة القرآن ويسلّمون لأعلام الهدى، للسيد القائد، ويعرفون ويعون خطورة وتحديات المرحلة التي نمر بها”.
ودعا أبناء صعدة إلى التعاون مع عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في حلحلة القضايا الاجتماعية والمشاكل الموجودة، وهي من أهم المسؤوليات التي تقع على الجميع، ليتم إغلاق المجال أمام العدو الذي يسعى لاستهداف المجتمعات بإثارة المشاكل والفوضى.
ووجّه الرئيس المشاط، محافظ صعدة بإلزام مدراء المديريات، بالتواجد والحضور بين الناس وحلحلة مشاكلهم، وأن يتواجد كل المسؤولين في مكاتبهم ويلتقون بالناس ويحلون مشاكلهم.
وخاطب كل المسؤولين قائلا” المسؤولية تحتم عليك أن تتواجد بين الناس وتلتقي بهم، وأن تعمل على حل مشاكلهم، فهم يستحقون أن نسهر على خدمتهم جميعاً في كل محافظات الجمهورية اليمنية، ونتشرف بل ونتعبد الله بخدمة هذا المجتمع”.
وأضاف” كنا نتحاشى أن نتطرق للكثير من القضايا والدعايات، وما يتناوله الإعلام حفاظاً على الجبهة الداخلية، وقلت بالأمس نحن نتحمل الطعن في الظهر لأننا نعرف أننا أمام عدو، لذلك نتحمل كل الدعايات والأضاليل التي تتلقاها آذان الحمقى وبعض العملاء حفاظاً على الجبهة الداخلية، وليس لأن ما يقال صحيح بل كذب وتزوير، وأمام كل كذبة لدينا ألف حقيقة، لدحض الكذب والافتراء وإظهار الحقيقة”.
وتابع بالقول “ربما أنكم سمعتم في الفترة الأخيرة بموضوع كشف الموازنة أمام مجلس النواب، والذي أثير في الإعلام، فنحن امتنعنا في السلطة التنفيذية عن تقديم الموازنة، وكشفها أمام مجلس النواب بعد أن قدمنا موازنة 2019م، وتسربت إلى لجنة العقوبات بمجلس الأمن في مدة أسبوع من تسليمها لمجلس النواب، الذي نطالبه بالتحقيق، وكشف كيفية وصولها إلى لجنة العقوبات، وكان هذا هو المانع من تسليم موازنة العام 2020م”.
وأشار الرئيس المشاط إلى أنه وجّه وزير المالية بالامتناع عن تقديمها حتى يتم معرفة من هو العميل الذي سرب المعلومات إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن.. وقال” لم نكن نريد قول هذا الكلام في العلن، لكننا نضطر لذلك حتى لا يصدق عامة الناس هذه الأكاذيب”.
وأكد أن اليمن يتعرض لحرب قذرة على كل المستويات، ويواجه تسع عشرة دولة، وأبغض عدوان في تاريخ اليمن وتاريخ الحروب.
وشدد فخامة الرئيس على أهمية أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية.. وقال” أنتم في محافظة صعدة عليكم المسؤولية بالدرجة الأولى، بأن تقدموا النموذج الصحيح والصادق والمشرِّف لرجال المسؤولية ورجال الهوية الإيمانية، المسؤولية عليكم بالدرجة الأولى، فلا تسمعوا للواشين والكاذبين والغوغائيين والحاقدين، فنحن في مواجهة أقذر عدوان مر على بلدنا طوال تاريخه”.
وأضاف” نحتاج إلى رص الصفوف، ووحدة الكلمة وتعزيز الثقة فيما بيننا، وأنتم سمعتم قرار وكلمة الفصل من السيد القائد في الأيام الماضية، وهذا هو دستورنا الذي سنمشي عليه مع العدو، ما لم يعرف بأنه يطرق القضايا الأساسية، التي إن لم تحل فستحل بأفواه الصواريخ والطائرات المسيَّرة -بإذن الله- خاصة أن السعودي عليه ضغط أمريكي للهروب من الاستحقاقات الإنسانية في الملف اليمني، مع أن السعودية هي المسؤول الأول عن العدوان علينا، ولا نعرف غير السعودية، فهي من جلبت هذا العدوان، وهي من تتحمل مسؤولية معالجات تداعياته ولا تعفى من المسؤولية”.
ولفت فخامة الرئيس، إلى أن التحلي بروح المسؤولية والحرص على وحدة الكلمة، هو الضمان للوصول إلى النصر الكامل الذي يلبي الطموحات والتطلعات، ويساوي التضحيات الجسام، التي قُدمت في سبيل الله، وفي معبد الحرية والاستقلال، الذي قرره أبناء الشعب اليمني منذ اليوم الأول لثورة الواحد والعشرين، ووقوفه مع السيد القائد عندما أعلن الثورة ضد الوصاية والاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال.
وأضاف” يجب أن نستمر بنفس الروح الإيمانية، والروح الوطنية، والمعنويات العالية والثقة، وأن نرص الصفوف، وأن نعين السيد القائد حتى يصل ببلدنا ويصل بنا جميعاً إلى بر الأمان، وهو ما نأمله من الله، ونرجوه تحت قيادته “.
وفي ما يلي نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال اللقاء الموسع لتعزيز المشاركة المجتمعية في التخطيط وتنمية الخدمات بمحافظة صعدة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد – صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين-..
الإخوة في قيادة السلطة المحلية، قيادة المكتب التنفيذي، وقيادة المحافظة، المشايخ والأعيان، الحاضرون جميعا، كل باسمه وصفته..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أحييكم وأحيي من خلالكم أبناء محافظة صعدة، صعدة الصمود، وصعدة الإباء، أحيي من خلالكم جماهير شعبنا اليمني العظيم، ونحن في حالة تأهب واستقبال مولد خير البشر محمد – صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
في هذه المناسبات، التي نحاول من خلالها أن نستذكر وأن نستلهم العِبر والدروس التي نتلمَّس من خلالها التزوُّد بالروح الإيمانية الروح المعنوية العالية التي تعيننا في مواجهة الأخطار والتحديات في هذه الحياة، إخوتي أبناء محافظة صعدة، التي تعتبر قلعة الصمود والنضال، التي تعتبر قبلة الأحرار، هذه المحافظة التي تعتبر من خلالها، ومن خلال صمود أبنائها، وتكاتف أبنائها، وموقف أبنائها، تغيرت الوضعية بفضل الله – سبحانه وتعالى- على مستوى بقية المحافظات.
العدو يتجه في هذه الأيام إلى زعزعة الجبهة الداخلية، ولدينا من المعلومات المؤكدة بأنه يستهدف القلاع الحصينة للمسيرة القرآنية الحاضنة الوطنية للجبهة المواجهة لهذا العدوان البغيض، وفي مقدم هذه المجتمعات، مجتمعات صعدة بالتأكيد، العدو لديه هذا البرنامج بحيث يثير المشاكل ويثير الخلافات؛ حتى إذا اضطرب المجتمع وأصبح البيت يضرب البيت يصعِّد في الجبهات العسكرية، ونحن مشغولون بوضعنا الداخلي، هذا ما يريده العدو لكن نقول له: هيهات هيهات لك هذا، ما دام هناك رجال تحمل ثقافة القرآن، وتسلم لأعلام الهدى؛ للسيد القائد، تعرف وتعي خطورة وتحديات المرحلة التي نمر بها، وفي هذا السياق.
وفي هذا الصدد، أدعوكم جميعاً إلى التعاون مع الأخ أبو أحمد في حلحلة القضايا الاجتماعية، في حلحلة المشاكل الموجودة في الساحة؛ هذه من ضمن المسؤوليات علينا، حتى نغلق المجال أمام عدونا؛ لأننا نعرف أن في مقدم المجتمعات، التي العدو يريد أن يستهدفها بإثارة المشاكل وإثارة الفوضى، مجتمع صعدة.
وكيف سيكون الوضع -لا سمح الله- لو وصل إلى ما وصل إليه، وإلى ما يريده هذا العدو، كجهاد في سبيل الله، وكإغاظة لأعداء الله يجب أن نتنازل فيما بيننا البين.
الإخوة مدراء المديريات، المحافظ يلزم الأخوة مدراء المديريات بالتواجد والحضور بين الناس، وحلحلة مشاكل الناس، كل المسؤولين يتواجدون بمكاتبهم ويلتقون بالناس، ويحلحلون مشاكل الناس؛ هذه مسؤولية، المسؤولية تحتم عليك أن تتواجد بين الناس، أن تلتقي بالناس، أن تحلحل مشاكل الناس، وهم يستحقون منا أن نسهر على خدمتهم، المجتمعات جميعاً، في كل محافظات الجمهورية اليمنية يستحقون، ونتشرف بل ونتعبد الله بخدمة هذا المجتمع.
كثير من القضايا والدعايات كنا نتحاشى أن نطرقها بهذه الطريقة، وبما يتناول في الإعلام؛ حفاظا على الجبهة الداخلية، وأنا قلت بالأمس يعني نتحمل الطعن في الظهر؛ لأننا نعرف أننا أمام عدو، نتحمل كل الدعايات، وكل الأضاليل التي تتلقاها آذان الحمقى، وآذان بعض العملاء، وللأسف الشديد؛ حفاظاً على الجبهة الداخلية، وليس لأن ما يقال صحيح بل كذب وتزوير، ونحن متأكدون، وأمام كل كذبة لدينا 1000 حقيقة، لدينا 1000 حقيقة لإيضاح الكذب والافتراء؛ ولإيضاح الحقيقة.
ربما أنكم سمعتم في الفترة الأخيرة بموضوع كشف الموازنة أمام مجلس النواب، في هذه الفترة الأخيرة عرضت هذه، وأثيرت في الإعلام، نحن امتنعنا في السلطة التنفيذية عن تقديم الموازنة، وكشفها أمام مجلس النواب، بعد أن قدمنا موازنة 2019م، وتسربت إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن في مدة أسبوع منذ تسليم مجلس النواب، ونطالب مجلس النواب بالتحقيق، وكشف كيف وصلت إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن، كان هذا هو المانع من العام 2020م أمام الأخ وزير المالية، وأنا وجَّهته بالامتناع، لا تقدم أبداً حتى نعرف من هو هذا العميل الذي يسرب المعلومات إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن، هذا هو السبب.. ما كنا نتمنى أن نقول بهذا الكلام في العلن لكن نضطر حتى لا يصدق عامة الناس هذه الأكاذيب والأضاليل.
إخوتي الكرام، نحن في حرب قذرة على كل المستويات، الحرب في مواجهة تسع عشرة دولة أبغض عدوان في التاريخ، في تاريخ اليمن، وفي تاريخ الحروب، يجب أن نتحلى بروح المسؤولية جميعا، وأنتم في محافظة صعدة عليكم المسؤولية بالدرجة الأولى، أن تقدموا النموذج الصحيح والصادق والمشرِّف لرجال المسؤولية، ولرجال الإيمان والهوية الإيمانية، المسؤولية عليكم بالدرجة الأولى، لا تسمعوا للواشين، لا تسمعوا للكاذبين، لا تسمعوا للغوغائيين، لا تسمعوا للحاقدين، نحن في مواجهة أقذر عدوان مر على بلدنا طوال تاريخه.
نحتاج إلى الثقة فيما بيننا، نحتاج إلى رص الصفوف، وإلى وحدة الكلمة، وأنتم سمعتم قرار وكلمة الفصل من السيد القائد في الأيام الماضية، وهذا دستورنا الذي سنمشي عليه مع العدو، ما لم يعرف بأنه يطرق القضايا الأساسية، التي إن لم تحل ستحل بأفواه الصواريخ والطائرات المسيَّرة -بإذن الله- خاصة أن السعودي عليه ضغط أمريكي للهروب من الاستحقاقات الإنسانية في الملف اليمني، مع أن السعودية هي المسؤول الأول عن العدوان علينا، ولا نعرف غير السعودية، وهي من جلبت هذا العدوان القذر، وهي من تتحمل مسؤولية معالجات تداعيات هذا العدوان القذر والبغيض، لا تعفى من المسؤولية، لكن التحلي بروح المسؤولية والحرص الشديد فيما بيننا على وحدة الكلمة، هي الضمان والرهان لأن نلجأ وندخل في النصر الكامل -بإذن الله سبحانه وتعالى- النصر الذي يلبي طموح وتطلعات، ويساوي التضحيات الجسام، التي قُدمت في سبيل الله، وفي معبد الحرية والاستقلال، الذي قرره أبناء شعبنا من اليوم الأول مع ثورة الواحد والعشرين، ومع وقوفه مع سيدنا وقائدنا عندما أعلن الثورة ضد الوصاية ضد الاحتلال.
عندما قرر، وقرر معه أبناء شعبنا، أن نقول لا للوصاية، لا لوصاية الخارج، نعم للحرية والاستقلال، وإن قدمنا في سبيل تحقيق هذا الهدف مهجنا وأرواحنا ودماءنا، يجب أن نستمر بنفس الروح الإيمانية، والروح الوطنية، والمعنويات العالية والثقة، وأن نرص الصفوف، وأن نعين السيد حتى يصل ببلدنا ويصل بنا جميعاً إلى بر الأمان، وهو ما نأمله من الله، ونرجوه تحت قيادته -بإذن الله سبحانه وتعالى.
أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم ولسيدنا ولقائدنا الخير والنجاح والفلاح والفوز والظفر والنصر والتمكين..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!

يمانيون../
رحل رجل الظل، ابن الموت، ذو السبعة أرواح، البأس الشديد الذي لا يخشى الموت، مفجر الطوفان، ومؤسس ‎وحدة الظل، شبح الكيان، وقاهر الاحتلال، من هزَّ الأرض عرضاً وطولاً، ودوّخ استخبارات وجيوش العدو، قائد أركان كتائب القسام، البطل المقاوم الشهيد المجاهد الجنرال محمد دياب إبراهيم المصري؛ الملقب “محمد الضيف”، إلى السماء في حضرة الشهداء.

رحل الضيف اللاجئ في وطنه إلى وطنه الأبدي ضيفاً في جنات ربه، وبقت ذكرى بطولاته خالدة في أعماق كل عربي حراً مقاوم، وسيخلد الرجل المقاوم، الذي أعلن الحرب على كل شيء، العجز والضعف والصمت والتواطؤ والخيانة والعملاء والعمالة والهزيمة، المنهزمين، والتطبيع والمطبّعين قبل أن يعلنها على المحتل والاحتلال، والطغاة والكيان والمستعمرين.

واقعة الاستشهاد
رحل رأس الأفعى -كما تسميه “إسرائيل”- القائد المرعب محمد الضيف “أبو خالد”، شهيداً يوم 13 يوليو 2024، (قبل ستة أشهر ونصف) بخيانة العميل السري للكيان، الخائن سعد برهوم، ‏الذي بلغ عن مكان الضيف ورافع سلامة، وفر هارباً إلى العدو – شرق خان يونس، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم انتشال جثمانه الطاهر، لكن تأخرت كتائب القسام في إعلان الخبر حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى، وعودة النازحين.

الخبر الموجع
في مساء يوم خميس 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسمياً الخبر الموجع في تسجيل صوتي بصوت أيقونة المقاومة، الجنرال المجاهد أبو عبيدة، نبأ استشهاد قائد الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وبعض رفاقه؛ أبرزهم: نائبه مروان عيسى، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وقائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد ركن الأسلحة غازي طماعة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.

خطاب الطوفان
في خطابه الشهير عبر الرسالة الصوتية، فجر يوم السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، الذي لم يظهر إلا صوتًا وظلاً إلا في مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدء عملية عسكرية على “إسرائيل” باسم “طوفان الأقصى” بهجوم مباغت بإطلاق خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

وقال: “إننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا وأمتنا ومجاهدينا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه.. نفذوا هجماتكم على المستوطنات بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات، نحن شعبا ظلمنا وقهرنا وطردنا من ديارنا، نحن نسعى إلى حق، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستثبت البذور”.

أسطورة مقاوم
قال عنه رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون: “أنا مجبر على القول؛ عليّ أن أكون حذراً في الكلمات، لكن: طوّرت تجاهه “محمّد الضيف” تقديراً مرتفعاً جداً، حتى – إن أردتِ – نوعاً من الإعجاب.. أنتَ ميّت لأن تقتله، مثلما هو ميّت لأن يقتلك، لكنه خصم مُستحقّ.. نتحدّث هنا عن مستوى ليت عندنا مثله، كنتَ ستريد أن يكون قائدًا لسرية الأركان”.

وقال مدير معهد أبحاث الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط تمير هايمان: “الضيف يملك قدرة إدراكية، وقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين”.

بشكل عام، علقت المنصات العبرية، بعد سماع خبر استشهاد الضيف، بقولها: “مات القائد الوحيد الذي أعلن جيشنا اغتياله 100 مرة.. وبعد كل إعلان نتفأجا بأنه لا يزال حيا”.

عاش ألف مرة
والكلام للثائر الفلسطيني إبراهيم المدهون: “كم مرة قالوا: قُتل، وكم مرة عاد من بين الركام، يبتسم، ويتحسس موضع الجرح، ثم يكمل المسير؟
2002، 2003، 2006، 2014.. توالت المحاولات، تناثرت الشظايا، سقطت جدران البيوت، وسقط أحبّته شهداء بين يديه، زوجته، بناته ابنه علي، رفاقه الذين سبقوه، لكنه ظل واقفًا، كالنخيل في العاصفة، ينهض من بين الموت كأن الحياة لا تليق إلا به، وكأن فلسطين أبت أن تفقده قبل أن يكتب لها مجدًا يليق بها”.

قائد أركان كتائب القسام
ولد محمد دياب إبراهيم المصري – الملقب محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ونشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، ومجال المسرح، وتشبع بالفكر الإسلامي في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى حركة حماس حتى أصبح قائداً عسكرياً يهابه العدو.
تحاط شخصيته بالغموض والحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، أصيب ببعضها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحداها.
اُعتقل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

“أنا عمري انتهى”!!
عُيّن قائداً لكتائب القسّام عام 2002، ولقب بـ”الضيف” لتنقله كل يوم في ضيافة الفلسطينيين تخفياً من عيون “إسرائيل”.
أشرف أبو خالد على عدة عمليات؛ أسر فيها الجندي “الإسرائيلي” نخشون فاكسمان، بعد اغتيال القائد يحيى عياش يوم 5 يناير 1996، ونفذ سلسلة عمليات فدائية انتقاما له، منها قتل 50 إسرائيليا.
يقول الضيف، بعد محاولة اغتياله في حرب 2014، في المنزل الذي كان متواجدا فيه بثلاث قنابل خارقة للحصون، لم تنفجر سوى قنبلة، ونجا هو وآخرون، واستشهدت زوجته وولده علي: “أنا عمري انتهى من هذه الضربة.. اللي عايشه بعد هيك زيادة”.

“سيظل يطارد الكيان
في 14 يوليو 2024، أعلنت “إسرائيل” اغتياله في منطقة المواصي “غرب مدينة خان يونس” بعملية قصف جوي اُستشهد فيها 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرون، بينهم عشرات من الأطفال والنساء.

في نهاية الكلام، كانت نهاية القائد القسامي البطل الذي أرهق “إسرائيل” لعقود بطولية، ومثلما كان غياب رجل الظل عن الأنظار وهو حياً يمثل حضوراً يطارد الاحتلال، سيظل ضيف فلسطين والأمة وأيقونة المقاومة، وبطل المقاومين ومحرر الأسرى، كذلك شبحاً يخيف العدو بخلود ذكرى أسمه، وشجاعة رجال كتائب القسام، وتأكيد مقولتهم: “حط السيف قبال السيف نحن رجال محمد ضيف”.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • ماذا كتب ترامب في رسالته للسعوديين.. ولماذا قال “الفيصل” أنه لا يعرف كيف يشرحها.. ! (تفاصيل) 
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟
  • نهيان بن مبارك: «عام المجتمع» يبرز التزام دولتنا ببناء مجتمع متماسك ومستدام اقتصادياً
  • غزة.. قلعة الصمود الأسطوري
  • الرئيس الفلسطيني يشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه
  • ماذا تعني «ريفييرا»؟.. أشار إليها ترامب في حديثه عن غزة
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • الأشخاص ذوو الإعاقة .. تميز وإصرار على النجاح في بناء مجتمع ملهم
  • ميرفت التلاوي: نحن مجتمع ذكوري.. والمرأة العربية لم تنل كل حقوقها
  • آمنة الضحاك: يوم البيئة الوطني يلقي الضوء على ثقافة مجتمع الإمارات