معرض لأيقونات المدرسة الحلبية في حلب
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حلب-سانا
انطلقت مساء اليوم في حلب سلسلة فعاليات تنظمها أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس، وتتضمن فعاليات ثقافية واجتماعية ودينية منوعة.
واستهل القائمون على الفعاليات برنامجهم بمعرض لمجموعة من الأيقونات المسيحية من المدرسة الحلبية تضمّنت 19 لوحة تنفرد بها حلب، وتم جمعها من العديد من الكنائس الأثرية في مختلف مناطق المدينة.
وأشار راعي الأبرشية المطران أفرام معلولي في تصريح لمراسل سانا إلى أن إقامة هذه الفعاليات تأكيد على قيامة سورية من محنتها حيث يأتي المعرض ليلقي الضوء على تراث يشكّل جزءاً مهماً من إرث حلب الثقافي والفني.
وأضاف المطران معلولي: رسالتنا اليوم للعالم هي رسالة تجذر وتاريخ وتمسك بما هو أصيل وتقليد غني نملكه في حلب، واشتهر فن الأيقونات الحلبية في فترة عصيبة مرّت على سورية خلال الاحتلال العثماني ولكنها صمدت وانتقلت من جيل لآخر، ودورنا اليوم يتمثل في الاستمرار بالحفاظ على هذا التراث رغم كل الصعوبات.
وبيّنت عضو مجلس الشعب الدكتورة لوسي إسكه نيان أنّه من الضروري تعريف مجتمعات في الشرق والغرب بفن الأيقونات الحلبية الذي يعكس عراقة حلب بمكوناتها كافة الإسلامية والمسيحية.
ولفت رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية القس الدكتور هاروتيون سليميان إلى رمزية اللوحات الأيقونية الحلبية بما تحمله من شهادة حية ترجمها صنّاعها بالألوان والمشاهد التي تلامس وجدان من يراها وغدت رمزاً تراثياً وإيمانياً وانفردت بها حلب.
ومن اللجنة المنظمة تحدث مالك كنهوش عن هدف المعرض في إظهار تراث حلب المتجسد بفن الأيقونات بمعطياتها وتفاصيلها كافة.
وتمتاز الأيقونة الحلبية بأنها صناعة حلبية خالصة، وساهم صناعها في نشرها إلى مختلف أنحاء الأرض.
ويستمر معرض أيقونات المدرسة الحلبية حتى مساء يوم غد في مطرانية الروم الأرثوذكس بحلب القديمة.
أوهانيس شهريان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً
يعجبني كثيراً الإنسان الذي يصرّ على العمل مهّما كان الأمر صعباً، ويعجبني أكثر حين يجعل من اليقين بالله درعاً يواجه به آلامه، ويجعل من الإصرار، وسيلة للوصول إلى الهدف، مهّما كانت المعوِّقات كثيرة وكبيرة.
تواردت إلى ذهني هذه الخواطر، وأنا أقرأ الخبرالذي نشرته جريدة “عكاظ” بعددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، والذي كتبه المحرر الأستاذ صالح شبرق، عن تكريم هيئة تقويم التعليم، السيدة الفاضلة سحر صالح الهاجري، مديرة المدرسة الثانوية 34 في جدة.
التي قدمت لنا صورة رائعة من صور التضحية، وتحمل المسؤولية، تجاة مدرستها وبناتها، رغم قسوة الوجع، وصعوبة العلاج، وتحدّيات المرض، وكيف استطاعت هذه السيدة الجليلة، أن تحقِّق لمدرستها تميُّزاً ومكانة مرموقة بين مدارس المملكة، بفضل الله، ثم بفضل إدارتها الناجحة، وتألُّق فريقها من معلمات وإداريات، وجيل متفوق من الطالبات، رغم اصابتها بمرض السرطان، وخضوعها للعلاج الكيماوي، وكم أعجبتني كلماتها وهي تتحدث عن رحلتها مع المرض، وكيف أن الألم يُغيّر الإنسان، ويدفعه لعدم الاستسلام أمام المعاناة مهّما كان حجمها، وألا يكون حبيس الجدران، وأن يقاوم، ويستمر في ممارسة حياته الطبيعية.
وكانت وزارة التعليم، قد أعلنت عن اختيار 290 مدرسة حكومية، وأهلية، وعالمية، في قائمة المدارس المميّزة، ومنحها جوائز للتميُّز من بين نحو 36 ألف مدرسة في المملكة، وكانت المدرسة الثانوية الرابعة والثلاثون في مدينة جدة، ضمن قائمة المدارس المتميزة.
وفي التفاصيل، يقول الخبر، أن الأستاذة سحر الهاجري، أصيبت خلال العام الماضي بعارض صحي، تم تشّخيصه بأنه سرطان من الدرجة الثالثة، واجهت الأمر بشجاعة، وآمنت بقضاء الله أولاً، ثم بنفسها وقدرتها على تخطّي الصعاب، وواصلت العمل رغم الصعوبات الصحية التي واجهتها، تقول في كلمات موجزة: (رغم التحدّيات التي واجهتنا ونحن نعمل على توثيق المعايير، عملت عن بعد مع الفريق من خلال التواصل بتطبيق الزووم، وقراءة المعايير، وتوثيق الشواهد، ومناقشة الخطط. وعند زيارة الفريق الخارجي، قطعت إجازتي المرضية، وحرصت على الوجود مع زميلاتي في المدرسة، لنقف سوياً على مرئيات الفريق الخارجي، ونتفاخر بعملنا).
وفي كلمات تعبق بالسعادة والثقة، قالت الأستاذة هاجر: (لقد كان المرض أحد أسباب إصرارنا على تجاوز الصعاب، ووقوف الطالبات، وزميلاتي بالمدرسة سوياً، لجعل الصعب سهلاً، والمستحيل واقعاً، جعل التميُّز حليفنا،عملنا بحب وإيمان بجهودنا، وثقتنا بقدراتنا، ومن خلال التمّكين والتفّويض، استطعنا أن نحقق التميز والنجاح).
وأضافت أن حضور ملتقى هيئة تقّويم التعليم هذا العام، جعلها، وزميلاتها، يشعرن بنشوة الفوز، إذ كان التقّييم مُنصفاً، ومعبّراً عن الجهد الذي بذلته المدرسة.
وبعد، فإن مهنة التعليم، ستظل دائماً في الطليعة، وسيظل المعلم، له مكانة تحتل حيّزاً كبيراً في ذواتنا: (فمن يصنع المستقبل المشرق، من خلال بناء أجيال واعدة، تمضي على خطى التميُّز، وترفع اسم الوطن عالياً، هو أيضاً من يرسم ملامح الغد بفكره وعلمه وخبرته وقدرته على إلهام طلبتنا، ليصنع منهم رواداً في شتّى العلوم والتخصصات)، وسيظل المعلمون والمعلمات، يحظون بالاهتمام والتقدير،وتوفير كل أشكال الدعم والرعاية، فهم القدوة، وأصحاب الدور المحوري في بناء العقول، وأحد أهم الموارد التعليمية القادرة على ترّسيخ منظومة تعليمية متميّزة.
وسيظل اسم الأستاذة سحر صالح الهاجري مثالاً ملهماً على الثقة بالله، والصبرعلى الألم، وتجسيداً لمعنى القيادة الحقيقية، والإصرار على النجاح مهّما كانت الظروف.
ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيْلَا
كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلًا