مستشار لحميدتي ينفي وفاته: يقود المعارك.. ولم نرتكب أي انتهاكات
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
بعد الشائعات التي تحدثت خلال الفترة الماضية عن اغتيال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" نفى إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع مساء الخميس هذه الأنباء، قائلا: "قائد الدعم السريع يقود المعارك ويقود كذلك عملا دبلوماسيا".
. اعتذار وندم
كما أوضح أن هناك مسائل تتعلق بسلامة حميدتي، وأن قائد قوات الدعم سيظهر في الوقت المناسب، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
مادة اعلانية"عزل السودان"واعتبر أن حديث قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن إمكانية تفتيت البلاد هو "ابتزاز للسودانيين والمجتمع الدولي"، مضيفا أن الحكومة الحالية تحاول الآن أن تعزل السودان "عبر عدم منح التأشيرات للمنظمات الدولية ومحاولات طرد ممثل الأمم المتحدة وأخيرا الدعوة إلى إقامة حكومة بدون توافق سوداني".
كما علق مخير على ما قاله قائد الجيش من أن الحرب الحالية قامت "لخدمة أشخاص محددين"، حيث نفى عضو المكتب الاستشاري أن تكون قوات الدعم السريع واجهة لأشخاص بعينهم.
"إطلاق سراح 30 ألف مجرم"وقال إن قوات الدعم السريع تتفق مع البرهان في حديثه عن ضرورة محاسبة من ارتكبوا جرائم في الخرطوم ودارفور، لكنه اتهم الحكومة السودانية في المقابل بأنها أطلقت سراح 30 ألف مجرم من السجون.
وأضاف أن الحكومة السودانية أطلقت مع هؤلاء "عشرات ممن تم القبض عليهم من الإسلاميين"، مؤكدا على أن الدعم السريع ألقى القبض خلال الحرب على مسلحين تابعين لتنظيم داعش.
"لم نرتكب أي انتهاكات"بينما نفى عضو المكتب الاستشاري ارتكاب قوات الدعم السريع لأي انتهاكات، لافتا إلى أنها "القوات الوحيدة في السودان التي تملك وحدة لحقوق الإنسان تم تأسيسها عن طريق الصليب الأحمر وخبراء قبل الحرب".
كما أشار إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) شكّل لجنة لمكافحة الظواهر السلبية والانتهاكات، بالإضافة لما وصفه بالعمل النشط لدائرة الشؤون القانونية في الدعم السريع.
تأتي تصريحات حميدتي فيما تواجه قوات الدعم السريع اتهامات باحتلال منازل المواطنين وبعض المستشفيات.
"صبرنا قد ينفد"أما عن مدى استعداد الدعم السريع لاستئناف المفاوضات في منبر جدة، قال مخير إنهم لم يفارقوا جدة أصلا وإن وفدهم ظل هناك طوال الوقت، بينما كان وفد القوات المسلحة "يروح جيئة وذهابا".
وقال "نحن ننتظرهم في جدة، ولكن صبرنا قد ينفد".
"شائعات اغتيال حميدتي"وردا على الشائعات التي ترددت عن اغتيال حميدتي أو تعرضه لإصابة خطيرة بسبب عدم ظهوره في وسائل الإعلام خلال الفترة
الماضية، قال مخير إن قائد الدعم السريع "يقود المعارك ويقود كذلك عملا دبلوماسيا".
يشار إلى أن السودان انزلق إلى هاوية الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.
واندلع الصراع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google Newsالمصدر: العربية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
هناك أكثر من سردية لبداية الحرب في السودان، ومن هو صاحب المصلحة في إشعال الحرب، لكن السردية الحكومية الرسمية تقول إن ميليشيا «قوات الدعم السريع» تمردت على سلطة الدولة وحاولت الاستيلاء على السلطة، فاضطر الجيش للتصدي لها. لكن حتى من يقول بتلك السردية يعترف بأن «قوات الدعم السريع» تكونت في عهد حكومة الإنقاذ الإسلامية، وكانت مهمتها هي القيام بالأعمال التي لا يمكن للجيش أن يقوم بها، بخاصة في دارفور التي كانت مشتعلة. وصدر قانون «الدعم السريع» في ظل حكومة الإنقاذ، وتم السماح لها بالتمدد من ناحية العدد ونوعية التسليح حتى صارت تشكل خطراً حقيقياً، ثم جاء الفريق عبد الفتاح البرهان وعدّل قانون «الدعم السريع» ليمنحها مزيداً من الصلاحيات، ويعطيها قدراً من الاستقلالية عن القوات المسلحة السودانية.
إذا افترضنا حسن النية في كل ما حدث، إن كان ذلك ممكناً، فالطبيعي أن يتعلم الناس من التجربة، ويمتنعوا عن تكرارها، على الأقل في المستقبل القريب، ويتجهوا ناحية تقوية الجيش الرسمي، وإعادة تأهيله وتسليحه وتدريبه ليكون القوة الوحيدة الحاملة للسلاح، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً.
أعلنت الحكومة الاستنفار، وكان المفهوم هو قبول متطوعين من المدنيين للالتحاق بالجيش. وفعلاً بدأ هذا العمل في عدد من الولايات، لكن في الوقت ذاته ظهرت «كتيبة البراء بن مالك» التابعة للحركة الإسلامية، وبدأت من جانبها فتح باب التجنيد وسط الشباب، واتخذت لنفسها شعاراً وراية مختلفين، وأدبيات مستوحاة من تاريخ الحركة الإسلامية وفصائلها المسلحة في العهد الماضي، ثم أعلنت حركات دارفور المتحالفة مع الحكومة تخليها عن الحياد وانضمامها لصفوف الجيش، مع فتح معسكرات للتجنيد والتدريب داخل وخارج السودان، وبالتحديد في دولة إريتريا المجاورة، ثم ظهر نحو خمسة فصائل من شرق السودان فتحت معسكراتها في إريتريا وبدأت تخريج المتطوعين. وكان الملمح الظاهر لكل هذه المجموعات المسلحة، بما فيها حركات دارفور وشرق السودان، هو الطابع القبلي للحشد والتعبئة والتجنيد.
الاختلاف الوحيد ظهر في منطقة البطانة، شرق الجزيرة، وولايتَي سنار والنيل الأزرق، حيث ظهرت مجموعات مسلحة انضمت لـ«الدعم السريع»، بقيادة أبو عاقلة كيكل في منطقة البطانة، والبيشي في منطقة سنار، والعمدة أبو شوتال في النيل الأزرق. وبالطبع كان الطابع القبلي لـ«قوات الدعم السريع» أظهر من أن يتم إخفاؤه؛ فقد اعتمدت بشكل أساسي على القبائل العربية في ولايات دارفور.
كانت التحذيرات تتردد من دوائر كثيرة، ليست فقط بين المجموعات المدنية التي وقفت ضد الحرب، ولكن حتى من بين صفوف السلطة والقوات المسلحة، واتفقت كلها على أن تمرد ميليشيا لا يمكن محاربته بتكوين عشرين ميليشيا أخرى لا تخضع بشكل مباشر لسلطة القوات المسلحة، وإنما لسلطة القبيلة.
بعد الانقلاب الكبير الذي قاده أبو عاقلة كيكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وانضمامه للقوات المسلحة مع قواته المسماة «درع السودان»، شنت «قوات الدعم السريع» حملات انتقامية على مدن وقرى منطقة البطانة وشرق النيل، وقتلت المئات من المدنيين، وشردت مئات الآلاف من قراهم، ونهبت متاجرهم وممتلكاتهم. ورغم السخط الكبير على كيكل باعتبار أنه كان مسؤولاً عن استيلاء «قوات الدعم السريع» على ولاية الجزيرة، فإنه استفاد من التعبئة القبلية في المنطقة وضاعف حجم قواته، واستطاع أن يحقق انتصارات كبيرة ضد «الدعم السريع».
مع تقدم الجيش وتحقيق الانتصارات سرعان ما بدأ صراع الفصائل يظهر على السطح، بخاصة من خلال صفحات «السوشيال ميديا»، بين مجموعات «القوات المشتركة» المكونة أساساً من حركات دارفور المسلحة، وقوات «درع السودان» التي تمددت في منطقتَي شرق وغرب الجزيرة حتى غطت على ما عداها، ومجموعات الكتائب الإسلامية التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحد من تمددها في المناطق المختلفة. وتحولت الانتقادات إلى اتهامات بالفساد وارتكاب الجرائم والتصفيات، ووصلت لمرحلة تبادل اتهامات الخيانة والعمالة. وتزامن ذلك مع تبني البرهان وأركان الحكومة لما يُعرف بـ«خريطة الطريق» لمرحلة ما بعد الحرب، والتي أعدتها قوى سياسية ومسلحة متحالفة مع البرهان لم تشرك الحركة الإسلامية في إعدادها. وتضمن «الخريطة» للبرهان حكماً مطلقاً خلال فترة انتقالية قادمة، رأت فيها بعض الفصائل إنكاراً لدورها في الحرب.
الخطر الذي يخشاه السودانيون هو تحول هذه الصراعات الإسفيرية إلى صراعات ميليشيات مسلحة على الأرض، وهو ما بدا ظاهراً الآن؛ إذ تحول السودان إلى «كانتونات» تدخل البلاد في دوامة لا يعرف أحد حدودها وخطوط نهايتها.
فيصل محمد صالح
نقلا عن الشرق الأوسط