كشف وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم، عن مقتل 1500 شخصًا مدنيًا جراء الحرب،فيما تتزايد المخاوف من تردي الأوضاع البيئية  مع بدء الامطار في ظل تناثر الجثث جراء المعارك المحتدمة في الخرطوم ومدن اخرى منذ نحو أربعة أشهر.

وتقول الأمم المتحدة إن 80% من المرافق الصحية في السودان توقفت عن الخدمة، نتيجة لتعرضها للقصف والإخلاء القسري ونقص الإمدادات الطبية.

وقال  الوزير هيثم محمد إبراهيم في مقابلة مع “سودان تربيون” اجريت الأربعاء؛ إن وزارة الصحة “أحصت مقتل 1500 مدنيًا وإصابة أكثر من 6 آلاف فرد جراء القتال”.

وتوقع أن يكون العدد الحقيقي للقتلى والمصابين أكثر من المرصود، في ظل صعوبة وصول كل الحالات للمستشفيات أو المشارح. واضطر العشرات لقبر الضحايا في بعض المنازل وحتى الطرقات العامة والميادين والاحياء، بعد تعذر الخروج أو الوصول الى المقابر بسبب استمرار المعارك. وتقول منظمات حقوقية ان ضحايا الحرب في السودان قد يتجاوز الثلاث الاف قتيل والاف الجرحى

تفشي الأوبئة
وتخوف الوزير من تدهور الوضع الصحي والبيئي، نتيجة لانتشار الجثث في بعض الولايات خاصة العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وتأثرها بمياه الأمطار، مشددًا على أن الجثث تسبب كثير من الأوبئة.

وقال إنه لاحظ، خلال زيارته لبعض أحياء العاصمة الخرطوم المكتظة بالسكان والتي لم تتأثر بالأمطار انتشار الجثث فيها. وشدد وزير الصحة على أهمية تلافي هذه المخاطر حتى لا تحدث آثار بيئية، قبل أن يعود ويؤكد وجود مهددات بيئية أخرى بسبب فصل الخريف في عدد من ولايات السودان، وقال إنها قد يؤدي لبعض الأمراض مثل الإسهالات في انتشار نواقل الأمراض والناموس.

وكشف عن حدوث حالات للاسهالات المائية في جنوب كردفان، جرى التعامل معها لامتلاك الولاية إمداد كافي من المحاليل الوريدية. وأعلن وزير الصحة عن تسجيل أكثر من 3 آلا حالة للحصبة في 8 ولايات مختلفة بالبلاد إضافة إلى 58 حالة وفاة، وقال إن أكثر الولايات تأثرًا هي النيل الأبيض والنيل الأزرق.

وتحدث عن بدء تدشين حملات تطعيم الحصبة المرتبطة بالوباء في ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض بالتنسيق والتعاون مع بعض المنظمات الدولية اليونيسف والصحة العالمية وأطباء بلا حدود.

وذكر الوزير أن توقف حملات التطعيم الروتينية، يؤدي إلى انتشار أمراض الطفولة على راسها الحصبة، لكن بالتنسيق والتعاون مع اليونيسف وصلت حزمة كبيرة جدا من التطعيمات الروتينية. وأضاف: “نأمل أن يستقر الوضع الأمني في ولايات كثيرة فيها معدلات التطعيم منخفضة على أساس الناس تسعي في زيادة التطعيم في تلك الولايات”.

وأوضح الوزير أن نواقل الأمراض الملاريا منتشرة في كل ولايات السودان، فيما تنتشر نواقل حمى الضنك في 10 ولايات، ومكافحتها تتطلب تحريك المجتمع لارتباطها بالبيئة وذلك أن تنتشر بكثافة.

وأكد على أن مرض الملاريا منتشر في معظم ولايات السودان، لكن ليس بالنسب المتوقعة في هذا العام، حيث أن فصل الخريف مازال مستمر ولذلك نتوقع انتشار الناموس الناقل مع نهاية موسم الأمطار بصورة كبيرة جدًا.

المستشفيات وشح الأدوية
وأفاد الوزير بتأثر السكان بخروج المستشفيات عن الخدمة في مناطق الحرب، لا سيما في العاصمة الخرطوم ووسط وغرب دارفور وتوقف بعضها جزئيًا جنوب دارفور.

وأكد على أن بعض المستشفيات بدأت تعود للخدمة في العاصمة الخرطوم التي تعمل فيها حاليًا 42 مستشفى و56 مركز رعاية صحية و14 مركزًا لغسيل الكلى. وأضاف: “فقدت المستشفيات المركزية والمرجعية في الخرطوم، لكن جرى الاستعاضة ببعض الخدمات الموجودة في الولايات مثل الجزيرة التي تتوفر فيها مستشفيات كبيرة للقلب والأورام والجهاز الهضمي والعظام”.

وأكد الوزير عدم وجود إحصائية للأضرار التي تكبدتها المستشفيات في الخرطوم، وقال إن “ما حدث كبير جدًا حيث فُقدت كثير من الأجهزة والمعدات الأساسية”. وتحدث عن توقف خدمات الرعاية الصحية في دارفور بسبب دواعي الأمنية، خاصة في ولايات وسط وجنوب وغرب دارفور.

وأضاف: “يعاني النظام الصحي كله، كما تعاني البلاد. ومراكز الإيواء منتشرة في معظم السودان وهناك اكتظاظ في بعضها ، وخصصت عدد من المنظمات خدمات عيادات متنقلة ومباشرة وأخرى مجانية لهم”

وتخوف الوزير من تدهور الوضع الصحي مع فصل الخريف والكثافة السكانية في هذه المراكز من ظهور بعض الأمراض الوبائية، مشددًا على أنه لم تسجل حالات إسهالات مائية حادة او انفجارات وبائية بالخرطوم حتى الآن.

وتحدث هيثم محمد إبراهيم عن وجود 8 آلاف مريض بالكلي، يحتاجون إلى 72 ألف عملية غسيل كلوي شهريًا بتكلفة تصل خلال الثلاث أشهر نحو 2.5 مليون دولار. وقال إن الدعم الذي يصل من الدول قليل لهذه الحصة الكبيرة، كما لا تغطي الفجوة لذلك اتجهت وزارة المالية خلال الفترة الأخيرة مع بعض الشركاء الداعمين في توفير مخزون يكفي إلى نهاية العام.

وتوقع وصول هذه الإمدادات منتصف سبتمبر القادم، واقر وجود شح كبير هذه الأيام في أدوية أمراض الكلى، وقال نعمل على معالجة ذلك مع بعض المنظمات مثل قطر الخيرية والداعمين الآخرين على أساس سد الفجوة في الوقت الحالي، خاصة وأن معظم المراكز تعاني من نفاد غسلات الكلي.

سودان تربيون

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العاصمة الخرطوم وزیر الصحة وقال إن على أن

إقرأ أيضاً:

السودان: المجلس النرويجي للاجئين ينفي مزاعم تورطه في دعم أطراف النزاع بدارفور

المجلس قدّم احتجاجاً رسمياً إلى الجهة الإعلامية التي نشرت الادعاءات، ويدرس اتخاذ إجراءات قانونية لحماية سمعته وسمعة موظفيه.

الخرطوم: التغيير

نفى المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الثلاثاء، بشكل قاطع تقريراً متداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم تورط المنظمة في تهريب الأسلحة أو دعم أطراف النزاع في دارفور، ووصف التقرير بأنه “مفبرك ولا أساس له من الصحة”.

وأكد المجلس أن هذه الادعاءات تهدد سلامة العاملين في المجال الإنساني وتعرضهم للخطر، مشدداً على التزامه الصارم بالمبادئ الإنسانية من حياد، وعدم تحيز، واستقلال.

وأوضح المجلس أن مهمته تقتصر على تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة للملايين ممن يواجهون احتياجات ملحة في ظل الأزمة الراهنة في السودان.

وقدّم المجلس احتجاجاً رسمياً إلى الجهة الإعلامية التي نشرت الادعاءات، ويدرس اتخاذ إجراءات قانونية لحماية سمعته وسمعة موظفيه.

ودعا المجلس جميع الأطراف المعنية إلى احترام دور المنظمات الإنسانية والامتناع عن نشر معلومات مضللة قد تعرض حياة العاملين في الإغاثة للخطر وتعرقل تقديم الدعم الأساسي للمجتمعات المتضررة من النزاع والنزوح.

المجلس النرويجي للاجئين هو منظمة إنسانية دولية مستقلة تأسست عام 1946، وتركز على تقديم الدعم والحماية للنازحين واللاجئين حول العالم.

وتعمل المنظمة في مناطق الأزمات لتوفير المساعدات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والتعليم، وتلتزم بمبادئ الحياد وعدم التحيز لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً دون الانحياز لأي طرف في النزاعات.

الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور المجلس النرويجي للاجئين النزاع في دارفور حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • السودان: قيادي أهلي يكشف عن «هجوم ضخم» من الدعم السريع على الفاشر
  • اتهامات للدعم السريع بالتحضير لهجوم على شمال دارفور
  • وزير التعليم العالي.. يستعرض جهود المستشفيات الجامعية في مجال زراعة الأعضاء
  • تهريب ذهب السودان الى الإمارات أثناء الحرب ..وزير المعادن يكشف التفاصيل
  • البرهان يهنئ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات
  • السودان: «12» قتيلاً وعمليات اختطاف وسط انتهاكات جسيمة بقرية بشمال دارفور
  • السودان: المجلس النرويجي للاجئين ينفي مزاعم تورطه في دعم أطراف النزاع بدارفور
  • الخرطوم تتقدم بمشروع لإقامة مناطق لوجستية في المعابر بين مصر والسودان
  • «الدعم السريع» تجتاح مناطق جديدة بالجزيرة وسط تدهور مريع للأوضاع
  • السودان: جميع مصانع الأدوية خارج الخدمة