“قضاء أبوظبي” تصدر 3621 حكماً قضائياً متعدد اللغات خلال 2021 و2022
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أصدرت محاكم دائرة القضاء في أبوظبي، 3 آلاف و621 حكمًا قضائيًـا متعدد اللغات خلال عامي 2021 و2022، وذلك في إطار تطبيق نظام التقاضي مزدوج اللغة، الهادف إلى ترسيخ منظومة قضائية رائدة عالمياً تلبي متطلبات المقيمين والمستثمرين من مختلف الجنسيات، بما يتواءم مع توجهات حكومة أبوظبي الرامية إلى توفير بيئة جاذبة للاستثمارات وداعمة للنمو الاقتصادي.
وأكد سعادة المستشار يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، أن إرساء منظومة قضائية مبتكرة تقدم خدمات عالمية الجودة، يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، في ظل المتابعة المستمرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء، لتعزيز الريادة القضائية دعماً لتنافسية إمارة أبوظبي وجاذبيتها كوجهة للإقامة والعمل والاستثمار.
وأشار إلى تركيز دائرة القضاء على ضمان تحقيق سهولة الوصول إلى العدالة، عبر تبسيط الإجراءات وإتاحة جميع الخدمات بطريقة إلكترونية وإتمام إنجازها عن بُعد، فضلا عن التوسع في نظام التقاضي ثنائي اللغة، والذي يعد الأول في المنطقة العربية، إذ يتيح نماذج التقاضي والأحكام بلغات عدة حسب اللغة الناطق بها المتقاضي، وذلك بما يضمن حق الأجنبي في فهم إجراءات التقاضي والقرارات الصادرة عن المحاكم في مختلف الدعاوى، من دون أي حواجز لغوية.
وقال إن إصدار أحكام قضائية متعددة اللغات شملت الإنجليزية، الهندية، الروسية، الفلبينية، الأوردو، والصينية، إلى جانب اللغة العربية على مدار العامين الماضيين، يعكس نجاح منظومة التقاضي في توفير خدمة عالمية المستوى ترسخ مبادئ سيادة القانون وتحقيق العدالة الناجزة، وذلك في ضوء تنفيذ أولويات الخطة الاستراتيجية لدائرة القضاء، التي تركز على الاستدامة واستمرارية الأعمال في ضوء استشراف المستقبل.
وأضاف أن تكامل العمليات القضائية في جميع مراحلها اعتمادا على التقنيات الحديثة واستخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أسهم في إتاحة قيد الدعوى التفاعلي في محاكم أبوظبي، والذي يمكن المتعاملين من قيد الدعاوى من دون الحاجة إلى الإلمام الكامل بالقوانين والإجراءات القضائية المتبعة، من خلال التفاعل مع الخدمة الرقمية وتزويدها بالمعطيات لتحديد نوع الدعوى والمحكمة المختصة وموعد الجلسة الأولى لنظر القضية، فضلا عن إصدار أحكام تفاعلية توفر خصائص ومميزات للمتقاضين تمكنهم من فهم الأحكام وكيفية التعامل معها وترجمتها إلى لغات عدة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"لغات الأقليات وهيمنة اللغات الأجنبية" ندوة في معرض الكتاب
شهدت قاعة مؤسسات، ندوة "لغات الأقليات وهيمنة اللغات الأجنبية" في اليوم السابع من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، الذي يقام بمركز المعارض بالتجمع الخامس.
جاءت الندوة بحضور كل من د. رشا كمال، وكيل كلية اللغات والترجمة، جامعة بدر، ود. سيد رشاد، أستاذ مساعد بقسم اللغات الأفريقية بكلية البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، ود. عمر عبد الفتاح، أستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، ود. محمد الجبالي، عميد كلية الألسن بجامعة الأقصر السابق، والمستشار الثقافي المصري في موسكو سابقًا، وأدار الندوة د. حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر.
وقال حسين محمود إن الأقليات اللغوية هي ظاهرة خاصة تعني أن الفرد يتحدث لغة غير اللغة الرسمية للبلد التي يعيش فيها، موضحًا أن هناك ما يقرب من 10 أقليات لغوية في بريطانيا.
وتحدث حسين محمود عن مجموعة اللغات الأقلية الموجودة في العالم، وتحديدًا في إيطاليا، مضيفًا أن اللغات الأقلية تساعد على تعزيز الروح الثقافية وحفظ التراث والهوية.
وأشار حسين محمود إلى المخاطر التي تواجه لغات الأقليات، حيث أن اللغة تضعف عندما لا يتم نقلها بين الأجيال، مما يؤدي إلى اختفائها بسبب عدم استخدامها.
وأضاف أن الدراسات تشير إلى أن لغات الأقليات في العالم تموت يوميًا بسبب قلة استخدامها سواء في التعليم أو في الحديث اليومي أو بسبب عدم تداولها بين الأجيال، مؤكدًا أن الاستعمار والعولمة ساهموا في القضاء على اللغات الأقلية لصالح اللغات الأجنبية المهيمنة.
وأكد حسين محمود أن في مصر توجد أقليات لغوية، عددها 10 من أشهرها اللغة النوبية.
وفي السياق ذاته، قالت د. رشا كمال إن اللغة الصينية هي الوحيدة التي تتمتع بعدد كبير من الأقليات، حيث تحتوي على ما يقرب من 56 أقلية قومية.
وأوضحت رشا كمال أن الصين تهتم بلغة الأقليات وتعلمها في المدارس، كما أنهم يهتمون باللغة العربية ويتقبلون الدين الإسلامي.
وأضافت أن الدولة الصينية تشجع على استخدام اللغات الأقلية وممارستها، مثل اللغة الكورية وقومية الأباطرة وغيرهم.
ومن جانبه، قال د. سيد رشاد إن القارة الأفريقية تضم 55 دولة، تتحدث لغات معروفة وغير معروفة على الإطلاق، مشيرًا إلى أن التنوع اللغوي له أسباب عديدة.
وأوضح أن أفريقيا تحتوي على ثلث لغات العالم، مثلما هو الحال في السودان حيث توجد ما يقرب من 140 لغة، وفي تنزانيا 128 لغة، مضيفا أن الاستعمار عمل على محو اللغة الأصلية التي يتحدث بها الشعب وفرض لغته في التعليم والدستور، مما جعل اللغات الأصلية تصبح أقلية ثم تتلاشى.
كما قال د. محمد الجبالي إن في روسيا تم انقراض 150 لغة، ويوجد حاليًا ما يقرب من 172 لغة يتحدث بها السكان، وتم وضع قانون لحماية 133 لغة.
وأوضح أن الحكومة الروسية تعمل على دعم اللغات الأقلية ووضع قوانين لحمايتها، بهدف منع حدوث حروب أهلية داخل البلاد وتعزيز روح التسامح بين الأفراد، مضيفًا أن اللغة الأقلية في روسيا تتآكل أيضًا بسبب أسباب اقتصادية، مما يؤدي إلى تقليل أعداد المتحدثين بهذه اللغات، وكل هذا يحدث لصالح اللغة الروسية الأم.
وفي السياق ذاته، تحدث د. عمر عبد الفتاح عن تأثير العولمة بأبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية على اللغات الأقلية. وأشار إلى أن العولمة السياسية تعني السيطرة وإزالة الحدود، وهي نقيض للدول الوطنية، أما العولمة الاقتصادية فهي سيادة نمط اقتصادي معين، والبعد الثقافي للعولمة هو الأخطر لأنه يهدد الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية.