رحالة من ذوي الاحتياجات الخاصة يسعى إلى السفر من أكادير إلى طنجة بكرسيه المتحرك (+صور وفيديو)
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حين اتصل به “اليوم24” كان قد وصل إلى مدينة الرحامنة بعد أن خرج من الدشيرة (نواحي أكادير) منذ يوم الاثنين 21 غشت 2023، وقطع ما يصل لـ 300 كلم على كرسيه المتحرك في رحلة طويلة.
واجه الحسين هندري في ليلته السابعة من مغامرته عاصفة شديدة جعلته يقضي ليلته في خلاء مجاور للطريق الوطنية بالقرب من الرحامنة.
https://alyaoum24.com/content/uploads/2023/08/WhatsApp-Video-2023-08-23-at-17.19.53-1.mp4
هَندري شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولد سنة 1974 بمدينة الدشيرة، أب لطفلة، ورسام تشكيلي، مهتم ومهووس بالمغامرة والمنافسات الرياضية.
انطلاق الرحلة
بدأ هندري رحلته الاثنين الماضي بعد أن أجّلها ليومين مرغما بسبب درجة الحرارة القياسية التي عرفتها مدينة أكادير مؤخرا، والتي تجاوزت الـ 50 درجة حرارية، لينطلق من الدشيرة (ضواحي أكادير) متجها لمراكش على كُرسيه المُتحرك الذي عوّض العكازين.
“تخليت عن العكازين اللذين لازماني منذ الطفولة بسبب ألم في الظهر، والكرسي الذي أستعمله حاليا ليس إلا كرسيا من الصنف العادي، وليس من النوع الرياضي. إنه من النوع الذي يُنقل به المرضى في المستشفيات”، يقول هندري.
لكن رغم هذه الإمكانيات المتواضعة، فقد رفع هندري شعار تحقيق منجز أراده حدثا يسجل في سجله الخاص ويدون في مساره.
سبَق لهندري أن نال شواهد وتحفيزات وحقق رتبا متقدمة، كما حصل أثناء مشاركته في مارطون أكادير على ميدالية تشجيعا لحلوله في مراتب متقدمة حين قطع سباقا لـ 7 كيلومترات كاملة بعكازيه.
هذا السّباق حفزه لينقل مغامراته من العكاز في مسار المارطون، إلى الكُرسي المتحرك في رحَلات شاقّة بين المُدن.
ساعة الرحلة
أعَدّ هندري كرسيه المُتحرك وأوجد مؤونته ومواد غذائية من زيت وسكر وشاي وبعض المكسرات، إضافة إلى مستلزمات صيدلية، وقنينة غاز صغيرة وخيمة وفراش، معتبرا كرسيه المتحرك “منزلا صغيرا متنقلا تتوفر فيه كل الأساسيات التي تلزمني في رحلتي”.
يشق هندري الطريق الوطنية بصعابها. وطموحه الوصول لمغارة “هرقل” بطنجة، يقول “حين أصل إلى مغارة هرقل سوف أرسم لوحة تشكيلية هناك”.
وقال “وأنا أشق الطريق الطويل وسط سكون الطبيعة، فإني أستمتع بالمشهد. أنا فنان له ذوق خاص، أتمعن في القرى وأرى الرّوابي ومشهد يعيدني مرغما للطفولة حيث نسجت ذكريات مع البادية”.
هذا المغامر يريد أن يوصل رسالة مفادها أنه “أن تكون في وضعية إعاقة ليس معيارا للتّمييز”، بل هو دافع للقوة، قائلا: “أن نكون في وضعية إعاقة ليس مانعا لكي نستمتع بحياتنا ككل الناس، بل بالعكس من ذلك فهو حافز ودافع جارف لدخول مغامرات من الممكن أن لا يتقبلها العقل، وهذا ما فعلته في رحلتي هاته”.
ليالي صعبة
حين يداهمه الليل يَبيت في المكان الذي يصله، قد يكون غابة أو بمحاذاة الطريق أو قرب أحد الدواوير.
وبخصوص وجباته فإنه يَكتفي بوجبة فطور مكونة من شاي وخبز وزيت، وخلال الرحلة يستهلك حوالي ـ 6 لترات من الماء يوميا.
ورغم ذلك، فإن طموح هندري، هو أن يقطع أزيد من 800 كلم بين أكادير وطنجة على متن كرسيه المتحرك مؤكدا أنه سيكون بالنسبة له رقما “استثنائيا” .
قطع هندري كل تلك الكيلومترات في ظرف أسبوع ليصل إلى الرحامنة مرورا بمراكش الأحد الماضي.
https://alyaoum24.com/content/uploads/2023/08/WhatsApp-Video-2023-08-28-at-10.13.28-2.mp4غادر الرحامنة الاثنين الماضي متجها إلى بنجرير وسيقطع مساره وهو يشق الطريق الوطنية من بنجرير إلى سطات وبرشيد ثم الدار البيضاء والمحمدية والقنيطرة، ثم القصر الكبير وأصيلة والعرائش وصولا إلى طنجة.
يقول إن المواطنين الذين يلتقون به يشجعونه متعجبين كيف يخوض هذه الرحلة وحده فوق كرسي متحرك. وخلال مسار رحلته التقى الشابين اللذين انطلقا من العيون في رحلة طويلة إلى دبي.
كلمات دلالية ذوي الاحتياجات الخاصة رحلة من أكادير لطنجة مغامرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ذوي الاحتياجات الخاصة مغامرة
إقرأ أيضاً:
فيلم مادونا… هل يجب أن نقدر التراث أكثر من الاحتياجات الإنسانية الملحة
يطرح المخرج جون فريد زكي، معضلة فلسفية في إطار من الدراما والتشويق تترك المتفرج بالعديد من التساؤلات، في الأسكندرية، داخل دير قديم يعج بالتاريخ، حيث تتفجر أزمة أخلاقية تضع قيم الإنسانية والتراث الثقافي في مواجهة مباشرة، في فيلمه القصير الأول مادونا، الذي يشارك بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير.
تدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته عبد العزيز مخيون وكريم قاسم، حول اختفاء أيقونة أثرية داخل أحد الأديرة الكاثوليكية اللاتينية بمدينة الإسكندرية. يتم إخفاء ما حدث عمدًا من قبل رؤساء الدير لمنعها من أن تصبح فضيحة، ويقررون معالجة الأمر داخليًا.
يختار جون أن يُمثّل طرفي المعضلة اثنان من الآباء داخل الدير، يتبنى كل منهما معتقدات تقف على النقيض التام من الأخرى. فمع تصاعد الشكوك، يتصاعد الصراع بين الأب موريس الذي يمثل الجانب التقليدي والمتشدد في الدين والتاريخ، والأب فرانسيس الذي يتمتع بنظرة أكثر تسامحًا وعصرية. يعتبر الأب موريس أن هذه القطعة الأثرية ليست مجرد شيء مادي، بل تمثل جزءًا من الهوية الثقافية والروحية التي يجب الحفاظ عليها بأي ثمن. بالنسبة له، إن ضياع هذه القطعة يشكل ضياعًا لجزء من تاريخ الدير، وبالتالي هو بمثابة ضياع جزء من هويتهم الدينية والروحية. في مقابل ذلك، يرى الأب فرانسيس أن الحياة البشرية واحتياجات الناس يجب أن تكون في المقام الأول. بالنسبة له، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للتضحية باحتياجات إنسان من أجل الحفاظ على قطعة أثرية، مهما كانت أهميتها.
يقول جون في تصريح له "نشأت في مجتمع مسيحي، وشهدت قصصًا لم تُروَ وصراعات خفية. كانت اللحظة المحورية بالنسبة لي هي رؤية امرأة فقيرة تطلب المال من راهب في كنيسة مليئة بالتحف الثمينة. دفعني هذا إلى التساؤل عن سبب الحفاظ على هذه الكنوز بينما هناك أشخاص في حاجة للمساعدة".
مادونا فيلم يستعرض صراعًا أخلاقيًا عميقًا، يجبر شخصياته والمشاهدين على التفكير في الحدود بين حماية ما يربطنا بالماضي، والتزاماتنا تجاه الإنسانية في الحاضر. كما يسلط الضوء على الصراع بين القيمة الأثرية للقطعة المسروقة والاحتياجات الإنسانية. هل نضع مصلحة البشرية أولًا؟ هل تستحق حياة إنسان التضحية من أجل شيء مادي حتى وإن كان يحمل قيمة تاريخية؟