أدت الفضيحة التي أحاطت بالاجتماع المفاجئ بين وزيري خارجية إسرائيل وليبيا إلى تبديد الآمال بترقية العلاقات بين البلدين، علماً أنها قد تُسبب عواقب سياسية في ليبيا.

هكذا يخلص تحليل لمركز "كارنيجي" لدراسات الشرق الأوسط، تعليقا كشف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، عن لقائه بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما، مما أثار حالة من الفوضى في البلدين وفي الخارج.

ويلفت التحليل إلى اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء ليبيا، بما في ذلك في محيط وزارة الخارجية ومقر إقامة رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة الذي أذن على الأرجح بعقد الاجتماع.

ولم تفلح محاولات الدبيبة تهدئة الوضع من خلال إيقاف المنقوش عن العمل، وتعيين وزير مؤقت للخارجية، في حين وصفت حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها بأن الحادث هو "لقاء عارض" بحضور وزير الخارجية الإيطالي وليس اجتماعاً معدّاً مسبقاً.

ومع استمرار الاحتجاجات، أطل الدبيبة من السفارة الفلسطينية في طرابلس مرتدياً وشاحاً يحمل صورة قبة الصخرة، وأعلن إقالته رسمياً للمنقوش، وأكد إخلاص ليبيا للقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

رئيس اتحاد اليهود الليبيين: نصحت الإسرائيليين بتأجيل اللقاء بين كوهين والمنقوش

وخوفاً من المزيد من ردود الفعل الغاضبة وأعمال العنف المحتملة، فرت المنقوش إلى إسطنبول.

ويلفت التحليل إلى أن المنقوش لم تملك أي خلفية دبلوماسية، على عكس أسلافها الذين كانوا دبلوماسيين ذوي خبرة ودراية بتعقيدات وزارة الخارجية الليبية، حيث عينها الدبيبة في مارس/آذار 2021، بعد أن تعرضت مرشحة أخرى لانتقادات، وواجهت تحدياً فريداً كامرأة بين وزراء الخارجية الذكور حصراً في جميع أنحاء المنطقة.

وافتقرت المنقوش وفق التحليل، إلى قاعدة دعم خاصة بها، وتمتعت بنفوذ محدود خارج نطاق ما منحه إياها الدبيبة وأوساطه.

ولكنها أبدت قدرة على الصمود خلال عامَيها الأول والثاني في منصبها، وتغلّبت على الدعوات لاستقالتها على خلفية تصريحات مثيرة للجدل انتقدت فيها الوجود العسكري التركي في ليبيا، وأشادت بعلاقة روسيا الإيجابية مع حكومة الوحدة، وتعاونت مع الولايات المتحدة بشأن تسليم المشتبه به في تفجير طائرة "بان أم 103".

ولاحقا، منحتها وزارة الخارجية الأمريكية "الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة" لعام 2022، مستشهدةً بعملها مع منظمات المجتمع المدني وخبرتها في حل النزاعات.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: تسريب خبر لقاء المنقوش وكوهين ضربة لمؤتمر النقب

وعُقد اجتماع روما في وقت حساس بالنسبة إلى الدبيبة، فقد تم تعيينه في فبراير/شباط 2021 في منصب رئيس الوزراء المؤقت حتى انعقاد الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من ذلك العام.

ولكن بعد تأجيل التصويت لأجل غير مسمى، احتفظ بمنصبه بالدرجة الأولى من خلال الإنفاق المشروع وغير المشروع لعائدات النفط الكبيرة للدولة.

وقد ساهمت ترتيبات التمويل هذه في إبقاء الدبيبة رئيساً للوزراء، على الرغم من أن المفاوضات المتعلقة بتحديد جدول زمني للانتخابات، جددت مؤخراً مساعي منافسيه لإقالته من منصبه.

ومع أنه تصدى لهذه الجهود حتى الآن، إلا أنه ربما بدأ يفقد الدعم الدولي.

وفي هذا السياق، اعتبر الدبيبة التواصل مع كوهين على الأرجح كإشارة إلى الولايات المتحدة بأنه مستعد للتفاعل مع إسرائيل، على الرغم من دعم بلاده تاريخياً للقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

قبل اجتماع المنقوش وكوهين.. سلسلة لقاءات سرية ليبية إسرائيلية

ويقول التحليل: "ارتكب الدبيبة والمنقوش وكوهين جميعهم أخطاء أبطلت القيمة المحتملة لاجتماع روما".

ويضيف: "انتهك كوهين شرط السرية الواضح عندما أدلى ببيان علني بشأن المحادثات، وفي وقت لاحق، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التسريبات كانت وراء قرار كوهين بالإعلان عن اللقاء، علماً أنه كان من الممكن للدبيبة وحكومة الوحدة، نفي بسهولة أي تسريبات من هذا القبيل".

فضلاً عن ذلك، حسب التحليل، كان ينبغي بالمنقوش ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن يضعا قواعد أساسية أكثر وضوحاً للنقاش، والتي كان من الممكن أن تمنع كوهين من القضاء على أي آفاق لمسار إسرائيلي ليبي جدي على المدى القريب، وهي النتيجة الفعلية الوحيدة لمحاولته الواضحة تلميع صورته الدبلوماسية.

ولا شك في أن هذا الحدث الناجم عن سوء تقدير سيؤخر التقارب بين إسرائيل وليبيا لسنوات، إذا كانت الفكرة مطروحة على الإطلاق.

ويختتم التحليل بالتساؤل: "إلى أي مدى يمكن للدبيبة أن يصمد، وما إذا كان هذا الجدل سيجدد الضغط لإجراء انتخابات في ليبيا؟".

اقرأ أيضاً

لقاء المنقوش وكوهين يطغى على منصات التواصل.. هل كانت الوزيرة الليبية "كبش فداء"؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل ليبيا تطبيع المنقوش كارنيجي كوهين الدبيبة المنقوش وکوهین وزارة الخارجیة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

تصعيدٌ وتوتّرٌ حادٌّ بين تركيا وإسرائيل.

أنقرة (زمان التركية) – شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية توترًا غير مسبوق بعد تبادل الاتهامات بين الجانبين، حيث وصفت وزارة الخارجية التركية، الأحد، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بـ”الوقحة”.

جاء ذلك في بيان رسمي للخارجية التركية ردًا على منشور لساعر على منصة “إكس”، قالت فيه: “نرفض التصريحات الوقحة الصادرة عن وزير خارجية حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.

وأضاف البيان أن هذه الادعاءات الواهية، التي لا أساس لها من الصحة، ليست سوى محاولة للتغطية على الجرائم التي يرتكبها نتنياهو وشركاؤه.

وحذرت الخارجية التركية من أن هذه التصريحات تزيد المخاوف من تسريع إسرائيل لوتيرة الإبادة الجماعية في غزة، فضلاً عن تكثيف أنشطتها الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة. وأكد البيان أن حملات الدعاية الإسرائيلية لن تؤثر على عزم تركيا في كشف الحقائق، وأن أنقرة ستواصل الدفاع عن حقوق المدنيين الأبرياء المستهدفين من قبل إسرائيل.

إسرائيل ترد ببيان غير مسبوق

وفي رد غير معهود، نشرت الخارجية الإسرائيلية بيانًا حاد اللهجة تساءلت فيه: “ما الذي أزعج وزارة الخارجية التركية؟ إليكم طريقة لتوضيح كلام الديكتاتور: صرّحوا بوضوح أن أردوغان ليس معاديًا للسامية، وأنه لا يكنّ كراهية مهووسة للدولة اليهودية”.

وأضاف البيان أن “الجميع يعرف ما فعله أردوغان بدول وشعوب المنطقة، من قبرص إلى سوريا، والجميع يرى كيف يتعامل مع شعبه، ويستمع إلى ما يهدد بفعله ضد إسرائيل”.

تصعيد دبلوماسي متواصل بين الطرفين

ويأتي هذا التصعيد في أعقاب هجوم مماثل شنه وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي وصف أردوغان بـ”الجاحد” و”المعادي للسامية”، مؤكدًا أن نظامه “سيسقط”.

وتشهد العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترًا متزايدًا منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، حيث وصف الرئيس التركي إسرائيل بأنها “دولة إرهاب” واتهمها بارتكاب “جرائم حرب”. ردًا على ذلك، علّقت أنقرة بعض العلاقات التجارية والعسكرية، ودعت إلى مقاطعة إسرائيل، وواصلت دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، بما في ذلك تقديم شكاوى لمحكمة العدل الدولية.

جذور الأزمة بين تركيا وإسرائيل

بدأ التوتر بين البلدين في التصاعد منذ عام 2010، عندما هاجمت القوات الإسرائيلية سفن “أسطول الحرية”، التي كانت تحاول كسر الحصار عن غزة، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء أتراك. وردّت أنقرة حينها بسحب سفيرها وتجميد العلاقات الدبلوماسية والعسكرية، مطالبة إسرائيل بالاعتذار وتعويض الضحايا.

ومنذ ذلك الحين، استمرت العلاقات في التأرجح بين التوتر والانفراج، لكن الحرب الأخيرة على غزة أعادت الأزمة إلى ذروتها، ما ينذر بمزيد من المواجهات الدبلوماسية وربما العسكرية بين الطرفين.

Tags: إسرائيل وتركياإيلي كوهينالحرب على غزةالخرجية التركيةتركيا

مقالات مشابهة

  • «الدبيبة» يؤدي صلاة عيد الفطر في ميدان الشهداء
  • تصعيدٌ وتوتّرٌ حادٌّ بين تركيا وإسرائيل.
  • أساتذة جامعيون يطلقون مشروعا لتشجيع الأبحاث حول القضية الفلسطينية ومحاربة التطبيع
  • تباين فرنسي أميركي تجاه لبنان وأركان الدولة يرفضون التطبيع وإسرائيل تستهدف اليونيفيل
  • الخارجية الروسية: الصين غير مستعدة للانضمام إلى الحوار الروسي الأمريكي المحتمل بشأن الاستقرار الاستراتيجي
  • قاسم: نرفض التطبيع مع إسرائيل ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي
  • «الدبيبة» يشارك موظفي شركة «الخدمات العامة» إفطارهم
  • عبد العزيز: إسقاط حكومة الدبيبة سيفتح المجال لحكومة حماد وعقيلة صالح
  • هكذا تحدث الرئيس اللبناني عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله
  • عبدالمجيد: حكومة الإستقرار والقوات المسلحة يسيطرون على 95% من ليبيا.. وحكومة الدبيبة لا تسيطر حتى على طرابلس بالكامل