كارنيجي: الكشف عن لقاء كوهين والمنقوش يؤخر التطبيع المحتمل بين ليبيا وإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أدت الفضيحة التي أحاطت بالاجتماع المفاجئ بين وزيري خارجية إسرائيل وليبيا إلى تبديد الآمال بترقية العلاقات بين البلدين، علماً أنها قد تُسبب عواقب سياسية في ليبيا.
هكذا يخلص تحليل لمركز "كارنيجي" لدراسات الشرق الأوسط، تعليقا كشف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، عن لقائه بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما، مما أثار حالة من الفوضى في البلدين وفي الخارج.
ويلفت التحليل إلى اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء ليبيا، بما في ذلك في محيط وزارة الخارجية ومقر إقامة رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة الذي أذن على الأرجح بعقد الاجتماع.
ولم تفلح محاولات الدبيبة تهدئة الوضع من خلال إيقاف المنقوش عن العمل، وتعيين وزير مؤقت للخارجية، في حين وصفت حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها بأن الحادث هو "لقاء عارض" بحضور وزير الخارجية الإيطالي وليس اجتماعاً معدّاً مسبقاً.
ومع استمرار الاحتجاجات، أطل الدبيبة من السفارة الفلسطينية في طرابلس مرتدياً وشاحاً يحمل صورة قبة الصخرة، وأعلن إقالته رسمياً للمنقوش، وأكد إخلاص ليبيا للقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
رئيس اتحاد اليهود الليبيين: نصحت الإسرائيليين بتأجيل اللقاء بين كوهين والمنقوش
وخوفاً من المزيد من ردود الفعل الغاضبة وأعمال العنف المحتملة، فرت المنقوش إلى إسطنبول.
ويلفت التحليل إلى أن المنقوش لم تملك أي خلفية دبلوماسية، على عكس أسلافها الذين كانوا دبلوماسيين ذوي خبرة ودراية بتعقيدات وزارة الخارجية الليبية، حيث عينها الدبيبة في مارس/آذار 2021، بعد أن تعرضت مرشحة أخرى لانتقادات، وواجهت تحدياً فريداً كامرأة بين وزراء الخارجية الذكور حصراً في جميع أنحاء المنطقة.
وافتقرت المنقوش وفق التحليل، إلى قاعدة دعم خاصة بها، وتمتعت بنفوذ محدود خارج نطاق ما منحه إياها الدبيبة وأوساطه.
ولكنها أبدت قدرة على الصمود خلال عامَيها الأول والثاني في منصبها، وتغلّبت على الدعوات لاستقالتها على خلفية تصريحات مثيرة للجدل انتقدت فيها الوجود العسكري التركي في ليبيا، وأشادت بعلاقة روسيا الإيجابية مع حكومة الوحدة، وتعاونت مع الولايات المتحدة بشأن تسليم المشتبه به في تفجير طائرة "بان أم 103".
ولاحقا، منحتها وزارة الخارجية الأمريكية "الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة" لعام 2022، مستشهدةً بعملها مع منظمات المجتمع المدني وخبرتها في حل النزاعات.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: تسريب خبر لقاء المنقوش وكوهين ضربة لمؤتمر النقب
وعُقد اجتماع روما في وقت حساس بالنسبة إلى الدبيبة، فقد تم تعيينه في فبراير/شباط 2021 في منصب رئيس الوزراء المؤقت حتى انعقاد الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من ذلك العام.
ولكن بعد تأجيل التصويت لأجل غير مسمى، احتفظ بمنصبه بالدرجة الأولى من خلال الإنفاق المشروع وغير المشروع لعائدات النفط الكبيرة للدولة.
وقد ساهمت ترتيبات التمويل هذه في إبقاء الدبيبة رئيساً للوزراء، على الرغم من أن المفاوضات المتعلقة بتحديد جدول زمني للانتخابات، جددت مؤخراً مساعي منافسيه لإقالته من منصبه.
ومع أنه تصدى لهذه الجهود حتى الآن، إلا أنه ربما بدأ يفقد الدعم الدولي.
وفي هذا السياق، اعتبر الدبيبة التواصل مع كوهين على الأرجح كإشارة إلى الولايات المتحدة بأنه مستعد للتفاعل مع إسرائيل، على الرغم من دعم بلاده تاريخياً للقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
قبل اجتماع المنقوش وكوهين.. سلسلة لقاءات سرية ليبية إسرائيلية
ويقول التحليل: "ارتكب الدبيبة والمنقوش وكوهين جميعهم أخطاء أبطلت القيمة المحتملة لاجتماع روما".
ويضيف: "انتهك كوهين شرط السرية الواضح عندما أدلى ببيان علني بشأن المحادثات، وفي وقت لاحق، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التسريبات كانت وراء قرار كوهين بالإعلان عن اللقاء، علماً أنه كان من الممكن للدبيبة وحكومة الوحدة، نفي بسهولة أي تسريبات من هذا القبيل".
فضلاً عن ذلك، حسب التحليل، كان ينبغي بالمنقوش ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن يضعا قواعد أساسية أكثر وضوحاً للنقاش، والتي كان من الممكن أن تمنع كوهين من القضاء على أي آفاق لمسار إسرائيلي ليبي جدي على المدى القريب، وهي النتيجة الفعلية الوحيدة لمحاولته الواضحة تلميع صورته الدبلوماسية.
ولا شك في أن هذا الحدث الناجم عن سوء تقدير سيؤخر التقارب بين إسرائيل وليبيا لسنوات، إذا كانت الفكرة مطروحة على الإطلاق.
ويختتم التحليل بالتساؤل: "إلى أي مدى يمكن للدبيبة أن يصمد، وما إذا كان هذا الجدل سيجدد الضغط لإجراء انتخابات في ليبيا؟".
اقرأ أيضاً
لقاء المنقوش وكوهين يطغى على منصات التواصل.. هل كانت الوزيرة الليبية "كبش فداء"؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل ليبيا تطبيع المنقوش كارنيجي كوهين الدبيبة المنقوش وکوهین وزارة الخارجیة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
الكشف عن موعد ومكان أول جولة لوزير الخارجية الأميركي الجديد
كشفت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، عن موعد ومكان أول جولة خارجية سيقوم بها وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو.
وقالت تامي بروس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن روبيو سيقوم بأول جولة خارجية له الأسبوع المقبل متوجها إلى عدة دول في أميركا الوسطى بينها بنما.
وأوضحت بروس أن روبيو سيزور أيضا كوستاريكا وسلفادور وغواتيمالا وجمهورية الدومينيكان.
وأضافت "يتعلق الأمر بالتأكد من أنه إذا أردنا ضمان أمننا وازدهارنا وصحتنا، فعلينا أن نعتني بجيراننا. وفي عالم اليوم، نتحدث بالتأكيد عن أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى".
وتابعت "هناك سبب لكون هذه الزيارة هي الأولى. هذا يثبت مدى جديته في التعامل مع الأمور".
في خطاب تنصيبه الاثنين، كرر الرئيس دونالد ترامب تهديده بـ "استعادة" السيطرة على قناة بنما، الممر المائي بين المحيطين الأطلسي والهادئ والذي بنته الولايات المتحدة وافتتحته عام 1914 وانتقل إلى بنما عام 1999.
وتعد دول أميركا الوسطى السلفادور وغواتيمالا وهندوراس المصدر الرئيسي للهجرة إلى الولايات المتحدة وتعهد ترامب بوقفها كليا.
وقالت المتحدثة "أما في أميركا الوسطى، فالأمر يتعلق بسلسلة التوريد والاقتصاد وازدهار العلاقات بشكل عام".