أظهرت دراسة أميركية جديدة شارك فيها آلاف الأشخاص أن تناول المزيد من الفواكه والخضروات  يساهم في إنقاص الوزن وتحسين صحة القلب وانخفاض ضغط الدم، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقام مجموعة من الباحثين بمراقبة صحة 3881 شخصا ممن يقطنون في الأحياء ذات الدخل المنخفض من خلال تسعة برامج غذائية في 12 ولاية أمريكية.



وحصل المشاركون على قسائم أو بطاقات تتراوح قيمتها بين 15 إلى 300 دولار شهريا لشراء المزيد من الفواكه والخضروات من أسواق المزارعين ومحلات البقالة.

وركز البحث المنشور في "مجلة الدورة الدموية" على كمية المنتجات التي يتناولها البالغون والأطفال قبل وبعد تلقي "وصفة طبية" من الفاكهة والخضروات، بالإضافة إلى قياسات صحة القلب والأوعية الدموية، ومستويات انعدام الأمن الغذائي والحالة الصحية التي أبلغوا عنها ذاتيًا.

ووجد الباحثون أن البالغين الذين شاركوا في البرامج انتهى بهم الأمر إلى تناول حوالي 30 بالمئة من المنتجات أكثر يوميا.

كما تناولوا ما متوسطه 0.85 كوبا إضافيا من الفواكه والخضروات يوميا، فيما تناول الأطفال في الدراسة 0.26 كوبا أكثر، أو حوالي 7 بالمئة أكثر، مما كانوا يأكلونه قبل البرامج.

وكان المشاركون في الدراسة مصابين أو معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو مرض السكري من النوع الثاني، ومنهم كذلك  من يعانون انعدام الأمن الغذائي، وآخرون أضيفوا إلى الدراسة عبر المراكز الصحية التي تخدم الأحياء ذات الدخل المنخفض.

ووفقا للباحثين، استمر كل برنامج لمدة ستة أشهر في المتوسط، وتم تنفيذه بين عامي 2014 و2020.



وقال المؤلف الرئيسي للدراسة والمدرس في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس تشان، كيرت هاجر: لدينا وباء مستمر من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.

وأضاف: "تاريخيا، لم يكن لدى الأطباء سوى عدد قليل جدا من الأدوات لتحسين تغذية مرضاهم، إلى جانب محدودية الوصول إلى استشارات التغذية".

و استنادا إلى المقارنة بين المشاركين قبل وبعد، أشار الباحث إلى أن "حجم تأثير المزيد من الفواكه والخضروات على ضغط الدم كان حوالي نصف تأثير الأدوية الموصوفة عادة، وهو أمر ملحوظ لتغيير بسيط في النظام الغذائي".

ونوهت الدراسة إلى أن معظم الأمريكيين لا يتناولون الكمية الموصى بها من الفواكه والخضروات يوميا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وأشارت إلى أن "اتباع نظام غذائي سيئ يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة مع مرور الوقت".

إلى ذلك، تقدر وزارة الزراعة الأمريكية أن الشخص يحتاج إلى إنفاق ما بين 63 إلى 78 دولارا شهريا لتناول الكمية اليومية الموصى بها من الفاكهة والخضروات.

كورونا والوعي بأهمية النظام الغذائي


وكانت برامج الوصفات الطبية زادت من انتشارها في العقد الماضي وخاصة بعد تفشي جائحة فيروس كورونا. 

في السياق، شدد هاجر على أن "جائحة كوفيد-19 سلطت الضوء على المعدلات المرتفعة للأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي بالولايات المتحدة، حيث أصبحت أمراض القلب والسكري من عوامل الخطر الرئيسية لدخول المستشفى والوفاة بسبب الوباء".

لكن في نفس الوقت، قال الباحث إنه "من غير المعروف أيضا ما إذا كان الناس (المشاركون في الدراسة) حصلوا على صحة أفضل لأنهم تناولوا المزيد من الفواكه والخضروات، أو بسبب التحسينات المرتبطة في صحة القلب والتمثيل الغذائي جراء الأموال المخصصة للفواكه والخضروات والتي عالجت انعدام الأمن الغذائي الأكبر للأسرة". 

وأضاف: كان حوالي 56 بالمئة من الأسر التي شملتها الدراسة تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

"صحة نتائج الدراسة"

بدوره، قال مدير مركز الحوافز الصحية والاقتصاد السلوكي في جامعة بنسلفانيا، كيفن فولب، إن مثل هذه الدراسات لا يمكن أن تكون بمثابة دليل على أن هذه البرامج تؤدي إلى تحسن في ضغط الدم أو مستويات السكر في الدم.

وشدد فولب على "الحاجة إلى تجارب عشوائية للإجابة على هذا السؤال بشكل أكثر منهجية".



أما كبير مسؤولي العلوم السريرية في جمعية القلب الأميركية، أستاذ علم الأعصاب وعلم الأوبئة في جامعة كولومبيا، ميتشل إلكيند، فاعتبر الدراسة أنها "تحليل رائع" يؤكد أن هناك فوائد لبرامج إنتاج الوصفات الطبية.

لكنه في النهاية اتفق مع فولب حول حاجة الباحثين إلى "إجراء تجربة عشوائية، تماما كما تفعل مع الدواء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة إنقاص الوزن الصحة الدراسات امريكا الصحة دراسات إنقاص الوزن سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انعدام الأمن الغذائی صحة القلب

إقرأ أيضاً:

دراسة تدعو إلى إجراءات عاجلة لمواجهة تفشي البدانة عالميا

توصلت دراسة إلى أن تفشيا عالميا غير مسبوق لزيادة الوزن والبدانة سيطال ستة من كل عشرة بالغين وطفلا أو مراهقا واحدا من كل ثلاثة بحلول عام 2050، في حال لم تتخذ الحكومات إجراءات مهمة وفورية.

تتضمن هذه الدراسة التي نشرت الثلاثاء في مجلة « ذي لانسيت » بيانات من 204 دولة ومنطقة في العالم، وتستند إلى أرقام من « غلوبال بوردن اوف ديسيس »، وهو برنامج كبير تموله مؤسسة « بيل وميليندا غيتس »، يهدف إلى تجميع البيانات الصحية من معظم البلدان.

يشير معدو الدراسة إلى أن تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة وزيادة الوزن المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد الأشخاص المتضررين. وبين عامي 1990 و2021، زاد هذا العدد ثلاث مرات تقريبا لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما، إذ أصبح 2,11 مليار بعدما كان 731 مليونا، وارتفع أكثر من الضعف لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 24 عاما، إذ انتقل من 198 إلى 493 مليونا.

وتضيف الدراسة « من دون إصلاح عاجل للسياسات وإجراءات ملموسة، من المتوقع أن يعاني 60% من البالغين أو 3,8 مليارات شخص، ونحو ثلث (31%) الأطفال والمراهقين أو 746 مليونا، من زيادة في الوزن أو بدانة بحلول عام 2050 ».

ولمواجهة « أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين »، ينبغي اعتماد خطط عمل خمسية (2025-2030) مع تدابير رئيسية: تنظيم الإعلانات المتعلقة بالأطعمة الفائقة المعالجة، ودمج بنية تحتية رياضية وملاعب في المدارس، وتشجيع الرضاعة الطبيعية والوجبات الغذائية المتوازنة بدءا من الحمل، ووضع سياسات تغذية متكيفة مع كل بلد »، وفق معدي الدراسة.

ويقولون « في العام 2050، سيكون شخص من الفئات العمرية الصغيرة من كل ثلاثة يعانون من البدانة أو 130 مليونا، يعيشون في منطقتين: شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تليهما أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع عواقب صحية واقتصادية واجتماعية خطرة ».

ومن المتوقع أن تزيد البدانة لدى الشباب بنسبة 121% على مستوى العالم، مع ما مجموعه 360 مليون طفل ومراهق يعانون من البدانة المفرطة بحلول عام 2050. وأول المتضررين، مع زيادة حادة متوقعة من 2022 إلى 2030 على مستوى العالم، هم الصبيان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 سنة: ففي العام 2030، يتوقع أن يكون عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة في هذه الفئة (16,5%) أكبر من معدل صغار السن الذين يعانون وزنا زائدا (12,9%).

وسيؤدي تفشي البدانة إلى زيادة الضغط على النظم الصحية التي تواجه صعوبات أصلا، وتحديدا في البلدان المنخفضة الموارد، إذ يفترض في العام 2050 أن يصبح عمر نحو ربع البالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة في مختلف أنحاء العالم 65 عاما أو أكثر.

وتقول الدكتورة جيسيكا كير من معهد مردوخ للأبحاث المتعلقة بالأطفال في أستراليا، وأحد المعدين الرئيسيين للدراسة « ينبغي أن تكون الوقاية من البدانة من أبرز السياسات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ».

وتدعو إلى « التزام سياسي أقوى بكثير » لصالح « استراتيجيات عالمية تعمل على تحسين تغذية الناس ونشاطهم البدني وبيئة عيشهم »، معتبرة أن نافذة العمل قصيرة.

يحتاج الأطفال والمراهقون الذين يعانون من زيادة في الوزن في معظم أنحاء أوربا وجنوب آسيا إلى استراتيجيات وقائية، في حين أن هناك حاجة إلى تدخل عاجل لعدد كبير من الفتيات المراهقات اللواتي يقتربن من البدانة في أمريكا الشمالية وأستراليا وأوقيانوسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

ويعيش أكثر من نصف البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن أو بدانة راهنا في ثماني دول فقط: الصين (402 مليونا)، والهند (180 مليونا)، والولايات المتحدة (172 مليونا)، والبرازيل (88 مليونا)، وروسيا (71 مليونا)، والمكسيك (58 مليونا)، وإندونيسيا (52 مليونا)، ومصر (41 مليونا)، وفق بيانات عام 2021.

كلمات دلالية بدانة دراسة صحة

مقالات مشابهة

  • دراسة : إلغاء ذبح أضحية العيد سيوفر 20 مليار درهم
  • الإمارات.. "اكتفاء" تعزز الأمن الغذائي بمنتجات عضوية جديدة
  • دراسة تدعو إلى إيجاد تدخلات شاملة تعزز التغذية الصحية بالمجتمع
  • دراسة جديدة تكشف تأثير الشمس على النشاط الزلزالي في الأرض
  • دراسة: النساء أكثر عرضة للألزهايمر من الرجال
  • دراسة أمريكية: النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الرجال
  • لماذا يصيب الزهايمر النساء أكثر من الرجال؟ دراسة تكشف..
  • دراسة حديثة تكشف تأثير التسربات النفطية صغيرة النطاق على البيئة البحرية
  • دراسة تدعو إلى إجراءات عاجلة لمواجهة تفشي البدانة عالميا
  • بسبب الأحوال الجوية.. تحويل الدراسة اليوم عن بُعد بتعليم القصيم