نبض السودان:
2024-12-19@03:28:45 GMT

الزكاة بكسلا : منهج التدريب وفقه الشراكات

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

الزكاة بكسلا : منهج التدريب وفقه الشراكات

كسلا : إنتصار تقلاوي

درجت أمانة ديوان الزكاة بولاية كسلا على طرق كافة الأبواب التي تقودها تصاعدا لتحقيق مفاهيم الزكاة والانطلاق بها نحو مقصدها المطلوب فقها وشرعا وعملا إداريا منفتحا على مختلف الأبواب.. وحققت رؤية الزكاة المبنىة على ضرورة بناء الفرد استراتيجية مهمة ظلت تسعى لتحقيقها مرحلة تلو مرحلة متخذه في ذلك مفهوم ضرورة الاستفادة من مختلف أبواب العلم وارتياد مسالكها لأن في ذلك مايعينها على تقصير الظل الإداري وتجويد الاداء بماينعكس على حقيقة أدوار الزكاة المرجوة.

. ولما كانت الزكاة مرتبطة بالمال كان لابد من حسن إدارته وتاديته بالشكل الصحيح مخافة الإخفاق ومن ثم عدم توظيف مال الزكاة وفق ضوابطه الشرعية.. الدورة التدريبية الحتمية للمحاسبين والمراجعين الداخليين العاملين بالزكاة كانت نقطة مهمة عمدت أمانة الزكاة بولاية كسلا بجهد مشترك مع ولاية القضارف على تنفيذها في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد وحالت دون تنفيذ العديد من برامج المؤسسات ولائية كانت ام اتحادية. فدفعت أمانة ولاية كسلا ١٥ نفردا من مالييها وولاية القضارف بأربعة منهم ليكون العدد الذي استهدف بالدورة ١٩ كادرا ماليا اختير نفر كريم ومن أصحاب الخبرة في المجال المالي والمحاسبي لمدارستهم وكانت قاعة أمانة الزكاة بولاية كسلا مكانا لسكب العلم ولينهل من الدارسين ماشاء له أن ينهل ليعزز من قدراته ويكون حصنا وحارسا لأموال الزكاة في المعاملة معه.. ٥ ايام تبادل فيها المشاركون تجاربهم في العمل المالي وأضافوا إليها معالم جدية كيف لا وان من اختيروا للمدارسه هم من خيرة اهل الولاية علما ومعرفة في مجال العمل المالي والمحاسبي.. هذه الخطوة وهذا الالتقاء تم بناء على مبدأ شراكة وفتح جديد مابين أمانة الزكاة وإدارة التدريب الموحد بالولاية ليخطوا بصمة جديدة اساسها الشراكة الذكية للاستفادة من جوانب التدريب في تطوير أداء العاملين بالزكاة والذي كانت بدايته بالكوادر المالية.. مسك الختام الذي شهده نفر من قيادات الولاية التنفيذية والرسمية ممثلين لجهات عدة. وأساس الحضور الاستاذ علي ابوفاطمة كرار مدير الحكم المحلي بالولاية ممثلا لوالي الولاية والبرفيسور اماني عبد المعروف بشير مديرة جامعة كسلا رئيس مجلس مشروعات الزكاة وآخرون.. ابوفاطمة أثنى على فكرة الشراكة للديوان مع إدارة التدريب باعتبار أن الخطوة تقود إلى نتائج ترتقي بأداء العاملين في الزكاة خاصة في المجال المالي والحسابي.. وامن علي اهمية الاستمرارية في أمر التدريب وذاد في ذلك(لاكبير على التدريب). هذا المفهوم امن عليه وأكد أمين الزكاة موضحا بأن هنالك خطة موضوعة في شان التدريب الذي سيكثف على مستوى القطاع الشرقي. وقال اننا نعول على المتدربين في مسالة التعامل مع مال الزكاة لحساسيته الأمر الذي يتطلب التعامل فيه على مبدأ الشفافية.. واكد استمرار الشراكة مع إدارة التدريب مستقبلا موضحا أن الدورة التدريبية نفذت رغم الظروف المعلومة.. ابوسن عبد الله محمد حمد قال إن الدورة التدريبية والمشاركة فيها والإشراف عليها يأتي كجزء من الشراكة مع الزكاة وان الادارة عملت على تفعيل قانون التدريب وعقدت شراكات مع جهات عدة من بينها وحدات اتحادية.. المدرب مكي الطاهر أثنى على حسن التعامل مع ديوان الزكاة واختيارهم لتنفيذ برامج الدورة التي شهدت نقاشا وتبادلا للخبرات والمعلومات مشيدا بمستوى المتدربين.. وأضاف مكي أن التدريب يأتي من الأهمية بمكان باعتباره اساس تقدم الدول داعيا إلى استمرار برامج التدريب واقامتها لفترات أطول.. ممثل الدارسين عبد الحميد أكد استفادتهم القصوى من الدورة التدريبة مقدما شكره لكل من ساهم في إنجاح برنامجها تخطيطا وتنفيذا.. ونادي بضرورة الاستمرار في برنامج التدريب وإقامة الدورات لفترات أطول حتى تعم الفوائد بشكل أكبر.. ختاما كانت تسليم الشهادات للدارسين كاعتراف لمشاركتهم في الدورة إلى جانب المحاضرين وآخرين لهم مساهمة في تنفيذ برنامج الدورة التدريبية للمحاسبين والمراجعين الداخليين بولايتي كسلا والقضارف.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: التدريب الزكاة بكسلا الشراكات منهج الدورة التدریبیة

إقرأ أيضاً:

مقارنة بين منهج الشاطبي ومنهج ابن عاشور في مبحث المقاصد

نظرية المقاصد هي واحدة من أبرز الإسهامات الفكرية في الفقه الإسلامي، وقد تطورت بشكل كبير من خلال جهود علماء بارزين مثل الإمام الشاطبي والشيخ الطاهر بن عاشور.

فقد أصل  الإمام الشاطبي (ت 790هـ) لنظرية المقاصد كركيزة أساسية للشريعة، فهو هو أول من وضع الأسس الفكرية لنظرية المقاصد بشكل شامل في كتابه "الموافقات". ويرى أن الشريعة الإسلامية وُضعت لتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة.

وقسّم المقاصد إلى ثلاث مراتب:  الضروريات: الأمور التي لا تستقيم الحياة بدونها، كالدين، النفس، العقل، النسل، والمال.
الحاجيات: ما يُرفع به الحرج عن الناس ويُيسّر حياتهم.
التحسينيات: الأمور التي ترتقي بحياة الإنسان إلى مستوى الكمال والجمال.

وركّز على ضرورة أن يُراعي المجتهد مقاصد الشريعة في فهم النصوص واستنباط الأحكام، مشيرًا إلى أن الغفلة عن المقاصد قد تؤدي إلى تعطيل روح الشريعة.

أما  الطاهر بن عاشور (ت 1973م)، فقد وسّع نطاق المقاصد في كتابه "مقاصد الشريعة الإسلامية"، محاولًا إبرازها كمنهج شامل يصلح للتعامل مع المستجدات في العصر الحديث.

ورأى أن المقصد العام للشريعة هو "حفظ نظام الأمة وضمان استمرارها بتحقيق الصلاح في الدنيا والآخرة". هذه الرؤية أضافت بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا لنظرية المقاصد.

ودعا بن عاشور إلى استخدام نظرية المقاصد في مواجهة القضايا المعاصرة، مثل قضايا التنمية، حقوق الإنسان، والمساواة. وقد ركّز على أن المقاصد يجب أن تكون موجهة للإصلاح وتيسير حياة الناس.

وأضاف بن عاشور مقاصد مثل الحرية والعدالة كأهداف أساسية للشريعة، مما يُظهر عمق تفكيره في توسيع المفهوم التقليدي للمقاصد.

الكاتب والمفكر التونسي الدكتور عبد المجيد النجار وهو أحد المفكرين والباحثين في مجال الفقه والفكر الإسلامي المعاصر، ويعتبر من المساهمين في تأصيل الاجتهاد المقاصدي كمنهج للتعامل مع النصوص، ومؤكدا على أهمية النظر إلى مقاصد الشريعة لتحقيق المصلحة العامة، يقدم في هذه السلسلة من المقالات التي تنشرها "عربي21" بالتزامن مع نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك"، مسالك المقاصد عند ابن عاشور.. مقارنة بالإمام الشاطبي.

الشاطبي وابن عاشور.. تقاطعات وتباينات

إذا عدنا إلى المسالك التي عينها كل من الإمامين لإثبات المقاصد تبين لنا في الظاهر أن بينها اختلافا وتباعدا بحيث لا نجد منها واحدا تكرر بينهما إلا أن يكون اشتراك في استعمال كل منهما لمواد مشتركة لبناء طرقه مثل مادة العلل،ومادة مسالك العلة. ومن الملفت للانتباه أن لا يتحقق هذا الاشتراك حتى في أوضح الطرق وأكثرها جلاء في استكشاف المقاصد، وهو الفهم المباشر من نصوص القرآن الواضحة في الدلالة، حيث لم يدرج ذلك الشاطبي ضمن مسالكه الأربعة، فما هي جلية الأمر في هذا الاختلاف، والحال أن الموضوع واحد، والغرض واحد، والرجلين ينتميان إلى نفس المذهب وهو المذهب المالكي.

ينبغي أن نعود في ذلك إلى المنطلقات التي انطلق منها الإمامان في تحديد المسالك للكشف عن مقاصد الشريعة فلعلنا نجد في هذه المنطلقات ما يفسر هذا الاختلاف الظاهري.

إن الإمام الشاطبي كان منطلقه في ضبط مسالكه متحددا بطبيعة العمل الذي أقدم عليه في التأليف في المقاصد، فذلك العمل كما ألمعنا إليه آنفا كان عملا مبتكرا أو يكاد وهو ما جعله ينحو منحى التجزئة والتفصيل والتدقيق في بسط المقاصد وتحليلها وبيان حقائقها وأوضاعها، فجاء مؤلفه متكاثرة مسائله متنوعة متعددة قضاياه حتى دخل فيه ما لا يمت بالمقاصد إلا بصلة ضعيفة، وكل هذه الصفات طبيعية في المباحث المبتكرة، إذ العلوم والمباحث تمر بمراحل متعددة تتطور فيها من الجزئية والاختلاط إلى الكلية والتخصص. فلما جاء إلى بيان مسالك الكشف عن المقاصد وجعلها كالخاتمة لكل مباحثه في المقاصد، كانت متجانسة في طبيعتها مع ما جعلت خلاصة له من عامة المبحث، فاتصفت بالجزئية في الغالب من حيث اتجهت إلى رسم الطريق في البحث عن المقاصد في نطاق آحاد الأحكام لا في نطاق المقاصد الكلية العامة، وهو ما يظهر بجلاء في المسالك الثلاثة الأخيرة، حيث لم تتميز هذه المسالك تميزاً نوعياً عن بحوث الأصوليين في العلة ومسالكها وما يتعلق بها.

أما ابن عاشور فإن منطلقه كان غير هذا المنطلق وهو ما عبر عنه صراحة في فاتحة كتابه وفي مواطن أخرى منه حينما بين أن الغرض الذي رسمه لهذا العلم كما صاغه في كتابه هو أن يصل في مقاصد الشريعة إلى تأسيس ما هو كلي عام يكون كفيلا عندما يتحاكم إليه الفقهاء والأصوليون بأن يقطع جدلهم ويخفف خلافهم أو يقطعه، ففكرة الحد من التشتت الفقهي كانت مسيطرة عليه، وما وضع كتابه إلا لهذا الغرض وهو ما عناه بقوله: "دعاني إلى صرف الهمة إليه ما رأيت من عسر الاحتجاج بين المختلفين في مسائل الشريعة إذ كانوا لا ينتهون في حجاجهم إلى أدلة ضرورية أو قريبة منها يذعن إليها المكابر ويهتدي بها المشبه عليه كما ينتهي أهل العلوم العقلية في حجاجهم المنطقي والفلسفي إلى أدلة الضروريات والمشاهدات والأصول الموضوعية فيرتفع بين الجميع الحجاج ويرتفع من أهل الجدل ما هم فيه من لجاج، ورأيت علماء الشريعة بذلك أولى وللآخرة خير من الأولى" .

إن ما رسمه الشاطبي من مسالك ليس مناقضا لما رسمه ابن عاشور بل هو يشبه أن يكون مادة له، أو مرحلة أولى في تعيين المقاصد تنحو منحى الجزئية، وما رسمه ابن عاشور يعتبر مرحلة ثانية مبنية على الأولى، وهي مرحلة تنحو منحى التنظير والتقنين، وهكذا فإنها تتجه من الجزئية إلى الكلية ومن التشتت إلى التقنين.ولهذا المعنى جاءت المسالك التي عينها ابن عاشور من جنس الغرض الذي رامه والمنهج الذي اتبعه في كتابه، فكانت تنزع منزع التقنين القائم على الكليات المبنية من الجزئيات، فالقانون الكلي هو الأدعى إلى قطع الخلافات بين الناس، وهو ما تمثل واضحا في كل مسالكه تقريبا، وعلى الأخص في المسلك الاستقرائي الأول حيث انصرف في المسالك عن بيان الطرق التي تعرف بها المقاصد القريبة (أي علل الأحكام) التي تتعلق بآحاد الأحكام إلى بيان المسالك التي تعرف بها المقاصد العليا التي تندرج تحتها جملة الأحكام وتمثل ما يشبه القانون الكلي.

وبهذا الاعتبار فإنه يمكن القول: إن ما رسمه الشاطبي من مسالك ليس مناقضا لما رسمه ابن عاشور بل هو يشبه أن يكون مادة له، أو مرحلة أولى في تعيين المقاصد تنحو منحى الجزئية، وما رسمه ابن عاشور يعتبر مرحلة ثانية مبنية على الأولى، وهي مرحلة تنحو منحى التنظير والتقنين، وهكذا فإنها تتجه من الجزئية إلى الكلية ومن التشتت إلى التقنين. إلا أننا مع هذا نجد مسلكا من مسالك الشاطبي وهو المسلك الأول الذي جعل فيه مجرد الأمر والنهي طريقا لتعيين المقاصد يتصف بالكلية التي تناسب مرحلة ابن عاشور، ولكنه لم يأخذه بعين الاعتبار لسبب يبدو أنه التحوط من السقوط في ضرب من الظاهرية التي نقدها غير ما مرة في كتابه، ولو كان أخذ بعين الاعتبار هذا المسلك وعالجه بالتطوير لكانت مسالكه أثرى على ما نحسب.

وإذا ما ضممنا مسالك الشاطبي إلى مسالك ابن عاشور في الكشف عن مقاصد الشريعة فهل نجد فيهما ما يوفي بغرض المسلمين اليوم في خصوص الكشف عن مقاصد الشريعة، والحال أن القضية مطروحة بشيء من الإلحاح، وأن الآراء فيها بلغت من التناقض ما يوشك أن يؤدي إلى الانحراف، إما سقوطا في الحرفية المتنكبة عن البحث في المقاصد، وإما سقوطاً في تعيين مقاصد تتخذ مادتها من الخيالات والأوهام، وتؤدي بالتالي إلى إهدار النصوص؟

لا شك أن ما قدمه الإمامان يعتبر مادة ثرية في الاستكشاف المقاصدي لا غنى لباحث أصولي عنها، كما أنه يعتبر قفزة نوعية في جنس البحوث الأصولية، ولكن تطور الأوضاع، وتجدد الملابسات تدعو إلى أن تعالج هذه الثروة بتزكيتها بالبحث للبناء عليها أسّاً متينا، وفي مستجدات العلوم اليوم لغوية واجتماعية ونفسية واقتصادية ما يعين على تطوير البحوث في مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة لأنّ هذه العلوم معينة على الإرشاد إلى مصلحة الإنسان، وليست المقاصد العليا للشريعة إلا حفظ هذه المصلحة. ولا إخال الإمام ابن عاشور إلا قاصداً هذا المعنى حين قال في كتابه المقاصد: "وعلى هذا فالحاصل للباحث عن المقاصد الشرعية قد يكون علماً أو قريباً من القطعي، وقد يكون ظناً، ولا يعتبر ما حصل للناظر من ظن ضعيف أو دونه، فإن لم يحصل له سوى هذا الضعيف فليفرضه فرضا مجردا ً ليكون تهيئة لناظر يأتي بعده كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"، فهذه دعوة من الإمام إلى أن يثرى البحث في الكشف عن مقاصد الشريعة، في سبيل المزيد من الإحكام لاستنباط الأحكام تحقيقا لمصالح الإنسان، وأفضل الوفاء له أن تلبى دعوته هذه.

مقالات مشابهة

  • انطلاق الدورة التدريبية لموظفي وزارة الموارد المائية في الأردن
  • وزارة الرياضة تختتم الدورة التدريبية الأولى لأعضاء برلمان شباب مصر
  • ختام فعاليات الدورة التدريبية لرفع كفاءة وتعزيز ملف القضية السكانية بالمنوفية
  • مقارنة بين منهج الشاطبي ومنهج ابن عاشور في مبحث المقاصد
  • مياه أسيوط تشارك فى الدورة التدريبية لتدريب قادة المناخ الصغار
  • أدارة مكافحة المخدرات بكسلا تضبط كمية من المخدرات
  • تخرج الدورة الثانية من المعينين بالهيئات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية المصرية.. صور
  • تخريج الدورة الثانية من المعينين بالهيئات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية
  • تخرج الدورة الثانية من المعينين بالهيئات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية المصرية
  • تخريج الدورة الثانية من المعينين بالهيئات القضائية بعد إتمام التدريب بالأكاديمية العسكرية (فيديو وصور)