الجزيرة:
2025-03-28@02:14:57 GMT

التعليم في السودان.. مستقبل الطلاب في مهب الحرب

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

التعليم في السودان.. مستقبل الطلاب في مهب الحرب

عماد طالب بقسم الإعلام في جامعة الخرطوم تحول إلى نازح بولاية الجزيرة ثم بائع طعام في شوارعها بعد قرار وزارة التعليم العالي إغلاق الجامعات السودانية إلى أجل غير مسمى، مما أجهض حلمه بإكمال تعليمه الجامعي.

وليس عماد وحده من يواجه هذه المأساة فثمة قرابة 600 ألف طالب جامعي في مؤسسات التعليم العالي في السودان يواجهون مصيرا مجهولا بعد إغلاق جامعاتهم وتلف الكثير من وثائقهم الأكاديمية، بحسب مراسل الجزيرة في الخرطوم.

وتواجه العملية التعليمية في السودان، تعقيدات بالغة في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ويعيش الطلاب آلام النزوح والحرمان من الحق في التعليم خاصة بعد إلغاء معظم امتحانات نهاية العام الجامعية وتحول الجامعات والمدارس إلى ملاجئ.

وتواترت أنباء عن نية الحكومة تعطيل العام الدراسي 2023–2024، في ظل عدم صرف رواتب المعلمين وتحول المدارس في الولايات إلى دور إيواء للنازحين الفارين من نيران الحرب في العاصمة الخرطوم.

أضرار جسمية

وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بيان لها الاثنين الماضي، أنه "منذ تفجر الاشتباكات (بين الجيش وقوات الدعم السريع) طال التخريب كل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بولاية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى".

وأضافت أن تداعيات القتال أثرت على 104 من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والمراكز البحثية والصندوق القومي لرعاية الطلاب. كما تضررت الوزارة باشتعال النار في عدد من طوابقها، واحتراق عدد كبير من المكاتب.

وأضافت الوزارة أن الأضرار عبر الجامعات "شملت البنى التحتية من المعامل والورش والمكتبات والقاعات والمكاتب الإدارية حرقا ونهبا وتكسيرا"، وتحدثت عن "استهداف ممنهج لممتلكات ومساكن أعضاء هيئة التدريس والعاملين في مناطق كثيرة من العاصمة وبعض الولايات".

ومرت الجامعات من عام 2019 حتى الآن بمشاكل عديدة وتحول عدد منها لمراكز إيواء للنازحين والمتأثرين من الحرب خاصة في ظل صعوبة التنقل بين الولايات، كما أن الحكومة باتت عاجزة عن دفع أجور أساتذة الجامعات.

عام دراسي فاشل

وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين (مستقلة تشكلت عام 2015 لحماية حقوق المعلمين) سامي الباقر للأناضول، إن وزارة التربية والتعليم "ينبغي أن تعلن موقفا واضحا بشأن العملية التعليمية والعام الدراسي الجديد 2023 – 2024".

وأضاف أن اللجنة "رأت أن الحرب أثرت بشكل مباشر على العام الدراسي السابق ويمكن وصفه بالفاشل بدرجة كبيرة، خاصة وأن عدد أيامه لم تتجاوز 90 يوما، وأقل مدة متفق عليها عالميا هي 180 يوما".

وتابع الباقر "لم تُجرَ امتحانات شهادة الثانوية العامة السودانية للعام الماضي حتى الآن، ويستحيل إجراؤها في ظل الواقع الحالي باعتبارها امتحانات تجرى في كل السودان. الآن أكثر من 10 ولايات في السودان متأثرة بالحرب بطريقة أو بأخرى، وبالتالي يستحيل إجراء امتحانات الشهادة السودانية في هذا الظرف".

وأشار الباقر إلى أن "بعض الكتب المدرسية غير متوافرة لكثير من المراحل الدراسية نتيجة توقف المطابع بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وإلى الآن في 11 ولاية ضمن 18 ولاية لم يتم صرف رواتب 5 أشهر للمعلمين وهذا واقع مزرٍ جدا. إضافة إلى ذلك فإن الكثير من المعلمين اضطروا إلى النزوح من مناطق الحرب والنزاع".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "من المستحيل تدشين العام الدراسي المقبل في ظل الحرب، وإذا تم فتح العام الدراسي ستواجهه مشاكل كفيلة بانهياره منذ البداية".

ثكنات عسكرية

وأوضح الباقر أن "المدارس في ولايات الخرطوم أصبحت ثكنات عسكرية أو مستهدفة بالقصف، وفي المناطق الآمنة والتي أصبحت ملاذا آمنا للفارين من مناطق الحرب مثل ولايات الجزيرة (وسط) نهر النيل، والشمالية َ(شمال)، وكسلا (شرق)، والنيل الأبيض (جنوب)، وسنار (جنوب شرق) أصبحت المدارس دور إيواء للنازحين".

من جهتها قالت عضو لجنة المعلمين السودانيين قمرية عمر، إن العملية التعلمية "كل محاورها متأثرة تماما بالحرب". وأشارت إلى أن الطلاب "تأثروا بشكل مباشر بسبب النزوح واللجوء، وعدم الاستقرار".

وأضافت أن "المعلمين أيضا يعانون جراء عدم صرف الرواتب لمدة شهور، بالإضافة إلى محن الكثير منهم فأوضاعهم أصبحت صعبة جدا".

وتابعت "المدارس تأثرت وأصبحت ثكنات ومناطق عسكرية تدار منها العمليات الحربية، بالإضافة لتعرضها للنهب من قبل القوات المتحاربة وعصابات السرقة".

تعقيدات بالغة

من جهته يرى مصعب عبد الله وهو معلم بمرحلة الأساس بالسودان، أن العام الدراسي الجديد "يواجه تعقيدات بالغة، خاصة وأن وزارة المالية أخفقت في صرف رواتب المعلمين في 11 ولاية من ضمن 18 ولاية".

بدوره يقول يوسف الهادي وهو أب لعدد من التلاميذ، إن "مستقبل الطلاب السودانيين أصبح في خطر بالغ جراء الحرب التي ستؤدي إلى تدمير العملية التعليمية في السودان".

وأضاف الهادي "ليس لدينا خيار لتعليم أبنائنا في الوضع الراهن، وكل الظروف غير مواتية لإيجاد بدائل لتعليم الأبناء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعلیم العالی العام الدراسی فی السودان عدد من

إقرأ أيضاً:

تحديات ما بعد تحرير الخرطوم.. خبراء سودانيون يحذرون من تكرار الأخطاء

تحدث الناشط السياسي والباحث السوداني في العلاقات ياسر يوسف والكاتب والمحلل السياسي السوداني ضياء الدين بلال عن التحديات التي تواجه السودان بعد تحرير العاصمة الخرطوم من سيطرة قوات الدعم السريع. وأكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتخطيط لعملية إعادة إعمار شاملة، إضافة إلى إطلاق حوار سياسي يحقق الاستقرار ويمنع تكرار أخطاء الماضي.

تحرير الخرطوم.. نقلة استراتيجية

ووصف ياسر يوسف تحرير العاصمة الخرطوم من سيطرة قوات الدعم السريع بأنه تطور كبير في مسار الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023. وأكد أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة التاريخية، مما يعزز فرص إطلاق عملية سياسية شاملة.

وقال يوسف في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "تحرير الخرطوم وولاية الخرطوم بمدنها الثلاثة يمثل أكبر تطور منذ اندلاع الحرب. إعلان رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن الخرطوم أصبحت حرة، يبعث برسالة واضحة حول استعادة الدولة لموقعها السياسي والإداري".

وأشار إلى أن عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة بعد فترة طويلة من الإقامة في بورتسودان ستمكنها من مباشرة مهامها بشكل أكثر فاعلية. وأكد أن هذا التطور سيساهم في إعادة الإعمار ومعالجة الدمار الذي طال المؤسسات المدنية والسيادية وممتلكات المواطنين.

عودة السياسة والحياة الاقتصادية

وأضاف يوسف أن استعادة الخرطوم تعني أيضًا عودة النشاط السياسي وإطلاق حوار سوداني ـ سوداني بمشاركة جميع الأطراف السياسية. وأوضح: "بعد عامين من هيمنة العمليات العسكرية على المشهد، آن الأوان لعودة السياسة، وبدء عملية سياسية تمهد لمرحلة انتقالية مستقرة".

على الصعيد الاقتصادي، أكد أن تحرير العاصمة سيسرع من جهود إعادة الإعمار، مما ينعكس إيجابًا على حياة المواطنين، ويساهم في استعادة النشاط التجاري والصناعي.

استمرار المعركة واستعادة السيادة الكاملة

رغم أهمية تحرير الخرطوم، أشار يوسف إلى أن الحرب لم تنتهِ بعد. وقال: "الميليشيات ما زالت تسيطر على بعض الولايات في دارفور، ما يعني أن المعركة لاستعادة كامل التراب الوطني مستمرة". وأضاف أن الفريق البرهان أكد خلال زيارته للقصر الجمهوري استمرار الجهود العسكرية لتحرير كافة المناطق.

تشكيل حكومة تكنوقراط للمرحلة الانتقالية

وحول مستقبل الحكم في السودان، شدد يوسف على ضرورة تشكيل حكومة مهام وطنية تتألف من تكنوقراط بعيدًا عن التجاذبات الحزبية. وأوضح: "يجب أن تركز هذه الحكومة على إعادة الإعمار، تطبيع الأوضاع العامة، وتهيئة البلاد للانتخابات المقبلة".

وأكد أن الجيش يمكن أن يتولى السلطة السيادية خلال هذه الفترة لضمان الاستقرار، بينما تضطلع حكومة المهام بمسؤولية إدارة شؤون البلاد اليومية.

أولويات العلاقات الخارجية

فيما يخص السياسة الخارجية، اعتبر يوسف أن الأولوية القصوى هي عودة السودان إلى الاتحاد الإفريقي، الذي جمد عضويته منذ أكتوبر 2022. وقال: "الاتحاد الإفريقي هو الحاضنة الطبيعية للسودان، ومن المهم استعادة دوره في المنظمة الإفريقية".

وأشار إلى أن السودان بحاجة إلى إعادة بناء علاقاته مع دول الجوار التي دعمت الميليشيات، مؤكدًا على أهمية التفاهم والحوار لضمان عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

كما لفت إلى الدور الحيوي للأصدقاء الذين ساندوا السودان خلال الحرب، معربًا عن أمله في استمرار دعمهم خلال مرحلة إعادة الإعمار.

وخلص يوسف إلى أن تحرير الخرطوم يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الأزمة السودانية. وأكد أن النجاح في إعادة الإعمار وإطلاق عملية سياسية شاملة يتطلب تعاونًا داخليًا ودعمًا دوليًا لضمان مستقبل مستقر وآمن للسودان.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال، أن السودان يواجه تحديات كبيرة بعد تحرير العاصمة الخرطوم من سيطرة ميليشيات الدعم السريع، مشددًا على أهمية معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى اندلاع الحرب.

معالجة أسباب الحرب وتجنب تكرار الأخطاء

وقال بلال في تصريحات صحفية: "هناك بناء سياسي يجب أن يتم لتفادي تكرار الأخطاء التي أدت إلى هذه الحرب. من الضروري معالجة الأسباب التي أدت إلى هذا الحريق حتى لا تعود الأزمة مجددًا". وأكد أن الأولوية هي تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية أو الحزبية لتحقيق الاستقرار.

وأضاف بلال: "لابد من ارتفاع درجة الروح السياسية والتعالي عن المصالح الشخصية المباشرة، سواء للأفراد أو الأحزاب، والتركيز على المصلحة الكلية للشعب السوداني".

إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية

كما شدد بلال على أهمية دعم جهود إعادة الإعمار في الخرطوم، والتي تعرضت لدمار واسع النطاق. وقال: "إعادة ترميم المباني والبنى التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، ستكون من أولويات الحكومة في المرحلة المقبلة. عودة المواطنين إلى منازلهم تتطلب شعورهم بالأمان وتوفر الخدمات الضرورية".

وأشار إلى أن توفير الخدمات هو أحد العوامل الرئيسية التي ستسهم في عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم.

التعافي الاجتماعي

رغم آثار الحرب، أشار بلال إلى أن المجتمع السوداني أثبت تماسكًا كبيرًا خلال الأزمة. وقال: "المجتمع السوداني يتمتع بتكافل اجتماعي قوي، وقد تجاوز العديد من الأزمات. في أي بلد آخر، ربما كانت الحرب لتؤدي إلى انهيارات اجتماعية، لكن السودانيين أظهروا صلابة ووحدة استثنائية".

وأضاف أن التجربة القاسية التي مر بها السودان منحت الشعب وعيًا وخبرة ستمنع تكرار الحرب مستقبلًا.

دور العلاقات الإقليمية والدولية

فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أكد بلال أن السودان لن يتمكن من تحقيق إعادة الإعمار بمفرده. وقال: "لا يمكن القيام بعملية إعادة تعمير دون دعم إقليمي وعربي. هناك حاجة ملحة لتضافر الجهود الدولية لدعم السودان".

وأشار إلى أن الحكومة السودانية أمامها مسؤوليات كبيرة لضمان عدم تكرار الحرب، معتمدًا على ما وصفه بـ"الرصيد من الوعي والرشد" الذي اكتسبه الشعب السوداني خلال الأزمة.




وعاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء أمس الأربعاء، إلى القصر الرئاسي في العاصمة، وأعلن "الخرطوم حرة"، فيما حاولت قوات "الدعم السريع" التقليل من أهمية هذه الخطوة.

وظهر البرهان، وهو أيضا قائد الجيش، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، وقال: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة"، حسب لقطات متلفزة.

وهذه هي المرة الأولى التي تهبط فيه مروحية البرهان في الخرطوم منذ بدء الحرب قبل نحو عامين.

وفي أعقاب سيطرة "الدعم السريع" على الخرطوم اتخذت السلطات السودانية من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (غرب) عاصمةً مؤقتةً.

والأربعاء، واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم واستعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل/ نيسان 2023.

وفرض الجيش، خلال الأيام الماضية، سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن.

ومن أصل 18 ولاية، تسيطر قوات "الدعم السريع" فقط على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان.

كما تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات في إقليم دارفور (عرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.

ويخوص الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء حوالي 15 مليونا آخرين، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.


مقالات مشابهة

  • تحديات ما بعد تحرير الخرطوم.. خبراء سودانيون يحذرون من تكرار الأخطاء
  • بدأت هذه الحرب فعلياً في الخرطوم ،فجأة وللغرابة يبدو انها في الخرطوم تنتهي ، فجأة
  • وفاة مدير مدرسة أثناء اليوم الدراسي.. وإجراء عاجل لنقابة المعلمين
  • كيف تنجح التعليم في عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعات؟| خبير يحسم الجدل
  • وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس أمناء جامعة جنوب الوادي الأهلية
  • جديد التعليم الجامعي للطلاب الأجانب والمنح الدراسية بماليزيا
  • في حفل إفطار التعليم.. محافظ المنيا يكرم المعلمين المتميزين والطلاب المتفوقين
  • التعليم العالي: زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية
  • التعليم العالي تمدد فترة التسجيل لمفاضلة الدراسات العليا ودبلومات ‏وماجستيرات التأهيل ‏والتخصص في الجامعات الحكومية
  • التعليم العالي تحدد امتحان الكيمياء لطلاب السنة التحضيرية في الجامعات ‏الحكومية ‏بالخامس من شهر نيسان القادم ‏