الجزيرة:
2024-10-06@12:08:15 GMT

التعليم في السودان.. مستقبل الطلاب في مهب الحرب

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

التعليم في السودان.. مستقبل الطلاب في مهب الحرب

عماد طالب بقسم الإعلام في جامعة الخرطوم تحول إلى نازح بولاية الجزيرة ثم بائع طعام في شوارعها بعد قرار وزارة التعليم العالي إغلاق الجامعات السودانية إلى أجل غير مسمى، مما أجهض حلمه بإكمال تعليمه الجامعي.

وليس عماد وحده من يواجه هذه المأساة فثمة قرابة 600 ألف طالب جامعي في مؤسسات التعليم العالي في السودان يواجهون مصيرا مجهولا بعد إغلاق جامعاتهم وتلف الكثير من وثائقهم الأكاديمية، بحسب مراسل الجزيرة في الخرطوم.

وتواجه العملية التعليمية في السودان، تعقيدات بالغة في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ويعيش الطلاب آلام النزوح والحرمان من الحق في التعليم خاصة بعد إلغاء معظم امتحانات نهاية العام الجامعية وتحول الجامعات والمدارس إلى ملاجئ.

وتواترت أنباء عن نية الحكومة تعطيل العام الدراسي 2023–2024، في ظل عدم صرف رواتب المعلمين وتحول المدارس في الولايات إلى دور إيواء للنازحين الفارين من نيران الحرب في العاصمة الخرطوم.

أضرار جسمية

وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بيان لها الاثنين الماضي، أنه "منذ تفجر الاشتباكات (بين الجيش وقوات الدعم السريع) طال التخريب كل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بولاية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى".

وأضافت أن تداعيات القتال أثرت على 104 من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والمراكز البحثية والصندوق القومي لرعاية الطلاب. كما تضررت الوزارة باشتعال النار في عدد من طوابقها، واحتراق عدد كبير من المكاتب.

وأضافت الوزارة أن الأضرار عبر الجامعات "شملت البنى التحتية من المعامل والورش والمكتبات والقاعات والمكاتب الإدارية حرقا ونهبا وتكسيرا"، وتحدثت عن "استهداف ممنهج لممتلكات ومساكن أعضاء هيئة التدريس والعاملين في مناطق كثيرة من العاصمة وبعض الولايات".

ومرت الجامعات من عام 2019 حتى الآن بمشاكل عديدة وتحول عدد منها لمراكز إيواء للنازحين والمتأثرين من الحرب خاصة في ظل صعوبة التنقل بين الولايات، كما أن الحكومة باتت عاجزة عن دفع أجور أساتذة الجامعات.

عام دراسي فاشل

وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين (مستقلة تشكلت عام 2015 لحماية حقوق المعلمين) سامي الباقر للأناضول، إن وزارة التربية والتعليم "ينبغي أن تعلن موقفا واضحا بشأن العملية التعليمية والعام الدراسي الجديد 2023 – 2024".

وأضاف أن اللجنة "رأت أن الحرب أثرت بشكل مباشر على العام الدراسي السابق ويمكن وصفه بالفاشل بدرجة كبيرة، خاصة وأن عدد أيامه لم تتجاوز 90 يوما، وأقل مدة متفق عليها عالميا هي 180 يوما".

وتابع الباقر "لم تُجرَ امتحانات شهادة الثانوية العامة السودانية للعام الماضي حتى الآن، ويستحيل إجراؤها في ظل الواقع الحالي باعتبارها امتحانات تجرى في كل السودان. الآن أكثر من 10 ولايات في السودان متأثرة بالحرب بطريقة أو بأخرى، وبالتالي يستحيل إجراء امتحانات الشهادة السودانية في هذا الظرف".

وأشار الباقر إلى أن "بعض الكتب المدرسية غير متوافرة لكثير من المراحل الدراسية نتيجة توقف المطابع بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وإلى الآن في 11 ولاية ضمن 18 ولاية لم يتم صرف رواتب 5 أشهر للمعلمين وهذا واقع مزرٍ جدا. إضافة إلى ذلك فإن الكثير من المعلمين اضطروا إلى النزوح من مناطق الحرب والنزاع".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "من المستحيل تدشين العام الدراسي المقبل في ظل الحرب، وإذا تم فتح العام الدراسي ستواجهه مشاكل كفيلة بانهياره منذ البداية".

ثكنات عسكرية

وأوضح الباقر أن "المدارس في ولايات الخرطوم أصبحت ثكنات عسكرية أو مستهدفة بالقصف، وفي المناطق الآمنة والتي أصبحت ملاذا آمنا للفارين من مناطق الحرب مثل ولايات الجزيرة (وسط) نهر النيل، والشمالية َ(شمال)، وكسلا (شرق)، والنيل الأبيض (جنوب)، وسنار (جنوب شرق) أصبحت المدارس دور إيواء للنازحين".

من جهتها قالت عضو لجنة المعلمين السودانيين قمرية عمر، إن العملية التعلمية "كل محاورها متأثرة تماما بالحرب". وأشارت إلى أن الطلاب "تأثروا بشكل مباشر بسبب النزوح واللجوء، وعدم الاستقرار".

وأضافت أن "المعلمين أيضا يعانون جراء عدم صرف الرواتب لمدة شهور، بالإضافة إلى محن الكثير منهم فأوضاعهم أصبحت صعبة جدا".

وتابعت "المدارس تأثرت وأصبحت ثكنات ومناطق عسكرية تدار منها العمليات الحربية، بالإضافة لتعرضها للنهب من قبل القوات المتحاربة وعصابات السرقة".

تعقيدات بالغة

من جهته يرى مصعب عبد الله وهو معلم بمرحلة الأساس بالسودان، أن العام الدراسي الجديد "يواجه تعقيدات بالغة، خاصة وأن وزارة المالية أخفقت في صرف رواتب المعلمين في 11 ولاية من ضمن 18 ولاية".

بدوره يقول يوسف الهادي وهو أب لعدد من التلاميذ، إن "مستقبل الطلاب السودانيين أصبح في خطر بالغ جراء الحرب التي ستؤدي إلى تدمير العملية التعليمية في السودان".

وأضاف الهادي "ليس لدينا خيار لتعليم أبنائنا في الوضع الراهن، وكل الظروف غير مواتية لإيجاد بدائل لتعليم الأبناء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعلیم العالی العام الدراسی فی السودان عدد من

إقرأ أيضاً:

إيقاف الحرب أولى من إعمار الخرطوم!!!

نشرت مقال بتاريخ 2024/07/01م بعنوان " حكومة ظل مدنية لإنهاء الحرب وإعادة تعمير السودان "؛ ثم اعقبته بمقال بتاريخ 2024/08/01م بعنوان "إعادة أعمار السودان"؛ لإفاجأ بالأخبار التي تتحدث عن ورشة لإعادة إعمار الخرطوم، عقدت في 2024/09/17م ، برعاية رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان- للعلم لا يوجد مجلس السيادة- وفقا للخبر"أعلن عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر صحفي، (25 تشرين الاول 2021)، عن حل مجلس السيادة الانتقالي "-، ودهشت لما جاء في الأخبار "البرھان يدعو لاجتماع لجنة اعادة اعمار الخرطوم"!!!
مصدر دھشتي ھو ما جاء في تلك الاخبار، فالدعوة للاجتماع تأتي من جھة "تظن" واغلب الظن اثم ، إنھا حكومة نازحة او فلنقل حكومة منفى ھربت من الخرطوم بحثا عن مكان أمن في السودان وسھل الھروب منھ لخارج السودان إذا ما ساءت الأحوال، فوقع الاختيار على مدينة بورت سودان!!!.هذه المدينة التي لم يستطع النظام المباد خلال 30 عاما من الحكم المستبد ان يوصل لھا ماء عذب للشرب!!!

ولعل اول سؤال يطرأ على البال ، ھل انتھت الحرب ؟ اوليس التفكير في كيفية إيقاف الحرب وإنقاذ الارواح أولى من التفكير في اعادة اعمار الخرطوم؟ وإذا افترضنا ان تلك الحكومة النازحة قد وثقت من انتھاء الحرب، فلماذا لا يكون الاجتماع في الخرطوم اي على عين المكان وذلك لتقدير الاحتياجات الحقيقية للمدينة!!!

ثم فوجئت بأن ما سمي بورشة إعمار الخرطوم أقيمت بقاعة "جھاز المخابرات العامة" بمدينة بورت سودان!!! ھل يعني ذلك ان كل المقار الحكومية الاخرى بولاية البحر الاحمر لا تصلح لتلك الورشة ، بينما تصلح لھا قاعة جھاز المخابرات العامة!!! اما انه قصد بذلك الإشارة الى ان من يحكم او يتحكم في البلد ھو "جھاز المخابرات العامة" !!!
كذلك جاء في خبر عن الورشة أنھ « جرت إجراءات أمنية مشددة عند مدخل القاعة وتفتيش شخصي دقيق بمعدات الكترونية حديثة ومنع دخول الھواتف النقالة"، كما نقلت الاخبار انھ قد عرض فيلم وثائقي عن الدمار الذي اصاب الخرطوم، وأن والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة "كان ھادئا ومتماسكا" في حين "دخلت مجموعة من الصحافيات في موجة من البكاء"!!!
وبرر الوالي إنعقاد الورشة بأن" ...التخطيط وجمع المعلومات عملية شاقة تحتاج الى وقت طويل ...ولأهمية...التخطيط لرؤية استراتيجية ما دامت الخرطوم لا تزال عاصمة البلاد الا إذا راي الناس خلاف ذلك)!!! اعتقد لا ضرورة للتعليق على حديث الوالي!!!
ولكن الوالي بتصريحه ذلك يثبت انه قرأ ما كتب له دون أن يفھمه، عندما صرح (إن إعادة الاعمار لا تعني فقط تعمير المباني إنما تشمل إعادة اللحمة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي)!!! والا لفھم أن العمل على إيقاف الحرب ھو أولي من مجرد التفكير في إعادة التعمير، ناهيك عن عقد ورشة لإعادة أعمار الخرطوم.
إن إيقاف الحرب هو في حد ذاته محافظة على ما تبقي من النسيج الاجتماعي، خاصة وأن هذه الحرب تضعف بل تهد كل يوم في النسيج الاجتماعي السوداني، حتى أن هناك بعض القبائل أو أفخاذ منها أصبحت تصطف خلف قوات الدعم السريع، وهناك أصوات عنصرية وفتنة قبلية بدأت تطفو حتى في شرق السودان وداخل ولاية البحر الاحمر بين الزعماء شيبة ضرار وترك، وهي فتنة قبلية ستتمدد مع تمدد الحرب الى بقية أقاليم السودان لتصبح حرب قبلية وأهلية تحرق ما تبقى من السودان وتؤدي لتفكيكھ الى دويلات ضعيفة متحاربة!!!
ظللت وغيري من كتاب الرأي ومنذ عشرات السنين نرفض ونندد بالحرب في جنوب السودان، وفي دارفور، والنيل الأزرق وجبال النوبة، لقناعتنا بأن الحرب ولا سيما بين أبناء الوطن الواحد هي نذير شر مستطير وشرر متطاير سيحرق الجميع، وأن الحرب لا يمكن ان تكون حلاً في يوم من الأيام!!! بل أننا رائنا في كل بلاد العالم أن الحروب تنتهي بالتفاوض، فلماذا الرفض لكل المبادرات الساعية لإيقاف الحرب مثل مبادرات جدة، والمنامة وجنيف وغيرها!!!
الواقع اليوم يقول، أن هناك ما لا يقل عن عشرات الالاف من القتلى ومثلهم من الجرحي والمصابين، وأن أكثر من نصف الشعب السوداني أي حوالي 20 مليون مواطن أصبحوا لاجئين ونازحين ، وهؤلاء هم من يستحقون التفكير والعمل على مساعدتهم وذلك بالعمل على إيقاف الحرب، قبل التفكير في ورشة لإعادة إعمار مدينة الخرطوم!!!
عودة على عقب، لا أملك الا ان أحيل القارئ الى مقالي المذكورين أعلاھ أي "حكومة مدنية لإعادة التعمير" و "اعادة اعمار السودان".
abdelgadir@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • «عاشور»: 23 مليار جنيه تكلفة تنفيذ مشروعات «التعليم العالي» في سيناء
  • في ذكرى انتصارات أكتوبر.. منظومة التعليم العالي تشهد تقدمًا غير مسبوق بسيناء
  • بتكلفة 23 مليار جنيه.. منظومة التعليم العالي تشهد تقدمًا غير مسبوق بسيناء
  • التعليم العالي اليمني يؤكد استمرار إيقاف الدبلومات المهنية في الجامعات الحكومية
  • عن العام الدراسيّ... هذا ما قاله أحد الوزراء
  • التعليم العالي: أسبوع من الشراكات والمبادرات يقود مستقبل الجامعات المصرية
  • وزير التعليم العالي يُعاين أول ردار كاشف للحرائق عن بعد بالمدية
  • إيقاف الحرب أولى من إعمار الخرطوم!!!
  • حفل استقبال الطلاب الجدد والقدامي في جامعة مصر التكنولوجية
  • منحة استثنائية من مجلس التعليم العالي التركي للطلاب الفلسطينيين في مصر