دفعت الحرب الروسية الأوكرانية، وجائحة كورونا، وغيرها من الأزمات التي تواجه البشرية العديد من الفنانين إلى الإغراق في التشاؤم بشأن مستقبل البشرية ، فتخيل بعضهم نهاية العالم في صورة إبادة نووية، وكان البعض أقل قسوة إذ تخيل تلك النهاية بسبب وباء يشبه كورونا، واستمد آخرون توقعاتهم من تداعيات التغير المناخي.

ومنحت طبيعة الوسيط التلفزيوني -الذي يمتد لحلقات طويلة ومتعددة- الكتاب الفرصة لاستكشاف عوالم ما بعد نهاية العالم بعمق، ودراسة الخسائر النفسية والعواقب السياسية لحدث مروع، وهنا أشهر المسلسلات التي تنبأت بمستقبل أسود للبشرية، يتمنى الجميع أن لا يتحقق.

صومعة

في مسلسل "صومعة" (Silo) -المقتبس من رواية لـهيوهوي- أدى حدث سام غامض إلى احتجاز 10 آلاف شخص في صومعة عملاقة مكونة من 144 طابقا في أعماق الأرض.

شكل العيش تحت الأرض وعدم رؤية ضوء الشمس مرة أخرى مصيرا كئيبًا للبشرية، ولم يكن ذلك الخطر الوحيد الذي يقدمه المسلسل، لأن العمل يوحي أيضا بأنه لا يمكن الوثوق بالحكومة المسؤولة عن الصومعة، لذلك لا أحد من سكانها يعرف ماذا يصدق.

هناك الكثير من السياسيين غير الجديرين بالثقة في المجتمع الحالي على سطح الأرض أيضًا، ولكن على الأقل في عالمنا يتمتع الناس بحرية الخروج وشم الزهور، الأمر الذي حُرم منه سكان الصومعة، المحبوسون تحت الأرض.

المسلسل عُرض على شاشة "آبل تي في بلس" في 2023، ونجح بشكل أهله للتجديد لموسم ثانٍ لم يتم تحديد موعد عرضه بعد، مع معدل 88% على موقع "روتن توماتوز".

بلاك ميرور

تخيل مسلسل "بلاك ميرور" (Black Mirror) بعض السيناريوهات المروعة المختلفة لمستقبل البشرية، والحلقة الخامسة من الموسم الرابع، بعنوان "ميتال هيد" (Metalhead)، هي الأكثر إثارة للقلق على الإطلاق.

قدمت الحلقة سيناريو مرعبا للحياة البشرية، حين تسببت مجموعة من الكلاب الآلية القاتلة بانهيار المجتمع. ويعيش الناجون في خوف من هذه الكلاب الآلية التي بمجرد تعرفها على الضحية لا تتركه إلا بعد قتله، فمن بين جميع الطرق الشنيعة للقتل، يعد الطعن في الرأس بواسطة كلب آلي أحد أسوأ الطرق على الإطلاق.

"بلاك ميرور" مسلسل تلفزيوني بريطاني، تستكشف حلقاته مجموعة متنوعة من الأنواع الدرامية، ولكن معظمها تدور في المستقبل القريب مع رؤية ديستوبية حزينة، وعُرض منه حتى الآن 6 مواسم بما مجموعه 27 حلقة، بالإضافة إلى حلقة خاصة منفردة.

وست وورلد

يبدأ مسلسل "ويست وورلد" (Westworld) في عالم متفسخ بالفعل، تتمثل فيه تسلية السائحين الأغنياء في العودة إلى الغرب القديم بمدينة مليئة بالروبوتات النابضة بالحياة، وكلما كشف المسلسل عن تفاصيل تدهور الحياة البشرية تزداد الإثارة والقلق على حد سواء.

وعلى غرار فيلم "ألفافيل" (Alphaville) لجان لوك جودار، يتم التحكم في حياة الناس بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليصبح المسلسل واحدا من أكثر الرؤى التلفزيونية واقعية لمستقبل ما بعد نهاية العالم.

الموسم الأول من "ويست وورلد" هو الأكثر مشاهدة لأي مسلسل أصلي على "أتش بي أو" وتلقى أيضا إشادة من النقاد بسبب الأداء التمثيلي، والتصوير، والسرد والموضوع والموسيقى التصويرية، ولكن انخفض الإعجاب بالمسلسل اعتبارا من الموسم الثاني، وبالتبعية تضاءلت أيضا معدلات المشاهدة طوال فترة عرض تلك المواسم، ليتم إيقافه بشكل مفاجئ، وقد حقق معدلات عالية على موقع "روتن توماتوز"، بلغت أقصاها في أول موسم بـ 87%، وأقلها في الموسم الثالث بمعدل 73%.

مستعمرة

في مسلسل "مستعمرة" (Colony) يؤدي الغزو الأجنبي إلى إنشاء نظام عالمي جديد، يعيش فيه المواطنون العاديون تحت حكم القبضة الحديدية لنظام عسكري شمولي يخدم الغزاة الأجانب.

العيش تحت رحمة حكومة استبدادية أمر سيئ بما فيه الكفاية، فما بالك بحكومة استبدادية لا تخدم حتى احتياجات الإنسان، وكل جهدها لخدمة الجنس الفضائي الآلي الذي جاء إلى الأرض لاستخدام البشر كجنود للقتال في معركتهم الخاصة.

تم عرض المسلسل لأول مرة على شبكة "يو أس إيه" في 2016، وتجدد لموسمين آخرين، حققا نجاحا كبيرا قبل توقف المسلسل، مع معدل 84% على موقع "روتن توماتوز".

المئة

تدور أحداث مسلسل "المئة" (The 100) في المستقبل عندما هربت البشرية من الأرض بعد كارثة نووية، حيث يتتبع المسلسل قصة الناجين من كارثة ما بعد نهاية العالم الذين عاشوا في موطن فضائي، ثم يعودون إلى الأرض بعد ما يقرب من قرن، وأول الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى الأرض هم مجموعة من الأحداث الجانحين الذين يواجهون أحفاد الناجين من الكارثة النووية.

تميز "الـ 100" بأنه مسلسل يمكن أن تموت فيه أي شخصية في أي لحظة، نتيجة للعالم العنيف الذي يعيش فيه هؤلاء الناجون، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الشخصيات المفضلة لدى المعجبين.

عُرض المسلسل لأول مرة في 2014، وانتهى في 2020، وهو يستند إلى سلسلة روايات موجهة للشباب وتحمل نفس الاسم، وحقق معدلات عالية على "روتن توماتوز"، بلغت 100% في 4 مواسم من أصل 7.

قد يكون من المثير للاهتمام أن يتخيل المشاهد هذه السيناريوهات وهو مستريح في غرفة المعيشة، لكن العيش فيها بالفعل سيكون بمثابة كابوس بالتأكيد، وهو التهديد الذي تركز عليه حبكات هذه المسلسلات، وتجعلها في ذات الوقت ضمن الأعلى مشاهدة على الدوام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: نهایة العالم

إقرأ أيضاً:

(معاوية) نائم.. لعن الله من يوقظ الفتنة

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

يعرف الكثير من الأصدقاء والكثير من القراء أيضاً، أني رجل علماني ينتمي إلى مشروع وطني تقدمي، يتقاطع تماماً مع الطائفية وينبذها، بل ويقف بقوة ضد أشكالها ومتبنياتها وفايروساتها الخبيثة.. أعرض هذه المعلومة -اضطراراً-، ودفعاً لأي التباس أو سوء ظن، قبل أن أكتب مقالي هذا عن (معاوية) بخاصة وأن أحد الزملاء في الجريدة سألني سؤالاً صادماً لم يُهيء له، أو يقدم لسؤاله مقدمة تجعله طبيعياً ومقبولاً، إذ فاجأني بشكل مباشر، قائلاً: هل تكره معاوية ؟!

قلت له: كلا ؟!

قال: وهل تحبه؟

قلت له: كلا أيضاً!!

فقال: عجيب !!

قلت له: وماهو العجيب؟!

قال: أن لا تكره شخصاً مثل معاوية؟

قلت: لماذا أكرهه، وهو الذي عاش ومات قبل أربعة عشر قرناً، فلا أنا عشت في زمنه، ولا هو عاش في عصري، ولم تكن بيني وبينه أية مشكلة شخصية، أو خلاف خاص، فأكرهه بسببه..!

قال: إذن أنت تحبه؟

قلت له متسائلاً: وهل في معاوية شيء يستحق أن تحبه لأجله.. وأنت تعرف جيداً أن الرجل ( فتنة)، وتعرف أنه مدجج من رأسه حتى أخمص قدميه بأسباب الخراب والشقاق والفرقة بين المسلمين.. كيف لي ان أحب رجلاً زرع قنبلة في حياتنا هي أقوى وأشد فتكاً من القنبلة الأمريكية “جي بي يو-28″ الخارقة؟.. قنبلة الطائفية التي كانت ولم تزل تهدد أمننا، وتقض مضاجعنا منذ اربعة عشر قرناً حتى اليوم .

وحين شعرت أن زميلي يسعى لتوسيع وتسخين النقاش، بل ويحاول جرّي إلى المنطقة التي أكرهها وأكره الدخول اليها، أوقفته، وقلت له:

أظن أنك فهمت الآن موقفي ورأيي بمعاوية !!

فقال نعم فهمت، ولكن

( ليش تريد تكتب مقالة عن معاوية، إذا إنت لا تحبه ولا تكرهه )؟!

قلت: إنك استعجلت في طرح السؤال، فأنا لا أكتب عن معاوية كشخص، ولا كخليفة، ولا أتحدث عن أبيه أبي سفيان أو عن أمه هند بنت عتبة، ولا عن خروجه عن طاعة خليفة المسلمين علي أبي طالب، وحربه معه في معركة صفين، ولا عن سب علي الذي أحبه الرسول وزوّجه ابنته، حيث كان يُلعن أبو الحسن على المنابر ستين عاماً، على ذمة المؤرخين من بينهم ( الزمخشري).. وباختصار أقول إن مقالي اليوم ليس عن معاوية !

فقال متسائلاً : لعد عن منو راح تكتب ؟!

قلت : عن مسلسل معاوية !

وأكملت كلامي قائلاً: الحقيقة أن الكتابة حول مسلسل معاوية ليست امراً سهلاً كما تظن، فالرجل كما قلت (فتنة)، وأن كل ما يتعلق به قابل للتأويل والإختلاف والانفجار حتى لو كان عملاً درامياً تمثيلياً، فالموضوع حساس جداً، وشائك، ومعقد تاريخياً.. وقابل للتفسير الآخر حتى لو انتقدت الممثل الذي أدى دور معاوية، بل حتى لو تعرضت لكومبارس بسيط في هذا المسلسل. لذلك أقول إن مقالي هذا يتناول مسلسل (معاوية) فقط، ويبحث أسباب إنتاجه، وجدوى بثه في هذه الأيام ( الملغومة) باسباب الانفجار الطائفي، ولماذا تصرف السعودية – مثلاً – مائة مليون دولار على عمل لا قيمة فنية له كما يقول النقاد الفنيون، وأصحاب الإختصاص من المحسوبين على الخط السعودي وليس على الخطوط الأخرى.. ولا قيمة تاريخية تأتي من هكذا عمل باهت، ناهيك من أن السخرية التي ينالها بعد كل حلقة من حلقاته، سواء بسبب الأخطاء الساذجة في اختيار الممثلين، او في نوعية الديكور والمكياج والاكسسوار والملابس التي لا تتلائم مع الزمن الذي عاشه معاوية، فضلاً عن ضعف النص، بخاصة وأن مستوى مؤلفه الأدبي والفني لا يرتقي إلى مستوى الدرجة الخامسة بين مؤلفي الدراما التاريخية، فالرجل مجرد صحفي، ليس له تجربة تذكر في تأليف الأعمال الدرامية، وأظن أن السبب في اختياره دون غيره يعود لاعتذار كبار كتّاب الدراما التاريخية العربية المعروفين، عن كتابة نص قد يسهم في تفجير الشارع الإسلامي العربي، لاسيما في هذه الظروف العصيبة التي تحيط بالأمة من كل حدب وصوب، بدءاً من ظروف غزة ولبنان واليمن والعراق واحداث سوريا المشتعلة في الساحل وغير ذلك.

إن مسلسل معاوية إن لم يكن مضراً بالمرة، فهو ليس مفيداً حتماً، ولا يستحق صرف مليون واحد وليس مائة مليون دولار، خصوصاً وأن هناك ملايين المسلمين الصائمين في البلاد العربية أو في بلدان آسيا وأفريقيا لايجدون طعاماً يفطرون به في رمضان..

وليس سراً أكشفه، أن مسلسل معاوية لم يفشل فنياً ولا اجتماعياً أو تاريخياً فحسب، إنما فشل جماهيرياً أيضاً، إذ يقال انه الأقل مشاهدة في رمضان مقارنة بأبسط وأضعف المسلسلات المعروضة في القنوات العربية خلال شهر رمضان الحالي، وهناك عزوف شعبي غير طبيعي عن متابعته.. ونتيجة لكل هذه الاسباب أدار الكثير من النقاد الفنيين، وأصحاب التخصص، ظهورهم لهذا المسلسل، فهم يتحاشون التقرب من قنبلة منزوعة الفتيل على حد قول الكاتب أسامة فوزي، بل إن أسامة نفسه يقول: ( إن الكيان الصهيوني لن ينجح مهما بذل في انتاج مسلسل يفرق العرب، ويضعف وحدة المسلمين مثل مسلسل (معاوية).. !!

لذا أعيد السؤال ذاته واقول : لماذ أقدمت السعودية على انتاج هذا المسلسل وبثه الان، وهي التي أجّلت إنتاجه وبثه لسنوات عديدة؟!

لقد كنت أراهن شخصياً على ( شبابية) ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقيادته التي قد تغير مسيرة السعودية المتشددة، وتنقلها من قوانين وأفكار وانتهاكات القرون الوسطى المقرونة بكل وسائل ومبررات التخلف والتعصب الاعمى، وبقسوة القيم والقوانين الوهابية، إلى حيث يجب ان تكون عليه دولة غنية تعيش في عصر الحداثة والانفتاح والسلم الاجتماعي والحياة الحرة الديمقراطية.. لكن للأسف

فقد أسقط هذا المسلسل رهاني، وخاب ظني وأملي بهذا (الرجل)، وأطاح بآمال أمثالي المتطلعين إلى رؤية ( سعودية) جديدة، عصرية، متآخية، منفتحة على جميع الطوائف والمذاهب والاديان والشعوب..

إن ( معاوية) مضى إلى قبره بكل اعماله السيئة والحسنة، فلماذا نوقظه ونستدعيه من قبره بعد اربعة عشر قرناً .. ألم يقل لنا الرسول الكريم :

(الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها ) ؟!

ومعاوية برأيي فتنة !!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • صدّق أو لا تصدّق.. مسلسل تيد لاسو يعود في موسمه الرابع
  • المسلسلات المصرية في النصف الثاني من رمضان 2025.. القصص وقنوات العرض
  • بدء الاستعدادات لموسم رابع من مسلسل "Ted Lasso"
  • مسلسل المسار.. خطة محكمة من سوزان نجم الدين للتعرف على قاتل صقر
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولي».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
  • دراما أعمال الأجزاء في الموسم الرمضاني 2025.. هشام ماجد يستثمر النجاح.. وأعمال على نفس الوتيرة والعتاولة يتراجع
  • (معاوية) نائم.. لعن الله من يوقظ الفتنة
  • خيرية البشلاوي: تقديم أجزاء جديدة من أى مسلسل استثمار لنجاح الجزء الأول
  • عصام زكريا: الرؤية الإبداعية تختلف من عمل فني لآخر
  • تحديات الموسم الرمضاني.. "حكيم باشا" تحدى مصطفى شعبان بالجلباب الصعيد للمرة الأولى