موقع النيلين:
2024-06-30@00:44:21 GMT

الدور المصرى فى السودان

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

الدور المصرى فى السودان


كان من اللافت للنظر أن تكون أول زيارة خارجية للفريق البرهان بعد اندلاع الحرب فى السودان، هى زيارته لمصر. وفى الحقيقة تعيد هذه الزيارة التأكيد على محورية الدور المصرى فى الشأن السودانى، وعدم إمكانية تجاوزه، بل ضرورة استثماره من جانب القوى الإقليمية والدولية الفاعلة فى الساحة السودانية، من أجل الوصول إلى حل سريع ودائم يؤدى إلى وقف الحرب، وعودة الهدوء إلى ربوع السودان، والانتقال إلى حكومة مدنية تمهد إلى عقد انتخابات حرة، تعبر عن أطياف الشعب السودانى الذى يستحق حقًا أن يعيش حياة كريمة.

ويدفعنا تأكيد الدور المصرى فى السودان إلى ضرورة طرح السؤال عن السر وراء تراجع هذا الدور المحورى فى العقود الأخيرة؟، ويقودنا إلى تناول العلاقة التاريخية الوثيقة بين مصر والسودان.

ربما لا يعرف جيل الشباب الكثير من المعلومات عن السودان، سألت إحدى تلميذاتى عن عاصمة السودان، وهالنى أنها لم تعرفها. وبعد قليل عذرت تلميذتى، فهى فى الحقيقة تمثل جيلًا بأكمله- وربما جيلين- انقطعت الصلة المعرفية بينه وبين السودان. ورحت أشرح لطلابى كيف كانت مصر والسودان بلدًا واحدًا، وكيف كان شعار «وحدة وادى النيل» هو مطلب الحركة الوطنية فى مصر والسودان طيلة النصف الأول من القرن العشرين، وكيف كان هناك أمل فى بلد واحد لوادى النيل، حتى جاء الاستفتاء فى السودان على حق تقرير المصير بالاستقلال وليس الوحدة مع مصر، كما كان المأمول فى مطلع الخمسينيات.

الأمر الآخر أن مصر حاولت دومًا توطيد الصلات مع السودان؛ حيث تم تأسيس فرع لجامعة القاهرة فى الخرطوم، كان من أهم المؤسسات التعليمية فى السودان، هذا إلى جانب البعثة التعليمية المصرية فى السودان عبر العديد من المدارس. كما جرت عدة محاولات اتحادية بين مصر والسودان، مثل الاتحاد بين مصر والسودان وليبيا فى أواخر عصر عبدالناصر، أو مشاريع الاتحاد بين مصر والسودان فى عصر السادات، أو حتى مشاريع التكامل المصرى السودانى فى عصر مبارك. لكن يلاحظ انتهاء كل هذه المشاريع إلى الفشل، بل توتر العلاقات فى بعض الأحيان بين مصر والسودان.

وأعتقد أن المشكلة الكبرى أننا عمدنا إلى التعامل مع ملف السودان بشكل رسمى، ولم نُعطِّ الفرصة لنمو الاستثمارات الخاصة بين مصر والسودان، فلم نشاهد استثمارات تُذكَر من رجال الأعمال فى البلدين، مع أن المجال مفتوح بشدة بحكم الإمكانات المحتملة فى السودان، لكن توتر العلاقات الرسمية أحيانًا، وتقلبات السياسة السودانية، أديا إلى تردد الكثير من رجال الأعمال فى البلدين عن إقامة مشاريع استثمارية مشتركة. وقد يُفهَم كلامى على أنها دعوة فقط لرجال الأعمال المصريين للاستثمار فى السودان، لكننى فى الحقيقة أقصد رجال الأعمال فى البلدين، وأتذكر دور عائلة قنجارى السودانية واستثمارها فى مصر فى صناعة اللحوم المحفوظة فى نهاية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى. أتصور أننا بذلك نخلق مصالح مشتركة ثابتة، ستساعد فى دفع السياسة لحفظ العلاقات التاريخية، بل تجاوز الأزمات السياسية. كما يمكن تنشيط مؤسسات المجتمع المدنى لدعم العلاقات المصرية السودانية، وإعادة تنشيط دور المؤسسات الدينية مثل الأزهر والكنيسة القبطية فى السودان. وأتصور أنه بعد عودة الاستقرار إلى ربوع السودان، فإنه من المهم إعادة افتتاح فرع جامعة القاهرة فى الخرطوم، لأنه يساعد فى ظهور نخبة سودانية مرتبطة ثقافيًا بمصر، المهم تقديم معالجة جديدة للعلاقات المصرية- السودانية.

د. محمد عفيفي – صحيفة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بین مصر والسودان فى السودان

إقرأ أيضاً:

السفارة بالقاهرة تعلن شروط فتح المدارس سودانية بمصر

 

أعلنت المستشارية الثقافية لسفارة السودان بمصر بمتابعتها بصورة لصيقة التطورات الأخيرة الخاصة بإغلاق بعض المدارس السودانية بمحافظة الجيزة ، بما فيها مدرسة الصداقة التابعة للسفارة السودانية  رغم أنها المدرسة الوحيدة التي لديها ترخيص للعمل .

القاهرة ــ التغيير

وقالت المستشارية الثقافية للسفارة السودانية بالقاهرة في بيان إنها على تواصل دائم مع السلطات المصرية لإيجاد حلول لأزمة إغلاق المدارس و تقنين أوضاعها وفقاً لشروط ممارسة النشاط التعليمي للمدارس الخاصة الأجنبية بجمهورية مصر .

علمت «التغيير» أن سفير السودان لدى القاهرة، الفريق أول ركن عماد عدوي، رفع مذكرة إلى وزارة الخارجية المصرية بشأن قرار القاهرة، بإغلاق جميع المدارس السودانية في محافظتي القاهرة والجيزة.

وأفادت مصادر داخل مدرسة الصداقة بأن السفارة تولي هذا الأمر اهتماماً كبيراً، نظراً لأن المؤسسة تابعة لسفارة جمهورية السودان وتتمتع بحصانة كاملة.

وأشارت المصادر إلى أن المشكلة تكررت عدة مرات، مما دفع السفارة إلى التدخل لحلها بشكل خاص فيما يتعلق بمدرسة الصداقة، ومن ثم معالجة الوضع لباقي المدارس السودانية المشمولة بقرار الإغلاق.

وأكدت المصادر أن تداعيات القرار لم تتضح بعد، لكن الجانب المصري، قد يكون له أسبابه الخاصة لاتخاذ هذا الإجراء.

وأرسلت مدارس سودانية بالقاهرة منذ يومين، تعاميم لأولياء الأمور أكدت أن السلطات المصرية حاليًا تقوم بحصر ومراجعة جميع المدارس السودانية في أراضيها.

وأبلغتهم بتعليق العمل في مدرسة الصداقة السودانية التي تعتبر جزءًا من هذا الإجراء. وبناءً على ذلك، فقد قررت المدارس السودانية تعليق الدراسة.

ووعدت التعاميم أولياء الأمور بمتابعة الموقف وإحاطتهم بأي مستجدات في أقرب وقت ممكن.

من جهتها نبهت المستشارية الثقافية المدارس السودانية بضرورة الإلتزام بالشروط والموافقات التي وافتهم بها السلطات المصرية المختصة ، للحصول علي التصديق اللازم لتقديم الخدمة التعليمية للمدارس السودانية بجمهورية مصر.

وشملت الشروط بحسب السفارة

ــ الحصول علي موافقة وزارة التربية و التعليم السودانية .

ــ  الحصول علي موافقة وزارة الخارجية السودانية.

ــ الحصول علي موافقة وزارة الخارجية المصرية.

ــ توفير مقر للمدرسة يفي بجميع الجوانب التعليمية والعلمية والتربوية .

ــ إرفاق البيانات الخاصة والسيرة الذاتية لمالك المدرسة و مدير المدرسة.

ــ إرفاق صورة من طلب مالك المدرسة للمستشارية الثقافية بسفارة جمهورية السودان .

ــ ملف كامل للمدرسة يشمل المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم بالصفوف والمراحل التعليمية بالمدرسة .

ــ إرفاق رسم تخطيطي لهيكل المدرسة .

و تعهدت المستشارية الثقافية بسفارة السودان إلتزامها بالمتابعة مع السلطات المصرية المعنية ، لتوفير وتسهيل فرص تعليم مناسبة لأبناءنا الطلاب .

و تقدمت السفارة بكامل الشكر لوزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر على ما تقدمه من فرص تعليمية للطلاب السودانييين المقيمين في مصر في ظل ما وصفته بالظرف الاستثنائي .

 

 

الوسومإغلاق السلطات المصرية القاهرة المستشارية الثقافية شروط مدارس سودانية

مقالات مشابهة

  • توضيح من السفارة السودانية في القاهرة بخصوص إغلاق المدارس السودانية
  • "الحرية المصري": مؤتمر الاستثمار يعكس قوة الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • السفارة بالقاهرة تعلن شروط فتح المدارس سودانية بمصر
  • وقديما كان في الناس الحسد .. الدكتور حارث ادريس افضل رئيس وزراء للسودان
  • الإمارات تنفي الاتهامات التي قدمها مندوب السودان أمام مجلس الأمن
  • الإمارات تدحض ادعاءات مندوب السودان المفبركة أمام مجلس الأمن
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه