"رحمة" وجهاد البطون الخاوية "تقرير"
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
تقرير/ امة الله عبدالله..
لفتني الإنتباه عندما كنت اعمل في إحدى المنظمات بمنطقة دبع الداخل في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، إلى فتاة تدعى " رحمة"، وتبلغ من العمر ٢٣عاما وهي مثال للبنت الطموحة والمثابرة.
تروي رحمة قصتها في الحياة وكيف تعيش مع عائلتها وتكافح من اجل توفي لقمة العيش في بيئة تهمش من دور المرأة، وتقول "لدي ٣ أخوات من ذوي الاعاقة البصرية، وأخت لديها تضخم بالقلب ووالدي مريض بالسكر، ووالدتي مريضة، ولا يوجد أحد يعول الأسرة بسبب المرض والاعاقات"
> الحلم الاول
كانت "رحمة" تحلم بأن تكون قادرة على تحقيق طموحاتها وأن تكون مستقلة ماليًا، لذلك قررت أن تخرج من منزلها وتبدأ العمل في السوق، من أجل أن تستطيع توفير احتياجات عائلتها المادية
ولكن كان هذا القرار يحمل معه الكثير من التحديات.
> بداية تغيير حياتها
لم تستسلم ولم تيأس، وقررت مواجهة التحديات والصمود، وتعلمت صناعة الجبن البلدي والسمن، وأصبحت تعمل في الأجبان والسمن والحليب، وواصلت تعليمها في دورات المعجنات والحلويات من أجل أن تكتسب خبرات ومهارات جديدة لكي تطور مجال عملها، وكان "لرحمة" دور كبير في تغيير نظرة المجتمع تجاه المرأة، فقد أثبتت بأن المرأة قادرة على التفوق والنجاح في أي مجال تختاره، بغض النظر عن ظروف حياتها.
ولكن رغم كل هذه الصعوبات، استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في حياتها حيث عملت بجد واجتهدت وبفضل إصرارها وإرادتها القوية، تمكنت من تحقيق طموحاتها .
قصة رحمة تعكس روح التحدي والإصرار التي يمكن أن يحملها الإنسان داخل قلبه. فلا يوجد شيء مستحيل عندما يكون لديك إرادة قوية وثقة في قدراتك.
> تقارير دولية
وفقا لمنظمة العفو الدولية فإن هناك 4.5 مليون ونصف معاق، اي ما يعادل 15% من سكان اليمن حسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية.
وتلفت المنظمة إلى وجود ما يزيد عن 300 منظمة تقدم خدمات للاشخاص ذوي الاعاقة قبل الحرب. ومن بعد الحرب تقلصت إلى 26 منظمة وذات قدرات وبرامج محدودة بسبب نقص التمويل وامكانيات مزوالة العمل. بالإضافة إلى ان صندوق المعاقين توقف عن صرف المقررات المالية للاشخاص ذوي الاعاقة في مناطق الحكومة المعترف بها بين 2015 و 2017، واستأنف صرفها من 2017 لكن بطريقة غير منتظمة بسبب نقص التمويل.
اغلب سكان اليمن من صغار السن، لكن الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم فوق 65 عاما فأكثر يمثلون 37% من الاشخاص ذوي الاعاقة في البلاد، ويواجه كبار السن من ذوي الاعاقة صعوبات مضاعفة في نيل حقوقهم، وتؤدي المشاعر السلبية والتصورات النمطية بشأن الاشخاص ذوي الاعاقة في اليمن الى تعرضهم للتمييز المتعدد الجوانب في التمتع بحقهم في المساواة مع غيرهم من اعضاء المجتمع حسب المنظمة.
الاشخاص ذوي الاعاقة من المهمشين من بين ممن يتعرضون لأشكال متعددة ومضاعفة من التمييز بسبب تضافر عوامل عدم المساواة، وبسبب الاعراف الثقافية تواجه النساء والفتيات ذوات الاعاقات صعوبات مضاعفة ومركبة في اوضاع النزوح وفقا للمنظمة.
رغم كل الجهود المبذولة من الجهات المعنية كصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والجمعيات وغيرها في التخفيف من معاناتهم، إلا ان استمرار الحرب وعدم الدخول بعملية سلام شاملة، سيبقي الاشخاص من ذوي الاعاقة الشريحة الاكثر تضررا من الحرب.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: ذوی الاعاقة
إقرأ أيضاً:
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.
ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.
إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز) ارتفاع الأسعاروأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.
وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.
وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.
أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز) ابتكارات للصمودورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".
وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.
وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.
وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.