ضحايا لقمة العيش.. قتل وصعق وسقوط من علو فى سبيل العمل الشريف
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
شهد الشهر الحالى العديد من وقائع الموت أثناء تأدية العمل لعدد من العمال الذين يسعون لتوفير لقمة العيش لأسرهم، منهم الأطفال ومنهم الكبار.. اتفقوا جميعا على توفير معيشة كريمة لذويهم لتنتهى حياتهم فى سبيل ذلك.
المنطقة الصناعية.
لقى شخص مصرعه بعدما صعقته الكهرباء بإحدى غرف التحكم بطريق الاتوستراد قبل مدخل شق الثعبان بالقاهرة.
تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بلاغا من شرطة النجدة بوجود جثة لمتوفى بغرفة تحكم كهربائى بطريق الاتوستراد قبل مدخل شق الثعبان، وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية وتبين وفاة شخص بصعق كهربائي.
القاهرة الجديدة
لقى عامل مصرعه إثر سقوطه من الطابق الثانى بموقع تحت الإنشاء بمنطقة القاهرة الجديدة.
وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية وتبين وفاة شخص إثر سقوطه من الطابق الثاني.
قُتل وهو يدافع عن عمله
فتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة فى واقعة مقتل مسن فى مشاجرة على حراسة قطعة أرض بدائرة قسم شرطة دار السلام، وأمرت بتشريح جثة المجنى عليه، وتفريغ كاميرات المراقبة لبيان ملابسات الواقعة.
كما أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وعرضهم على الطب الشرعى لبيان تعاطيهم المخدرات من عدمه.
تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بلاغا من شرطة النجدة مفاده وجود جثة لمسن بأحد الشوارع بدائرة قسم شرطة دار السلام، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارة إسعاف وعثر على جثة مُسِن مقتول بطلق نارى، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة ٥ أشخاص بسبب خلاف على حراسة قطعة أرض، وتم نقل الجثة للمشرحة.
يُعيل أسرته بعد والده
ورد لضباط مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية من غرفة النجدة بنشوب مشاجرة بين طرفين وسقوط أحدهما قتيلا، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة كريم.خ.م، ٢٠عاما، سائق، مصاب بطعنة نافذة.
وبعمل التحريات تبين أن المجنى عليه نشبت بينه وبين شاب مشاجرة بسبب أولوية المرور، على أثرها سدد له المتهم طعنة نافذة أودت بحياته فى الحال، وطالبت الام بحق نجلها الذى خرج للعمل فى سن صغيرة ليعيلهم بعد وفاة والده.
وفاة طفل صعقًا بالمعادى
فتحت نيابة المعادى الجزئية، تحقيقات موسعة فى واقعة وفاة طفل أثناء تأدية عمله داخل إحدى الورش صعقًا بالكهرباء، حيث استمعت إلى أقوال صاحب الورشة وثلاثة آخرين من العمال زملائه.
وأكدوا فى أقوالهم أمام النيابة، أن المتوفى كان يقوم بتنظيف إحدى الخزانات ونظراً لطبيعة العمل بالورشة فكان مبتلا علاوة على وجود مياه بأرضية المكان، ثم تناول الشنيور لتصليح عيب فى الخزان ولم يعر السلك المكشوف أى اهتمام، مما أدى إلى تعرضه لصعق كهربائى شديد، أدى إلى وفاته ولم يتمكن أحد من إسعافه، وأشاروا إلى أن الأمر لم يظل كثيرا وخر أرضا وهرولوا به إلى المستشفى لكن كان قد توفي.
واستمعت النيابة إلى أقوال الأب الذى لم يتهم أحدا ولم يشتبه بوجود ثمة جناية فى الواقعة، مشيراً إلى أن أحد جيرانه ونجل عمته يعملان معه بذات المكان، وأمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة بمكان الواقعة.
تبين من الكشف الطبى ومناظرة النيابة للجثة، أنها لطفل يبلغ من العمر ١٥ عامًا، لا يوجد به أية إصابات ظاهرية.
بدأت الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المعادى، بلاغًا من مستشفى المبرة، بوصول جثة طفل متوفى، وبالانتقال والفحص تبين صحة الواقعة وبينت التحريات وفاته أثناء عمله بالورشة، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القاهرة الجديدة على الفور قسم شرطة
إقرأ أيضاً:
أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشرع الحنيف حث على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال؛ لكي يكون المسلم عضوًا فعَّالًا مُنْتِجًا في مجتمعه، عاملًا على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، قال الله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].
حثُّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال
قال الإمام النَّسَفِي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 560، ط. دار الكلم الطيب): [﴿يَضْرِبُونَ﴾: يسافرون، و﴿يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾: رزقه بالتجارة... فسوَّى بين المجاهد والمكتسب؛ لأنَّ كسب الحلال جهاد] اهـ.
وعن المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
كما جاء الحث على إتقان العمل في قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، وهذا أمر بالإحسان في كل عمل، والرعاية والحفظ في كل أمانة، وأثنى سبحانه على ممتثل ذلك بوصفه بالإيمان والإحسان، فالعامل المتقن لعمله يثاب على إخلاصه وتفانيه واجتهاده، فهو سبيلٌ لمحبة الله تعالى له، ولذلك ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والبَيْهَقِي في "شُعب الإيمان"، واللفظ للطَّبَرَانِي.
وروى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَحْتَطِب أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ».
الحث على العمل وإتقانه في الشريعة الإسلامية
وأكَّدت الشريعة الغراء على أنَّ من مقاصدها العمل والسعي والإنتاج؛ فروى الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا».
قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (4/ 241، ط. مكتبة دار السلام): [والحاصل أنَّه مبالغةٌ، وحثٌّ على غرس الأشجار وحفر الأنهار لتبقى هذه الدار عامرة إلى آخر أمدها المحدود المعلوم عند خالقها، فكما غرس غيرك ما شبعت به فاغرس لمَن يجيء بعدك] اهـ.
وأكدت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية إلى إتقان أي عمل يُقدم عليه الإنسان؛ فروى الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ».
قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني في "التنوير" (3/ 378، ط. مكتبة دار السلام): [«إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا» دينيًّا أو دنيويًّا له تعلق بالدين «أَنْ يُتْقِنَهُ»، الإتقان الإحسان والتكميل؛ أي: يحسنه ويكمله] اهـ.
بل جعل الله تبارك وتعالى عمارة الكون -بالإنتاج والتقدم- مقصدًا من مقاصد خلق الإنسان؛ حيث قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: ٦١]، قال الإمام النسفي في "تفسيره" (2/ 69): [﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ وجعلكم عمَّارها وأراد منكم عمارتها] اهـ.
وهو ما أكَّد عليه المشرع المصري؛ فتنص المادة (12) من دستور مصر الحالي وفقًا لآخر التعديلات على أنَّ: "العمل حق، وواجب، وشرف تكفله الدولة"، وتتمثل كفالة الدولة لذلك في تشريعاتها أو بغير ذلك من التدابير، وإعلائها لقدر العمل وارتقائها بقيمته.
ولما كان حفظ المال مقصدًا من مقاصد الشرع فكذلك كل ما يعمل على زيادته وإنمائه يكون مقصودًا من قبل الشرع الشريف، وأي عمل يعرقله ويضرّ به يكون معارضًا لمقاصد الشرع الشريف، يقول الإمام الغزالي في "المستصفى" (ص: 174، ط. دار الكتب العلمية): [ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم؛ فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوِّت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة] اهـ.