واشنطن- تعد صورة الرئيس الأميركي وهو يقف على سلم الطائرة الرئاسية ويلوح بيديه للكاميرات أحد الصور الأيقونية لكل رئيس، إذ تعكس قوته كونه صاحب أعلى منصب سياسي في البلاد، إضافة لكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

غير أن تعثر الرئيس جو بايدن المتكرر خلال صعوده الطائرة الرئاسية دفعه إلى اللجوء خلال الأسابيع الأخيرة إلى استخدام سلم أقصر للصعود والهبوط من الطائرة "إير فورس وان  AIR FORCE ONE" ليتجنب تسلق السلم المتحرك الذي يبلغ ارتفاعه 18 قدما ويصله إلى الباب العلوي للطائرة، واستخدم في كثير من الأحيان السلم الداخلي الأقصر والأكثر ثباتا والذي يتصل ببطن الطائرة.

وتُعد هذه الخطوة أحد الإجراءات التي يتخذها كبار مساعدي بايدن لتجنب تعثرات الرئيس، البالغ من العمر 80 عاما، الخطابية والجسدية والتي يمكن أن تعزز المخاوف بشأن عمر بايدن الساعي لإعادة الترشح لفترة حكم ثانية بانتخابات 2024.

ورصدت تقارير صحفية لجوء البيت الأبيض لخطوة السلالم الأقصر بعد تعثر بايدن وسقوطه على خشبة المسرح في تخرج أكاديمية القوات الجوية منتصف يوليو/تموز الماضي، وسبق أن تعثر عدة مرات على سلالم الطائرة الرئاسية.

ويخشى كبار مساعدي ومستشاري بايدن من أن يؤدي سقوط الرئيس خلال الأشهر الأخيرة، قبل بدء السباق الانتخابي، إلى تفاقم المشاعر بين الناخبين المتشككين بالفعل في قدرة بايدن على القيام بمهامه الرئاسية فترة حكم ثانية.

وذكرت التقارير أن اللجوء للسلم الأقصر جاء ضمن جهد منسق يتضمن عدة تكتيكات أخرى لتجنب المواقف المحرجة، ومنها المتعلقة بميل بايدن إلى خلط الكلمات وألقاب قادة العالم، وزيادة استخدام بطاقات الملاحظات أثناء حديثه بالاجتماعات، واللجوء لتكبير حجم الكلمات بالأوراق التي يقرأ منها خطبه.

سجل من التعثر

شوهد بايدن آخر مرة يتعثر لفترة وجيزة أثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية في 14 يوليو/تموز الماضي، وهي واحدة من العديد من الحوادث التي سقط أو تعثر بالأماكن العامة، لكن العثرات والأخطاء والخلط في كلماته بين الأشخاص والدول، التي غالبا ما تنتشر على وسائل التواصل، تحمل وزنا جديدا مع ترشح بايدن لإعادة انتخابه.

والصيف الماضي، سقط بايدن من فوق دراجته في ولاية ديلاوير، وبعد ذلك خلط بين العراق وأوكرانيا مرتين في يوم واحد بتاريخ 27 يونيو/حزيران الماضي. واليوم نفسه، خلط بين الصين والهند عند الإشارة إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

ويواجه بايدن تراجعا في استطلاعات الرأي أثناء حملته لإعادة انتخابه، حيث يقول ثلث الديمقراطيين فقط إنه يستحق إعادة انتخابه، وفقا لاستطلاع أجرته "س إن إن" في أبريل/نيسان الماضي. وشكك 67% من المستطلعين أن يكون لدى بايدن القدرة على تحمل عبء المهام الرئاسية بشكل فعال بسبب تقدمه في العمر.

أمر منطقي

ويرى مساعدو بايدن أن السلالم القصيرة جاءت وسيلة لتقليل المخاطر، في حين يرى ديفيد أكسلرود المستشار السابق للرئيس باراك أوباما أن المواطنين "ينتخبون الرؤساء بناء على قدرتهم على التعامل مع المشاكل".

غير أنه أضاف "ليس سرا أن الأسئلة التي يطرحها الناس في الغالب حول بايدن تتعلق بتقدمه في العمر، لذا فإن أي شيء يؤكد هذه النقطة يمثل مشكلة، وسيكون الأمر أكثر إشكالية إذا سقط وأصيب على درجات طائرته الرئاسية".

ويتهم البيت الأبيض الجمهوريين بالتركيز على المخاوف المتعلقة بعمر الرئيس بايدن بدلا من التركيز على أجندته السياسية وإنجازاته التشريعية.

ويتجاهل البيت الأبيض بشكل واضح الإجابة عن أي أسئلة تتعلق بتغيير طريقة صعود وهبوط بايدن من الطائرة الرئاسية، ويرد بالقول إن هناك عدة عوامل منها الأمن والطقس وتوافر السلالم التي تدخل في حسابات هذا القرار.

في حين يرى جاي أولشانسكي، الأستاذ المتخصص في أمراض الشيخوخة بجامعة إلينوي في شيكاغو، أن الفحص البدني السنوي لبايدن يشير إلى أنه يتمتع بصحة جيدة جدا بالنسبة لعمره.

وأضاف أولشانسكي "من الطبيعي أن يعدل بايدن طريقته المعتادة للانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) لتقليل خطر السقوط. ومع تقدمه في السن، بالتأكيد هذا بالضبط ما يجب أن يفعله، هذا ما يجب أن نفعله جميعا لحماية أنفسنا مع تقدمنا في السن".

وعندما يُسأل بايدن عن عمره، غالبا يرد بالقول "راقبوني وأحكموا بأنفسكم".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هشة وضعيفة

قال بشير عبد الفتاح، الكاتب والمحلل السياسي بمؤسسة الأهرام، أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى واشنطن بعد أربع سنوات من مغادرته البيت الأبيض، مؤكدًا أن هذه العودة تمثل لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، مليئة بالتحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة.

وخلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود ببرنامج "صالة التحرير" على قناة صدى البلد، أشار بشير عبد الفتاح إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، "هشة وضعيفة"، قائلًا: "رغم أن بايدن ما زال في منصبه، فإن ترامب قد بدأ بالفعل في تحقيق تواصل مع العديد من قادة الدول حول العالم، مما يعكس تحركاته السياسية المتسارعة."

وأضاف بشير عبد الفتاح أن ترامب أظهر بوضوح عزمه على السير في مسار مغاير لإدارة بايدن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق يسعى إلى "الانتقام من أعدائه" من خلال سياسات تصعيدية وأفكار تتناقض تمامًا مع إدارة بايدن. ووصف ما يفعله ترامب حاليًا بأنه "استعراض للقوة" في محاولة لإثبات هيمنته السياسية.

وأوضح المحلل السياسي أن ترامب تعهد بتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية خلال ولايته المقبلة، مع التركيز على "ترحيل ملايين المهاجرين" والانتقام من خصومه السياسيين، بالإضافة إلى إعادة تشكيل الدور الأمريكي على الساحة الدولية بما يتناسب مع رؤيته الخاصة.

وأشار عبد الفتاح إلى أن العالم يواجه تهديدًا حقيقيًا من حرب تجارية بسبب التوقعات بأن ترامب سيعيد فرض رسوم جمركية عالية، بما في ذلك فرض 60% رسوم على المنتجات الصينية، ما سيزيد من حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأضاف أن تصريحات ترامب حول المكسيك وكندا كانت مثيرة للقلق، ودفعت العديد من البلدان إلى إعادة النظر في علاقتها مع الولايات المتحدة.

كما نوه عبد الفتاح إلى أن ترامب يسعى لاستخراج الوقود من كافة الولايات الأمريكية، وهو ما سيكون له تأثير سلبي كبير على البيئة، كما أن حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت الولايات المتحدة قد تكلف البلاد نحو 300 مليار دولار.

وتابع بشير عبد الفتاح أن ترامب يهدف إلى "عقاب الدول المنافسة" تجاريًا لأمريكا، ولا سيما الصين، من خلال فرض رسوم جمركية على منتجاتها، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.

وفيما يتعلق بالهجوم على مبنى الكونجرس الأمريكي، اعتبر عبد الفتاح أن تلك المشاهد كانت "مرعبة" واعتداءً على الديمقراطية الأمريكية، مردفًا: ترامب أصدر عفوًا عن المتورطين في هذه الأحداث في خطوة وصفها بأنها "رد جميل" لأولئك الذين دعموه في مواجهته السياسية.

وفي الشأن الدولي، أشار عبد الفتاح إلى أن ترامب حقق اختراقات سياسية هامة في الشرق الأوسط، على عكس إدارة بايدن التي وصفها بأنها "الأضعف في تاريخ أمريكا". وقال إن ترامب كان صاحب قرارات قوية، وأثر بشكل أكبر في السياسة الإقليمية منذ فوزه بالانتخابات الأمريكية.

كما أكد عبد الفتاح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل على دعم كبير من جو بايدن، سواء على الصعيد العسكري أو المالي أو السياسي. ورغم ذلك، قال إن نتنياهو خالف بعض تعليماته، بينما كان ترامب في تواصل مستمر معه، حيث أبلغه بضرورة "الاستماع له" مع تأكيد دعم أمريكا الكامل له.

وأضاف عبد الفتاح أن ترامب وعد نتنياهو بالتطبيع مع المملكة العربية السعودية في إطار "السلام الإبراهيمي" الذي تبناه، وهو ما قد يكون حجر الزاوية في استراتيجية ترامب للشرق الأوسط، ومع ذلك، أشار إلى أن السعودية ترفض التطبيع مع إسرائيل في غياب حل عادل للقضية الفلسطينية.

أكد الدكتور بشير عبد الفتاح أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعكس تحولات كبيرة في السياسة الأمريكية والعالمية، وأن سياسته في ولايته الثانية ستشكل تحديات كبيرة ليس فقط للولايات المتحدة ولكن للعالم بأسره. 

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: بنيامين نتنياهو حصل على دعم كبير من الرئيس جو بايدن
  • باحث سياسي: إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هشة وضعيفة
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟.. عاجل
  • بايدن يعفو عن أعضاء 6 يناير لاستخدامهم الاستثنائي للسلطة الرئاسية
  • مصدر كوري جنوبي: نقل الرئيس المعزول إلى زنزانة انفرادية
  • ترامب: سألغي كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • ترامب: إلغاء كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • ترامب: سيتم إلغاء كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • الطائرة الحربية التي تحلم بها الجيوش: “بيرقدار قزل إلما” التركية