تمكن علماء الفلك من حل لغز دام عقدا من الزمن حول كيفية تبديل جسم كوني غريب بسرعة بين حالات الطاقة "العالية" و"المنخفضة"، وذلك عن طريق إطلاق قذائف من البلازما من مداره.

والجسم المعني هو نجم نابض، وهو نوع من النجوم النيوترونية شديدة المغناطيسية.

إقرأ المزيد كيف ستبدو الشمس عندما تموت .. صورة جديدة من جيمس ويب لما سيؤول إليه مصير نجمنا

وتماما مثل النجوم النيوترونية الأخرى (بقايا النجوم الضخمة التي انهارت)، تكون النجوم النابضة كثيفة للغاية وتميل إلى الدوران بسرعة حول محاورها.

ولكن على عكس النجوم النيوترونية الأخرى، يصدر النجم النابض أشعة ساطعة من الإشعاع الكهرومغناطيسي من قطبيه. وهذا يعطيها مظهر "النبض" في الفضاء، مثل منارة عند النظر إليها من مسافة بعيدة.

وكان النجم النابض المعروف باسم J1023 بمثابة لغز على مدى العقد الماضي. وهو يشكل جزءا من نظام نجمي ثنائي يبعد نحو 4500 سنة ضوئية ويدور بشكل قريب جدا من النجم المرافق له.

وعندما بدأ العلماء بمراقبة J1023 لأول مرة في عام 2009، كان يتصرف مثل أي نجم نابض آخر، حيث يومض بانتظام وبتردد كهرومغناطيسي ثابت.

ولكن في عام 2013، تغير شيء ما، وبدلا من عرض نبضات كهرومغناطيسية منتظمة، بدأ النجم النابض فجأة في التنقل بين حالتين: وضع الطاقة العالية، حيث تنبعث منه الأشعة السينية والضوء المرئي الساطع والأشعة فوق البنفسجية، ووضع الطاقة المنخفضة، والذي يتميز بموجات راديو أطول وأخفت. والأمر الأكثر غرابة هو أنه كان يتنقل بين هذه الأوضاع كل بضع ثوان.

ولم يسبق للعلماء أن شاهدوا نجما نابضا يتصرف بهذه الطريقة من قبل، لذا سرعان ما أصبح J1023 موضع اهتمام علماء الفلك. والآن، وبعد عقد من الملاحظات، يعتقد العلماء أنهم وصلوا إلى الجزء السفلي من سلوكه الغريب.

إقرأ المزيد تحديد هوية "وحش مغناطيسي" على وشك الانفجار في الفضاء

ونظرا لأن J1023 يدور بالقرب من رفيقه، فقد بدأت جاذبيته الشديدة في تجريد البلازما من هذا النجم الآخر. وتتجمع هذه المادة في قرص حول النجم النابض، حيث يتم تسخينها بسرعة شديدة بواسطة الرياح الشمسية للجسم، ما يرسل النظام إلى وضع الطاقة العالية.

وقال العلماء إنه بعد ذلك، بينما يدور J1023، تنطلق نقاط البلازما الساخنة فجأة وبشكل مثير في الفضاء مثل "قذائف المدفع الكونية". ويؤدي هذا إلى إعادة النجم النابض إلى وضع الطاقة المنخفضة في ثوان.

وفي بيان، وصفت مؤلفة الدراسة الرئيسية ماريا كريستينا باجليو، عالمة الفلك في جامعة نيويورك بأبو ظبي، الدورة بأنها سلسلة من "الأحداث الكونية غير العادية".

وفي الوقت الحالي، سيستمر الباحثون في دراسة هذا النجم النابض غير العادي، لكنهم سيبحثون عن "قذائف مدفعية" سماوية أخرى لتحديد ما إذا كان J1023 نظاما فريدا من نوعه، أو ربما واحدا من العديد من "جثث" النجوم المفعمة بالإثارة.

المصدر: لايف ساينس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء معلومات علمية نجوم

إقرأ أيضاً:

اوكسجين الفكر

بقلم : د. مظهر محمد صالح ..

تطلع عالم الفيزياء ماكس بلانك الى اعالي السماء في ليلة خلت من كل شيء الا من النجوم اللامعة التي تناثرت بشكل مغترب وهو يتذكر نظريته في الكم التي تقول فرضيتها، ان عملية اصدار او امتصاص مقدار من الطاقة من قبل الجزيئات او الذرات ،لا تتم على نحو متواصل بل على مراحل، ثم توقف ماكس بلانك عن اي حراك ذهني وهو يستمع الى همس السماء قائلا في سره: لا استبعد ان اسمع ذات ليلة الصوت نفسه وهو يأمرني بعمل خارق يذهل له من لا يؤمن بالمعجزات، فقد قال العلم في النجوم كلمته ولكن ما هي في الحقيقة الا افراد عالم آثروا الوحدة فتباعدوا عن بعضهم آلاف السنين الضوئية.
فاي شيء افعل فقد طحننا اللاشي !!. غادر ماكس بلانك حديقة منزله وجلس على كرسيه الهزاز في مكتبه وهو يقول عبارته التي رددها بيأس مرارا :بان النجم العالم يصنع نعشه سوية في يوم تقدمه ليدفن فيه فور تفوق لمعانه الفكري و اشعاعه المعرفي.
لقد اراد ماكس بلانك من اطلاق عبارته الاخيرة ليقول لنا بان موت العقل المهيمن اوالنجم العالِم في حقل معارفه سيحرر الاخرين ممن لديهم وجهات نظر مختلفة لبلوغ افكارهم ونشرها بحرية اوسع قبل ان تطأ اصابع ارجلهم الارض الصلدة التي اسسها نفوذ ذلك النجم قبل ان يدركه الموت .
اهتم الباحثون في معهد ماساسوتش للتكنولوجيا في الولايات المتحدة بمقولة ماكس بلانك يوم قالها وهو على كرسيه الهزاز،ليقدم لنا الدكتور ازويلي ومساعدوه بحثا تحليليا في تفسير تلك المقولة نشر في المجلة الاقتصادية الفصلية الاميركية في العام 2010 معتمدين حقائق ثلاثا هي: البايولوجي واميركا والفترة 1975الى 2003 .
اذ اقام الباحثون فحصاً من خلال انظمة الحاسوب على كمية الابحات التي اجراها علماء البايولوجي حصرياً قبل موت النجم(العالم) وبعد موت النجم(العالم) نفسه، متضمنة كلا النوعين من الناس،اولئك ممن تعاون مع النجم في تنفيذ ابحاثه وممن لم يتعاون مع النجم وانفرد بنفسه في
صنع ابحاثه.
فبين اولئك النجوم لوحظ ان 452 من علماء البايولوجي المعروفين قد توفوا بشكل مبكر اي قبل بلوغ سن التقاعد .
وبهذا فان النتائج التي خرج بها الدكتور ازويلي وفريقه قد توصلت : الى ان التعاون في نشر الابحاث التي كانت تتم مع النجم نفسه قد انخفض بنسبة 40 بالمئة سنويا.
وعلى العكس من ذلك ارتفعت البحوث الفردية (غير التعاونية) المنشورة بنسبة 8 بالمئة،. فخلال خمس سنوات من موت النجم العالم ، لوحظ ان الزيادة في الابحاث التي لاتأخذ صفة التعاون، اخذت تعوض نسبة الانخفاض في الابحاث التي كانت تنشر تعاونيا
قبل وفاة العالم.ختاما، توصل الدكتور ازويلي الى حقيقة مفادها بان موت النجم العالم يعطي فسحة لاولئك الباحثين الخارجيين (الغرباء) للتنفس ،وهي ظاهرة اجتماعية غامضة في تطور سلوكيات البحث في العلوم الطبيعية يطلق عليها (اوكسجين الفكر).

د.مظهر محمد صالح

مقالات مشابهة

  • سر كلمة «دوّر عحالك» المكتوبة على أحد قذائف «القسّام» خلال تسليم الأسرى|شاهد
  • هل ظهرت كائنات فضائية في مصر.. أضواء غريبة تغزو سماء الشرقية|تفاصيل
  • ثقافة الإسكندرية تقدم "مغامرة كونية" ضمن عروض مسرح الطفل
  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • مساءً.. هذا ما رُصد في سماء عدد من المناطق
  • الليلة.. سماء كوردستان ممطرة والثلوج مستمرة على الجبال
  • قذائف قاتلة في سيارتك.. كيف تتحول أمتعتك إلى خطر داهم؟
  • مسام يتلف 2015 لغماً في أبين
  • «مسام» يتلف 2015 قطعة غير منفجرة من مخلفات الحرب في اليمن
  • اوكسجين الفكر