منتدى "العالم القادم" يسدل الستار على نسخته الثانية ويختتم فعاليات موسم الجيمرز: أرض الأبطال
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أُسدل الستار مساء اليوم،على النسخة الثانية من منتدى "العالم القادم"،واختتمت بذلك فعاليات وأنشطة موسم الجيمرز: أرض الأبطال – أكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم – الذي انطلق بتاريخ 6 يوليو واستمر لمدة 8 أسابيع حتى 31 أغسطس.
واحتضن اليوم الثاني والأخير من منتدى العالم القادم جلسة بعنوان "حوار القادة: محادثة بين صناع التغيير والريادة" بمشاركة صاحبِ السموِّ الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان،وإلى جانبه مين-ليانج تان، الرئيس التنفيذي لشركة Razer.
وجلسات أخرى بعنوان "اللاعبون يستحقون الأفضل: مستقبل مرافق الألعاب والرياضات الإلكترونية" و"الواقع الافتراضي، عواقب العالم الحقيقي: تأثير السياسة على الألعاب الإلكترونية" و"التحديات التي تواجهها النساء للوصول إلى أدوار قيادية بعالم الألعاب الإلكترونية" و"فصل جديد للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية" و"اضغط على زر الإيقاف المؤقت: تحليل الصحة العقلية والجسدية للاعبي الرياضات الإلكترونية" و"حوكمة رقمية أفضل في الميتافيرس والبلوكتشين".
وأوضح الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية تركي الفوزان، أن منتدى العالم القادم لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية قد قدم منصة واسعة النطاق لنمو الأعمال والتقدم الذي يعزز أهداف الاتحاد في أن تصبح المملكة مركزًا عالميًّا للألعاب والرياضات الإلكترونية،لا سيما أن هذا القطاع سريع النمو بشكل استثنائي وتطرأ عليه التغييرات بشكل كبير ومستمر،وفرصة الالتقاء في الرياض طرحت أفكارًا عديدة ونقاشات هادفة وفرص عمل استثنائية،مشيرًا إلى رسالة الاتحاد مع ختام منتدى العالم القادم لهذا العام،فهذا العمل مجرد بداية.
من جهتها،أكدت مديرة برنامج منتدى العالم القادم،مسؤولة الاتصال المؤسسي في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية رئام الخضيري،أن جلسات المنتدى غطت أهم الموضوعات في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية والصناعات المرتبطة بها،وضمّ المنتدى قادة بارزين ومتحدثين خبراء، وجذبت نسخة هذا العام أكثر من 2500 شخص من جميع أنحاء العالم؛مما يعكس بشكل كامل القوة الجاذبة للقطاع عالميًّا، إلى جانب أن الحدث سعى إلى طرح الأسئلة الصعبة المتعلقة بالألعاب والرياضات الإلكترونية،مشيرة إلى أنه بعد الكثير من الجلسات والنقاشات المثمرة على مدار اليومين الماضيين، اتفق جميع المشاركين على أن منتدى العالم القادم ساعد بشكل كبير في تشكيل مستقبل صناعة الألعاب.
واختتم المنتدى فعاليات النسخة الثانية من موسم الجيمرز: أرض الأبطال، الحدث الذي نظّمه الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية بمدينة الرياض في بوليفارد رياض سيتي، ومنح الجماهير تجربة استثنائية مزجت بين الرياضة، والترفيه،والتعليم من خلال مجموعة من البطولات الاحترافية في أشهر الألعاب الإلكترونية بمشاركة نخبة اللاعبين وإجمالي جوائز تجاوز مبلغ 45 مليون دولار، وحفلات موسيقية لأكبر نجوم الفن العرب والعالميين، ومنافسات مجتمعية في الألعاب الإلكترونية، وبرامج تعليمية، وفعاليات ترفيهية تناسب مختلف الفئات العمرية
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مسؤول استثنائي جوائز حفلات أغسطس سلطان الرئيس نجوم الفن تحديات فعاليات الألعاب والریاضات الإلکترونیة السعودی للریاضات الإلکترونیة الألعاب الإلکترونیة منتدى العالم القادم
إقرأ أيضاً:
ترامب.. رئاسة بلا سياسة وسيارة بلا مقود!
من جماليّات مواقف ترامب على الساحتين الأمريكية والدولية أنه لاعب ولكنه يظن نفسه حَكَما. خرّيج بازار مثقل بأوزار من المصالح ولكنه يتوهم أنه قدّيس منافح عن القيم والفضائل.
ولهذا فلا سبيل لأن يدرك، وهو على هذه الحال من زيف الوعي، أن معظم النتائج لا تتوقف على ما يقرره هو، بل على طريقة تفاعل أو تضارب قرارات رجال السياسة والاقتصاد الآخرين مع قرارته في العاجل والآجل.
ولكن إذا كان هو لا يدرك فالأكيد أن مستشاريه وراسمي سياساته في «مؤسسة التراث» يدركون، بل يعلمون علم اليقين. ذلك أن هذا التلازم بين عقلانية القرارات الفردية المتعددة (أو القرارات الأحادية المتقلبة في حالة ترامب) وعشوائية العواقب الجماعية الناجمة عنها هي من المفارقات الإنسانية الكبرى التي أدى النظر المنهجي فيها، كما ذكرنا السبت الماضي، إلى نشأة «نظرية الألعاب» التي تتخذها العلوم الاجتماعية وسيلة لمحاولة نَمْذَجة الحالات التي يؤدي تفاعل المواقف الكثيرة أو تضارب المصالح المتنوعة فيها إلى نتائج غير مقصودة، ناهيك عن أن تكون محسوبة.
مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها
فلا عجب إذن أن يرى بعض الباحثين الأوروبيين أن ترامب دخل ملعب نظرية الألعاب هذه لاعبا هاويا تُعوِزه مهاراتُ المحترفين لأن الفوضى الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها قد أنزلت بكثير من الدول محنةَ ما تسميه نظرية الألعاب هذه بـ«معضلة السجين». إنها معضلة شخصين معتقلين كل على حدة: يمكن لكل منهما أن يلتزم الصمت (التعاون) أو لأحدهما أن يشي بالآخر (الخيانة). إذا صمت كلاهما كانت العقوبة خفيفة، وإذا وشى كل منهما بالآخر كانت العقوبة ثقيلة على كليهما. أما إذا صمت أحدهما وتكلم الثاني، فإن العقوبة الثقيلة ستكون من نصيب الصامت والخفيفة من نصيب الواشي.
وهذه، كما ترى، معضلة محيرة لأن التزام أي طرف فيها بالتعاون (الصمت) إنما ينطوي على خطر وقوعه ضحية لخيانة (كلام) الآخرين. إلا أنه يمكن لهذا الخطر، حسب خبير نظرية الألعاب روبرت أكسلرود، أن يتناقص إذا طال زمن المعضلة، أي إذا ظلت اللعبة ُتلعب مرارا وتكرارا. ذلك أن التكرار يغير منطق اللعبة تغييرا كاملا لأنه يسمح للّاعب بأخذ الماضي في الحسبان وتذكّر الخيارات السابقة لشركائه، أو أعدائه، وتعديل سلوكه على هذا الأساس. وهكذا يمكن للتعاون أن ينشأ ويسود بين أفراد عقلانيين حتى في الحالات التي يكون إغراء الخيانة فيها قويا.
ولكن مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها رغم أنها قررت التعاون الكامل وغير المشروط مع ترامب لما آثرت عدم اتخاذ أي إجراء انتقامي بعد أن فرض عليها تعرفة جمركية بنسبة 32 بالمائة. لهذا يرى أكسلرود أن إدارة الخد الأيسر خطأ جسيم. فما الموقف الأنسب عنده إذن؟ إنه القصاص! أي نعم! ذلك أن هذا الموقف البشري الفطري، العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، يمثل استراتيجية ناجحة في جميع حالات معضلة السجين. فالقصاص موقف يتسم بوضوح تام يمكّن كل طرف من التوقع الصائب لرد فعل الأطراف الأخرى. كما أنه يلتزم تناسُبيّة راديكالية لا بديل عنها لإقناع مختلف الأطراف بجدوى الكف عن التصعيد والثبات على مواقف تعاونية على المدى البعيد.
ولكن خصوصية الحالة الترامبية، بما تحمله من مفاجآت وتقلبات، تقلل من القدرة التفسيرية لمعضلة السجين لترجّح، في المقابل، كفة ما تسميه نظرية الألعاب «لعبة الدجاجة» (أو لعبة الصقور والحمائم أو صراع الإرادات). وأشهر أمثلتها سباق بين سيارتين في اتجاهين متعاكسين تهجم فيه كل سيارة نحو الأخرى بأقصى سرعة، والذي يكبح أولا (بسبب الخوف) هو الذي يخسر السباق ويفقد ماء الوجه.
النتيجة: إذا لم يقرر أي من السائقيْن حرف مسار السيارة أو الضغط على الكابح فإن كليهما يهلك، ولا مجال لتكرار اللعب. فكيف السبيل إلى الفوز؟ يجيب الاقتصادي توماس شلنغ بأنه لا حاجة بك إلى الذكاء أو المكر، بل يكفي أن تنزع مقود السيارة وتلوح به! ذلك أن المنافس إذا رأى أنك لم تعد مسيطرا على سيارتك فإنه لن يجد بدا من الدوس على الكابح. وهكذا، فالذي يتمكن من إقناع الآخرين بأنه لن يغير مساره هو الذي يفوز حتى لو لم يَجُرّ فوزه إلا بلاء وخرابا. وهذه بالضبط هي لعبة النزق التي أراد ترامب بادئ الأمر فرضها على بقية العالم، ولكن سوء عمله لم يمهله فعادت تتقاذفه أمواج التردد والتقلب.
المصدر: القدس العربي