هل تلجأ المغرب إلى تشديد القوانين لضبط انتشار المؤثرين؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
يوماً بعد يوم، يتزايد عدد من يسمون أنفسهم بـ"المؤثرين وصنّاع المحتوى" في الفضاء الرقمي المغربي، منهم من يروّج للسياحة أو الثقافة، أو الفن، أو الطبخ، أو التجميل، فيما اختار البعض الآخر منهم عرض حياتهم الخاصة عبر ظاهرة "روتيني اليومي"، التي تتجاوز الضوابط والقيم الأخلاقية، وفق متابعين.
بالرغم من الطفرة التي يعيشها المغرب في مجال حرية الرأي والتعبير، إلا أن شكاوى رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتت تتزايد، إزاء جُملة من السلوكيات في الفضاء الرقمي الواردة من بعض ممن يسمّون بـ"المؤثرين"، منها: التحريض على العنف، انتشار رسائل الكراهية، الشيء الذي يفسر الفهم الخاطئ لحرية التعبير من طرف بعض المستخدمين، ناهيك بما يفسّر بـ"الجهل" بالقوانين المؤطرة لحرية الرأي والتعبير.
واعتبر الفصل 25 من الدستور المغربي: "حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها"؛ فيما تم تقييد حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي بشرط عدم تجاوز حدود الآخر، وهذا بحسب نص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 التي نصت على أن "الحق في التعبير يشمل البحث وإرسال واستقبال معلومات وأفكار عبر أيّ وسيط وبغض النظر عن الحدود".
"المؤثرون" أمام القانون
في الوقت الذي يقول فيه الخبراء في المجال الرقمي، في عدد من دول العالم، إنه ينبغي "بناء شبكة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لدراسة خصائص الجمهور واحتياجاته"؛ فإن الكثير من الشخصيات لعبت دور "المؤثر" في المغرب وجذبت الجمهور لمتابعتها، في ظل جهلها بما يعرف بـ"أساليب إنتاج المضمون الذي يتناسب مع شروط وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي سياق تجاوزهم عن دراية أو عن غير دراية، لكافة "الضوابط والقيم الأخلاقية"، تم الكشف عن جملة ممن يسمون بـ"المؤثرين" وصلوا إلى المتابعة القانونية، في السنتين الأخيرتين؛ بينهم المعروفة باسم "فتيحة روتيني اليومي" وزوجها، الذين حكم عليهما بالسجن سنتين نافذتين، بتهمة "الإخلال بالحياء العام وإعطاء قدوة سيئة للأطفال والتحريض على ارتكاب جنح"؛ وقبلهما خلال فترة الحجر الصحي، المعروفة على منصة "اليوتيب" باسم "أمي نعيمة"، بسبب "إنكارها لوباء كورونا ولمخاطره".
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حساب مخفي يحمل اسم (حمزة مون بيبي)، يتجاوز عدد متابعيه أكثر من 700 ألف متابع، وقد قام بفضح العديد من المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر نشر العديد من الصور الغير أخلاقية لهم، بطريقة أدت إلى تدمير حياة العديد منهم؛ كان آخرهم الإعلامية مريم سعيد، والتي أدّى الحساب لفصلها من قناة "ام بي سي" الفضائية، وإلغاء حفل زفافها في ليلة الزواج.
من جهته، كان "اليوتيوبر" المغربي، إلياس المالكي، قد أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعية، حين ظهر عبر حسابه على "الإنستغرام"، وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم بشكل مُحرف، الشيء الذي أثار حفيظة متابعيه والعديد من النشطاء، ودفعهم إلى تقديم شكايات إلكترونية، عبر الصفحة الرسمية للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل التدخل ومحاسبة اليوتيوبر بالقول إنه "تطاول على القيم الدينية".
ورغم اضطراره إلى لخروج باعتذارات على وسائط التواصل الاجتماعي معبرا عن ندمه، إلا أنه خسر في أقل من 24 ساعة، حوالي 200 ألف متابع على منصة إنستغرام، بعد أن بلغ المليون متابع على المنصة.
أما فيما يخص الضريبة على المؤثرين، يؤكد المالكي أنه يوافق عليها، وأنها "يمكن أن تتجه للأسر المعوزة والجمعيات الخيرية". لكن هل بإمكان هذه الضرائب أن تحد من المحتوى الخادش؟.
الضرائب والقوانين المنظمة للمؤثرين المغاربة.. إلى أين؟
كشفت المديرية العامة للضرائب، أنه منذ عام 2019، فإنه "من ضمن 5 آلاف صانع محتوى مغربي، فإن ألفا فقط، أي نسبة 20 في المئة منهم، هم الذين يعملون بطريقة قانونية، ويؤدون ضرائبهم، أما الـ80 في المئة المتبقية، فلا يصرّح المنضوون تحتها بها"، مشيرة إلى أنها إذ قدّرت مداخيل هذه الفئة من 2017 إلى 2020، "ما بين 4 أو 5 مليارات درهم (نحو 460 مليون دولار)"، معلنة فرض الضريبة التلقائية على أولئك الذين لا يصرحون بمداخيلهم.
وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن "مداخيل بعض المؤثرين في المغرب تتجاوز 100 ألف درهم شهريا، أي ما يعادل دخلاً سنويا يقدّر بمليون و200 ألف درهم (100 ألف دولار)، وهو ما يدخل ضمن شريحة الدخل التي تفرض عليها نسبة اقتطاعات ضريبية تعادل 38 في المئة"، مؤكدة على أنه "في حال كان الدخل الصافي الخاضع للضريبة يصل إلى 100 ألف درهم، فإنه يتعين على الحاصل عليه أداء مبلغ سنوي للضريبة على الدخل يعادل 432 ألف درهم (43 ألف دولار)".
ويقول صانع المحتوى المغربي، ياسين الشرقاوي، في حديثه لـ"عربي21": إنه مع "الضريبة على المؤثرين الذين يقدمون الإشهارات، من خلال جعل الشركات تُقدم فواتير لهم، وضد فرض الضرائب على صناع المحتوى الآخرين".
وأضاف ياسين، الذي يعمل من خلال منصتي "اليوتيب" و"انستغرام" على صناعة محتوى علمي، "يجب العمل على تطبيق كافة القوانين الرادعة للسب والشتم والتكفير على مواقع التواصل الاجتماعي".
أمّا فيما يخص الضبط القانوني للفضاء الرقمي في المغرب، أثير جدل واسع، إثر تسريب نسخة من مشروع قانون، أعدته وزارة العدل، يتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، يتكون من 25 مادة، من بينها مواد أثارت الضجة، منها ما يخصّ "تجريم الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات، ونشر وترويج الأخبار الزائفة".
وتنصّ المادة 14 من القانون الذي تم "رفضه" باتفاق وصف بـ"الشعبي" على عقوبة السجن "من 6 أشهر إلى 3 سنوات و/أو غرامة مادية بحق من يدعون إلى مقاطعة "بعض المنتوجات أو البضائع أو الخدمات"، فيما تنص المادة 16 على عقوبة السجن "من 3 أشهر إلى سنتين و/أو غرامة مادية بحق كل من قام عمداً بنشر أو ترويج محتوى إلكتروني يتضمن خبراً زائفا".
وعن دوافع تشريع هذا القانون، يقول المشروع "إن المنظومة القانونية الحالية في البلد غير كافية لردع كافة السلوكيات المرتكبة في مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات المماثلة، وذلك لوجود فراغ قانوني في ظل بعض الجرائم الخطيرة المرتكبة عبر الشبكات المذكورة".
متابعون أكثر بثقة أقل
صنّف المؤشر العربي لعام 2022، وهو برنامج قياس الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، صنّف المغرب ضمن بلدان المنطقة التي تتفاعل شعوبها مع القضايا السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
غير أنه كشف على أن "حوالي نصف المغاربة لا يثقون فـي ما ينشره "المؤثرون" في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم مـن أن نسبة المغاربة الذين يتابعون حسابات "المؤثرين"، بشكل دائم أو أحيانا، تصل إلى 50 في المائة، فإن ثقتهم في ما ينشرونه لا تتعدى 49.7 في المائة".
وفي هذا السياق، قال رئيس المنظمة المغربية "إشعاع" للمبادرة والحوار ، عبد الإله حمدوشي، إن "حرية التعبير مكفولة قانونا لكل المواطنين باعتبارها قاعدة قانونية عامة ومجردة، حتى لو كان الحديث عن "المؤثرين" في الفضاء الرقمي، ممّن بنوا شهرتهم على "سرعة الانتشار"، أو بصناعة محتوى عبر استعمال خطاب رديء، بدون مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية وبدون التسلح بالزاد المعرفي".
وتابع حمدوشي، في حديثه لـ"عربي21" أن "الفرق يكمن في التأثير السلبي الذي يحدثه هؤلاء "المشاهير" حين تجاوز الضوابط الأخلاقية والمقتضيات القانونية من خلال إلحاق الضرر بالغير، سواء كان هذا الغير فردا أو جماعة أو مجتمعا" مشيرا إلى أنه "من الطبيعي أن تطفو على السطح مثل هكذا ظواهر غير صحية، في صيغة "مشاهير"، وعلى شكل "مؤثرين"، فهي في الأخير، تعبير عما يوجد داخل المجتمع".
وأوضح رئيس المنظمة المغربية إشعاع للمبادرة والحوار، أنه "يجب العمل على توعية المواطنين، إذ أن الرهان بناء جيل من خلال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، باعتمادها داخل المناهج التعليمية في مختلف المستويات" مطالبا مؤسسات الدولة، "دعم النماذج الحسنة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ومن العلماء والرياضيين والفنانين والمثقفين في مختلف المجالات، القادرين على تقديم "القدوة" الصالحة والملهمة للجيل الصاعد".
وأردف المتحدث نفسه لـ"عربي21" أنه "يجب الضرب بيد من حديد على منتهكي خصوصيات الناس وممتهني التشهير، بمراجعة وتعديل القوانين التي تستدعي التعديل، من دون المس -طبعا- بما راكمه المغاربة من مكتسبات في مجال الحقوق والحريات" مستطردا: "كما يجب على فعاليات المجتمع المدني ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، التحذير من خطورة التطبيع مع الرداءة، ومن استسهال الخطاب، والتوجه إلى الرأي العام من دون أي ضوابط أو أخلاق أو سلطة معرفية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفضاء الرقمي المغربي حرية الرأي والتعبير المؤثرون الأخبار الزائفة المغرب حرية الرأي والتعبير الأخبار الزائفة الفضاء الرقمي المؤثرون سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على مواقع التواصل الاجتماعی ألف درهم من خلال
إقرأ أيضاً:
مسلسل مراهق العائلة.. كابوس التواصل الاجتماعي يتجاوز الحدود
في عالم مليء بالمسلسلات التي تعتمد على تقنيات سردية مبتكرة ومتغيرة، يبرز مسلسل "مراهق العائلة" (Adolescence) على منصة نتفليكس بوصفه عملا فنيا يختلف عن المعتاد.
يتكون المسلسل من أربع حلقات قصيرة، تتميز بتصوير كل منها بلقطة واحدة طويلة دون اللجوء إلى أي تقنيات مونتاج. هذه الجرأة في الابتكار لم تكن مقتصرة على الشكل فقط، بل امتدت إلى محتوى العمل الذي يقدم تحذيرًا قويا بشأن تأثير الإنترنت على الأطفال في غياب الرقابة، وكيف يمكن لهذه الفوضى الرقمية أن تقود طفلا في 13 من عمره إلى جريمة مروعة.
تدور قصة المسلسل البريطاني حول عائلة ميلر التي تتحطم حياتها عندما يتم القبض على ابنها جيمي ميلر (أوين كوبر) البالغ من العمر 13 عاما بتهمة قتل زميلته كيتي ليونارد. يستعرض المسلسل التداعيات العاطفية والاجتماعية لهذه المأساة، ويتعمق في التصورات المشوهة عن الذكورة والرجولة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات الأطفال والمراهقين.
خلال أربع حلقات فقط، تمكّن المبدعان ستيفن غراهام وجاك ثورن من تقديم عمل يستحق الاهتمام من قبل الأبناء والآباء والمسؤولين، وذلك من خلال دراما تعكس الفجوة الاجتماعية التي يسببها الاستخدام المفرط وغير المسؤول للإنترنت، خصوصًا عندما يقع في يد المراهقين الذين تدفعهم رغبتهم في إثبات الذات إلى تبني تصرفات قد تكون منحرفة أحيانًا.
يبدأ المسلسل بمشهد مفعم بالتوتر لقوات الشرطة وهي تقتحم منزلاً في بلدة يوركشاير، حيث تتعرض الأسرة الصغيرة المكونة من الأب إيدي ميلر (الممثل والمخرج ستيفن غراهام) والأم ماندا (الممثلة كريستين تريماركو) والابنة الكبرى ليزا (الممثلة أميلي بيز) لصدمة. يتم القبض على الابن المراهق جيمي (الممثل أوين كوبر) الذي يبدو شخصًا عاديا، من غرفة نومه للاشتباه في قتله زميلته "كيتي" في الليلة السابقة.
إعلانتتابع الكاميرا المحققين أثناء سفرهم إلى منزل الأسرة في سيارتهم، بينما تصل قوات الشرطة إلى المكان لتنفيذ الاقتحام بشكل مفزع وقاس، حيث يتم تفتيش غرف المنزل. وفي غرفة الطفل، يظهر حاسوب كبير نسبيا وزخرفة خيالية تشبه معدات الفضاء. تتابع الكاميرا مشهد التحقيق حتى وصول الجميع إلى مركز الشرطة في تصوير مستمر يعطي إحساسًا بالطابع الوثائقي.
تبدو الكاميرا وكأنها تطارد الشخصيات في المشاهد، مما يضيف طابعًا واقعيا يعكس محاولة رصد واقع اجتماعي مرعب، حيث تثير قوات الشرطة الخوف في نفوس الأسرة الصغيرة والهادئة، وتتعامل مع أفرادها بقسوة، مما ينتهك خصوصية الأم والأب وابنتيهما المراهقة.
وعندما تشكو الأم من الأسلوب العنيف الذي استخدمه أفراد الشرطة مع ابنتها، يكون الرد هادئا بأنها تستطيع تقديم شكوى، لكن المفاجأة تأتي بعد مرور نحو ثلث الحلقة، حيث يتضح أن الطفل البالغ من العمر 13 عامًا متهم بارتكاب جريمة قتل.
تكشف اللقطات الأولى عن شخصية مفتش الشرطة ديلوك بيسكومب (الممثل أشلي والترز)، الذي يعاني من رفض ابنه المراهق الذهاب إلى المدرسة، وهي المدرسة نفسها التي ارتكبت فيها جريمة القتل. في مركز الشرطة، يؤكد جيمي براءته، ويبدو الأب إيدي مصدومًا لكنه يبدي دعمه له. تنتهي الحلقة بكشف صادم، حيث تُظهر لقطات كاميرات المراقبة جيمي وهو يطعن كيتي في موقف السيارات، مما ينسف ادعاءاته بالبراءة، ويترك والده في حالة بكاء.
يبرز أداء ستيفن غراهام في دور الأب السلبي (المشبع بمشاعر الأمومة إلى حد كبير) مقارنة ببقية الممثلين في الحلقة، كما يظهر دور المخرج الذي اختار استخدام تقنيات درامية ذكية للانتقال بين المشاهد بسلاسة ودون قطع.
تدور أحداث الحلقة الثانية في مدرسة جيمي وكيتي، حيث تواصل الشرطة بحثها عن سلاح الجريمة، ويلتقي المحقق بزملاء جيمي. يتم تصوير المدرسة كمكان يعج بالفوضى، ومليء بأجهزة الهواتف المحمولة، حيث يزداد الاحتكاك والتوتر بين المراهقين.
إعلانيكشف المحقق تفاصيل مهمة تسهم في بناء القصة، مثل انتشار صورة غير لائقة للفتاة القتيلة عبر تطبيق سناب شات بين الطلاب، مما دفع جيمي لمحاولة التخفيف عنها بالخروج معها، لكن تلك المحاولة قوبلت بالرفض، ووصفته بأنه "عدو للمجتمع".
يكشف آدم (أماري جادين باكوس)، ابن المحقق، لوالده عن قاموس خاص يستخدمه الطلاب في المدرسة للتنمر والإشارة إلى بعضهم بعضا، مما يبرز الفجوة بين الجيل الأكبر والجيل الأصغر في فهم ما يحدث داخل المدرسة.
تتجلى تأثيرات الإنترنت السامة في الحلقة، حيث تمنح التكنولوجيا للمراهقين إمكانيات غير محدودة للتنمر والإساءة، مما يكشف عن جانب مظلم لتأثير الإنترنت على المراهقة.
الحلقة الثالثةتدور أحداث الحلقة الثالثة بعد سبعة أشهر من اعتقال جيمي بتهمة قتل زميلته، وتتم تقريبا في غرفة واحدة بمصحة نفسية حيث يُحتجز. تتقابل الطبيبة بريوني أريستون (إيرين دوهرتي) مع جيمي لتقييم حالته النفسية في إطار تقرير للمحكمة.
يبدأ الحوار هادئًا، وتكشف الكاميرا عن تردد جيمي والذي يخف تدريجيا خلال الجلسة التي تستمر ساعة. ورغم الطابع الوثائقي، تلتقط الكاميرا التغيرات في انفعالات جيمي، حيث يتحول الحوار إلى تصاعد درامي حتى يصل إلى ذروته عندما يفقد جيمي أعصابه، مما يستدعي تدخل الحارس لحماية الطبيبة الثابتة في تصرفاتها.
تكشف الجلسة عن مفهوم مشوه للرجولة لدى جيمي، الذي يعتبر الرفض من فتاة إهانة لرجولته، ويطالب الطبيبة -في مفارقة- أن تعترف بخوفها منه.
تُظهر الحلقة تأثير الكراهية الموجهة ضد المرأة عبر الإنترنت وكيف تركت آثارًا عميقة في نفسية المراهق، مما دفعه لارتكاب جريمة قتل. ورغم التصوير المحدود في غرفة مغلقة، فإن هذه الحلقة من أكثر الحلقات كثافة دراميا.
الحلقة الرابعة والأخيرةتدور أحداث الحلقة الرابعة والأخيرة بعد 13 شهرًا، حيث تكشف صراع عائلة ميلر في التعامل مع آثار الحادث. الأسرة تحمل وصمة اجتماعية يستغلها المراهقون والجيران، بينما يحاول الأب الحفاظ على تماسك الحياة الاجتماعية، لكن دون جدوى. تتكشف أزمات لم يتم التطرق إليها في التحقيق، ولها تأثير عميق على المراهق الذي كان يعتبر والده قدوة.
إعلانيستمر الطفل في قضاء عقوبته في المصحة، في وقت تسعى فيه الأسرة للتكيف مع الوضع الجديد بين فكرة الانتقال إلى مجتمع آخر، وفكرة الصمود أمام التحديات. الابنة الكبرى تبدو الأكثر وعيا بالواقع وتقرر البقاء ومواجهة التغيرات.
بعد أربع حلقات مؤثرة، يظل المسلسل شاهدا قويا على قضايا الأجيال الجديدة، ويتميز باستخدام تقنية اللقطة الواحدة التي تضيف عمقًا دراميا للمشاعر، مما يجعل العمل أكثر كثافة وتأثيرًا.