بوابة الوفد:
2024-10-05@03:44:38 GMT

حديث القبور «٢»

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

حين أتحدث عن الموت لابد لى أن أطلب لى ولكم وكل من أحب لحظات من التضرع إلى الله لنحظى برضاه قبل أن تقبض أرواحنا ونحن فى سبات عميق، ولا تتعجب عزيزى القاريء أننى أجد متعة حول أحاديث القبور، واسمح لى أيضا أن أتمنى لك طول العمر وامتداد الحياة، ولك ولأحبتى التمتع بروعة هذا الموت! فهو الحقيقة الثابتة منذ نشأة الكون حتى تقوم الساعة.

وفى مشهد الجنازات يعتصر قلبى ألمًا على فراق الناس حتى ولو كانوا أغرابًا، فكيف نكون لو قدر الموت للمقربين لدينا! ينتابنى الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم، خارج القبر أحدهم يبكى، والآخر حزين وآخر هناك لا يُبالى، وفى داخل القبر أحدهم يقول: ربى الله ودينى الإسلام ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر يقول: «هاه هاه لا أدري».. مش فاكر ذكرنى. لسانه شل لعدم ذكر الله طيلة حياته، فى الخارج يُحكمون إغلاق القبر من هنا وهناك وكأنهم يخشون خروجه. الحقيقة أن الروح التى ذهبت إلى خالقها تتمنى العودة ولو لحظة واحدة لذكر الله، وفى داخل القبر أحدهم يقول: رب أقم الساعة، وأحدهم يُنادى: رب ارجعونِ لعلى أعمل صالحاً فيما تركت.  

فى الخارج يتأفف أحدهم من التراب، وترهقه حرارة الشمس أو برودة الجو، ويمل من طول الدعاء، وفى داخل القبر لا يملك أحدهم إلا مترين فى متر من كون فسيح، وقطعة قماش، وعمله ودعوات صالحات، أو شوية «قرص» على روح المرحوم. 

فى الخارج لا تكاد تمضى ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون، وخيم الصمت تماما ورحل الزوار، وفى الداخل ضجيج، أحدهم ينعم ويرى مقعده من الجنة، وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته فزعًا، فى الخارج أناس قد انتقلوا من بيت مكيف لمسجد مكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحر أو البرد، وفى داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون، أحدهم فى سعة ولطف ورحمة، وآخر فى ضيق وحر ونكد، روايات رواد القبور تنفطر لها القلوب، أفى النعيم المقيم نحيا، أم فى العذاب نشقى، والله أعلى وأعلم. جميعنا فى الانتظار، يمر قطار العمر سريعا يأخذ معه مشاعرنا وأحلام صبانا وشبابنا، وحياتنا كى تكون وقودا يسير به، وفى كل محطة يمر عليها نفقد على رصيفها جزءاً من أنفسنا، لا يمكننا أبدا أن نستعيده فيما بعد، ولا يمكن أن نلتقى به مرة أخرى إلا كطيف من الماضى، يمر أمام أعيننا كحزمة من الضوء نراها ولا نستطيع أن نلمسها، وفى كل مرة يقف الواحد منا وقفة طويلة مع نفسه، يتساءل فى حيرة: من أنا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ نحن لا نكبر عندما يشير التاريخ بسبابته إلى يوم ميلادنا البعيد، لا نكبر عندما ينهش الشيب فروة رأسنا، نحن نكبر حين يمر عزيز فى حياتنا ولا يلبث أن يسرقه الموت منا، نكبر عندما يعصف فصل الخريف بعلاقاتنا ويتساقط البشر من حولنا فجأة، نكبر عندما نتمسك بأذيال ضحكة زائفة مع شخص زائل. يارب عاملنا برحمتك وكرمك ونسألك حسن الخاتمـة لنا ولمن نحب. 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى الخارج

إقرأ أيضاً:

قرار جديد بشأن واقعة مقتل ممرض قتل على يد صديقه وآخر في الزاوية الحمراء

 تباشر نيابة شمال القاهرة الكلية، التحقيقات مع عاطلين متهمين بقتل ممرض في ، حيث تم اصطحاب المتهمين الي مسرح الجريم بـ"منطقة الزاوية الحمراء" لتمثيلها وإجراء المعاينة التصويرية وأمرت بإجراء تحليل البصمة الوراثية "دي إن إيه" لأشلاء المتوفى ومضاهاتها بالصفة الوراثية لأهله وصرحت بدفن الأشلاء وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة. 

قرار جديد بشأن واقعة مقتل  ممرض قتل على يد صديقه وآخر في الزاوية الحمراء

وقال المتهم الرئيسي وهو ممرض صديق المجني عليه إنه نظرا لعلمه بثرائه خطط لاستدراجه وطلب فدية مالية من أهله لحل مشكلاته المادية.

وأضاف المتهم أنه في يوم الواقعة استدرج المجني عليه من خلال إرسال رسالة نصية له عبر الواتساب يعرض عليه أنه وجد بعض العملاء الذين يريدون عمل جلسات مساج منزلية مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأضاف المتهم أن المجني عليه كان يثق فيه واستجاب لطلبه وفي هذا الوقت كان قد اتفق مع صديق له من منطقة الزاوية الحمراء ووضعوا خطة جريمتهم وجهزوا الشقة التي سيحتجزوا المجني عليه فيها وأدوات التكبيل.

وأوضح المتهم أنه بعد استقبال المجني عليه أوهمه بأن الشقة محل احتجازه ستكون محل إقامته لحين إنهاء عمله وما أن دخل إليها حتي فوجئ بالمتهم الثاني ثم أمسكوا بالمجني عليه وكبلوه في كرسي ووضعوا على فمه لاصقًا لكتم صوته.

وأشار المتهمون إلى أن المجني عليه قاموهم فتعدوا عليه بالضرب المبرح بعصا خشبية فأصابوه إصابات بالرأس والصدر وتوفي نتيجة ذلك فخشوا أن تنكشف جريمتهم فقاموا بتقطيع جسده إلى أشلاء وألقوها في الشارع

وكانت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن القاهرة ، قد تلقت بلاغًا يفيد باختفاء ممرض ووجود شبهة جنائية وراء تغيبه في الزاوية الحمراء.

وبإجراء التحريات تبين، أن صديق المجني عليه "ممرض" استدرجه، واستعان بـ عاطل لكي يساوموا أهله على دفع فدية مقابل إطلاق سراحه وأثناء القيام بتعذيبه توفي في أيديهم وحاولوا إخفاء الجثة وقاموا بتقطيعها داخل بانيو بشقة سكنية والتخلص من الأشلاء في عدة مناطق.

وعقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، تمكن رجال المباحث من القبض على المتهمين، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وجار العرض على النيابة العامة.

مقالات مشابهة

  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • 6 ساعات من الرعب داخل بئر.. «وليد» يواجه الموت لإنقاذ حياة كلب ضال (صور)
  • مطالبات بتغيير مسمى عيد الأم.. وحسام موافي يتدخل بكلمات حاسمة (فيديو)
  • حسام موافي: لا يجب أن نلغي عيد الأم لسبب الوفاة.. فيديو
  • قرار جديد بشأن واقعة مقتل ممرض قتل على يد صديقه وآخر في الزاوية الحمراء
  • «الجارديان»: الهجمات المروعة بين إسرائيل وإيران ووكلائها لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث
  • "كمائن الموت" تحصد أرواح جنود الاحتلال.. والمواجهات تنتقل إلى "الالتحام المباشر"
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • كتائب القسام تتبنى عملية يافا وتتوعد العدو: قادم الأيام سيأتيكم الموت من كل مكان
  • وزير الدفاع الإيراني: استهدفنا 3 مواقع عسكرية إسرائيلية وآخر للاستخبارات