بوابة الوفد:
2025-02-23@20:47:05 GMT

الفضاء الإلكترونى

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها فى ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التى تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها شريطة تجنب مضارها، والنار التى تحرق لا غنى أيضًا عن منافعها واستخداماتها الرشيدة شريطة تجنب مضارها، وكذلك صناعة السلاح الذى لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، فإنه قد يكون مَكْمَن خطورة إذا وقع فى يد الإرهابيين والمتطرفين ومن يسيئون استخدامه، بل القلم أيضًا قد يكون وسيلة رشاد أو آلة سباب، كلها أدوات ووسائل يمكن أن تُوجَّه للخير أو للشر، وهذا هو الحال نفسه فى سائر وسائل الاتصال الإلكترونى الذى يمكن أن نستخدمه فى كل ما يخدم العلم، والدعوة، والبشرية، وتيسير سبل التواصل، كما يمكن استخدامه للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

 

وينبغى أن نؤصل ونرسخ ونركز على أخلاقيات وضوابط الاستخدام الرشيد للفضاء الإلكتروني؛ لنجنب أبناءنا وشعوبنا والبشرية جمعاء مضاره وشروره.

ولا شك أن مكارم الأخلاق من القواسم المشتركة بين الأديان السماوية، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، وقد ذكر القرآن الكريم فى سورة الأنعام عِدة وصايا قال عنها سيدنا عبد الله بن عباس (رضى الله عنهما) إنها من الآيات المحكمات التى لم تنسخ فى أى ملة من الملل، وذلك حيث يقول الحق سبحانه: «قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ *‏ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

فالأخلاق والقيم الإنسانية التى تكون أساسًا للتعايش لم تختلف فى أى شريعة من الشرائع، وأرونى أى شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير؟!.

وأرونى أى شريعة أباحت الكذب أو الافتراء أو الاختلاق وبث الشائعات وأذى الآخرين فى أعراضهم تشهيرًا واغتيالًا معنويًّا؟! سواء أكان ذلك فى دنيا الناس أم فى عالمهم الافتراضى.

بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، فمن خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها.

ثم جاء نبينا (صلى الله عليه وسلم) ليرسخ مكارم الأخلاق تنظيرًا وتطبيقًا، حيث لخَّص (صلى الله عليه وسلم) هدف رسالته فى قوله (صلى الله عليه وسلم ): «إنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»، وسئل (صلى الله عليه وسلم) عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ؟ فقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ»، وسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ»، وعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْها) قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ»، وقال (صلى الله عليه وسلم) : «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ».

ولقد نهى ديننا الحنيف عن الغمز واللمز وكل ألوان التهكم والسخرية والاغتيال المعنوى، ولا شك أن ذلك النهى عام يشمل ما يقع عبر مواقع التواصل كما يشمل ما يقع عبر غيرها، يقول الحق سبحانه متوعدًا أصحاب الهمز واللمز: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ»، ويقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ».

وإن الأمم التى لا تبنى على القيم والأخلاق، تحمل عوامل سقوطها فى أصل قيامها وأساس بنائها..

وزير الأوقاف 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد مختار جمعة الفضاء الالكتروني صلى الله علیه وسلم ى الله ع

إقرأ أيضاً:

دعاء لفك الكرب.. الإفتاء توضح: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن»

دعاء فك الكرب أحد أسلحة المؤمن للتقرب إلى الله وطلب العون والتيسيرات، لاسيما أن الأزمات والشدائد تُعدّ جزءًا من حياة الإنسان، وقد أرشدتنا الشريعة الإسلامية إلى وسائل للتخفيف من هذه الكروب، أبرزها الدعاء ومنها دعاء لفك الكرب.

أدعية فك الكرب

وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى عدة أدعية واردة في السنة النبوية تُستحب عند مواجهة الكرب والهم وأبرزها دعاء لفك الكرب، منها من هذه أدعية لفك الكرب ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب، دعاء لفك الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم».

دعاء لفك الكرب

وأضافت دار الإفتاء حول دعاء لفك الكرب، أنَّه كما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء لتفريج الهموم: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»، مؤكّدة أنَّ هذا الدعاء يُظهر استعاذة المسلم بالله من المشاعر السلبية والضغوط النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، في دعاء لفك الكرب يُستحب ترديد دعاء سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين». فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون، إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».

الاستغفار والصلاة على النبي لفك الكرب 

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه بخلاف دعاء لفك الكرب ثبت أن الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الوسائل المهمة لتفريج الكروب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب».

واختتم دار الإفتاء حول دعاء لفك الكرب يُنصح المسلم باللجوء إلى الله في أوقات الشدة والرخاء، والمواظبة على الأذكار والأدعية المأثورة، مع اليقين بأن الفرج من عند الله وحده.

مقالات مشابهة

  • ركعتان تفتحان لك أبواب الجنة .. واظب عليهما بإخلاص
  • فوائد صيام شهر رمضان .. اغتنم 12 فضيلة للصوم وقيام الليل
  • دعاء البرد الشديد.. كلمات لا ترد في هذا الطقس القارس
  • دعاء لفك الكرب.. الإفتاء توضح: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن»
  • حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • ترامب: نطلب معادن نادرة ونفطاً وأي شيء يمكن أن نحصل عليه من أوكرانيا
  • 4 أمور لو فعلها المسلم يوميا كان من أهل الجنة.. تعرف عليها
  • ما هو سبب صيام شهر رمضان؟ اغتنم 6 نفحات ربانية تتنزل على الصائمين
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة