تمزق الحسرةُ قلوبَ المصريين، ويسحقها الألم والحزن لما تتعرض له منطقة مقابر القاهرة الأثرية.
إن رؤية الأوناش تزيل مقابر رموز مصر وتدمر شواهدها، وتحطم مبانيها التاريخية صار من المشاهد المتكررة! حدث هذا لقبر عميد الأدب العربى طه حسين وأمير الشعراء أحمد شوقى والشاعر محمود سامى البارودى - رب السيف والقلم- والأديب الكبير يحيى حقى والشيخ محمد رفعت وغيرهم من عباقرة مصر، والظاهر أن مسلسل الهدم لن يتوقف حتى تصبح المنطقة برمتها أثرًا وذكرى بعد أن كانت رمزًا من رموز الفخار والزهو!
لهذا أقدم إلى الدولة المصرية (وزارتَى الثقافة والأوقاف المصرية وهيئة الآثار) اقتراحين:
الأول يخص العميد طه حسين وأمير الشعراء؛ أن ننقل الضريحين إلى متحفيهما، رامتان وكرمة ابن هانئ، فذلك أشرف لهما ولنا كمصريين.
المتحفان أولى برفاتهما؛ ويليقان بقيمتهما الثقافية والأدبية وتاريخهما العظيم، كذلك قيمة مصر وتاريخها.
ربما العميد نستطيع نقل رفاته إلى ڤيلا «رامتان» فى الهرم، بيته الذى عاش فيه زمنًا طويلًا، أو إلى بيته فى قرية عزبة الكيلو (مركز مغاغة - محافظة المنيا) البيت الذى استقبل أبطال فيلم دعاء الكروان، أو اقتراح ثالث بنقله إلى جامعة القاهرة أمام مبنى كلية الآداب، وعلاقة العميد بها يعلمها الجميع، فهو أحد أركانها، وكلية الآداب اعتمدت لسنوات على أفكاره ونبوغه وإسهاماته التى لا حصر لها.
الاقتراح الثانى هو «حديقة الخالدين» أو «أرض الخالدين» أوجهه إلى الحكومة المصرية.
وهو نقل رفات كل عباقرة مصر، والأفذاذ من أبنائها، إلى موقع جديد يليق بهم/بهن، فلا تندثر قبور، ولا يضيع مع كر السنين أثر هؤلاء أبدًا، وتظل شاهدًا على خلودهم/ هن أمام الأجيال القادمة.
أقترح أن يكون موقع «حديقة الخالدين» على امتداد «المتحف الكبير» خلف منطقة الأهرامات، مع الظهير الصحراوى.
لن تتكلف الدولة لإقامة هذه الحديقة سوى التبرع بالأرض -خلف المتحف الكبير- أما السور والمقابر فسوف يدفع المصريون تكلفتها بحر مالهم، تخليدًا لأبناء وبنات من فلذات أكبادهم/ هن، أبناء وبنات تميزوا وأبدعوا وسجل التاريخ أسماءهم/هن بأحرف من نور.
الحديقة قطعة أرض كبيرة تتسع لما لهذه الأمة من كنز بشرى فذ، محاطة بسور وأشجار من الكافور والكازورينا.
من خلال اكتتاب؛ مثل الذى فعلناه من قبل لأجل تمثال نهضة مصر، فحول المصريون فكرتهم إلى حقيقة، واستطاع النحات المصرى العظيم محمود مختار (١٠ مايو١٨٩١- ٢٨ مارس ١٩٣٤) تنفيذ عمل صار رمزًا لمصر الحديثة.
الحديقة سوف تكون على شكل زهرتى لوتس، إحداهما لمن لقى ربه فى السنوات الماضية، والثانية تكون للقادم من الأيام، مستقبلًا، لكل الذين يتوفاهم الله من عباقرة مصر وأفذاذ العرب، إذا رغب/رغبت فى أن يحتضن تراب مصر رفاته/رفاتها.
كل المقابر ستكون ذات شكل ثابت، موحد، تصميم فرعونى الطراز، شواهدها من جرانيت أسوانى، ينقش عليه باللغتين العربية والإنجليزية، سيرة ذاتية مصغرة. تاريخ ميلاده، مدينته، دراسته، تجلياته، تفرده، نبوغه، ما ناله من أوسمة ونياشين، تاريخ التكريم، أسماء المؤسسات التى منحته الأوسمة.
بين هذه القبور مسافات ثابتة مغطاة بالعشب الأخضر أو الزلط المعروف جيولوجيًا بالشيرت/فلينت.
تحدد الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة موعدًا لإجراء اكتتاب عام؛ يتم دعوة المثقفين المصريين والعرب، رجال الأعمال، البنوك المصرية والعربية، جامعة الدول العربية، مجامع اللغة العربية للمساهمة فى هذا المشروع العظيم.
المصريون والعرب الذين توفاهم/هن الله، ومقابرهم فى مصر، تُنقَل رفاتهم فى توابيت، ثم تُوضع فى الحديقة تبعًا لتواريخ وفاتهم/هن.
أما الذين يتوفاهم /هن الله بعد الإنشاء، يتم دفنهم/هن فى زهرة اللوتس الثانية، تبعًا لنظام صارم، مع قوانين حاكمة، منظمة لهذا الشأن، بقرار رئاسى، قرار بالإجماع من مجلس النواب، الحاصلين على قلادة النيل، قلادة الجمهورية، جائزة نوبل، أو توصية من المجلس الأعلى للثقافة تُرفَع لرئيس الجمهورية.
تمنح مصر هذا الشرف للمتميزين من العرب فى مجال الأدب والفنون والثقافة، والحاصلين على جائزة نوبل، إذا تقدم بطلب إليها.
لن نكون بهذا أصحاب سابقة فريدة فى عالمنا؛ لأن الكثير من دول أوروبا سبقتنا بالتنفيذ والاهتمام بأفذاذها، مثل «متحف الخالدين» فى برلين، لكننا بإنشاء حديقة الخالدين على الطراز الفرعونى نكون قد تميزنا وارتبطنا بتاريخنا الخالد. أذكر القارئ أن لدينا فى متحف برلين تمثالًا للموسيقار الخالد فريد الأطرش، العربى الوحيد الذى شُيد له تمثال هناك!
فى حديقة الخالدين نستطيع وضع تمثال لكل عبقرى من عباقرة مصر أمام قبره من الجرانيت؛ نعقد من أجله مسابقة مصرية، عربية، عالمية. نحشد لها ونعلن عنها ونجعلها احتفالية تليق بالأمة المصرية وبأفذاذها.
يتقدم للمسابقة طلاب كليات الفنون الجميلة فى كل أنحاء الوطن العربى، وتصدر أسماء لجنة التحكيم بتوصية من كبار النحاتين المصريين، عمداء كليات الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، نقابة التشكيليين، كبار الفنانين، خاصة من إيطاليا وفرنسا، لما لدى الدولتين من خبرات فى هذا المجال، وما يربطهما بمصر من علاقات تاريخية وثقافية، ليس فن النحت وتصميم الميادين والمبانى إلا فروعًا من علاقات متعددة وتاريخية.
أتمنى أن تجد الفكرة دعمًا يليق بالأمة المصرية؛ وتجاوبًا يليق بأبناء مصر من وزارتى الثقافة والأوقاف وهيئة الآثار والشعب المصرى العظيم.
كاتب وروائى مصرى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على حسن قلوب المصريين مصر
إقرأ أيضاً:
توافد زوار بورسعيد على حديقة فريال وساحة مصر بالعطلة الأسبوعية
شهدت حديقة فريال التاريخية، وساحة مصر بمحافظة بورسعيد اليوم ،الجمعة، توافد المواطنين من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى ، حيث يستمر توافد أتوبيسات الرحلات من محافظات الجمهورية لبورسعيد لزيارة العديد من المناطق السياحية ببورسعيد وعلى رأسها حديقة فريال والتى اكتسبت شهرة واسعة خلال الفترة الماضية كأول الأماكن السياحية التى يزورها القادمين للمحافظة وذلك بعد التطور الحضارى والجمالى الذى شهدته حديقة فريال التاريخية والتى أصبحت من أفضل الأماكن السياحية ببورسعيد مؤخرا.
كما شهد سوق الأسماك الجديد بحى العرب فى بورسعيد ،إقبالًا كبيرًا من زائري بورسعيد و مواطنيها ، والذي يعد أحد أهم المناطق الخدمية التي يتوجه إليها الزائرون لتناول الغذاء بعد جولتهم بمدينة بورسعيد،فضلا عن شراء مختلف أنواع الأسماك ذات الأسعار المتميزة لتوافر كافة أنواع الأسماك وتصميم السوق الذى يوفر النظام وعدم التكدس بالإضافة إلى الاهتمام بالنظافة والمظهر الحضارى للسوق.
توافد الرحلات على بورسعيد 1000131815 1000131816 1000131817 1000131812 1000131813 1000131814 1000131809 1000131810 1000131811 1000131819 1000131820 1000131821
وشهد مول outlet بورسعيد ،إقبال من أبناء بورسعيد وزائريها، لشراء مختلف المستلزمات من الملابس الأوربية بأسعار مناسبة، حيث أشاد عدد من المواطنين بالنقلة النوعية التي شهدتها منطقة مجمع الأسواق بحي العرب، وخاصة مول outlet ، والذي أصبح داون تاون مدينة بورسعيد ويجذب ٱلاف الزائرين.