بوابة الوفد:
2025-01-22@14:01:59 GMT

حديقة الخالدين

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

تمزق الحسرةُ قلوبَ المصريين، ويسحقها الألم والحزن لما تتعرض له منطقة مقابر القاهرة الأثرية.

إن رؤية الأوناش تزيل مقابر رموز مصر وتدمر شواهدها، وتحطم مبانيها التاريخية صار من المشاهد المتكررة! حدث هذا لقبر عميد الأدب العربى طه حسين وأمير الشعراء أحمد شوقى والشاعر محمود سامى البارودى - رب السيف والقلم- والأديب الكبير يحيى حقى والشيخ محمد رفعت وغيرهم من عباقرة مصر، والظاهر أن مسلسل الهدم لن يتوقف حتى تصبح المنطقة برمتها أثرًا وذكرى بعد أن كانت رمزًا من رموز الفخار والزهو!

لهذا أقدم إلى الدولة المصرية (وزارتَى الثقافة والأوقاف المصرية وهيئة الآثار) اقتراحين:

الأول يخص العميد طه حسين وأمير الشعراء؛ أن ننقل الضريحين إلى متحفيهما، رامتان وكرمة ابن هانئ، فذلك أشرف لهما ولنا كمصريين.

المتحفان أولى برفاتهما؛ ويليقان بقيمتهما الثقافية والأدبية وتاريخهما العظيم، كذلك قيمة مصر وتاريخها.

ربما العميد نستطيع نقل رفاته إلى ڤيلا «رامتان» فى الهرم، بيته الذى عاش فيه زمنًا طويلًا، أو إلى بيته فى قرية عزبة الكيلو (مركز مغاغة - محافظة المنيا) البيت الذى استقبل أبطال فيلم دعاء الكروان، أو اقتراح ثالث بنقله إلى جامعة القاهرة أمام مبنى كلية الآداب، وعلاقة العميد بها يعلمها الجميع، فهو أحد أركانها، وكلية الآداب اعتمدت لسنوات على أفكاره ونبوغه وإسهاماته التى لا حصر لها.

الاقتراح الثانى هو «حديقة الخالدين» أو «أرض الخالدين» أوجهه إلى الحكومة المصرية.

وهو نقل رفات كل عباقرة مصر، والأفذاذ من أبنائها، إلى موقع جديد يليق بهم/بهن، فلا تندثر قبور، ولا يضيع مع كر السنين أثر هؤلاء أبدًا، وتظل شاهدًا على خلودهم/ هن أمام الأجيال القادمة.

أقترح أن يكون موقع «حديقة الخالدين» على امتداد «المتحف الكبير» خلف منطقة الأهرامات، مع الظهير الصحراوى.

لن تتكلف الدولة لإقامة هذه الحديقة سوى التبرع بالأرض -خلف المتحف الكبير- أما السور والمقابر فسوف يدفع المصريون تكلفتها بحر مالهم، تخليدًا لأبناء وبنات من فلذات أكبادهم/ هن، أبناء وبنات تميزوا وأبدعوا وسجل التاريخ أسماءهم/هن بأحرف من نور.

الحديقة قطعة أرض كبيرة تتسع لما لهذه الأمة من كنز بشرى فذ، محاطة بسور وأشجار من الكافور والكازورينا.

من خلال اكتتاب؛ مثل الذى فعلناه من قبل لأجل تمثال نهضة مصر، فحول المصريون فكرتهم إلى حقيقة، واستطاع النحات المصرى العظيم محمود مختار (١٠ مايو١٨٩١- ٢٨ مارس ١٩٣٤) تنفيذ عمل صار رمزًا لمصر الحديثة.

الحديقة سوف تكون على شكل زهرتى لوتس، إحداهما لمن لقى ربه فى السنوات الماضية، والثانية تكون للقادم من الأيام، مستقبلًا، لكل الذين يتوفاهم الله من عباقرة مصر وأفذاذ العرب، إذا رغب/رغبت فى أن يحتضن تراب مصر رفاته/رفاتها.

كل المقابر ستكون ذات شكل ثابت، موحد، تصميم فرعونى الطراز، شواهدها من جرانيت أسوانى، ينقش عليه باللغتين العربية والإنجليزية، سيرة ذاتية مصغرة. تاريخ ميلاده، مدينته، دراسته، تجلياته، تفرده، نبوغه، ما ناله من أوسمة ونياشين، تاريخ التكريم، أسماء المؤسسات التى منحته الأوسمة.

بين هذه القبور مسافات ثابتة مغطاة بالعشب الأخضر أو الزلط المعروف جيولوجيًا بالشيرت/فلينت.

تحدد الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة موعدًا لإجراء اكتتاب عام؛ يتم دعوة المثقفين المصريين والعرب، رجال الأعمال، البنوك المصرية والعربية، جامعة الدول العربية، مجامع اللغة العربية للمساهمة فى هذا المشروع العظيم.

المصريون والعرب الذين توفاهم/هن الله، ومقابرهم فى مصر، تُنقَل رفاتهم فى توابيت، ثم تُوضع فى الحديقة تبعًا لتواريخ وفاتهم/هن.

أما الذين يتوفاهم /هن الله بعد الإنشاء، يتم دفنهم/هن فى زهرة اللوتس الثانية، تبعًا لنظام صارم، مع قوانين حاكمة، منظمة لهذا الشأن، بقرار رئاسى، قرار بالإجماع من مجلس النواب، الحاصلين على قلادة النيل، قلادة الجمهورية، جائزة نوبل، أو توصية من المجلس الأعلى للثقافة تُرفَع لرئيس الجمهورية.

تمنح مصر هذا الشرف للمتميزين من العرب فى مجال الأدب والفنون والثقافة، والحاصلين على جائزة نوبل، إذا تقدم بطلب إليها.

لن نكون بهذا أصحاب سابقة فريدة فى عالمنا؛ لأن الكثير من دول أوروبا سبقتنا بالتنفيذ والاهتمام بأفذاذها، مثل «متحف الخالدين» فى برلين، لكننا بإنشاء حديقة الخالدين على الطراز الفرعونى نكون قد تميزنا وارتبطنا بتاريخنا الخالد. أذكر القارئ أن لدينا فى متحف برلين تمثالًا للموسيقار الخالد فريد الأطرش، العربى الوحيد الذى شُيد له تمثال هناك!

فى حديقة الخالدين نستطيع وضع تمثال لكل عبقرى من عباقرة مصر أمام قبره من الجرانيت؛ نعقد من أجله مسابقة مصرية، عربية، عالمية. نحشد لها ونعلن عنها ونجعلها احتفالية تليق بالأمة المصرية وبأفذاذها.

يتقدم للمسابقة طلاب كليات الفنون الجميلة فى كل أنحاء الوطن العربى، وتصدر أسماء لجنة التحكيم بتوصية من كبار النحاتين المصريين، عمداء كليات الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، نقابة التشكيليين، كبار الفنانين، خاصة من إيطاليا وفرنسا، لما لدى الدولتين من خبرات فى هذا المجال، وما يربطهما بمصر من علاقات تاريخية وثقافية، ليس فن النحت وتصميم الميادين والمبانى إلا فروعًا من علاقات متعددة وتاريخية.

أتمنى أن تجد الفكرة دعمًا يليق بالأمة المصرية؛ وتجاوبًا يليق بأبناء مصر من وزارتى الثقافة والأوقاف وهيئة الآثار والشعب المصرى العظيم.

كاتب وروائى مصرى

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على حسن قلوب المصريين مصر

إقرأ أيضاً:

صلاح ومرموش.. لا داعى للمقارنة!!

أتعجب كثيراً من الذين يهاجمون نجم مصر العالمى الملك محمد صلاح الذى حقق إنجازات أسطورية فى عالم الساحرة المستديرة على مدار سنوات طويلة حتى وصل إلى العالمية وإذا لم يكن بالفعل هو الأفضل على مستوى العالم فهو من بين أفضل 5 لاعبين على الأقل.. ويتعرض للهجوم لأنه يفكر فى الانتقال إلى الدورى السعودى وترك مكانه فى ليفربول الإنجليزى الذى حقق معه كل الأرقام القياسية.. ما أود أن أشير إليه أن محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة إنما هو مؤسسة متكاملة وعقلية منظمة ومرتبة ويملك عزيمة من حديد جعلته فى مكانة استحقها بجهده واصراره بعد توفيق الله المطلع على النوايا ويعلم مابداخل هذا الشاب المصرى المكافح الذى جعل العالم كله يقف له احتراماً ويتسابق الجميع لمصافحته والتقاط صورة سيلفى معه.. ابن قرية نجريج الذى أصبح نجم البريميرليج.. تخطى كل الحواجز والصعاب وأثبت أن العقلية والطموح والجد والاجتهاد مفاتيح الانتصار على كل الصعاب.. 

ليس من المنطقى أبداً أن نفكر نحن لمحمد صلاح بعد كل هذا المشوار الصعب الذى خاضه بمفرده وبعد أن وصل إلى قمة النجاح ننتقد قراراً يتخذه وهو أدرى شخص بأسباب اتخاذه للقرار سواء بالاستمرار فى ليفربول أو الرحيل إلى أى مكان آخر يختاره.. هذا الشاب الذى تفوق على الجميع فى أجواء لم يستمر فيها كثير من المصريين الذين خاضوا تجارب الاحتراف وبعضهم عاد سريعاً ولم يصمد فى أجواء جديدة وعادات مختلفة ووسائل وطرق تدريب صعبة والبعض حاول واستمر عدة سنوات ولكنه لم يحقق إلا نجاحات محدودة كنا نظنها انجازات حتى ذهب صلاح إلى أوروبا وغير كل المفاهيم وعرفنا مع مشواره المعنى الحقيقى للإنجازات عابرة القارات ووجدنا العالم كله يصفق له ويشيد به وأصبح لاعباً من طراز فريد ومثالاً يحتذى يطمح الكثير من الأجانب للوصول إلى مستواه وأخلاقياته التى حافظ عليها وأجبر بسببها الجميع على احترامه وتقديره..

والأغرب أن البعض يلجأ الآن إلى طريقة جديدة للهجوم غير المبرر على صلاح مستغلاً تألق النجم المصرى عمر مرموش فى البوندزليجا وانتقاله إلى مانشيستر سيتى الإنجليزى فبدأت المقارنة العجيبة التى لا داعى لها على الإطلاق والأفضل أن يكون كلاهما سفير لمصر فى عالم الاحتراف.. تألق مرموش رائع ونقف معه وخلفه لتحقيق الكثير والكثير لكنه ليس بالضرورة كما يشير البعض إلى أنه بداية أفول نجم صلاح.. باب التألق يتسع لصلاح ومرموش معاً وكذلك لأى نجم مصرى آخر يشرفنا ويدعم صفوف منتخبنا.. واعتقد أنه لو أتيحت الفرصة لنجم وجوكر بيراميدز إبراهيم عادل للانتقال للدورى الإسبانى سنرى نجماً آخر يلمع على طريقة صلاح ومرموش.. 

 

‏[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • العثور على تمثال أثري ملقى قرب صناديق قمامة في اليونان
  • حديقة بالطريق العام في الإسكندرية مأوي للبلطجية والمدمنين والأعمال المنافية للآداب
  • معرض «حديقة المعادن» في أبوظبي يجمع بين الفن والاستدامة
  • معرض “حديقة المعادن” في أبوظبي يجمع بين الفن والاستدامة
  • "حديقة المعادن" منظور للفن والاستدامة
  • ننشر تفاصيل ضبط 26 تمثال أثري وتوابيت فرعونية في منزل مواطن ببني سويف
  • صلاح ومرموش.. لا داعى للمقارنة!!
  • الداخلية تضبط 26 تمثال فرعوني ببنى سويف
  • جدل بسبب مجسم عمره 3 آلاف سنة على شكل «لاب توب».. ما علاقة السفر عبر الزمن؟
  • عمره أكثر من 3000 سنة.. العراق يستعيد تمثال أثري من أمريكا