القبولات في الكليات الطبية: أين المشكلة؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
صراحة نيوز- د عبدالله سرور الزعبي
كنت قد نشرت مقالا بعنوان الابتعاث وجودة التعليم الطبي في صحيفة «الغد»، وأشرت فيه إلى إن المشكلة كانت قد بدأت في عام 2019، عندما تم قبول جميع الطلبة الذين كان قد تم تسجيلهم في السنة التحضيرية عام 2018، حيث زادت أعداد الطلبة بواقع 1528 طالباً عن السنة السابقة لها (من 2813 طالبا تم قبولهم عام 2018 إلى 4341 عام 2019 (حسب إحصائيات وزارة التعليم العالي)، كما قفزت أعداد طلاب طب الأسنان من 345 عام 2018 إلى 985 عام 2019.
في لقاء لرؤساء الجامعات مع معالي وزير التعليم العالي عام 2020 تم الاتفاق بأن يتم معالجة الوضع غير الطبيعي في الكليات الطبية في الجامعات الأردنية وتخفيض الأعداد للوصول إلى الوضع الطبيعي. نجح معالي الوزير في ذلك العام بتخفيض الأعداد إلى 3764 طالبا، إلا أن الكارثة كانت في الأعوام 2021 بعد تولي وزير التعليم العالي السابق لمهامه في شهر تشرين الأول 2021، حيث بدأ بممارسة الضغوط لزيادة أعداد المقبولين ليرتفع العدد الى 4608 في كليات الطب (رغم معارضة جامعة البلقاء لمثل ذلك الإجراء وصمت بقية الجامعات وهيئة الاعتماد) و1245 في طب الأسنان (إحصائيات وزارة التعليم العالي)، ووصلت اعداد المقبولين عام 2022 إلى 5888 طالب في كليات الطب في الجامعات الحكومية ويضاف لها 35 طالبا في كليات الطب في الجامعات الخاصة، و 1019 طالبا في تخصص طب الأسنان.
إن القفزات في قبول الطلبة في تخصص الطب عام 2021 و2022، جاءت بفترة وزير كان قد ترأس اللجنة الوطنية لإعداد الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وهو نفسه الذي كان يقاتل لتخفيض الأعداد ويوقع اللوم على رؤساء الجامعات، عندما كان رئيساً للجنة التربية في مجلس الأعيان. إلا أنه لمن المستغرب أن يكون نفس مجلس التعليم العالي الذي وافق الوزير السابق على قبول تلك الأعداد ويقرر قبول 640 طالبا فقط لهذا العام، وفي حال تم الالتزام بقبول 30 ℅ من هذا العدد على النظام الموازي (حسب قرارات مجلس التعليم العالي) فيصبح إجمالي العدد 832 مقعداً، يضاف إليها أعداد أبناء العاملين وتنفيذ الاتفاقيات مع الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة وغيرها فإن إجمالي العدد سيصل في أحسن حال إلى 1250 مقعداً، مما يكون أقل من 22 ℅ من اجمالي الاعداد التي قبلت العام الماضي، مما جعل الكثير من وسائل الإعلام تتطرق لهذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، وأدى إلى اعتصام عدد من الطلبة أمام وزارة التعليم العالي يوم الأحد الموافق 27/8/2023 مطالبين برفع الأعداد والعودة عن قرار مجلس التعليم العالي.
إنه لمن الملاحظ بأن قرار قبول أعداد غير مسبوقة في الأعوام 2021 و2022 بقرار غير مسؤول في السنتين الماضيتين (مع عدم تشكيكنا في جودة مخرجات التعليم الطبي، وذلك لكفاءة الأساتذة القائمين عليه)، وضعت الوزير الحالي في موقف لا يحسد عليه من حيث تخفيض الأعداد بنسبة لا تتجاوز 25 ℅ من مجموع الأعداد المقبولة في العام الماضي. إلا أن المشكلة الأكبر والتي ستعاني منها المؤسسات الوطنية ذات العلاقة سيكون اعتباراً من عام 2026 في إيجاد مقاعد لهؤلاء الخريجين في برامج الامتياز والإقامة.
لقد سبق وأن قامت جماعة عمان لحوارات المستقبل في حزيران من هذا العام بعقد ندوة خاصة لمناقشة مواضيع تخص الشأن الصحي ومنها موضوع التعليم الطبي في الأردن، حيث بين الدكتور عبدالرحمن شديفات في الورقة المقدمة من قبله وتحت عنوان «تعليم الطب في الأردن: المدخلات والمخرجات» بأن هناك 2300 طبيب في سجلات ديوان الخدمة المدنية ينتظرون التوظيف (رئيس اللجنة الإعلامية في نقابة الأطباء صرح بان هناك 1500 طبيب لا يجدون فرصة عمل، التاج الاخباري 28/8/2023)، وهناك 22134 طالباً في تخصص الطب على مقاعد الدراسة في الجامعات الأردنية (منهم من تخرج صيف هذا العام)، وأضيف أنه لمن المستغرب أن يتم قبول 10496 طالبا خلال الأعوام 2021 و 2022 لوحدهما وبنسية تتجاوز 47 ℅ من إجمالي العدد الموجود على مقاعد الدراسة والذي أشار إليه الدكتور شديفات في ورقته النقاشية (وهذا خلل واضح في قطاع التعليم الطبي في الأردن، ستعاني منه مؤسسات الدولة لسنوات) وتشير ورقة الشديفات، أيضاً، إلى أننا أمام مشكلة كبيرة في استيعاب أعداد الخريجين في برامج الامتياز والإقامة في المستشفيات المهيئة لذلك في الوقت الحاضر، فكيف سيكون الوضع اعتباراً من العام 2028 عندما يتخرج ما لا يقل عن 4200 طبيب في الجامعات الأردنية وحدها في حين أن عدد مقاعد الإقامة المتاحة لا يتجاوز 1100 مقعد (حسب الشديفات).
وهنا يبرز التساؤل، ماذا ستفعل وزارة الصحة عندها لمعالجة نتائج القرارات غير المسؤولة عن قبول كل تلك الأعداد في الأعوام القليلة الماضية، ومن سيتحمل مسؤولية ذلك، وأين كان مجلس التعليم العالي وهيئة الاعتماد كجهة رقابية من كل ما حصل في السنوات 2021 و2022.
إنني كمراقب ورئيس جامعة سابق ومطلع على مشاكل التدريب الطبي وتأمين أعضاء هيئة تدريسية، اتفق مع الإجراء الذي اتخذه معالي وزير التعليم العالي الحالي بتخفيض أعداد المقاعد المخصصة لتخصص الطب، إلا أنني أرى بأنه أصبح لزاماً التسريع بنقل موضوع قبول الطلبة للجامعات، ولتكن الخطوة الأولى في الكليات الطبية، وأن يتم الأخذ بما ورد بتوصية الورقة النقاشية المقدمة من الدكتور شديفات في جلسة جماعة عمان لحوارات المستقبل في حزيران الماضي، بتخفيض الأعداد إلى النصف كخطوة أولى أو أقل من النصف بقليل لهذا العام، مع الاستمرار بذلك للوصول إلى حالة التوازن المنشود، والتي تحقق الرؤى الملكية في مخرجات تعليم عالي الجودة ومنافس إقليميا ودوليا.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة مجلس التعلیم العالی التعلیم الطبی فی الجامعات إلا أن
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس شؤون المعاهد العالية الخاصة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد مجلس شؤون المعاهد العالية الخاصة اجتماعه الدوري، برئاسة دكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور سامي ضيف، القائم بأعمال رئيس قطاع التعليم، والدكتور شريف كشك، مساعد الوزير للحوكمة الذكية، والسيد عطا، مستشار الوزير لسياسات القبول والتنسيق، ومحمد غانم، رئيس الإدارة المركزية لمكتب الوزير، وأعضاء المجلس من رؤساء لجان قطاعات المعاهد، والخبراء وممثلي المعاهد العالية الخاصة، وذلك بمجمع التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.
أكد الوزير حرص الوزارة المستمر على دعم المعاهد العالية الخاصة، وتقديم كافة أشكال الدعم لها؛ لتمكينها من أداء دورها الفاعل في المنظومة التعليمية، موضحًا أن رؤية وزارة التعليم العالي في المرحلة المقبلة تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالي في مصر بشكل شامل، بما في ذلك الجامعات والمعاهد التابعة للوزارة، مضيفًا أن الوزارة تسعى إلى رفع مستوى التعليم ليتماشى مع معايير الجودة العالمية، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أنه يتم تقييم ومتابعة أداء المعاهد بشكل دوري، ويتم إعداد تصنيف وترتيب للمعاهد بناءً على معايير الجودة في مستوى الخدمة التعليمية المقدمة.
وأكد الوزير ضرورة تكثيف الجهود لضمان تواجد المعاهد العالية المتميزة في التصنيفات الدولية، وتعزيز مكانتها العالمية، مشيرًا إلى أهمية انضمام هذه المعاهد إلى لجنة التصنيفات، بالتعاون مع بنك المعرفة المصري، بالإضافة إلى ضرورة التقدم للهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، لافتًا إلى التقدم الذي أحرزته الجامعات المصرية في تصنيف "تايمز" العالمي لعام 2025، حيث تم إدراج 35 جامعة مصرية مقارنة بنحو 28 جامعة في نسخة عام 2024، مشيرًا إلى أن هذا التصنيف أصبح يأخذ في اعتباره البرامج البينية التي تعد من المحاور الرئيسة في الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030.
وأشارالدكتور أيمن عاشور إلى ضرورة تنظيم ورش عمل للمعاهد لتمكينها من فهم كيفية الحصول على الاعتماد الدولي، وتحقيق التميز في التصنيفات الدولية، وتعزيز الشراكات مع الجامعات المرموقة، كما شدد على أهمية السعي للحصول على الاعتماد البرامجي، والتركيز على تطوير البرامج البينية بما يتماشى مع معايير الجودة العالمية، مؤكدًا أنه تم تدريب 18 معهدًا في إطار هذا السياق، حيث غطى التدريب 6 قطاعات تخصصية من خلال بنك المعرفة المصري.
وأكد الوزير أنه في إطار الإجراءات التي تتخذها الوزارة لتطوير أداء المعاهد، سيتم تطبيق منظومة إلكترونية شاملة بالتعاون بين قطاع التعليم بالوزارة ومساعد الوزير للحوكمة الذكية؛ بهدف حوكمة عملية قبول الطلاب بالمعاهد، وتسريع الإجراءات واعتماد النتائج، موضحًا أنه سيتم تفعيل هذه المنظومة خلال الفترة المقبلة، كما أضاف الوزير أنه تم إدخال المعاهد الحاصلة على الاعتماد على منصة "ادرس في مصر" لتعزيز تواجدها على الساحة التعليمية.
ونوه وزير التعليم العالي على أنه يتم العمل على إدخال المعاهد في التحالفات الإقليمية، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتوحيد لجان القطاع الخاصة بالمعاهد مع نظيرتها في المجلس الأعلى للجامعات؛ بهدف تعزيز التحالفات على مستوى الأقاليم، وتحقيق التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية، مؤكدًا أهمية مشاركة المعاهد في المشاريع البحثية وأنشطة صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، مثمنًا الجهود الكبيرة التي يبذلها الصندوق في مسابقة Genz 2024، التي تُعد أكبر مسابقة للابتكار في مصر، بدعم وتمويل يصل إلى 100 مليون جنيه.
واطمأن الوزير خلال الاجتماع على سرعة وفعالية تعامل قطاع التعليم مع قرارات تعيين وتجديد العمداء، وتشكيل مجالس الإدارات، بما يضمن استقرار العملية التعليمية ويعزز كفاءتها.
وأكد المجلس ضرورة مراعاة جميع المعايير الأكاديمية والإدارية المؤهلة عند تعيين واختيار عمداء المعاهد، وذلك بما يتوافق مع أهداف المعهد وتوجهاته الاستراتيجية، كما أكد أهمية أن يتناسب اختيار العمداء مع متطلبات الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي؛ لضمان تحقيق التطوير المستدام في القطاع الأكاديمي، وخلال الاجتماع وافق المجلس على إصدار قرار يقضي بمراجعة تقييم المعاهد كل عامين من قبل لجان القطاع المتخصصة.
1000431360 1000431357 1000431359