أجرى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اتصالا هاتفيا، مساء الخميس، مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، حيث بحثا التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وقالت حركة “حماس” عبر موقعها الرسمي، إن هنية، عبر عن تقديره العالي والشعب الفلسطيني ومقاومته لليبيا بكل مكوناتها ومستوياتها من هذه المحطة التي حاول فيها الاحتلال اختراق الموقف الليبي الرافض للتطبيع”.

وأوضح هنية خلال الاتصال إلى أن “شعبنا تلقى هذا الموقف بمزيد من الفخر والاعتزاز، خاصة تميز الموقف الليبي رسميا وشعبيا في ظل رياح التغيير السلبية التي هبت على بعض العواصم العربية بشان التطبيع مع العدو”.

ولفت هنية، إلى أن هذا الموقف يمثل إسنادا قويا لشعبنا الفلسطيني في مواجهة الحكومة الفاشية لدى الكيان ومخططاتها الرامية إلى ضرب ركائز القضية الفلسطينية.

وقد عبر المنفي، عن موقف ليبيا الثابت وغير القابل للإزاحات من القضية الفلسطينية والتطبيع وحقوق الشعب الفلسطيني، وأن ليبيا لن تتجاوز الخطوط الحمر في علاقتها بفلسطين وفي نظرتها للاحتلال الإسرائيلي، واستذكر زيارته السابقة إلى قطاع غزة قبل نحو عشرة أعوام وانطباعاته التي ترسخت لديه، خاصة حينما سار في شارع عمر المختار، حيث إن الرئيس ينتمي إلى قبيلة المختار.

وأكد المنفي، ثبات السياسة الخارجية لليبيا تجاه القضية، وأن من يتجاوز ذلك لا يعبر عن سياسة ليبيا الرسمية.

الوسومإسناد قوي الكيان الصهيوني الليبيون المنفي هنية

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الكيان الصهيوني الليبيون المنفي هنية

إقرأ أيضاً:

مستقبل القضية الفلسطينية بعد اتفاق غزة

 

 

د. عبدالله الأشعل **

كل المفاهيم تتغير بعد اتفاق غزة وهو أكبر دليل على انتصار المقاومة على غطرسة القوة الإسرائيلية والأمريكية، فقد هَزَمَتْ المقاومةُ الجيشَ الإسرائيلي درع المستعمرين، وترتب على ذلك بوار "صفقة القرن"؛ لأنَّ المرشحين للهجرة أدركوا أنَّ إسرائيل بدأت مشوار الزوال، ولم ينفع إسرائيل سكوت المحيط العربي والإسلامي الذي تخلى عن غزة، ودفعت غزة الثمن كاملًا ولا فضل لأحد عليها؛ بل ورفعت قدر مصر حين أرغمت إسرائيل على الانسحاب من غزة ومعبر رفح الذي احتلته إسرائيل وخط الحدود المصري الفلسطيني (محور صلاح الدين "فيلادلفيا")، ولاشك أن الاتفاق حرَّر غزة بالكامل من سطوة إسرائيل، لصالح الأمن القومي المصري.

ورغم أن الاتفاق مُتشعِّب ومُفصَّل، ويمُر بثلاث مراحل، لكن في النهاية كان الجيش المعتدي مُنهكًا واعترف رئيس الأركان الإسرائيلي بذلك منذ عدة أشهر. والاتفاق يُحقق شروط المقاومة الخمسة: الأول انسحاب إسرائيل خاصة من شمال غزة، والثاني إعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار، والثالث تدفق المساعدات، والرابع عودة النازحين الأحياء إلى بيوتهم، وأخيرًا (الخامس) البقاء في غزة وإدارتها.

وكثيرًا ما تحدثت إسرائيل عن غزة بعد الحرب وأثارت لغطًا كبيرًا، وحاربت المقاومة قوى الشر في الإقليم والعالم، وفي مقدمتها واشنطن، بكل قوتها، كما حاربت أمن السلطة التي تحالفت مع إسرائيل في جنين، على أمل أن تقتنع إسرائيل بجدوى خدمات السلطة حتى تعهد إليها بإدارة غزة! المهم أن عمليات المقاومة وصمودها قد غيَّرت مضمون القضية الفلسطينية، فقد أصبحت الحقائق كاشفة وهي أن الشعب الفلسطيني يفقد أرضه وحياته بفعل الصهاينة ويتعرض للإبادة، وبالتوازي مع ذلك اندلعت مظاهرات متعددة في الدول الغربية وأمريكا بالذات، للمطالبة بتحرير غزة ووقف الإبادة الجماعية.

وقد استوجب انتصار المقاومة النتائج الحاسمة الآتية:

أولًا: ضرورة إعداد برنامج عمل وطني تشارك فيه كل أطياف المجتمع الفلسطيني؛ بمن فيهم "عرب 1948" الذين أثبتوا أنهم جزء من الشعب الفلسطيني رغم قيود إسرائيل.

ثانيًا: سقوط مسرحيات كثيرة ساقتها الدول الغربية مثل "حل الدولتين"، رغم أنها تعلم أن المشروع الصهيوني يُريد كل فلسطين وإبادة أهلها يُضاف إلى ذلك أن إسرائيل أصدرت قانونًا عام 2017 بتحويل إسرائيل إلى دولة يهودية، وأول آثاره طرد عرب 1948 من داخل إسرائيل. كما أصدرت إسرائيل عام 2023 قانونًا يحظر إقامة دولة فلسطينية في فلسطين باعتبارها ضارة بالدولة العبرية.

ثالثًا: حقوق الشعب الفلسطيني اتسعت كثيرًا، فقد أصبح الهدف الآن تحرير كل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية واحدة تضم الصهاينة في إسرائيل الذين يرغبون في البقاء في فلسطين، ومعنى ذلك أن الدولة الفلسطينية الواحدة سوف تقوم بعد زوال إسرائيل.

رابعًا: زخم جديد لحق العودة، بعد أن كان هذا الحق غير معترف به إلّا بالنسبة للصهاينة، وبالفعل أصدرت إسرائيل قانون العودة في بداية خمسينيات القرن الماضي. وقام قانون العودة إلى فلسطين على كذبة كبرى وهي أن الصهاينة كانوا في فلسطين منذ آلاف السنين ومن حقهم أن يعودوا إلى فلسطين.

خامسًا: سقوط أساطير إسرائيلية كثيرة، من بينها موافقة إسرائيل على قيام دولة فلسطينية، وموافقة إسرائيلية لإجراء الانتخابات في فلسطين وسقوط مخطط إغفال اسم فلسطين وإبراز اسم إسرائيل.

سادسًا: أن الاتفاق يشمل ترتيب أوضاع، لكنه لا يوقف قضايا الإبادة في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية. كما إن الاتفاق لا يمنع المقاومة من مهاجمة إسرائيل إذا تلاعبت إسرائيل بهذا الاتفاق، حتى لا تتفق إسرائيل مع غزة، ثم تتفرغ لجبهات المقاومة التي تضامنت مع غزة. ومؤدى الاتفاق هدوء جبهات المقاومة الأخرى بشرط أن إسرائيل لا تنفرد بالجبهات فرادى.

سابعًا: تحويل "الاونروا" إلى منظمة تدعم الدولة الفلسطينية ولا يقتصر الدعم على اللاجئين؛ فقد مضى الزمن الذي كانت كل القضية إنها قضية لاجئين في قرار مجلس الأمن رقم 242.

ثامنًا: سقوط مصطلحات المصالحة، لكن الجميع مطالب بالتوصل معًا إلى هذه القواسم المشتركة التي تشكل البرنامج الوطني الفلسطيني.

تاسعًا: لا بُد أن تدرس القمم العربية إبراز صيغة عملية تعكس الواقع الجديد.

عاشرًا: تخليد شهداء الشعب الفلسطيني والمقاومة، وبالذات قيادات المقاومة مثل: حسن نصر الله ويحيى السنوار وإسماعيل هنية، إلى جانب الإشادة بجهود إيران ومواقفها في دعم المقاومة ومساندتها والتمسك بوحدة الساحات.

حادي عشر: التمسك بمساندة اليمن والعراق وحزب الله في لبنان إذا هاجمتهم إسرائيل.

إنَّ عصرًا جديدًا بدأ الآن، والفضل لله أولًا وأخيرًا، بقي بعد ذلك الدروس الإيمانية التي تخرج بها من هذه الملحمة.

ثاني عشر: تفرغ مركز بحوث في الغرب يعمل به باحثون عرب لدراسة أسباب عجز المحيط العربي والإسلامي عن إنقاذ غزة. أما وفاء إسرائيل بالتزاماتها في الاتفاق فهو أمر مشكوك فيه.

ثالث عشر: ضرورة تعديل قرار الجامعة العربية بوصم إحدى جماعات المقاومة بالإرهاب؛ لأنه لا يُعقل أن تنتصر المقاومة على الجيش الذي حمل أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وتظل في نظر العرب إرهابًا!

رابع عشر: كان يتعين ان تتوقف اعمال الابادة بمجرد التوقيع، والاصوب ان نصف الاتفاق لوقف الابادة وليس وقف إطلاق النار. أما الفضل في التوصل للاتفاق فهو لمساندة حزب الله لصمود المقاومة. وليس للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي زعم فضل إبرام الاتفاق لنفسه، وليس لهذيان الرئيس المنتخب دونالد ترامب فضل فيه.

لقد أظهرت حرب الإبادة التي امتدت لأكثر من عام و3 شهور، بشاعة الوحش الإسرائيلي وإجرام القاتل الأمريكي، وكشفت عن أسوأ السلوكيات الإجرامية لديهما.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • منها اقتحام عدة قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • الإمارات تواصل عسكرة سقطرى لخدمة الكيان الصهيوني وسط صمت المرتزقة
  • يديعوت أحرونوت: خطر اليمن على الكيان الصهيوني مستمر ويتطور
  • الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
  • باحث سياسي: الموقف المصري ثابت ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • مجلس الشورى يبارك الانتصار التاريخي للشعب الفلسطيني ضد الكيان الغاصب
  • مستقبل القضية الفلسطينية بعد اتفاق غزة
  • أبناء مربع الحنكة بمدينة البيضاء يباركون للشعب الفلسطيني نصر غزة على العدوان الصهيوني
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • عون يؤكد ضرورة التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار