لأول مرة.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على أبطال بشريين
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تمكنت طائرة مسيّرة، يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي من التفوق للمرة الأولى على أبطال سباقات الطائرات المسيّرة مِن بُعد، بحسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر"، ما يمهد الطريق لتحسين الأنظمة المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة أو الروبوتات الصناعية.
وقال أليكس فانوفر، أحد ثلاثة أبطال في هذا المجال جرت الاستعانة بهم من مجموعة الروبوتات والإدراك في جامعة زوريخ السويسرية لمواجهة المسيّرة الفائزة "لقد كنتُ قريباً جداً من المسيّرة ذاتية القيادة لدرجة أني شعرت باضطرابها فيما كنتُ أحاول عدم تركها".
أقيم السباق على حلبة بطول 75 متراً مكونة من سبع بوابات، وهي إطارات زرقاء كبيرة يجب عبورها بترتيب معين، على ثلاث لفات. وحصل السباق مع آلات تصل سرعتها بسهولة إلى 100 كيلومتر في الساعة، وقدرة على زيادة السرعات تفوق حتى ما يحصل على سباقات الفورمولا واحد، والتفافات على منعطفات بزاوية 180 درجة.
وكان لدى الرجال الثلاثة، بينهم بطل العالم السابق في دوري سباقات المسيّرات، أسبوع للتدريب، مزودين بخوذة تنقل الصور من طائراتهم المسيّرة للقيادة.
وفازت المسيّرة بأغلبية سباقاتها ضد كل منهم، وأكملت أسرع لفة على الحلبة. وهذه المرة الأولى التي "يحقق فيها روبوت متنقل مستقل أداءً على مستوى شبيه بأبطال العالم في رياضة تنافسية في العالم الحقيقي"، بحسب الدراسة.
وقد وصلت المسيّرات بالفعل إلى مستوى "الخبير"، ولكن بمساعدة نظام خارجي لالتقاط الحركة يعمل على تحسين مسارها. هذه الميزة "غير عادلة" لفريق زوريخ، إذ يعتمد نظام "سويفت" Swift المستقل تماماً والذي يدمج أجهزة الاستشعار وقوة الحوسبة الخاصة به على متن المسيّرة.
وقال المعد الأول للدراسة إيليا كوفمان، الذي كان لا يزال طالب دكتوراه عند إعداد الدراسة، إن "نظام سويفت يصحح المسار في الوقت الفعلي، ويرسل 100 أمر جديد في الثانية إلى الطائرة المسيّرة".
يعتمد سر نظام "سويفت" على تقنية تسمى "التعلم المعزز العميق" ("ديب رينفورسمنت ليرنينغ")، تجمع بين معالجة عدد كبير جداً من البيانات ومراقبة قواعد تكافئ تقدم الآلة.
- تجنب الاصطدام
اختبر النظام ملايين المسارات التي تجمع بين إدراك بيئته وتقدمه نحو البوابة التالية. وقد جرت عملية محاكاة معجلة، إذ "تدرب نظام سويفت على فترة تناهز شهراً من الوقت الحقيقي، ولكن بطريقة مستعجلة، أي في ساعة واحدة على جهاز كمبيوتر مكتبي"، بحسب كوفمان.
وتشكّل هذه الطريقة في التعلم جوهر البرامج القادرة على مواجهة محترفي لعبة الشطرنج، أو حتى محترفي ألعاب الفيديو.
تستفيد الآلة من مزايا كامنة، مثل وحدة القصور الذاتي المدمجة التي توفر لها معلومات مثل التسارع، والتي لا يمكن للطيار البشري أن يشعر بها. ميزة أخرى هي أن وقت رد الفعل على الأوامر أسرع بخمس مرات في الآلة من ذلك الذي يتلقاه الدماغ البشري.
في هذه المرحلة، يحتفظ الإنسان بميزة في بيئة متدهورة، على سبيل المثال التغييرات في الإضاءة التي قد يجد نظام "سويفت" صعوبة في أخذها بعين الاعتبار.
كما يأخذ الإنسان بعين الاعتبار تقدمه المحتمل على خصمه، فيبطئ سرعته قليلاً لتجنب الاصطدام.
وتشير الدراسة إلى أن الآلة تعمل دائماً بأقصى طاقتها و"من المحتمل أن تتحمل مخاطرة زائدة مع بقائها في الصدارة".
ويمتد تأثير هذا العمل إلى ما هو أبعد من سباقات الطائرات المسيّرة، وفق ما يشير غيدو دي كرون، الخبير في هذا الموضوع والأستاذ في الجامعة الهولندية للتكنولوجيا في دلفت، في تعليق مصاحب للدراسة نشرته مجلة "نيتشر".
وأشار إلى أن التقدم في هذا المجال يحظى باهتمام كبير من الأوساط العسكرية، ولكن "لديه نطاق أوسع بكثير من التطبيقات"، من خلال تسهيل "مهام أكثر سلاسة وأسرع وأطول مدى". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي طائرات مسيرة التفوق
إقرأ أيضاً:
غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث
الاقتصاد نيوز - متابعة
في ظل التحول المتسارع في سلوك المستخدمين نحو الاعتماد على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews للبحث عن المعلومات، تسعى الشركات الإعلانية والتكنولوجية إلى تطوير أدوات جديدة لتعزيز ظهور العلامات التجارية في نتائج هذه المنصات، مما يمثل تحولاً جذرياً في مفهوم تحسين محركات البحث التقليدي.
من بين هذه الشركات، طورت كل من Profound وBrandtech برمجيات لمراقبة مدى تكرار ظهور العلامات التجارية في نتائج الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews.
وقد تبنت علامات تجارية مثل شركة التكنولوجيا المالية Ramp، وموقع البحث عن الوظائف Indeed، وشركة Chivas Brothers لصناعة الويسكي الاسكتلندي المملوكة لشركة Pernod Ricard، هذه البرمجيات.
تهدف هذه العلامات التجارية إلى الوصول إلى ملايين المستخدمين الذين يستخدمون منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وهو تحول يشكل تهديداً طويل الأمد لأعمال Google الأساسية.
صرّح جاك سميث، الشريك في مجموعة Brandtech للتكنولوجيا التسويقية، قائلاً: "الأمر يتجاوز مجرد فهرسة موقعك الإلكتروني في نتائجهم. إنه يتعلق بالاعتراف بنماذج اللغة الكبيرة كمؤثرين نهائيين".
تستطيع هذه الأدوات الجديدة التنبؤ بموقف نموذج الذكاء الاصطناعي تجاه الشركات من خلال إدخال مجموعة من التعليمات النصية إلى روبوتات المحادثة وتحليل النتائج. ثم تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء تصنيف للعلامات التجارية، مما يسمح للوكالات بتقديم المشورة حول أفضل السبل لضمان ذكرها من قبل النماذج.
يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه المعلنون ضغوطاً من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء واستهداف تسويقهم. تعمل شركتا Meta وGoogle على تطوير أدوات إعلانية ذاتية الخدمة لتشغيل الحملات الإعلانية مباشرة للعلامات التجارية، مما يشكل تهديداً محتملاً لعمل الوكالات والمشترين الإعلاميين.
توغل عمليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث
بعض الوكالات ترى في هذا التحول فرصة لتقديم خدمات جديدة للعلامات التجارية مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي وتراجع أهمية ما يُعرف بتحسين محركات البحث التقليدي.
أظهرت أبحاث أجرتها شركة Bain أن 80% من المستهلكين يعتمدون الآن على نتائج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما يقلل من حركة المرور العضوية على الويب بنسبة تصل إلى 25%. كما وجدت الأبحاث أن حوالي 60% من عمليات البحث تنتهي دون أن ينقر المستخدمون على موقع ويب آخر.
ومع ذلك، أعلنت شركة Alphabet، الشركة الأم لـGoogle، يوم الخميس أن أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من العام.
توفر هذه النتائج القوية طمأنة للمستثمرين القلقين بشأن الشعبية المتزايدة لروبوتات المحادثة المنافسة مثل Grok المملوكة لإيلون ماسك، مع البقاء في حالة تأهب لأي دليل على أن إجابات روبوت المحادثة Gemini الخاص بـGoogle والملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من عدد نقرات المستخدمين على الإعلانات.
ومع ذلك، تتسابق الوكالات لمساعدة العملاء من الشركات الذين يحاولون الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي. أنشأت Brandtech منتجاً يُدعى "Share of Model" يفرض رسوماً على العلامات التجارية لرؤية تحليلات مماثلة ويقدم إرشادات حول تعديل نصوص مواقع الويب والأصول الصورية لخدمة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.
تقدم شركة Profound، التي جمعت 3.5 مليون دولار في تمويل أولي في أغسطس آب بقيادة Khosla Ventures، منصة تحليلات بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بصناعتها وفهم أدائها في عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
قال جيمس كادوالادر، المؤسس المشارك لشركة Profound: "كان البحث التقليدي أحد أكبر الاحتكارات في تاريخ الإنترنت. ولأول مرة، يبدو أن جدران القلعة تتصدع. هذه لحظة انتقالية تشبه الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث المباشر".
يتطلب البرنامج فهماً لكيفية ظهور العلامات التجارية في النماذج الفردية. على سبيل المثال، يستخدم ChatGPT بحثاً تقليدياً على الويب ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد المعلومات الأكثر صلة بالمستخدم، بما في ذلك تقييم مصداقية وسلطة الموقع الإلكتروني.
قال آدم فراي، قائد بحث ChatGPT في OpenAI: "يصبح المستخدمون أكثر دقة وتفصيلاً في الأسئلة التي يطرحونها، مثل 'هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة مكونة من خمسة أفراد في نيويورك'، بدلاً من 'مطاعم في نيويورك'".
وأضاف فراي: "الشيء الجديد هنا هو أن لديك طبقة من نموذج ChatGPT، طبقة من الذكاء فوق البحث التقليدي".
في غضون ذلك، تقوم Perplexity، وهي محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة "أسئلة" برعاية كمقترحات متابعة بعد استعلام المستخدم.
قال دينيس ياراتس، المؤسس المشارك لـPerplexity: "تفهم نماذج اللغة الكبيرة المزيد من المحتوى ويمكن أن تكون أكثر دقة. يمكنها العثور على التناقضات أو تحديد ما إذا كانت المعلومات مضللة... لذا فهي عملية أكثر شمولاً من مراجعة الروابط".
وأضاف: "من الأصعب بكثير أن تكون هدفاً لتحسين محركات البحث لأن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة هي أن تكون ذا صلة قدر الإمكان وتقدم محتوى جيداً".
أظهر بحث أجرته شركة الاستشارات «باين» أنّ 80% من المستهلكين يعتمدون حالياً على النتائج التي تكتبها تقنيات الذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما أدى إلى تراجع حركة المرور العضوية إلى مواقع الإنترنت بنسبة تصل إلى 25%. كما أظهرت الدراسة أنّ نحو 60% من عمليات البحث تنتهي من دون أن ينقر المستخدمون للدخول إلى مواقع أخرى.
ومع ذلك، أعلنت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، يوم الخميس، أنّ أعمالها الأساسية في البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام. وقد بددت هذه النتائج القوية مخاوف المستثمرين إزاء تصاعد شعبية روبوتات الدردشة المنافسة مثل «غروك» الذي يملكه إيلون ماسك، مع استمرار القلق من أن يؤدي استخدام روبوت «جيميني» التابع لغوغل وخدمة الملخصات بالذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد النقرات على الإعلانات وبالتالي الإضرار بأعمال البحث.
ورغم ذلك، تتسارع وكالات الإعلان لمساعدة الشركات في الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي.
وطورت شركة «براندتك» منتجاً يُدعى «حصة النموذج»، يتيح للعلامات التجارية الاطلاع على تحليلات مشابهة وتلقي إرشادات لتعديل نصوص مواقعها الإلكترونية وأصول الصور بما يتناسب مع عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أما شركة «بروفاوند»، التي جمعت 3.5 مليون دولار في جولة تمويل أولي قادتها شركة «خوسلا فنتشرز» في أغسطس آب الماضي، فتقدم منصة تحليل بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بقطاعها وفهم أدائها ضمن نتائج البحث عبر الذكاء الاصطناعي.
قال جيمس كادوالادر، الشريك المؤسس لشركة بروفاوند: «كان البحث التقليدي أحد أكبر أشكال الاحتكار في تاريخ الإنترنت، وللمرة الأولى يبدو أن جدران القلعة بدأت تتصدع. إنها لحظة الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث التدفقي».
ويستلزم استخدام هذه البرمجيات فهماً لكيفية إبراز النماذج المختلفة للعلامات التجارية. فمثلاً، يعتمد «تشات جي بي تي» على بحث ويب تقليدي ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد أكثر المعلومات صلة بالمستخدم، آخذاً في الاعتبار مصداقية الموقع وسلطته.
وقال آدم فراي، المسؤول عن عمليات البحث في «تشات جي بي تي» لدى «أوبن إيه آي»، إن المستخدمين باتوا يطرحون أسئلة أكثر دقة وتفصيلاً، مثل: «هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة من خمسة أفراد في نيويورك؟»، بدلاً من الاكتفاء بالبحث عن «مطاعم في نيويورك».
وأضاف فراي: «الأمر الجديد حقاً هو وجود طبقة من ذكاء نموذج «تشات جي بي تي» فوق طبقة البحث التقليدي».
وفي سياق متصل، تقوم «بيربلكسيتي»، وهي محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة عرض «أسئلة» دعائية كاقتراحات متابعة بعد استفسارات المستخدمين.
وقال دينيس ياراتس، الشريك المؤسس لشركة «بيربلكسيتي»: «إن نماذج اللغات الكبيرة تستوعب المزيد من المحتوى ويمكنها أن تكون أكثر دقة. فهي قادرة على اكتشاف التناقضات أو المعلومات المضللة... لذا فإن العملية أشمل بكثير من مجرد مراجعة الروابط». وأردف قائلاً: «بات من الأصعب كثيراً استهداف تحسين نتائج محركات البحث التقليدية، إذ إن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة اليوم هي أن تكون العلامة التجارية ذات صلة عالية، وأن تقدّم محتوى جيداً».
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام