ودع المجتمع السعودي الأديب الكبير وفاة محمد علوان، والذي وافته المنيه فجر اليوم الخميس الموافق 31 أغسطس 2023م، عن عمر يناهز حوالي 73 عامًا، واتشحت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "اكس" تويتر سابقًا بالسواد عقب إعلان خبر رحيله.

ونعاه الكثير من السعوديين من محبيه وزملائه وعدد من المشاهير عبر حسابتهم بموقع "اكس"، وكتب الفنان ناصر القصبي، الكاتب الراحل قائلا: "أنعي الصديق الغالي والقامة الأدبية الكبيرة محمد علوان أبو غسان، والذي توفي فجر هذا اليوم.

. مؤلم فقد عزيز وصديق، الفراغ الذي تركته يا محمد لا يملؤوه أحد".

 وتقدم القصبي بالعزاء  لعائلته وقال:" العزاء الحار للسيدة فايزه المعلمي أم غسان و العزاء موصول لغسان و حسان و ميسون و لميس و شذى".

وودعه الكثيرون عبر العديد من التغريدات منها:" اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وأكرم وفادته عليك وأحسن نزله لديك واجعله من أهلك وخاصتك".

وبالدعاء قال :" رحم الله الاخ محمد علوان واسكنه ووالدينا وموتى المسلمين الفردوس الأعلى من الجنة..عرفته عندما كنت مديراً للخطوط السعودية بابها قبل عام ٢٠٠٠م ونعم الرجل ونعم الانسان ونعم الأخلاق..رحمه الله، ونسأل الله أن يلهم اهله وذويه واصدقاءه ومحبيه  الصبر والسلوان"، و"رحم الله الأديب الكبير والإنسان الرائع الأستاذ محمد علي علوان. خبر صادم جداً. أسأل الله أن يتغمد الفقيد العزيز برحمته وأن يسكنه الجنة. أحر التعازي لأسرته وللوسط الثقافي. إنا لله وإنا إليه راجعون".

يذكر أن الحساب الموثق للكاتب السعودي محمد علوان أعلن خبر رحيله اليوم وكتب عبر موقع التغريدات القصيرة "اكس":" انتقل الى رحمة الله صاحب هذا الحساب اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه فسيح جناتك انا لله وانا اليه راجعون لكل من أحبه وتابعه لا تبخلوا عليه بالدعاء".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد علوان تويتر اكس وفاة الاديب محمد علوان محمد علوان

إقرأ أيضاً:

قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)

حسين ضيف الله مريع

عامر مراهق في الخامسة عشرة من عمره، من أسرة كريمة محافظة ومتشددة!

بعد حصوله على شهادة الكفاءة بتفوق في نهاية السبعينات الهجرية أستأذن والده للذهاب مع زملائه في رحلة برية لأحد الأودية الجميلة ذات المناظر الخلابة فأذن له.

ذهب عامر مع زملائه وحطوا رحالهم في الوادي ، وبعد تناول طعام الإفطار وشرب الشاي غرر به اثنان من زملائه ليشاركهم التدخين في مكان بعيد عن الأنظار! لكنهم انكشفوا فقد رآهم أحد الزملاء وبعد عودتهم أخبر أخا عامر الأكبر بما حصل من أخيه من تدخين السجاير فأخبر والده بما حصل من عامر!

ثارت ثائرة الأب وهدد وحلف بضرب عامر ضربا يقربه من الموت؛ فالتدخين في تلك الحقبة من الزمن كبيرة من الكبائر في عرف القبيلة وجريمة كبيرة لا تغتفر!!!

همست أم عامر في إذنه قبل وصول والده للبيت بالذهاب إلى بيت أخواله حتى تنطفئ شدة غضبه. بعد علم أخواله بما حصل منه تنمروا عليه، ونبذوه ؛ لكن جدته الحنونة قالت لعامر:

لا عليك، سأشفع لك عند أبيك؛ وكانت قد لامته على فعله. غادرت الجدة الحنونة متوجهة إلى بيت والد عامر للشفاعة، لكن والده كان متصلباً ومتشدداً وأصرَّ على حضور عامر؛ لإيقاع أشد العقوبة عليه وقد هدد بسجنه!

عادت الجدة إلى بيتها، وأخبرت عامر بموقف والده، وطلبت منه أن يتوجه إلى قرية صلهبة ؛ حيث تسكن خالته على ألا يخبرهم بما حصل منه، وبأنه يريد أن يقضي عندهم بضعة أيام من الإجازة لعل وعسى أن تحل المشكلة.

في هذه الفترة خرج عامر قبل أذان المغرب هائما على وجهه، متخفيا في ظروف نفسية صعبة!!!

مشى حتى شعر بالتعب!

لقي دكة في طرف المدينة… جلس عليها وهو يفكر في مخرج من هذه الورطة التي لقي نفسه فيها!!!

فجأة! ظهر محمد جنادي وهو أحد أبناء الحي كان قد اختفى من فترة طويلة، رحب به وسأله عن سر اختفائه فأجابه بأنه هاجر إلى الكويت من أجل لقمة العيش وهناك حط رحاله وحصل على الجنسية وأنَّ اسمه حاليا (محمد العجمي) وقد حصل على عمل في إحدى الشركات وتدرج فيها حتى وصل إلى درجة كبيرة وعين في وظيفة مرموقة وقد تزوج وبنى بيتا وهو في غاية السعادة، ثم التفت إلى عامر وسأله:

مالي أراك واجما شاحب الوجه شارد الذهن؟!

فما كان من عامر إلا أن أخبره بكامل علومه.

عرض (العجمي) على عامر الهجرة معه وأنه مستعد لدفع كافة مصاريف سفره حتى دخول الكويت… فقط عليه أن يحضر معه الهوية ( حفيظة النفوس ) !

وافق عامر على الفور وقال له: اتفقنا…

عندها أخبره العجمي أنَّ موعد السفر غداً بعد صلاة العصر…

عاد عامر إلى بيت جدته، وأخبرها أنه سينام الليلة عندها وغدا سيتوجه إلى بيت خالته؛ لأنه لا يستطيع الآن ولاسيما أن الشمس قد بدأت تميل إلى الغروب…

خرج عامر متسللاً قبل صلاة الفجر، وجلس على الطريق التي يسلكها والده إلى المسجد متخفيا! وبعد أن تأكد من دخوله للمسجد ذهب للبيت وطرق الباب بهدوء…

خرجت أمه تسأل من بالباب؟! فأخبرها بصوت خفيض إنه عامر! فتحت الباب، وطلب مساعدتها في إعطائه بعض الثياب؛ لأنه سيتوجه غداً إلى خالته في القرية بناء على توجيه من جدته؛ ليقضي عندها بضعة أيام لعل المشكلة تحل في هذه الفترة انشغلت الأم بإحضار بعض الملابس، أما عامر فقد توجه لسرير والده، وأخذ الكمر (الحزام) من تحت الفراش، وأخذ ما فيه من نقود، ووضعها في جيبه! بعدها ذهب لأمه في الداخل، وأخذ الملابس، وودعها بحرارة، و وضع رأسه على صدرها، وأجهش بالبكاء حتى أبكاها وقالت له: ستفرج يا عامر بإذن الله، لكنها لم تعلم أنه الوداع الأخير!!!

توجه عامر إلى المسجد؛ لأداء صلاة الفجر، ثم عاد لبيت جدته، ونام، وحين حان وقت صلاة الظهر ذهب لأداء الصلاة ، ومن هناك توجه إلى بيت صديقه العجمي، وبعد العصر توجها إلى محطة نقل الركاب، ومن هناك استقلا سيارة شحن مرسيدس إلى الرياض…

كانت رحلة مليئة بالصعاب والمخاطر؛ حيث أصابه الكثير من التعب والنصب ووعثاء السفر ولم يصل إلى الرياض إلا بعد ثلاثة أيام بعد رحلة شاقة ومضنية….

ومن هناك ركبا في سيارة تعتبر مريحة إلى الكويت وقد نام عامر نومة هنية في السيارة وهو في طريقه إلى الكويت وصل عامر ودخل الكويت بطريقة غير رسمية، وقد وصل عامر ومضيفه إلى البيت مع أذان المغرب، وكانت المفاجأة الصادمة حينما دخلا إلى البيت إذ لا وجود لعائلة كما قيل له! وحين فتح الثلاجة لقي قوارير ملونة مملوء بشراب لم يعهده من قبل، ولم يسبق له أن رآه!!! فاستفسر من مضيفه فقال له على الفور: هذا ويسكي (ي-يا عامر) وسيأتي بعد صلاة العشاء الشباب وسنقضي ليلة صاخبة وسهرة ماتعه!!!
التزم عامر برباطة جأشه، بحكمة -وهوالذكي بطبعه- فقال لصديقه العجمي:

-كما تعلم أنا محافظ على صلاتي وقد أذن للمغرب ولا بأس أن أذهب للمسجد وأصلي ثم أعود لنقضي ليلة صاخبة وماتعة كما تريد.. طار العجمي فرحا بهذا الرأي واحتضن عامر وقال له:

– أيوه كذا “ي عامر” و “بلا شي عقد” ….

خرج عامر للصلاة ولكنه ترك المسجد القريب من البيت وهو يمشي بخطى سريعة وليس على لسانه سوى لاحول ولا قوة إلا بالله حتى صار بعيدا عن البيت ودخل في حي آخر ثم وجد مسجداً كبيراً حوله دكاكين كثيرة ما يشير إلى أنه سوق…..

دخل عامر المسجد وقد انتهت صلاة المغرب ولم يبق في المسجد أحد من المصلين إلا المؤذن يهم بإغلاق المسجد… استأذنه عامر ليصلي فأذن له، صلى عامر وتوجه للمؤذن الجالس في انتظاره، اقترب منه وسلم على رأسه وجثى على ركبتيه وشرح له قصته من بدايتها إلى نهايتها، وسأله فيما إذا كانت هناك غرفة في المسجد يمكن أن يسكن فيها حتى يجد عملا… تعاطف معه المؤذن ورحب به وسهل وقال له: نعم توجد غرفة صغيرة ربما تناسبك فيها بعض الأجهزة والأثاث، يمكن أن تضعها في ركن من أركان الغرفة…

أعجب عامر بالغرفة وشكر المؤذن وقال له: جزاك الله خيراً… بعدها أعطاه المؤذن مفتاح الغرفة التي يطل أحد أبوابها على الشارع، وشعر بالاطمئنان وتنفس الصعداء وعرض عليه المؤذن خدماته حين يحتاج مساعدة، فقال له عامر: إن لدي مبلغا من المال أخذته من والدي دون علمه تحسبا لموقف كهذا، ثم شكره… خرج عامر وتناول طعام العشاء في أحد المطاعم وابتاع من السوق ما يحتاجه للسكن من لوازم النوم والشرب، ثم عاد إلى الغرفة ونام بعد تعب، وصحا على أذان الفجر وقام وصلى جماعة، وبعد الصلاة شكر مضيفه المؤذن على ما قدمه له ليلة البارحة وطمأنه على وضعه، ثم انصرف إلى غرفته، وبعد أن استراح قليلا…

قرأ جزء من القرآن وبعض الأذكار، أصبح هذا ورده اليومي ثم نام وخرج مع تباشير الصباح وذهب إلى أحد المطاعم القريبة وتناول وجبة الإفطار ثم دخل السوق يبحثه ويستقصي علمه فوجد شباباً من جنسيات مختلفة يبسطون بضاعتهم على عربيات عبارة عن _إكسسورات خاصة بالرجال والنساء… استحسن عامر فكرة البيع على العربية، ولكن لأنه من أسرة تبيع الملابس والقماش فقد أمضى يوماً كاملاً في السوق صباحاً ومساءً يتعرف على ما يبتاعه النساء من هذا السوق بعدها سأل أحد الباعة الباسطين:

أين تباع هذه العربيات؟ وقد دله على مكانها وطلب من صاحب المنجرة أن يزيد في مساحتها قليلا ويضع لها دولابا في الأسفل؛ فلديه مبلغ من المال لا بأس به، وبه بدأ، حيث (أشترى-اشترى) بضاعة خاصة بالنساء من النقاب والمقالم والعباءات والأرواب وأدوات الزينة ووضع بسطته أمام أحد المتاجر بعد أن استأذن من صاحبه فأذن له وقال له: رزقي ورزقك على الله “ي وليدي”؛ مما شجعه وأكسبه الطمأنينة.

بدأ عامر في ممارسة البيع بعد أربعة أيام من سكنه ، كان عامر حريصا على الصلاة فكان يذهب للمسجد قبل الأذان للصلوات بوقت كافٍ حيث يغطي بسطته ويتوجه للمسجد مما أكسبه احترام أهل السوق! لقد أقنع عامر نفسه إن الله عز وجل قد كتب له رزقا في هذا البلد، وسخر له (العجمي) لينقله من بلده إلى حيث رزقه ثم يفترقا بعد وصولهما !!! كان عامر يقضي جزءا من ليله في الصلاة وقراءة القرآن وحفظ بعضا منه، أما النهار والمساء فيقضيهما في البيع والشراء، وقد بارك الله لعامر في بسطته، وكسب محبة الناس بأخلاقه وحسن تعامله معهم!

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستعد اليوم لجهنم تعدها حزب الله للانتقام
  • إسرائيل تستعد لرد حزب الله على اغتيال محمد نعمة 
  • مشايخ القبائل والعواقل والنواب والموظفين يودعون محافظ شمال سيناء
  • موجهين له الشكر.. الموظفون ومشايخ القبائل يودعون محافظ شمال سيناء
  • مشايخ القبائل والعواقل والموظفين يودعون محافظ شمال سيناء
  • عمنا الغالي محمد الشيخ القرشي ( القرشي الصغير ) تظل ذكراك دائما عطرة ندية في قلوبنا
  • أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة
  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)
  • حسين رفاعي رئيسًا وأكرم التيناوي غير تنفيذي ومنن عوض نائبًا لبنك التنمية الصناعية
  • تفاصيل حفل نجوم الموسيقى العربية على المسرح الكبير