اتفاقيات استثمار من النفط إلى الاتصالات.. بين مبررات الحكومة وحقيقة مواقف البرلمان
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
بعد جمود طويل، عاد مجلس النواب اليمني إلى المشهد السياسي عقب الجدل الذي أحدثته موافقة الحكومة الأسبوع الماضي على اتفاقية الشراكة مع شركة NX الإماراتية لتطوير شركة "عدن نت" الحكومية، وتصدر البرلمان للموقف المعارض للاتفاقية.
وتجلى ذلك بالرسالة التي وجهها نحو 20 عضواً بالبرلمان إلى رئيس الوزراء معين عبدالملك تدين خطوة الحكومة، وأعقب ذلك رسالة شديدة اللهجة بذات الموقف وجهها رئيس المجلس سلطان البركاني إلى معين.
وأرفق البركاني رسالته بنسخة من التقرير النهائي الذي أعدته لجنة تحقيق من أعضاء البرلمان حول ملفات النفط والاتصالات والكهرباء، كان الرجل قد أصدر قراراً بتشكيلها في أبريل الماضي، على ضوء الاتهامات التي ساقها رجل الأعمال النافذ/ أحمد العيسي ضد رئيس الوزراء في مقابلة تلفزيونية.
أبرز هذه الاتهامات التي ساقها العيسي ضد معين والتي شكلت محاور لعمل اللجنة البرلمانية، كانت الاتفاقية مع الشركة الإماراتية ووصفها بأنها "اتفاقية لبيع 70% من عدن نت"، بالإضافة إلى اتهامات بقضايا فساد بملفات أخرى أهمها بيع قطاعات نفطية لشركات أجنبية بصفقات مشبوهة.
وهذه الاتهامات الأخيرة سبق وأن شكل لها مجلس النواب لجنة تحقيق خاصة إلى جانب اتهامات أثيرت حول عقد امتياز إنشاء ميناء لتصدير الحجر الجيري بقشن في محافظة المهرة والتي أصدرت تقريرها في مارس الماضي.
اتهامات تدور جميعها حول عقود استثمار أو شراكة بقطاعات هامة كالنفط والاتصالات والكهرباء والثروة المعدنية، تؤكد اللجان البرلمانية في تقاريرها وجود تجاوزات ومخالفات حولها، في حين تنفي الحكومة ذلك بشدة من خلال ردودها في التقارير البرلمانية وتفنيدها لهذه الاتهامات بل والتأكيد على صحة موقفها.
فالجانب الحكومي يشدد على حاجة المناطق المحررة واقتصادها لأي فرصة استثمارية وخاصة في قطاع النفط، الذي يعاني من هروب الشركات الأجنبية بسبب ظروف الحرب، مع فشل الشركات الوطنية التي حلت بديلاً عنها في تطوير حقول الإنتاج الحالية أو إيجاد حقول جديدة نتيجة ضعف الإمكانيات وما يتطلبه قطاع النفط من إمكانيات وأموال ضخمة تفوق قدرتها كما يقول رئيس هيئة استكشاف وإنتاج النفط في ردوده على لجنة البرلمان.
تحد وواقع صعب تراه الحكومة مبرراً لأي تجاوزات، كما يشير ذلك رد رئيسها معين عبدالملك في وجه اللجنة البرلمانية حول الاتهامات المتعلقة بالعقد مع الشركة الإماراتية لإنشاء شركة اتصالات، قائلاً: من مستعد أن يأتي يستثمر في بنية الاتصالات في اليمن بمبلغ (860) مليون دولار؟
في حين يقول وزير الاتصالات في رده على لجنة البرلمان، بأنه على الرغم من التسهيلات المقدمة من الوزارة لشركات الاتصالات المحلية التي قامت بنقل مركزها إلى عدن أو أنشئت حديثاً، إلا أن نشاط هذه الشركات كان ضعيفاً لا يرقى بمستوى طموحات الوزارة حتى يكون البديل الذي يعتمد عليه في نقل السيطرة والتحكم بقطاع الهاتف النقال إلى العاصمة عدن.
مبررات ودفاع الحكومة، يقابله شكوك تجاه تحرك البرلمان تجاه هذه القضايا وما إذا كان بدوافع من جهات نافذة وضمن صراع خفي للسيطرة على قطاعات حيوية كالاتصالات وثروات هامة كالنفط.
فتشكيل المجلس للجنتين خلال هذا العام وإنجاز تقريرهما، يعد النشاط الوحيد الذي قام به البرلمان منذ إعادة إحيائه في سيئون بحضرموت في أبريل من عام 2019، لسحب البساط عن برلمان صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثي عبر انتخاب هيئة رئاسة، ليتجمد نشاطه لثلاث سنوات، ويعود في أبريل 2022م ليؤدي رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستوري أمامهم في عدن.
4 سنوات من عمر البرلمان منذ إحيائه عام 2019م، تجاهل فيه لأحداث وملفات هامة، كالتساقط المريب الذي حدث لجبهات الشرعية شمالاً مروراً بالانهيار المستمر للعملة المحلية وكارثيته على الوضع الاقتصادي بالمناطق المحررة وفشل الحكومة في معالجة ذلك، بالإضافة إلى غياب دوره في التحقيق والتدقيق المالي في حجم الإيرادات والنفقات الحكومية والتي تمثل أهم بوابة للفساد الراهن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: لجنة البرلمان
إقرأ أيضاً:
استقالة رئيس أساقفة كانتربري الذي توج الملك تشارلز بسبب فضائح جنسية
استقال جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، الذي توج الملك تشارلز وقام بتزويج الأمير هاري وميغان ماركل، وسط انتقادات لكيفية تعامله مع تحقيق حول حوادث اعتداءات جنسية مرتبطة بكنيسة إنجلترا.
اقرأ ايضاًما السرّ وراء عدم امتلاك الملك تشارلز للموبايل؟أعلن ويلبي، 68 عامًا، استقالته في بيان رسمي بعد إصدار مراجعة مستقلة بقيادة كيث ماكين، مدير الخدمات الاجتماعية السابق. بتكليف من كنيسة إنجلترا، قام التقرير بتقييم استجابة الكنيسة لادعاءات قيام شخص يدعى جون سميث وهو متطوع في المعسكرات الصيفية المسيحية بالاعتداء على عدد من الشباب.
وتزايدت الدعوات إلى استقالته ويلبي منذ نشر التقرير يوم الخميس الماضي، والذي وجد أن ويلبي لم يضمن إجراء تحقيق شامل في اتهامات الاعتداء التي شملت أكثر من 100 شاب في معسكرات مسيحية.
فضيحة اعتداءات جنسية مرتبطة بكنيسة إنجلتراكان سميث محامياً اعتدى على عدد من الأولاد الذين التقى بهم في معسكرات صيفية مسيحية في السبعينيات والثمانينيات" ويُعتقد أنه "أكثر المعتدين المتسلسلين انتشاراً المرتبطين بكنيسة إنجلترا".
وقال ويلبي في بيان الاستقالة: "بعد أن طلبت الإذن من الملك، قررت الاستقالة من منصب رئيس أساقفة كانتربري. لقد كشفت مراجعة ماكين عن مؤامرة الصمت منذ فترة طويلة بشأن الانتهاكات الشنيعة لجون سميث".
وتابع: "عندما أُبلغت في عام 2013 اعتقدت خطأً أن القرار المناسب سيصدر قريبًا. من الواضح جدًا أنني يجب أن أتحمل المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن الفترة الطويلة والمؤلمة بين عامي 2013 و2024".
وقال: "من واجبي أن أحترم مسؤولياتي الدستورية والكنسية، لذلك سيتم تحديد التوقيتات الدقيقة بمجرد الانتهاء من مراجعة الالتزامات الضرورية، بما في ذلك تلك الموجودة في إنجلترا وفي الطائفة الأنجليكانية". "آمل أن يوضح هذا القرار مدى جدية كنيسة إنجلترا في فهم الحاجة إلى التغيير والتزامنا العميق بإنشاء كنيسة أكثر أمانًا. وأنا أتنحى عن منصبي مع حزني الشديد لكل ما تعرض له الضحايا".
وأردف: "لقد جددت الأيام القليلة الماضية شعوري العميق بالخزي إزاء الإخفاقات التاريخية في حماية الضحايا. لقد كافحت لمدة تقرب من اثني عشر عامًا لإدخال التحسينات. الأمر متروك للآخرين للحكم على ما تم القيام به".
واستطرد: "في غضون ذلك، سأواصل التزامي بمقابلة الضحايا. سأفوض جميع مسؤولياتي الحالية الأخرى حتى اكتمال عملية تقييم المخاطر اللازمة".
كان ويلبي هو من وضع تاج القديس إدوارد على رأس الملك تشارلز في تتويجه. كما تحدث في جنازة الملكة إليزابيث الرسمية في سبتمبر 2022 وزوج دوق ودوقة ساسكس في مايو 2018.
تم تنصيب ويلبي كاهنًا في عام 1992 وتم الإعلان عنه باعتباره رئيس أساقفة كانتربري رقم 105 في عام 2012. وقد جعله منصبه الرفيع المستوى قريبًا من العائلة المالكة، ولعب دورًا رئيسيًا في العديد من مراسمهم الدينية.
أشرف ويلبي على تعميد أطفال الأمير ويليام وكيت ميدلتون، الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، وعمد ميغان في كنيسة إنجلترا قبل زواجها من الأمير هاري. كما قاد جنازة الأمير فيليب في أبريل 2021، والتقى بالملكة إليزابيث في يونيو 2022.
سبق أن تحدث رئيس الأساقفة عن معاناته من الاكتئاب، وشكر الأمير ويليام على عمله في تسليط الضوء على الصحة العقلية في افتتاحية لصحيفة صنداي تايمز في عام 2020.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
هيا أبو جبارة محررة في قسم باز بالعربيمحررة في قسم باز بالعربي
الأحدثترند استقالة رئيس أساقفة كانتربري الذي توج الملك تشارلز بسبب فضائح جنسية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة البنتاغون: الحوثيون أصبحوا"مرعبين" تشكيلة إسبانيا المتوقعة أمام الدنمارك في دوري الأمم الأوروبية رقم قياسي..الكويت تقرر سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter