فاطمة النبوي وتجربة الكوميديا في العميل صفر
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
طُرح فيلم العميل صفر للنجم أكرم حسني بالسينمات العربية منذ أيام قلائل، ليتصدر شباك التذاكر ويفوز باستحسان جماهيري كبير وإشادات إيجابية متنوعة ممن شاهدوا الفيلم بدور العرض. تباينت أسباب إعجاب المشاهدين بالفيلم بين شخصياته وأداءات نجومه، والكيمياء المتوافقة والمُوفقة بينهم في شتى المشاهد. وفي ظل وجوه نجوم الفيلم المألوفة لنا بساحة الكوميديا المصرية خلال السنوات الأخيرة، كانت السعودية المتميزة فاطمة البنوي في شخصية لي لي أكثر عناصر العمل لفتًا للانتباه، حيث قدمت أداءً متمكنا في أولى أعمالها السينمائية المصرية بوجه عام، وأكدّت إجادتها للكوميديا بشكل خاص.
تجسد فاطمة البنوي شخصية لي لي، بنت الدوقة الأجنبية شويكار التي تجسدها الفنانة فيدرا. ويتولى فريق العميل صفر حماية الدوقة شويكار وابنتها أثناء زيارتها لمصر، لكن الشاب نونو أحد أفراد فريق العميل صفر، يقع في غرام لي لي بمجرد رؤيتها، ويقتنص كل رُبع فرصة ليُعرب لها عن إعجابه بها، حتى بعد أن تتعرض والدتها للخطف يُصر على غرامه بها، فتصده هي دومًا بتأففها وتذمرها من غبائه، وتقصف جبهته بمختلف الطرق كلما حاول أن يعترف لها بهذا الحب.
يجسد مصطفى غريب دور نونو، الذي قام بدور العترة في مسلسل الكبير أوي ونال حب الجميع، وبوجهه الطفولي هذا يحاول أن يفوز بقلب لي لي في مختلف المواقف، لكنها لا تتوانى عن كسر قلبه بردود أفعال مضحكة للغاية، فالمفارقة بين المواقف الصعبة التي يعترف خلالها بحبه لها، بجانب الكيمياء بينهما على الشاشة، عوامل جعلت هذه العلاقة من أكثر عناصر الفيلم لطفًا، فتجد نفسك تنتظر مشاهدهما على الشاشة لتبتسم رغمًا عنك من مدى تناقض حالتيهما. كما كان لأداء فاطمة نصيبًا كبيرًا في جعل الأمر محببًا للغاية من خلال إتقانها تفاصيل شخصية لي لي.
لي لي دومًا شخصية انفعالية نافذة الصبر، بسهولة تستشيط غضبًا وتتذمر ضد أقل الأشياء بلكنتها الإنجليزية العصبية، وذلك تؤديه فاطمة بتلقائية شديدة فتصنع ابتسامتك دون عناء. مع وجود نونو الذي يُغرم بها ويحاول الوصول لقلبها في أصعب المواقف وبأكثر التصرفات حماقة، نرى انفعالاتها على الشاشة بشكل أكثر إضحاكًا بسبب هذا التناقض بينهما، حتى أنها تثور عليه بلكنتها الإنجليزية أحيانًا، وأحيان أخرى تتهمه بالغباء وعجزه عن تقدير الأمور، فترميه بعبارات على شاكلة "أنا مش فايقة للعبط ده"، "أنا مامتي مخطوفة وأنت بتقول إيه!"، وهي عبارات تبدو في غاية اللطافة بسبب تلقائية شخصية لي لي في إبداء هذه المشاعر وتلقّي نونو لها بمزيد من البلاهة.
فاطمة البنوي عرفناها بالدراما المصرية لأول مرة عام في عمل مهم هو ما وراء الطبيعة، حيث جسدت شخصية نرجس والدة الفتاة/ الشبح شيراز. ثم أعقبته بدور سارة في مسلسل 60 دقيقة، وجسدت شخصية مركبة تعاني اكتئاب ما بعد الولادة فيتلاعب بها طبيبها النفسي، خطفت الأنظار حينها من خلال هذا الدور الدرامي الصعب. وعادت تلفت الأنظار بدورها الكوميدي هذه المرة في فيلم العميل صفر، لتثبت أنها ممثلة تمتلك أدواتها بإتقان وقادرة على تقديم أداءات متنوعة مقنعة وناجحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أكرم حسن اكرم حسني السعودية السينمات السعودية السنوات الأخيرة شباك التذاكر العمیل صفر
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن
قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الدنيا دار نكدٍ وكدر، فجائعها تملأ الوجود، وأحزانها كلما تمضي تعود، وكل يَوْم نرى راحلًا مشيعًا، وشملًا مصدَّعًا، وقريبًا مودَّعًا، وحبيبًا مفجَّعًا.
دار نكد وكدروأوضح " البدير " خلال خطبة الجمعة الثانية من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن من رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار ، فقد رام محالًا، منوهًا بفضل الصبر على البلايا والمحن، واليقين والرضا بقدر الله عند حصول الفواجع والأحزان.
وأكد أن الدنيا دار ابتلاء، لا يجزع فيها العبد المؤمن، ولا يقنط من فرج ربّه ورحمته، مشيرًا إلى أن من آمن بالقضاء والقدر هانت عليه المصائب، فلا يكون شيء في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يصدر أمر إلا عن تدبيره وتقديره.
وأضاف أن لله فِي خلقه أقدار ماضية، لا تُردُّ حكامها، ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحد تصيبه عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا وهو في القدر المقدور والقضاء المطور، موصيًا العباد على عدم استعجال حوادث الأيام إذا نزلت.
وتابع: أو الجزع من البلايا إذا أعضلت، أو استطالة زمن البلاء وأن لا يقنطوا من فرج الله ولا يقطعوا الرجاء من الرحمن الرحيم، فكل بلاء وإن جلّ زائل، وكلّ همّ وإن ثقل حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا! وبعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا.
تنزل الرحمةونبه إلى أن عِنْد تناهي الشدَّة تنزل الرحمة، وعند تضايق البلاء يكون الرخَاء، فلا يكونوا ضحايا القلق وجلساء الكآبة، وسجناء التشاؤم وأسارى الهموم، فسموم الهموم تشتّت الأفكار، وتقصر الأعمار، لافتًا إلى أن الكمد على الشيء الفائت والتلهف عليه.
واستطرد: وشدة الندامة والاغتمام له، وفرطُ التحسّر وكثرة التأسف والاستسلام للأحزان يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن، محذرًا من الإفراط في الأحزان وتهييج ما سكن من الآلام والغرق في الغموم والهموم، والإسراف في تذكّر المصائب والأوجاع.
وأوصى بالاسترجاع بذكر الله والإيمان بقضائه وقدره، إذ جعل الله الاسترجاع ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووعد الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه.
واستشهد بما روي عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا" أخرجه مسلم.
جنة المؤمنوأفاد بأن الصبر جنّة المؤمن، وحصن المتوكل، داعيًا إلى لزوم الصبر على حلو القضاء ومره، وعلى غمرات البلاء وصدماته، على نكبات الدهر ومصيباته، ففي الصبر مسلاة للأحزان، فما صفا لامرئ عيش ولا دامت لحيّ لذة.
وبين أنه من وطّن نفسه على الصبر لم يجد للأذى مسًا، ومن صبر على تجرّع الغُصص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة صبّ عليه الأجر صبًّا، فالمؤمن يكون صبره بحسن اليقين الذي يزيد الآمال انفساحًا، والصدور انشراحًا، والنفوس ارتياحًا.
وحثّ على ملازمة قراءة القرآن لأن فيه مسلاة للقلوب، ومسراة للكروب، وبها تصغر نازلة الخطوبه، كما أن لقاء الأصدقاء الصلحاء النصحاء عافية للبدن، وجلاء للحزن، كما أن مما يِبردُ حرّ المصائبُ، ويخفف مرارتها أن يعلم المبتلى بما أصيب به غيره من الناس مما هو أعظم من مصيبته وبيلته، وأن يعلم أن الأنبياء والأولياء لم يخلُ أحدهم مدة عمره عن المحن الابتلاء.
ونوه بأن الأوجاع والأمراض والمصيبات تكفّر الخطايا والسيئات، كما روى أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وصَبٍ، ولَا نَصَبٍ، ولَا سَقَمٍ، ولَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" أخرجه مسلم.
وأشار إلى أن من أمسك نفسه ولسانه عن التسخّط والاعتراض لم يؤاخذ على بكاء عينه وحزن قلبه، واختلاج الألم في صدره، وإنما الذم واللوم والإثم على من لطم وناح وتسخْط واعترض وجزع، مضيفًا أن تأنيس المبتلى المحزون وتسليته، وتهوين المصيبة عليه، والربط على قلبه، وتعزية نفسه المفجوعة والتخفيف عنها من الأعمال النبيلة، والقربات الجليلة.
وتوجه بالدعاء والتضرْع للمولى جل وعلا أن ينصر إخواننا في فلسطين، على الطغاة المحتلين، وأن يطهّر المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين، وأن يحفظ أهلنا في فلسطين ويجبر كسرهم، ويعجّل نصرهم، ويقيل عثرتهم، ويكشف كربتهم، ويفك أسراهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبل موتاهم في الشهداء.