مجندون أوكرانيون يفرّون من الخدمة هربا من "عنف مروّع"

انتخابات إقليمية في أراض أوكرانية محتلة

عواصم "وكالات": أعلن المتحدث باسم خدمات الطوارئ الإقليمية أن القوات الروسية دمرت مدفعين أوكرانيين في منطقة خيرسون في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقال المتحدث "ألحقت وحدات من مجموعة دنيبر القتالية [الروسية] أضرارا بالعدو باستخدام القوة النارية في منطقة خيرسون، ودمرت مدفعا مع الذخيرة المخصصة له مما أسفر عن مقتل طاقمه المكون من ثلاثة جنود"، بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية.

وأضاف المتحدث أن وحدات المجموعة دمرت "موقع انتشار مؤقت للجيش الأوكراني مما أسفر عن مقتل 12 جنديا أوكرانيا وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ."

وقال المتحدث إن القوات الروسية دمرت مدفع هاوتزر أوكراني من طراز دي30- مع الذخيرة المخصصة له في اتجاه كاخوفكا.

وأضاف المتحدث أنه بالإضافة إلى ذلك، دمرت القوات الروسية مدفع هاون أوكراني من عيار 120 ملم مع طاقمه والذخيرة المخصصة له وموقعا للجيش الأوكراني في منطقة الجزر.

دفن مساعد قائد فاغنر

دُفن المساعد الأبرز لقائد مجموعة فاغنر المسلّحة دميتري أوتكين، الذي قُتل في تحطّم طائرة مع يفغيني بريغوجين الأسبوع الماضي، في مقبرة عسكرية في الضاحية الشمالية لموسكو الخميس خلال مراسم شارك فيها مقرّبون منه.

صباح اليوم انتشر عدد كبير من العناصر الأمنيين حول مقبرة ميتيشتشي العسكرية على بعد نحو 20 كيلومترًا من وسط العاصمة الروسية، حسبما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس في المكان.

وجرت مراسم جنازة دميتري أوتكين، الذي كان قائد عمليات فاغنر وعنصرًا سابقًا في القوات الخاصة للاستخبارات العسكرية الروسية قبل مصرعه عن 53 عامًا، قرابة العاشرة صباح اليوم (07,00 ت غ) في كنيسة القديس سيرجيوس، بحضور نحو عشرين شخصًا من المقرّبين منه.

بعد ذلك، دخل الموكب الذي يحمل جثة أوتكين المقبرة التي كانت محاطة بسيارات للشرطة.

ولم يتمكّن جميع الحاضرين في المكان من دخول المقبرة، وسُمح فقط بذلك للذين تلقوا دعوة من عائلة الضحية.

لاحقًا، شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس قبر دميتري أوتكين يحمل صورة صغيرة لهذا الرجل برأس حليق ونظرة حادّة، وخلفها صليب خشب وحولها أكاليل من الزهور.

وكان بين الحاضرين رجال لديهم وشوم على أذرعهم وبعضهم يرتدي قمصانًا سودا تحمل شعارات مجموعة فاغنر المسلّحة واختصار عبارة "الاتحاد السوفياتي".

قُتل أوتكين في تحطّم طائرة في 23 أغسطس مع مسؤولين آخرين من مجموعة فاغنر المسلّحة بينهم قائد المجموعة يفغيني بريغوجين الذي اعتبره الكرملين خائنًا منذ التمرد الذي قاده في 23 و24 حزيران ضد القيادة العسكرية الروسية.

ويُقال إن مجموعة فاغنر سُمّيت على هذا النحو انطلاقا من إعجاب أوتكين بألمانيا النازية، وخصوصا أن أدولف هتلر كان شغوفًا بموسيقى الألماني ريتشارد فاغنر.

مجندون يفرّون

دفع المجند الأوكراني إيفان إيشتشينكو رشاوى وخاطر باتهامه بالجبن بعد شهر من وجوده على إحدى الجبهات مع الجيش الروسي، ويروي "رأيت رأسا مقطوعا وشخصا يعرّض نفسه لإطلاق النار"، في تصوير مروّع لعنف النزاع.

ومثله فضل مجندون آخرون عقدوا العزم في البداية على محاربة الغزو الروسي، الفرار بسبب عنف النزاع من خلال الاستفادة من شبكات الفساد التي يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القضاء عليها.

وصرح الشاب الثلاثيني ذو الشعر الطويل واللحية الكثيفة لفرانس برس "كنت اظن نفسي قبلا بطلا خارقا، لكن عندما تشاهد حقيقة الحرب من كثب، تدرك أنك عاجز تماما امامها".

و"لعدم رؤية هذه المشاهد" دفع رشوة قدرها خمسة آلاف دولار لتقوم سيارة تحمل لوحة تسجيل حكومية بنقله الى غابة قريبة من المجر، حيث سمح له ثقب في السياج بعبور الحدود بشكل غير قانوني.

وبسبب الحرب، لا يُسمح للأوكرانيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بمغادرة الأراضي الاوكرانية إلا بإذن خاص.

ويتعرض الفارون لعقوبات تصل إلى السجن اثني عشر عاما فيما يتعرض من يرفضون الخدمة لعقوبة السجن خمس سنوات.

وبات إيفان إيشتشنكو مضطرا للعيش في المنفى.

وتنقل في أوروبا وهو يقيم حاليا في مدينة دريسدن شرق ألمانيا.

شهادة طبية مزورة

إذا كان الغزو الروسي قد ساهم في توحيد الأمة، فإن البعض لا يزال يفضل الرحيل. منذ بداية الحرب، تم اعتقال 13600 شخص حاولوا مغادرة البلاد بشكل غير قانوني، وفقا للمتحدث باسم حرس الحدود أندري ديمشينكو.

وألقي القبض على نحو 6100 آخرين بحوزتهم وثائق مزورة، ما يعطي فكرة عن هذه الظاهرة حتى لو لم تحصل وكالة فرانس برس على إحصاءات شاملة من السلطات عن كل من نجح في التنصل من الخدمة العسكرية.

وتطرق الرئيس زيلينسكي علنا للمشكلة مطلع أغسطس من خلال إقالة جميع المسؤولين الإقليميين المكلفين عملية التجنيد، وتم دهم أكثر من 200 مركز تجنيد.

ودان الرئيس الاوكراني فساد إدارة المجندين واصفا إياه بأنه "خيانة".

ومع ذلك، فإن هذا النوع من الترتيبات ليس بالجديد اذ ان الفساد متأصل منذ عقود في أوكرانيا.

يؤكد شخص آخر يدعى ايفان رفض كشف اسمه الكامل، لفرانس برس "الجميع يعرف شخصا يمكنه تقديم المساعدة".

نجح ايفان في الفرار في مايو بفضل شهادة طبية مزورة دفع مقابلها خمسة آلاف دولار.

وقال الشاب البالغ 24 عاما "أعلم أن ما فعلته خطأ وهو أمر مزعج".

مشاعر متضاربة

يشعر هؤلاء الأوكرانيون الذين يرفضون القتال، بالذنب عندما يلتقون مواطنيهم في دول أوروبا الغربية. تلك هي حال إيفغين كوروتش الذي يواجه أحيانا مواقف محرجة أثناء قيادته سيارة الأجرة في وارسو.

قال ضابط الاحتياط البالغ 38 عاما والذي كان في بولندا عندما اندلعت الحرب وعدل عن العودة إلى بلاده "قيل لي: - أزواجنا يقاتلون على الجبهة وأنتم الجبناء تختبئون! ".

من المستحيل عدم ملاحظة رجل بين ملايين الأوكرانيين الذين استقبلوا في بولندا: نصف اللاجئين من الأطفال وأكثر من ثلاثة أرباع البالغين من النساء اللاتي تركن ازواجهن في اوكرانيا بعدما لبوا نداء الوطن.

يدرك إيفغين أنه موضوع "مؤلم" و"مثير للجدل". ويضيف "أعلم أن عليّ الدفاع عن وطني لكن في الوقت نفسه عائلتي تحتاج الي ومن واجبي الاعتناء بها".

يتحدر من أوديسا في جنوب أوكرانيا، واتى بطفله كيريل البالغ خمس سنوات وابنته أناستازيا البالغة ثماني سنوات، وزوجته من اوكرانيا.

ويعلق "عندما أنظر إليهم يمنحني ذلك القوة واتأكد من أنني لا أفعل هذا عبثا".

ولضمان مستقبل عائلته، توجه بوغدان مارينينكو إلى بولندا في أغسطس 2022، قبل يومين من عيد ميلاده الثامن عشر، بعدما شجعه اقاربه على المغادرة وبينما يحمل والده السلاح في اوكرانيا.

ويقول الشاب مرتديا ملابس فضفاضة "إذا اصابه مكروه فلن يبقى غيري لإعالة والدتي وشقيقاتي".

مقتل عسكريين أوكرانيين

أعلن مسؤول روسي اليوم أن "مخرّبين" أوكرانيين اثنين قتلا وأُسر خمسة آخرون كانوا توغلوا في منطقة بريانسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.

وأبلغت المناطق الروسية المجاورة لأوكرانيا مرارًا عن قصف وهجمات تقوم بها القوات الأوكرانية، بما في ذلك توغلات عبر الحدود.

وقال حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز إن عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية وصفتهم ب"المخربين" حاولوا تنفيذ سلسلة من "الأعمال الإرهابية على منشآت البنية التحتية للطاقة" والمنشآت العسكرية الأربعاء.

وأضاف في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي "في منطقة نافلينسكي، تمت تصفية مسلحين اثنين واعتقال خمسة، ثلاثة منهم كانوا أصيبوا" في سياق التدابير القتالية.

وتبعد منطقة نافلينسكي نحو 40 كيلومترا (25 ميلًا) عن الحدود الأوكرانية.

ولفت بوغوماز إلى أنّ المجموعة استخدمت بنادق آلية أميركية الصّنع وذخائر وقنابل يدوية من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ناشرًا صورة لأسلحة مصادرة.

وقال في منشور آخر إن ثلاث مسيّرات أسقطت فوق المنطقة الخميس، من دون وقوع إصابات.

وأكد جهاز الأمن الفدرالي الروسي (FSB) في بيان أنه "قمع" التوغل الحدودي الأربعاء.

وسبق أنّ لفتت موسكو مرّات عدة إلى أنّ القوات الأوكرانية تستخدم أسلحة زوّدها بها الغرب لتنفيذ ضربات وعمليات توغل داخل الأراضي الروسية، الأمر الذي تنفيه كييف.

في يونيو، تعرضت منطقة بيلغورود لأكبر عملية توغل منذ بداية الهجوم في أوكرانيا، وقالت موسكو حينها إنها قتلت عشرات المسلحين الموالين لأوكرانيا.

واستخدمت مسيّرات في الهجوم الذي تخلله قصف، ما أثار تساؤلات حول قوة الدفاعات الحدودية الروسية.

انتخابات إقليمية

أطلقت روسيا اليوم التصويت المبكر في أراض أوكرانية تحتلها، وذلك في إطار انتخابات ستنظم في العديد من المناطق الروسية في 10 سبتمبر، بحسب وكالة "تاس" الرسمية للأنباء.

وتحتل موسكو قرابة 20 % من الأراضي الأوكرانية: شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، بالإضافة إلى معظم منطقة لوغانسك وجزء من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.

وتجري الانتخابات التي نددت بها أوكرانيا، في هذه المناطق في 10 سبتمبر، لكن سلطات الاحتلال تنظم "تصويتا مبكرا" اعتبارا من الخميس في دونيتسك وزابوريجيا، واعتبارا من 2 سبتمبر في خيرسون ولوغانسك.

والغرض منها تعيين نواب إقليميين ومسؤولين منتخبين في البلديات.

ورغم التنديد الغربي، أعلنت روسيا ضم هذه الأراضي في سبتمبر 2022، بعد تنظيم ما وصفته موسكو بـ"استفتاءات". ولا يعترف المجتمع الدولي بالنتائج.

وبعد نحو عام من ذلك، ما زالت روسيا تسيطر جزئيا على هذه المناطق التي يحتدم فيها القتال.

وتشن أوكرانيا هجوما مضادا واسع النطاق على جبهة تمتد نحو ألف كيلومتر، وتأمل في تحقيق اختراق في روبوتين في منطقة زابوريجيا.

وستصوت مناطق روسية أخرى أيضا في 10 سبتمبر لتعيين حكام أو برلمانات إقليمية أو حتى مجالس بلدية.

وليست هناك معارضة حقيقية إذ يسعى النظام الروسي للقضاء على الأصوات المنتقدة خصوصا لهجومه على أوكرانيا.

وقد زُّج أبرز المعارضين في السجن أو فرّوا إلى المنفى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الروسیة مجموعة فاغنر فی منطقة

إقرأ أيضاً:

روسيا تحقق في استخدام أوكرانيا للاسلحة في مقاطعة كورسك

قال ممثل السلطات العسكرية الروسية، إن المحققين العسكريين الروس يتحققون من المعلومات التي قدمها السكان الذين تم إجلاؤهم من منطقة كورسك بشأن الاستخدام المحتمل للذخيرة التي تحتوي على مواد سامة من قبل القوات الأوكرانية،  وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك". 

روسيا: صد هجوم أوكراني دون وقوع إصابات بعدة مقاطعات روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأسرى.. فيديو

وقال الممثل لوكالة "سبوتنيك"، "كجزء من التحقيق في قضية جنائية بدأت فيما يتعلق بالجرائم في منطقة كورسك، سيراجع المحققون العسكريون المعلومات التي قدمها الضحايا حول الاستخدام المحتمل للقذائف التي تحتوي على مواد سامة من قبل الوحدات العسكرية الأوكرانية".

وكان عدد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قرى الحدود قالوا في وقت سابق لـ "سبوتنيك"، إنهم رأوا دخانًا أصفر لاذعًا وبخارًا غريبًا جعلهم يشعرون بالإعياء بعد الهجمات الأوكرانية. وقال بعض السكان أيضًا إن مواشيهم نفقت نتيجة لهذه الحوادث.

وفي 6 أغسطس الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجومًا في منطقة كورسك. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن هذه الخطوة بأنها استفزاز واسع النطاق يستهدف المدنيين وتعهد بالرد المناسب. 

مقالات مشابهة

  • ‏وزارة الدفاع الروسية: القوات الروسية تستعيد السيطرة على بلدتين في منطقة كورسك
  • كييف تدعو الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى زيارة مناطق سيطرتها في كورسك الروسية
  • أوكرانيا: نواجه وضعا مضطربا وهزمنا وحدات من القوات الروسية بكورسك
  • قصف أوكراني استهدف بيلغورود الروسية يتسبب في مقتل مواطن
  • روسيا تحقق في استخدام أوكرانيا للاسلحة في مقاطعة كورسك
  • اللجنة العسكرية للناتو: هناك مبرر عسكري وقانوني لهجوم أوكرانيا على الأراضي الروسية
  • وزارة الدفاع الروسية: الدفاعات الجوية تدمر طائرة مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود
  • وزارة الدفاع الروسية: تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا يشمل 103 عسكريين من كل جانب
  • «الدفاع الروسية» تعلن السيطرة على منطقة جيلان بيرشي شرقي أوكرانيا
  • ‏وزارة الدفاع الروسية: القوات الروسية تسيطر على قرية "زيلان بيرشي" في شرق أوكرانيا