انخفاض واردات الهند النفطية من روسيا وارتفاعها من السعودية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تراجعت واردات الهند من النفط الروسي في أغسطس/آب إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر مع تقليص مصافي التكرير المشتريات لتوقف العمل في بعضها نتيجة أعمال صيانة مقررة وتقليل الخصم على أنواع الخام الروسي.
غير أن واردات النفط إلى الهند من السعودية ارتفعت إلى أعلى مستوى في عدة أشهر، وفقا لبيانات مبدئية من كبلر "ورفينيتيف".
وظلت مصافي التكرير في الهند تقتنص النفط الذي تبيعه روسيا بأسعار مخفضة منذ إحجام مشترين غربيين عن شرائه بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
لكن واردات الهند الشهرية من النفط الروسي تتراجع منذ يونيو/حزيران مع بدء تقليل الخصومات، وفقا لبيانات كبلر ورفينيتيف.
وقال إحسان الحق المحلل لدى "رفينيتيف": "من المرجح أن تظل واردات النفط الروسي عند مستويات منخفضة لبضعة أشهر بسبب انخفاض الخصومات، وهذا سيجبر موردي النفط الروسي على زيادتها".
وقال مصدر بمصفاة إن الخصم على النفط الروسي للتحميل في أكتوبر/تشرين الأول يقل عن خمسة دولارات للبرميل عن خام برنت المؤرخ، مضيفا أن شركته لم تطلب بعد نفطا روسيا لشهر أكتوبر/تشرين الأول.
وشراء النفط الروسي من الأسواق الفورية يمنح مصافي التكرير الهندية مرونة أكبر من تلك التي توفرها المشتريات من الشرق الأوسط التي غالبا ما تتم بموجب عقود سنوية.
وقال مصدر حكومي الشهر الماضي إن مصافي التكرير الهندية قد تقلص وارداتها من النفط الروسي، إذ أدى تقليل الخصم إلى تجاوز سعر أنواع الخام الروسي الحد الأقصى الذي حددته الدول الغربية عند 60 دولارا للبرميل.
ووفقا لبيانات "رفينيتيف"، انخفضت واردات الهند من النفط الروسي في أغسطس/آب بمقدار الخمس عن كميات يوليو تموز إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميا، بينما قفزت الواردات من السعودية بواقع 63% تقريبا.
وتشير تقديرات كبلر إلى أن الهند استوردت 1.35 مليون برميل يوميا من النفط الروسي في أغسطس/آب، انخفاضا من نحو 1.9 مليون في يوليو/تموز. وفي المقابل، ارتفعت وارداتها من السعودية إلى 825 ألف برميل يوميا من 522 ألفا في يوليو/تموز.
وقال إسحاق الحق إن الطلب على الوقود في الهند من المتوقع أن يزيد في الشهرين المقبلين بسبب المهرجانات، مما قد يرفع واردات الهند النفطية من الشرق الأوسط.
وأضاف أنه مع تخفيض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنتاج النفط في وقت يتزايد فيه الطلب على البنزين في الهند وآسيا، "فهناك احتمال أن يزيد الهنود وارداتهم النفطية من الولايات المتحدة".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الهند روسيا النفط السعوديةالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الهند روسيا النفط السعودية من النفط الروسی واردات الهند من السعودیة الهند من
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية تحتفي بأول وصف أوروبي لعمان عبر رحلة الروسي أفاناسي نيكيتين
نظمت اللجنة الثقافية ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان "شيخ الرحالة الروس.. أفاناسي نيكيتين وأول إطلالة أوروبية على عمان" بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أدارها الكاتب الدكتور أحمد الرحبي، واستضافت الباحث والكاتب الروسي الدكتور دميتري ستريشنيف.
وقدّم الدكتور دميتري ستريشنيف عرضًا تاريخيًا غنيًا عن شخصية أفاناسي نيكيتين، مؤكدًا أن هذا التاجر الروسي من مدينة تفير كان أول أوروبي يزور مسقط ويكتب عنها، وذلك خلال رحلته الشهيرة إلى الهند في القرن الخامس عشر، أي قبل أن يولد البحار البرتغالي فاسكو دي جاما.
وأشار إلى أن "نيكيتين" وثّق رحلته بشكل دقيق في مذكراته، التي حفظها أمير موسكو لاحقًا، مما منح العالم مصدرًا نادرًا لفهم جزء من تاريخ المنطقة، وأوضح أن مسقط كانت نقطة توقف لنيكيتين أثناء رحلته البحرية من مضيق هرمز إلى الهند، حيث وصفها بأنها مركز تجاري عالمي تتجمع فيه البضائع من مختلف أصقاع الأرض، إلا أن مذكراته لم تتضمن وصفًا موسعًا للأعراق أو الطقس أو الحياة الاجتماعية هناك، وهو ما يعكس اهتمامه التجاري في المقام الأول.
واستعرض "دميتري" بالتفصيل الظروف الصعبة التي واجهها نيكيتين منذ بداية رحلته، بدءًا من خسارته لبضاعته في مصب نهر الفولغا بسبب النهب، مما دفعه لمواصلة السفر بحثًا عن سبل للنجاة الاقتصادية... فمن بحر قزوين، إلى أراضي فارس، إلى مدينة هرمز، ثم إلى الهند، خاض نيكيتين مغامرات جسامًا، وتعرض لمحاولات استغلال ديني وتجاري خاصة عند محاولته بيع حصانه العربي الشهير في الهند.
وبيّن أن نيكيتين، رغم الضغوط، لم يتخلَّ عن دينه، حتى إنه كتب في مذكراته أنه حاول الصيام خلال شهر رمضان احترامًا للعادات المحلية، لكنه اعترف بعدم قدرته على الالتزام الكامل بالصيام.
وركّز الدكتور دميتري على أن مرور نيكيتين بمسقط وتوثيقه لها شكّل نقطة تحول، إذ جعل عمان حاضرة للمرة الأولى في السجلات الأوروبية كمركز تجاري حيوي.
وقد أبدى الضيف استغرابه من عدم انتشار هذه المعلومة عربيًا، مشيرًا إلى أن نصوص نيكيتين لا تزال بحاجة إلى ترجمة دقيقة من الروسية القديمة إلى العربية، وقد أبدى استعداده للمساهمة في إنجاز هذا العمل المهم... كما أشار إلى وجود لوحة تذكارية لأفاناسي نيكيتين في مرفأ مطرح، وأعرب عن رغبته في توثيقها ونشرها في المواقع المهتمة بأدب الرحلات.
وفي محور آخر تحدّث "دميتري" عن حضور اللغة العربية والثقافة العربية في روسيا غداً. وأشار إلى أن أكثر من 20 جامعة روسية تدرّس اللغة العربية، وأن هناك ازديادًا ملحوظًا في الاهتمام بالأدب العربي، لا سيما مع ترجمة رواية "سيدات القمر" للكاتبة جوخة الحارثي مؤخرًا إلى الروسية.
كما أوضح أنه أسهم شخصيًا في دعم مسابقات الترجمة الأدبية من العربية إلى الروسية، عبر توفير مجموعات قصصية قصيرة لمؤلفين عمانيين، ليتم استخدامها في تدريب الطلاب المشاركين في مسابقات الترجمة، وهو ما يعزز حضور الأدب العماني في الأوساط الأكاديمية الروسية.
وختم الباحث والكاتب الروسي الدكتور دميتري ستريشنيف حديثه بالإشارة إلى أن اللغة العربية، رغم التحديات، ما زالت تحافظ على حضورها في روسيا، مشيدًا بالجهود الأكاديمية لتوسيع رقعة الترجمة والتواصل الثقافي بين العالمين العربي والروسي.
وقد شهدت الجلسة تفاعلًا من الحضور، حيث تساءلت الروائية الدكتورة جوخة الحارثي عن تفاصيل إضافية وصف بها نيكيتين مدينة مسقط، فأوضح "دميتري" أن التاجر الروسي اقتصر في وصفه على النشاط التجاري ولم يذكر تفاصيل عن المكونات السكانية أو الطقس.
كما دار حوار حول مدى تمكن نيكيتين من اللغات المحلية، وأكد الضيف أنه رغم عدم وجود نصوص تثبت تحدثه لغات أخرى، إلا أن مهاراته التجارية وقدرته على التعامل مع أنظمة نقدية متعددة تدل على ذكائه وقدرته على التفاهم العملي مع السكان. وتطرقت المداخلات كذلك إلى الحديث عن مفهوم الاضطهاد الديني، موضحًا أن ما تعرض له نيكيتين في الهند لم يكن اضطهادًا صريحًا، بل محاولة لاستغلال وضعه الاقتصادي لإقناعه بالدخول في الإسلام مقابل مزايا مادية، لكنه رفض متمسكًا بدينه.