ينظم 7 ورش عمل ومخيماً خاصاً وعدداً من الجلسات الحوارية والخطابات يستضيف كوه جيان رئيس اللجنة الرئاسية للتحول الرقمي في كوريا الجنوبية رئيس الأمن السيبرانيّ في حكومة دولة الإمارات يتحدث في أبرز الجلسات فايدرا بوينوديريس مؤلفة كتاب « AI for the Rest of Us » تعرض آراءه

الشارقة: «الخليج»
في إطار تسليط الضوء على موارد العصر والبحث في مفاهيم جديدة حول «ثروات الأمم» في ظل ابتكارات العصر، يستضيف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ12، التي تعقد تحت شعار «موارد اليوم.

. ثروات الغد» يومي 13 و14 سبتمبر المقبل في إكسبو الشارقة، نخبة من المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتحدثين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، في عدد من الفعاليات تشمل، «جلسة حوارية»، و«خطاب ملهم»، و«مخيم للذكاء الاصطناعي»، و7 ورش عمل متخصصة، بهدف مناقشة التحديات والفرص التي تواجه هذه القطاعات المتطورة وسبل استثمارها بشكل فعال ومستدام.

أخلاقيات الروبوت
للمهتمين بالتطور الهائل للذكاء الاصطناعي والروبوتات، ينظم المنتدى جلسة بعنوان «أخلاقيات الروبوت... ما تنبأ به أسيموف» بمشاركة كل من كوه جيان، رئيس اللجنة الرئاسية للتحول الرقمي في كوريا الجنوبية، وفايدرا بوينوديريس، مؤلفة كتاب AI for the Rest of Us والمؤسس المشارك لتحالف العالم المستقبل، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس الأمن السيبرانيّ، في حكومة دولة الإمارات.
وتناقش الجلسة، مساعي الحكومات نحو توجيه القيم الأخلاقية للروبوتات، وكيفية ضمان فاعلية واستمرارية الاتصال الحكومي في عصر الروبوتات، كما تستكشف الاعتبارات الأخلاقية التي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، ودور الاتصال الحكومي في تحديدها، وتسترشد الجلسة بمجموعة من القوانين التي وضعها الكاتب العالمي الشهير «أيزاك (إسحاق) أسيموف» في رواياته عن الروبوتات، والتي تحظر عليها إيذاء البشر أو الامتثال لأوامرهم.

قوة الذكاء الاصطناعي في العالم الرقمي
أما متخصصو الاتصال والعاملون في حماية الحقوق الفكرية، فهم على موعد مع خطاب بعنوان «قوة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الاتصال في العصر الرقمي»، على منصة «حديث الاتصال الحكومي» من تنظيم مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، يقدمه عبد الله الشرهان، مدير قسم الإبداع والهوية المؤسسية، في مدينة الشارقة للإعلام (شمس).
ويستعرض الخطاب تأثير الذكاء الاصطناعي المتزايد في الصناعات المختلفة، ودوره في تحسين الاتصالات الحكومية، كما يناقش تحديات حقوق الملكية الفكرية بعد الذكاء الاصطناعي، والعلاقة المستقبلية بين الذكاء الاصطناعي والاتصال الحكومي.

المخيم الأول من نوعه في دولة الإمارات
ويقدم المنتدى لطلاب المدارس المهتمين بالذكاء الاصطناعي ومتابعي تطوراته، فرصة فريدة للتعلم والابتكار من خلال «مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي» الذي ينظمه بالتعاون مع «مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)» ضمن برامج «بناء القدرات»، ويعد المخيم البيئة الإبداعية الأولى من نوعها في دولة الإمارات، لتعليم وتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي التطبيقية للطلاب، وينظم لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الـ12 من المنتدى.
ويستهدف المخيم الفئة العمرية من 12 إلى 17 عاماً من منتسبي مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وبرنامج إثمار للتدريب الإعلامي للأطفال والنشء الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حيث ستتاح للمشاركين فرصة عرض المشروعات التي أنتجوها ضمن 4 مسابقات، على لجنة تحكيم «جائزة الشارقة للاتصال الحكومي» لاختيار المشاريع الفائزة منها.

الذكاء الاصطناعي.. أخلاق واتصال وتقنية
وللراغبين في تطوير مهاراتهم المهنية في مجال الاتصال الحكومي والإعلام، تقدم الفعالية الاستباقية «برنامج COMMS لطلبة الإعلام والاتصال» مجموعة من ورش العمل التفاعلية والتطبيقية، التي تتكامل لتقدم للمشاركين مجموعة من المعارف والمهارات على ثلاثة محاور أساسية وهي: محور مهني أخلاقي، ومحور اتصالي، ومحور تقني.
ويتضمن برنامج COMMS الذي يقام في الفترة من 4 - 7 سبتمبر القادم، سبع ورش تغطي موضوعات متنوعة تشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي من أجل الخير وكيف تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي الحكومات في إدارة مواردها في مجالات المعرفة والتعليم، والجوانب الأخلاقية والقانونية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في صناعة الإعلام، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة محتوى الاتصال الحكومي.
ويشار إلى أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ينطلق هذا العام بدورته الـ 12 ليسلط الضوء على دور الاتصال الحكومي في تعزيز التوعية والثقافة بشأن الموارد، وإبراز قيمتها وأهميتها للمجتمعات والأجيال القادمة، وتلهم هذه الجلسات المتخصصة بالتقنيات والذكاء الاصطناعي المشاركين، بأفكار جديدة حول امتلاك واستثمار ثروات العصر المتمثلة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والبيانات، إلى جانب التكيف الإيجابي مع المتغيرات وإطلاق العنان للتفكير غير التقليدي والابتكار.

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الإمارات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی للاتصال الحکومی الاتصال الحکومی دولة الإمارات الحکومی فی

إقرأ أيضاً:

عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.

كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.

يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.

ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.

ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.

ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.

أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.

المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.

من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.

لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
  • السوداني يتلقى دعوة لحضور المنتدى الدولي للسلام
  • نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • نيابة عن رئيس الدولة .. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الشراكات الدولية وتعزيز الريادة الإماراتية في الذكاء الاصطناعي
  • أسطول حافلات كهربائية بالشارقة لتعزيز التنقل الأخضر
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية