قرار جديد من «الشرقية للدخان» بشأن إنتاج السجائر المحلية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
صرح هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية 'إيسترن كومباني' بأنه تقرر للمرة الثانية زيادة إنتاج الشركة من السجائر بنسبة 15% بالإضافة إلى ما تم زيادته سابقاً بنسبة25% وطرح كميات إضافية من المنتجات، بشكل يومي لتغطية احتياجات السوق، يأتي ذلك في إطار المتابعة اليومية لحركة توزيع وبيع السجائر بالأسواق والتي تقوم بها الشركة بالتعاون مع الجهات المعنية، واستكمالا للجهود الأمنية، وتجاوبا مع التزام الكثير من التجار تجاه عدم تخزين السجائر وحجبها عن المستهلكين.
أضاف أمان بأن الشركة الشرقية تقوم بالتعاون مع الأجهزة المختلفة لمراجعة الكميات المنصرفة للتأكد من حسن توزيعها ووصولها لجمهور المستهلكين بأفضل صورة ممكنة، مؤكدا على ان 'ايسترن كومباني' تحرص على وصول انتاجها الى المستهلكين وتلبية احتياجات السوق، وتسخير كافة إمكانيات الشركة باعتبارها قلعة صناعية تهدف الى دعم الاقتصاد الوطني، وفى الوقت ذاته التصدي لتخزين السجائر.
أشار الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية 'إيسترن كومباني' الى أنه من الضروري العمل مع كافة الأطراف والجهات المعنية، لرصد حركة انتاج وتوزيع وبيع السجائر بكافة المنافذ ونقاط البيع على مستوى الجمهورية للتأكد من وصول السلعة لمستهلكيها مشيراً إلي ضرورة تعاون المستهلكين في عدم طلب كميات تفوق استهلاكهم اليومي وكذلك إبلاغ الجهات المختصة فور امتناع التاجر عن البيع وحجب المنتج أو البيع باعلي من السعر الرسمي المعلن.
اقرأ أيضاً«الشرقية للدخان» بطلاً لدورى النخبة في الشطرنج نسخة 2022/2023
5 شركات تتنافس على حصة أقلية في «الشرقية للدخان»
رئيس شعبة الدخان والسجائر يطالب الحكومة بالشفافية في بيع حصة «الشرقية للدخان»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إيسترن كومباني الشرقية للدخان أسعار السجائر السجائر السجائر المحلية الشرقیة للدخان
إقرأ أيضاً:
القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي
في زياراتي إلى مصر، وتحديدًا القاهرة، أجد نفسي كل صباح في أحد مقاهي وسط البلد، أجلس هناك، أرتشف كوب الشاي بتمهل، وأراقب الحياة وهي تستيقظ على مهل. مع إشراق الشمس، يبدأ الشارع المصري في رسم ملامحه اليومية، حيث تمتزج نداءات الباعة بخطوات العابرين، وتتعالى ضحكات الصباح بين روّاد المقهى، الذين يجلسون وكأنهم جزء من هذا المكان منذ الأزل. هنا، في هذه الزاوية الصغيرة من مصر، أشعر بأنني داخل مشهد حيّ يعكس روح هذا البلد بكل تفاصيله، من دفء العلاقات إلى بساطة الحياة التي لا تخلو من عمق.
في مصر، ليست المقاهي مجرد أماكن لشرب القهوة أو الشاي، بل هي منصات للحوار ومرافئ للراحة وملتقيات يتداخل فيها العام بالخاص. على الطاولات الخشبية العتيقة، تجد النقاشات تمتد من السياسة إلى كرة القدم، ومن هموم المعيشة إلى حكايات الطفولة. في هذه المساحات المفتوحة، تُعاد صياغة العلاقات، حيث يجلس رجل الأعمال إلى جوار البائع المتجول، ويتبادل المثقف حديثًا عفويًا مع العامل، في لقاءات تعكس طبيعة المجتمع المصري، الذي لا يعرف حواجز حقيقية بين أبنائه، بل يجمعهم الودّ والسجال اللطيف.
حين تضيق الحياة بأحدهم في مصر، لا يبحث عن العزلة، بل يجد في المقهى متنفّسًا يخفف عنه ثقل الأيام، وتقلبات الزمن. هناك، في زوايا هذه الأماكن العامرة بالحياة، تُروى الحكايات، تُطرح التساؤلات، ويجد كل شخص أذُنًا صاغية أو حتى نظرة تفهّم تُعيد إليه شيئًا من الطمأنينة. ليست المقاهي في مصر مجرد نقاط تجمع، بل هي نوافذ تطل منها الروح المصرية على ذاتها، حيث يتنفس الناس براح الحديث، ويتجدّد الأمل مع كل فنجان يُرفع، ومع كل ضحكة تخترق روتين اليوم.
لطالما كانت المقاهي في مصر ملتقى للمثقفين والمفكرين، حيث جلس العقاد، وتأمل طه حسين، وساجل المازني، وحاور نجيب محفوظ أصدقاءه، في جلسات أفرزت رؤى أثرت الأدب والفكر العربي. على هذه المقاعد، تشكّلت ملامح الحركات الثقافية، وتلاقحت الأفكار، وخرجت من بين الدخان المتصاعد روايات ومقالات حملت نبض الشارع المصري. هنا، لا تقتصر الأحاديث على الحياة اليومية، بل تمتد إلى أفق أوسع، حيث تناقش القضايا الكبرى كما لو أن هذه الطاولات الصغيرة تحولت إلى منابر للحوار الوطني والتأمّل العميق في واقع مصر ومستقبلها.
لكن المقاهي في مصر ليست فقط موطنًا للثقافة والفكر، بل هي أوطان صغيرة للتكاتف الاجتماعي. حين يمر أحد روّاد المقهى بلحظة فرح، يشاركه الجميع بهجته، وحين يواجه أزمة، يجد من يواسيه ولو بكلمة طيبة. هذا التلاحم البسيط، الذي قد لا يُلتفت إليه في زحام الحياة، هو ما يجعل المجتمع المصري متماسكًا رغم كل التحديات التي لا يبدو لها نهاية. هنا، بين طاولات المقاهي، تُبنى الصداقات، وتتشكل دوائر الدعم غير الرسمية، التي تحوّل اللقاءات اليومية إلى روابط أعمق من مجرد تقاطع طرق.
ورغم تطور مصر ودخول الحداثة إلى كل زاوية فيها، فإن المقاهي لا تزال تحافظ على روحها الأولى. صحيح أن البعض يجلس اليوم منشغلًا بهاتفه، لكن في المقابل، لا تزال هناك طاولات لا تعرف الصمت، ولا تزال الضحكات تمتزج بصوت ارتطام الملاعق بالأكواب، ولا تزال الأرواح تبحث عن لحظات الصفاء وسط ضجيج المدينة. في كل صباح، حين أجلس هناك، في قلب القاهرة، أشعر بأنني داخل لوحة حية، حيث تتشابك الأصوات، وتتداخل الحكايات، وتستمر مصر في البوح بأسرارها لمن يعرف كيف يصغي إليها.