تنتهي فبراير وتهدد ملايين البشر| مجلس الوزراء وصندوق النقد يحذران من ظاهرة مميتة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريراً جديداً تحت عنوان "عودة النينبو"، وسلط من خلاله الضوء على تعريف ظاهرة النينو، ومدى تأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وأيضاً تأثيرها على الزراعة، والتوقعات المُحتملة الخاصة بها، ويشار إلى أنه من المرجح بنسبة تزيد على 90% أن تستمر الظاهرة حتى فبراير 2024.
النينيو و النينياأعلى مستويات منذ الثورة الصناعية
أشار التقرير إلى تسبب "النينيو" في تسجيل العالم لأعلى درجة حرارة في تاريخه، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة في العالم ارتفاعًا جديدًا في الثالث من يوليو 2023؛ حيث تجاوز 17 درجة مئوية لأول مرة، ليحطم الرقم القياسي السابق البالغ 16.92 درجة مئوية منذ أغسطس 2016، ويصبح الأعلى ارتفاعًا والأكثر دفئًا منذ بدء مراقبة تسجيلات درجات الحرارة عبر الأقمار الصناعية في عام 1979.
كما أشار التقرير إلى أنه وفقًا للتقديرات تحدث ظاهرة النينيو في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادةً من تسعة إلى 12 شهرًا، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن عام 2016، الذي قدر أنه العام الأكثر احترارًا، بين أحداث ظاهرة "النينيو" ، قد شهد ارتفاعًا بلغ 0.99 درجة مئوية فوق متوسط درجات الحرارة للقرن العشرين البالغة 13.9 درجة مئوية.
كما أضاف التقرير أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت أن هناك احتمالًا بنسبة 90% أن تستمر ظاهرة "النينيو" التي بدأت في النصف الأخير من عام 2023، حتى نهاية العام، وذلك مقابل توقعات بنسبة 10% فقط لاحتمالية العودة إلى نمط مناخ "إنزو" المحايد بين ظاهرتي "النينيو" عالية الاحترار، وظاهرة "النينيا" عالية البرودة، وتأتي تلك التقديرات نتيجة لما يشهده المحيط الهادئ في الوقت الحالي، من أحداث مصاحبة لظاهرة "النينيو"، نتيجة للتغيرات السريعة والجوهرية في ظروف المحيطات التي لوحظت خلال الأشهر الأخيرة، كما أن فرصة العودة لظاهرة "النينيا" التي انتهت في مارس 2023، تقترب من الصفر.
فقد أفاد تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بوجود احتمال بنسبة 66% أن يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح، في وقت ما بين عامي 2023 و2027، إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام على الأقل.
كما ألقى التقرير الضوء على تعرض كوكب الأرض لضربة مزدوجة من الاحتباس الحراري في عام 2023، فبالإضافة إلى الارتفاع الحتمي في درجة الحرارة العالمية الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بدأت ظاهرة "النينيو"، وهذه الظاهرة المتقطعة هي أكبر تأثير طبيعي على الطقس من سنة إلى أخرى، وتضيف دفعة أخرى من الدفء إلى عالم محموم بالفعل، والنتيجة هي طقس شديد القسوة، يؤثر على الأرواح وسبل العيش.
صورة أرشيفيةخسارة 84 تريليون دولارتهدد ظاهرة النينيو المناخية القوية بإثارة سلسلة من الأحداث الجوية المتطرفة، كما تترك آثرها على معدلات وكميات الغذاء، وعلى انقطاع التيار الكهربائي الذي يمكن أن يعطل سلاسل التوريد ويؤجج التضخم. فمع تصارع العالم ومع ارتفاع معدلات التضخم ومخاطر الركود، تأتي ظاهرة "النينيو"، التي أدت في 2015/ 2016 إلى تأثير ملحوظ على التضخم العالمي؛ حيث أضافت 3.9 نقاط مئوية إلى أسعار السلع غير المتعلقة بالطاقة و3.5 نقاط إلى النفط، كما أثرت على نمو الناتج المحلي الإجمالي، لا سيما في البرازيل وأستراليا والهند وغيرهم من البلدان.
ووجد علماء المناخ أيضًا آثارًا اقتصادية مركبة للظاهرة، وحذَّر الاقتصاديون في الاحتياطي الفيدرالي في عام 2019 من أن الأضرار الناجمة عن دورات "النينيو" من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي مستمر على نمو الإنتاج، ويمكنها تغيير مسارات الدخل بشكل دائم.
كما أن ظاهرة "النينيو" أدت إلى انخفاض النمو الاقتصادي العالمي عام 1982- 1983 بمقدار 4.1 تريليونات دولار، كما أدت إلى خسارة 5.7 تريليونات دولار من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الخمس التالية لعام 1997/ 1998، وأنه بحلول نهاية القرن الجاري ستؤدي إلى خسارة نحو 84 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تبذل شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم جهدًا لمواكبة ذلك، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود؛ بما في ذلك الفحم والغاز.
صورة أرشيفيةأما عن تأثيرات ظاهرة النينيو: دفع درجة الحرارة العالمية مؤقتًا إلى ما بعد عتبة 1.5 درجة مئوية بين عامي 2023 و2024، ومن المرجح أن تؤدي درجات الحرارة الأعلى من المتوسط إلى موجات حر أكثر تواترًا وشدة في الأشهر المقبلة، وتشير الملاحظات التاريخية والنماذج المناخية عادةً إلى درجات حرارة أعلى من المتوسط خلال سنوات النينيو في المناطق المدارية وشبه الاستوائية. من المتوقع أن تتسبب درجات الحرارة فوق المتوسطة والظروف الأكثر جفافًا الناتجة عن ظاهرة النينيو في حدوث حالات جفاف شديدة. نشاط الأعاصير في أحواض المحيط الهادئ الوسطى والشرقية، مما يعرض عدد من الدول لمزيد من الأعاصير المتكررة والشديدة. مخاطر الفيضانات في بعض أجزاء العالم، وبحلول نهاية عام 2023، من المتوقع حدوث مخاطر فيضانات في المناطق الساحلية لشرق إفريقيا. زيادة درجات الحرارة وتغيير أنماط هطول الأمطار، مما يخلق بيئات مواتية لبقاء مسببات الأمراض المنقولة بالمياه وناقلات الأمراض المعدية مثل البعوض. يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم تفشي الأمراض ويغير من انتشار العدوى حتى تصل إلى المناطق التي لم تتأثر من قبل.زيادة انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض التي تنقلها الأغذية، والآفات النباتية، والأمراض الفطرية والبكتيرية.تصبح حرائق الغابات أكثر تواترًا في بعض أجزاء العالم.صورة أرشيفيةالزراعة في العالم مهددةتناول التقرير تأثير الظاهرة على عدد من المحاصيل وهي كالآتي: محاصيل الأرز، والذرة، وفول الصويا، كما تؤثر أيضاً على أسعار السكر العالمية، كما أشار التقرير إلى أن الصدمات والظواهر المناخية الشديدة ومن بينها ظاهرة "النينيو" يمكن أن تؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل، مع احتمال حدوث تأثيرات متتالية على سلسلة الإمداد الغذائي العالمية، تؤدوي إلى الحد من توافر الغذاء والتأثيرات السلبية على إنتاج الغذاء والطلب عليه وتكاليف التصدير بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط بين هذه الظواهر المناخية والثروة الحيوانية، حيث أدى الجفاف الإقليمي وندرة المياه إلى انخفاض عدد قطعان البقر، ما سيؤثر على أسعار اللحوم على المدى الطويل. كذلك تشير التقديرات إلى أن ظاهرة "النينيو"، قد تؤثر على الغلة في أكثر من ربع أراضي المحاصيل العالمية، مع اختلاف التأثيرات بناءً على الموقع وأنواع المحاصيل ومراحل الظاهرة.
وأشار التقرير إلى ما توقعته "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" في تقرير نُشر في مايو 2023، بوجود احتمالًا بنسبة 98% أن تحطم إحدى السنوات الخمس المقبلة -وفترة السنوات الخمس هذه ككل- الأرقام القياسية من حيث درجة الحرارة العالمية، مما يزيح عامي 2016 و2020 من المركز الأول باعتبارهما أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق.
علاوة على ذلك، أوضحت "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" مؤخرًا في "تحديث المناخ العالمي الموسمي المنتظم" لشهور أغسطس وسبتمبر أن التنبؤ بدرجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئًا من المتوسط بشكل عام في مناطق المحيطات، أسهم في التنبؤ على نطاق واسع بدرجات حرارة أعلى من المعتاد فوق مناطق اليابسة، ونوهت "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" على ضرورة استعداد الحكومات لمزيد من الظواهر الجوية المتطرفة ودرجات الحرارة المرتفعة خلال الفترة المقبلة تزامنًا مع ظاهرة "النينيو".
صورة أرشيفيةوفيات تصل لــ14% بسبب الحرارةمن جانبه قال صندوق النقد الدولي في تقرير نُشر له أمس الأربعاء إن تغير المناخ يهدد بتفاقم النزاعات في الدول الهشة في جميع أنحاء العالم وبزيادة الوفيات، وإنه في حين أن الصدمات المناخية وحدها قد لا تؤدي إلى اضطرابات جديدة، إلا أنها "تؤدي إلى تفاقم النزاعات بشكل كبير، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم عوامل الهشاشة" مثل الجوع والفقر والنزوح.
وتوقع التقرير أن بحلول عام 2060، قد تزيد الوفيات الناجمة عن النزاعات بنسبة 8.5% من السكان في ما يسمى بالدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات، وبنسبة تصل إلى 14% في تلك الدول التي تواجه ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة.
وحذر صندوق النقد الدولي من أن أكثر من 50 مليون شخص في هذه البلدان قد يقعون فريسة الجوع بحلول عام 2060 بسبب انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع الأسعار.
و يصنف البنك الدولي 39 دولة تضم ما يقرب من مليار شخص و43 % من فقراء العالم على أنها بلدان هشة ومتأثرة بالنزاعات، وأكثر من نصف هذه الدول التي تتحمل أعباء تغير المناخ بشكل غير متناسب، تقع في إفريقيا.
وقال صندوق النقد الدولي إنه بحلول عام 2040، قد تواجه هذه الدول 61 يومًا في السنة تبلغ فيها درجات الحرارة أعلى من 35 درجة مئوية في المتوسط، أي أربع مرات أكثر من الدول الأخرى.
وأضاف "إن الحرارة الشديدة، إلى جانب الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر تواتراً التي تصاحبها، ستعرض صحة الإنسان للخطر وتضر بالإنتاجية والوظائف في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والبناء".
خسائر طبيعية واقتصادية كبيرة؛ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان فقد قالت وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية إن اثنين من الأنهار الجليدية الاستوائية القليلة في العالم في إندونيسيا يذوبان، وقد يختفي الجليد فيهما بحلول عام 2026 أو قبل ذلك، حيث يؤدي نمط الطقس النينيو إلى إطالة موسم الجفاف، وتتوقع إندونيسيا، التي تضم ثلث الغابات المطيرة في العالم بعد البرازيل والكونغو، أن يستمر موسم الجفاف حتى أكتوبر، حيث تزيد ظاهرة النينيو من خطر حرائق الغابات وتهدد إمدادات المياه النظيفة، كما أشار أحد باحثي المناخ التابعين لها إنها قد تعرض أيضًا الأنهار الجليدية الاستوائية التي يبلغ عمرها 12 ألف عام في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا للخطر.
وقال دونالدي بيرمانا في تصريحات لصحيفة الجارديان: "قد تختفي الأنهار الجليدية قبل عام 2026، أو حتى بشكل أسرع، وقد تؤدي ظاهرة النينيو إلى تسريع عملية الذوبان".
وقال كريستوفر كالاهان، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة دارتموث والمؤلف الرئيسي في دراسة في مجلة (Science): "هناك عواقب سلبية كبيرة على النمو الاقتصادي في حالة وجود طقس قاسٍ"، وعزت الدراسة خسائر بنحو 5.7 تريليون دولار من الدخل العالمي إلى ظاهرة النينو بين عامي 1997 و1999، وخسائر بنحو 4.1 تريليون دولار إلى الظاهرة نفسها بين عامي 1982 و1983.
وأضاف كالاهان: "يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار الأطعمة، إذ تُتداول العقود الآجلة للسكر والكاكاو بأعلى مستوياتها منذ عدة سنوات بناء على تنبؤات لنقص المعروض، في حين يجري تداول عقود قهوة روبوستا الآجلة عند أعلى مستوياتها على الإطلاق".
وقال سيميون سيغل المحلل في "بي ام أو كابيتال ماركتس": "الآثار تتجاوز المزارع، فالتقلبات غير المتوقعة في الطقس يمكن أن تؤثر سلباً على قطاع التجزئة.. يتعين على تجار التجزئة أو العلامات التجارية ألّا يتوقعوا ما يريده المستهلكون فحسب، بل يتعين عليهم كذلك التنبؤ بما ستلقي به الطبيعة عليهم".
كما أن هناك دراسة قد أجريت عام 2021 في مجلة أتموسفير، خلص البحث إلى أن هذه الظاهرة أدت إلى انخفاض كبير في عدد الزيارات السياحية، لذا قد يكون تكرر الظاهرة مبعث قلق لشركات الطيران، التي تجد صعوبة بالفعل في التعامل مع الإلغاءات والاضطرابات المرتبطة بالطقس هذا الصيف، ووفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، فإن الطقس العاصف هو أكبر سبب لتأخير الرحلات الجوية إلى حد بعيد.
سيول وأمطار غزيرة| الشتاء القادم مختلف بسبب ظاهرة النينو ظاهرة النينو تضرب شتاء 2024.. العالم يتأثر ومصر تنتظر مزيدا من السيولالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النينو درجة الحرارة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المنظمة العالمیة للأرصاد الجویة درجة الحرارة العالمیة ظاهرة النینیو تریلیون دولار درجات الحرارة ظاهرة النینو التقریر إلى درجة مئویة بحلول عام فی العالم ارتفاع ا یمکن أن أعلى من أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: نسعي لعودة الاقتصاد المصري إلى معدل النمو المتسارع
أكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تسعي لعودة الاقتصاد إلى معدل النمو المتسارع، لافتا إلى أن مصر نجحت بشهادة دولية في تحقيق مرونة كبيرة في سعر الصرف.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم: “توقعات صندوق النقد الدولي حول التضخم تتماشي مع أرقام الحكومة، كما أن مديرة صندوق النقد الدولي أكدت تفهمها الكامل لجحم التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية”.
وتابع رئيس مجلس الوزراء: “هناك توجهات رئاسية بعدم إتخاذ أي إجراءات تزيد من أعباء المواطنين”.