مساعد مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام: من مهامنا الاستراتيجية نزع الألغام من المناطق المحررة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
مأرب(عدن الغد)خاص:
التقت صحيفة "عدن الغد" في محافظة مأرب مساعد مدير عام مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأستاذ خالد العتيبي، أثناء زيارة مندوبيها لمحافظة مأرب وقدمت لسيادته عدداً من الاستفسارات عن مشروع مسام وعن سبب وجوده في اليمن والمهام التي يقوم بها والآثار التي تخلفها مهامه ومدى الاستفادة منها وأثر ذلك على الناس والحياة في تلك المحافظات والمديريات والمناطق والقرى والعزل التي وضع بصماته عليها وخرجت بالحصيلة التالية:
التقاه/ عارف الضرغام وقيصر ياسين
س/ يسعدنا اليوم أن نلتقي بكم سيادة مساعد مدير عام مشروع مسام خالد العتيبي .
ج/ يقع المقر الرئيس لمشروع «مسام» في مأرب، كما يوجد مقر آخر في عدن، والمشروع إنساني بحت، ويهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المنفجرة التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.
بدأ العمل فيه منذ يونيو 2018، ويعمل بالتنسيق والشراكة مع البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام «يمك» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات وكذلك العبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة، وذلك في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الألغام في اليمن.
كما يهدف «مسام» لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية تتمثل في الآتي:
نزع الألغام والذخائر والعبوات غير المنفجرة من كافة الأراضي المحررة.
وضع آلية عملية تساعد الفرق اليمنية على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام والذخائر والعبوات الناسفة غير المنفجرة.
تدريب وتأهيل وتجهيز فرق محلية تتولى المعالجة الفعالة للمأساة الإنسانية التي تسببها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة.
س/ هل بالإمكان أن تقدموا لنا أمثلة ونماذج مهمة عن التدخلات الإنسانية للمشروع؟
ج/ في كل منطقة عمل فيها مشروع «مسام» تجد أثر عمله الإنساني واضحاً للعيان، وقصص النجاح التي سطرتها فرقه الهندسية خلال عملها في اليمن كثيرة ومتنوعة فكانت أملاً لتأمين الطرقات وزراعة الأراضي، وتعمير البيوت والمدارس بعد أن لوثها أعداء الإنسانية بالألغام والعبوات الناسفة.
دبت الحياة من جديد في تلك المناطق التي شهدت عمليات التطهير، حيث تم البدء بتأمين الطرقات وفتحها ثم الانتقال إلى المنازل السكنية ومحيطها، وصولاً إلى تأمين المزارع ليعاود المواطنون ممارسة عملهم فيها بعد حرمان دام سنوات.
وقد أعلن مشروع مسام منذ أيام أن الفريق ال18 التابع للمشروع، تمكن من تأمين 35 حقلاً ملغوماً -عالي التأثير- في عدة مناطق ريفية في مديرية قعطبة شمال محافظة الضالع: (الريبي، وشخب، والباطن، والقفلة، ووادي الحضرمي، ودبيان، وباب غلق)، وكانت تلك الحقول مليئة بالألغام والعبوات الناسفة، حيث قام الفريق بنزع أكثر من 1500 لغم مضاد للأفراد، بالإضافة إلى 400 عبوة ناسفة، كما قام بتأمين 210000 متر مربع، وهي عبارة عن منازل سكنية ومزارع ومراعي أغنام وطرق فرعية ورئيسية.
وفي منطقة جعبور آل سليم بمديرية عسيلان شبوة، رسمت فرق «مسام» قصة نجاح أخرى تمثلت في عودة الأراضي الزراعية للحياة وتمكين المزارعين من استصلاح أراضيهم، والاستفادة من خيراتها بشكل آمن بعد أن ظلت لسنوات عرضة للتصحر وخوف المزارعين من الدخول إليها بسبب الألغام، وبسبب الألغام عانت عدة مدارس يمنية من شلل تام، حيث هجرها طلابها وكوادرها التعليمية، وبات يرى فيها أولياء الأمور مقابر لأجساد أطفالهم وأحلامهم، حتى جاء «مسام» فضخت فيها دماء الحياة مجدداً وعادت لسائر عهدها.
وكان للمشروع دور كبير وفاعل في تطهير المدارس من الألغام والعبوات الناسفة، حيث أثرت كثرة زراعتها بعشوائية فجة، على المدارس بمحافظة تعز، ما انعكس بدوره على الطلاب والعملية التعليمية بأكملها، كما تسببت في نزوح الكادر التعليمي إلى محافظات أخرى.
وعانى ما يزيد عن 107 طالب وطالبة من إصابات متفرقة بسبب حوادث ملغومة مأساوية، حيث تعمدت الميليشيات الحوثية زراعة ألغام مموهة في المدارس محاكية لأقلام وألعاب أطفال مما تسبب في إصابات العديد من الطلاب وحتى وفاتهم في أحيان كثيرة بسبب هذه الفخاخ الملغومة.
وتعاني الكثير من المدارس في محافظة تعز من انتشار الألغام فيها مثل مدرسة الشعب عكاد في جبل حبشي، وقد أنجز الفريق 22 مسام العديد من الأعمال في هذه المدرسة، حيث اكتشف العديد من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف التي لم تنفجر بعد، وكذلك مدرسة قتيبة بن مسلم كانت ملوثة أيضاً بالألغام ومدرسة الشهيد الزبيري في جبل حبشي ومدرسة الثورة في الميعارف ومدرسة عقبة بن نافع في صالة والتي كضت بالألغام الفردية، وكذلك مدرسة إبراهيم بن عقيل في مديرية صبر الموادم، حيث زرعت في كل هذه الفضاءات التربوية الألغام في المدارس نفسها ومحيطها والطريق المؤدية لها.
وفي مارس الماضي افتتح مشروع «مسام» مدرسة الشعب عكاد الواقعة بمديرية جبل حبشي بعد تطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة وتأمينها بشكل كامل واستخراج 63 قطعة من الألغام والذخائر والقذائف المتفجرة التي زُرعت في المدرسة، وكان المشروع قد باشر أعمال التطهير بعد بلاغ في أكتوبر الماضي تلقّتهُ فرقة عمليات المشروع يفيد بخطورة الوضع هناك خصوصًا بعد حدوث انفجار أدى إلى تدمير ستة فصول دراسية من إجمال 12 فصلاً فيها.
وقام المشروع بتوزيع القرطاسية والحقائب المدرسية لطلبة المدرسة البالغ عددهم 300 طالب وطالبة أثناء حفل الافتتاح الذي غطته عدد من وسائل الإعلام المحلية والخارجية.
مدرسة الشعب عكاد كانت تضم 700 طالب وطالبة من مديريتي جبل حبشي والمعافر ، وبعد تفخيخها بالألغام والعبوات الناسفة اضطر الأهالي إلى نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى بعيدة بسبب خطورة الوضع فيها.
س/ يا ترى من هم المستفيدون من نجاحات المشروع في تأمين مناطقهم وأراضيهم والطرقات والخ…؟
ج/ تعرض اليمن لزرع الألغام بطريقة عشوائية في مواقع مدنية مثل البيوت والمدارس والمناطق الزراعية وحتى مصادر المياه، بهدف إلحاق الضرر بأكبر عدد من الأبرياء واليمنيين العزل، وعلى مدار سنوات من المثابرة الإنسانية المتواصلة في سبيل مكافحة الألغام، جاء تدخل مشروع «مسام» وفرقه بهدف إنساني ليحقق نتائج غير مسبوقة نفخر بها كمشروع إنساني ليس على الصعيد اليمني فقط بل على الصعيد العالمي، في ظروف نزع وطبيعة ألغام غير مألوفة يمر بها اليمن، ليساهم بشكل كبير في عودة المزارعين إلى حقولهم والنازحين إلى منازلهم وتأمين الطرقات، والأطفال في المدارس، وآبار المياه، ودور العبادة.
س/ كم عدد ضحايا الألغام حتى الآن.
ج/ مشروع «مسام» واحد من جملة مشروعات تعمل في ذات المجال في اليمن، ومسألة رصد عدد الضحايا ليست من اختصاصه، فهو يعمل على تطهير الأراضي اليمنية مستهدفاً خفض أعداد ضحايا الألغام.
وقد ساهمت الفرق الهندسية للمشروع في ذلك على مدار السنوات الخمس الماضية، ولكن بحسب تقرير أطلقه المركز الأميركي للعدالة (مركز حقوقي مستقل)، بعنوان «الألغام: القاتل الأعمى»، الذي يرصد ويوثق حالات القتل والإصابة وتدمير الممتلكات في اليمن، بفعل الألغام، أشار التقرير إلى أنه منذ يونيو 2014 إلى فبراير 2022، قتل نحو 2526 من المدنيين منهم 429 طفلا و 217 امرأة، كما أصيب ثلاثة آلاف و 286 آخرين منهم 723 طفلا و 220 امرأة في عدد 17 محافظة يمنية، وقد تعرض 75% للإعاقة الدائمة أو التشويه الملازم لهم طيلة حياتهم، ووثق التقرير تدمير نحو 425 من وسائل النقل الخاصة المختلفة بشكل كلي و 163 بشكل جزئي بسبب الألغام الأرضية.
س/ وكم عدد الألغام التي نزعها «مسام»؟
تمكنت الفرق الميدانية للمشروع منذ انطلاقته وحتى يوم 18 أغسطس الجاري من نزع 411.568 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة؛ عبارة عن: 256.781 ذخيرة غير منفجرة و7877 عبوة ناسفة، و 140.623 لغماً مضاداً للدبابات و6287 لغماً مضاداً للأفراد، كما تمكنت الفرق حتى الآن من تطهير 48.887.206 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة.
شكراً لكم سيادة مساعد مدير عام مشروع مسام استاذ خالد العتيبي على هذه الإيضاحات الضافية التي طالما كنا نسعى إلى معرفتها منكم وحتى يطلع جمهور القراء والباحثين عن الحقيقة التي ربما كانت غائبة عن أذهانهم.
وتقبلوا فائق تحياتنا.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: غیر المنفجرة نزع الألغام من الألغام فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تدشن أعمال المسح التربوي الشامل (2024-2025) والورشة المركزية
شمسان بوست / عدن
دشنت وزارة التربية والتعليم، اليوم الاحد، بالعاصمة عدن، أعمال المسح التربوي الشامل (2024- 2025) .
وأكد رئيس المكتب الفني بوزارة التربية والتعليم الدكتور محمد باسليم، حرص قيادة الوزارة على تنفيذ وتفعيل اعمال المسح التربوي الشامل في المحافظات المحررة لما له من أهمية بالغة وكبيرة في التغذية بكافة المعلومات من واقع الميدان والتي ستحتاج إليها الوزارة ومتخصصوها ضمن الخطة القطاعية (2025-2030).. موضحاً أن المسح التربوي الشامل سيقدم رؤية واضحة ودقيقة في حصر احتياجات القطاع التعليمي في بلادنا كما ستبنى عليه جميع الحيثيات والمكونات في الخطة القطاعية المزمع تجهيزها قريبا بإذن الله تعالى .
واشار باسليم، الى أن بيانات المسح وبعد تدقيقها ستمكن وزارة التربية والتعليم اصدار الكتاب الاحصائي التربوي والذي يعد بمثابة احصائيات سنة أساس تبنى عليها الاحصائيات السنوية القادمة.
في نفس السياق، دشنت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الفنية لإدارة المعلومات التربوية “ايميس” أعمال الورشة المركزية لتدشين المسح التربوي الشامل وتدريب المدربين (TOT) والتي ستستمر يومين.
ويشارك في الورشة التي تنظمها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو )، بتمويل من البنك الدولي والشراكة العالمية للتعليم عبر منظمة اليونيسيف، وكلاء القطاعات، ومدراء العموم في وزارة التربية، ومدراء مكاتب التربية والتعليم ومدراء إدارات الاحصاء والتخطيط في المحافظات المحررة.
وأوضح مدير عام الاحصاء والتخطيط رئيس اللجنة الفنية لـ (ايميس)، بوزارة التربية ياسر علي، أهمية المسح في وضع خارطة طريق جديدة وواضحة في مجال التربية.. مشيرا أن هذه الورشة سيعقبها ورشة مركزية في المسح التربوي الشامل تستهدف تدريب المدربين المركزيين TOT .
وأضاف “أن المشاركين سيتلقون جميع الحيثيات والأساليب في عملية المسح التربوي الشامل لنقلها الى المحافظات وتدريب الكوادر المتخصصة في مكاتب التربية في المحافظات المحررة”.