لحج(عدن الغد)خاص:

برعاية القيادة المحلية المجلس الانتقالي الجنوبي لحج ، نفذت دائرة الفكر والإرشاد بالمجلس الانتقالي لمديرية تبن محافظة لحج ، اليوم الخميس  بإدارة التربية والتعليم بمديرية تبن ، محاضرة توعوية بعنوان "المخدرات وخطرها على الفرد والمجتمع وخطرها على الفرد والمجتمع"  بمشاركة عدد من الاخصائيين الاجتماعيين في مدارس المديرية لتفعيل درهم في نشر التوعوية المدرسية والمجتمعية معا.

وفي مستهل المحاضرة أوضح مدير إدارة التربية والتعليم بمديريةتبن الأستاذمقبل محمد احمد الداعرة دور الأخصائي الاجتماعي  غير المنتهي في متابعة الطلاب طوال مدة الدراسة.  عبر التعرف عن ميولهم ومواهبهم ومد يد العون لهم لتحقيقها ،مضيفا ، أن هناك من يتربص بابنائنا الطلاب والطالبات ويجرهم إلى سلوكيات خاطئة  منحرفة بعيدة عن العادات والتقاليد المجتمعية المألوفة، لافتا استراتيجية الدور التربوي والتعليمي ليقف امام تلك الظواهر السئية والدخيلة في أوساط المجتمع ،متمنيا المشاركات المجتمعية في محاربتها والحد منها .

كلمة مدير انتقالي مديرية تبن الأستاذ محمد سالم الوعل تضمنت العواقب الوخيمة والكارثية على المجتمع في حالة السكوت والتخلي من محاربتها كلا من ناحيته واصفا ذلك التخطى بالتاريخ الاسود على جبيننا أن تمكنت هذه الظاهرة من الانتشار و النيل من أبناءنا وبناتنا مما تزايد انتشارها في الآونة الأخيرة مسببة التنوع في الجرائم المرتكبة التي نسمعها كل لحظة في وطننا الحبيب الجنوب .

مؤكدا وقوف المجلس الانتقالي للتصدي لها مهما كانت حجم تلك خسائر كونها إحدى الحروب  التي يشنها الأعداء على الجنوب، معولا الدور التربوي والتعليمي والاجتماعي للقضاء عليها. شاكرا في ختام كلمته النضالية كل المساعي التي ساهمت ساعدت وشاركت للمحاضرة التوعوية ضد المخدرات .

من جهته قام مدير دائرة الفكر والإرشاد بانتقالي تبن الأستاذ فضل الجابري بتقديم المادة التوعوية ، واستعرض تعريفها وأسبابها  وأضرارها والموقف الشرعي لحرمتها وطرق الوقاية منها ،

وأوضحت المحاضرة التوعوية ما تُشكّله ظاهرة المخدرات وتعاطيها كآفة حقيقية تُهدِّد الأمن الاجتماعي والاسلام الأسري في المجتمع، خصوصاً أن هذه الظاهرة تفتك بفئة الشباب، فتشل قدراتهم ،وتحد من مساهمة الإبداع في خدمة المجتمع وبناء الوطن وتعيق التنمية التعليمية والبشرية والاقتصادي ، وما تنتجه من فساد أخلاقي وإنساني على مستوى عام،

واختتمت جلسة المحاضرة التوعوية برسائل إرشادية ونصائح مهمة للحد من انتشار المخدرات والقضاء عليها بتضافر وتعاون الجميع من باب  المسؤولية التربوية والتعليمية والاجتماعية والدينية للحفاظ على مستقبل  أجيالنا ووطننا الجنوبي .

كما وجه الأستاذ فضل الجابري خالص الشكر والتقدير لمن ساهم وساعد لتسهيل تنفيذ المحاصرة كلا من الاستاذ مدير التربية والتعليم بالمحافظة الأستاذ فهمي بجاش ثابث هواش  الأستاذ مقبل احمد محمد ومدير إدارة تربية تبن والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة لحج وكذلك بمديرية تبن  ممثلا بالاستاذ محمد سالم الوعل مدير انتقالي تبن .

حضر المحاضر الأستاذ فوزي سعيد علي رئيس قسم التدريب والتأهيل بتربية تبن والاستاذ علي زين رئيس قسم التعليم  بتربية تبن والاستاذ حسن عاطف الموجة المركز ي بمكتب التربية والتعليم لحج والاستاذ عبدالحكيم باعوبن اعلام انتقالي تبن.


*من فهد العكمة

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: التربیة والتعلیم

إقرأ أيضاً:

عميد الفكر النزواني

ولد عميد الفكر النزواني أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد الناعبي، في بلدة العارض من كُدَم في بدايات القرن الرابع الهجري في حوالي سنة 305هـ . وحين أصبح في ريعان شبابه قرر السفر إلى نزوى لتقلي العلم من علمائها، حيث اشتهرت نزوى دائما بكثرة العلماء وطلبة العلم فيها وما زال هذا حالها إلى يومنا هذا، فجلس الكدمي في مجلس الشيخ محمد بن روح بن عربي الكندي، والشيخ رِمشقي بن راشد ومحمد بن الحسن، والشيخ عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر الخروصي لينال نصيبا من علمهم ويستمع لهم، ويحفر في ذاكرته حروف كلماتهم.

كان الكُدَمي مجدًا في طلب العلم وحريصا عليه. هذا الحرص جعل منه شخصية علمية غزيرة العلم والمعرفة . عاصر الكدمي ثلاثة من الأئمة: الإمام سعيد بن عبدالله الرُحيلي، والإمام راشد بن الوليد، والإمام حفص بن راشد، وفي فترة إمامة الإمام سعيد بن عبدالله نال محمد بن سعيد الكُدمي حظوة لدى الإمام لأمانته وإخلاصه في عمله، فعينه الإمام أمينًا على المحبوسين، وكتب الكدمي يصف الإمام سعيد على لسان معلمه أبي إبراهيم محمد بن أبي بكر الأزكوي قال: «الإمام سعيد بن عبدالله أفضل من الإمام الجلندى بن مسعود نظرا لكونه إماما عادلا صحيح الإمامة من أهل الاستقامة يفوق أهل زمانه أو كثيرا منهم في العلم ومع ذلك قتل شهيدا».

وكانت له منزلة كبيرة أيضا لدى الإمام راشد بن الوليد وكان مقربا منه، والكدمي يذكر الإمام راشد بقوله: «كان رحمه الله لرعيته هينا رفيقا بآرائهم، شفيقا غضيضا عن عورتاهم، مقيلا لعثراتهم بعيد الغضب عن مسيئهم، قريب الرضا عن محسنهم». وفي عهد الإمام حفص بن راشد كان الشيخ محمد بن سعيد هو المرجع الديني لعمان قاطبة، وتولى الجانب الديني والفقهي في حكومة الإمام.

كتب الشيخ محمد بن سعيد عددًا من المؤلفات التي لا تزال تعد مصدرا مهما في دراسة الفكر الديني في عمان ومن هذه المؤلفات كتاب الاستقامة، ولخص هذا الكتاب علي بن محمد المنذري في كتاب نهج الحقائق، وللكدمي كتاب «المعتبر» والذي يقع في تسعة أجزاء، وهو شرح لجامع ابن جعفر ولم يتبق من هذا الكتاب القيم سوى جزأين، وكتاب «زيادات الأشراف»، وعلق الشيخ الكدمي في هذا الكتاب على كتاب «الإشراف على مذاهب أهل العلم» لمؤلفه محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري. وذكر البرادي أن للكدمي كتابًا بعنوان «المقطعات»، وله عدد من الرسائل والمكاتبات وردت في بيان الشرع، وعدد من القصائد والمنظومات حول قضية عزل الإمام الصلت بن مالك، وله جوابات جمعها سرحان بن سعيد أمبوعلي الأزكوي في كتاب أسماه «الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد».

ويعد كتاب «الاستقامة» من أهم أعمال الشيخ أبي سعيد الكدمي، ويقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، يتناول موضوع الولاية والبراءة كمحور رئيسي له، وتميز في طرحه بأنه تناول الجانب المعتدل والمتسامح وابتعد عن التطرف في إطلاق الأحكام، ومن أبرز الأسباب التي دفعت الكدمي إلى كتابة كتاب «الاستقامة» هو رغبته في شرح وجهة نظره حول موضوع الخلاف الشاغل بين العلماء في تلك الفترة وهي قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي، فحدث خلاف بينه وبين الشيخ ابن بركة، حيث كان ابن بركة وهو من أبرز علماء عصره وعميد للفكر الرستاقي الذي كان يرى ضرورة البراءة من راشد بن النظر وموسى بن موسى، وطلب ابن بركة من جميع طلابه أن ينهجوا نهجه، فضيق على الناس بطلبه هذا. فقرر الكدمي -والذي عرف بتوجهاته التي تميل دائما إلى الوسطية- أن يكتب كتابا يوضح فيه موقفه من قضية راشد بن النظر وموسى بن موسى، فكتب «الاستقامة» ووضح في كتابه هذا أن هذه الحادثة قديمة وأنهم في هذا الجيل لم يشهدوا الأحداث حتى يطلقوا الأحكام، لذا وجب الوقوف في مثل هذه الأمور، وعدم البراءة من أي شخص ممن عاصر قضية عزل الإمام الصلت. لاقى كتاب «الاستقامة» الذي تميز بعمق الطرح وينم عن غزارة العلم، استحسان الكثير من علماء عصره؛ وبذلك تأسس فكر مختلف عن الفكر الرستاقي عرف بالفكر النزواني الذي تولى ريادته الشيخ محمد الكدمي.

جاء الجزء الأول من الكتاب في أسس وقواعد الولاية والبراءة، والجزء الثاني في أحكام الولاية والبراءة، أما الجزء الثالث، فحول تطبيقات الولاية والبراءة.

استفاد من جاء بعده من العلماء من كتاب «الاستقامة»، فصاحب بيان الشرع نقل من الاستقامة كل ما يخص موضوع الولاية والبراءة، وكتب الشيخ ناصر بن خميس الحمراشدي يصف كتاب «الاستقامة»:

كتاب الاستقامة ليس يلقى له في الكتب شبه أو نظير

حوى علم الشريعة فاستقامت على قطب استقامته تدور

عليك به حياتك فاتخذه شعارك فهو برهان ونور

واشتهر عن أبي سعيد عدد من العبارات التي لا تزال تتداول إلى اليوم، ومن أشهر هذه العبارات (من تشجع بعلمه كمن تورع به)، وله أيضا عبارة (الأمر إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق).

قرر الشيخ سعيد في آخر أيامه العودة إلى موطنه العارض، وهناك بنى فيها مسجدا ليعلم طلبة العلم فيه ويكون ذكرى باقيا عنه، وظل في العارض إلى أن انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعلم في طلبه وفي نقله للأجيال اللاحقة. وظل الشيخ الكدمي معلما لمن جاء بعده من خلال مؤلفاته التي كانت تحمل بعدا فكريا عميقا، ويقول عنه الشيخ أبو نبهان الخروصي : «وكفى بأبي سعيد -رحمه الله- حجة ودليلا لمن أراد أن يتخذ الحق لنفسه سبيلا؛ لأنه أعلم من نعلم من الأحبار وآثاره أصح الآثار».

مقالات مشابهة

  • برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تطلق فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع
  • وكيل وزارة الأوقاف بالغربية يلقي محاضرة بكلية الآداب جامعة طنطا بعنوان «الإسلام دين الرحمة والتسامح»
  • "فاهمني".. مشروع تخرج طالبات كلية الإعلام عن مهارات الذكاء العاطفي
  • التنمر السياسي في العراق: السلطة والمجتمع
  • المخدرات بين الحقيقة والوهم .. ندوة توعوية بإعلام عين شمس
  • جامعة قناة السويس تنظم سلسلة ندوات توعوية بديوان عام محافظة الإسماعيلية
  • البيض: الانتقالي لم يقدم نموذجا ملهما في عدن وأضاع طموحات الجنوب
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي ويؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • محمد الشرقي يؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • عميد الفكر النزواني