يجري وفد من حركة التحرير الفلسطينية "فتح"، برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، زيارة إلى السعودية، في محاولة لتطوير آليات مواجهة المستقبل.

كشف ذلك تصريحات لأمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، الذي قال: "نحن مطمئنون وواثقون من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسياسية المملكة كجزء من استراتيجية ثابتة لحماية مشروعنا، وهو مشروع كل العرب والمسلمين، وهو إقامة دولة كشرط لإنهاء الصراع، وتحقيق الاستقرار والسلم".

ورحب الرجوب، بخطوة تعيين سفير سعودي غير مقيم في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أنها "تحمل عدة رسائل لفلسطين وإسرائيل والمجتمع الدولي".

وقال في مقابلة مع "الشرق"، إن تعيين سفير سعودي في فلسطين "له دلالات سياسة عميقة، للفلسطينيين لستم وحدكم، وللإسرائيليين أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى أولوية عربية إسلامية سعودية. ورسالة للمجتمع الدولي لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الذي يسعى إلى حسم الصراع بدفن فكرة الدولة".

وفي منتصف أغسطس/آب الجاري، سلم سفير السعودية لدى الأردن نايف السديري، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً (غير مقيم) لدى فلسطين، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.

وسيتولى السديري كذلك، بموجب أوراق اعتماده، منصب قنصل السعودية العام "غير المقيم" في مدينة القدس.

ويعد السديري أول سفير سعودي لدى فلسطين، منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994.

اقرأ أيضاً

و.س.جورنال: السعودية تعرض استئناف تمويل السلطة الفلسطينية

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقات بين السعودية وفلسطين، أضاف الرجوب: "نثق في القيادة السعودية وفق إرث على مدار 75 عاماً من عمر النكبة الفلسطينية، سياستهم كانت جزءاً من استراتيجية ثابتة تتعلق بحماية الهوية الوطنية الفلسطينية"، معرباً عن اعتقاده بأن السعودية "من بين قلة في الدول العربية التي حافظت على هذه السياسية".

وأردف: "نحن واثقون من موقفهم ونحن واثقون من التزامهم لصالح قضيتنا، والتزامهم بالمبادرة العربية لإنهاء هذا الصراع، ومرجعية قرارات الشرعية الدولية التي توفر لنا الحد الأدنى من حقوقنا".

والأسبوع الماضي، كشفت القناة "13" العبربة، أن وفدا من كبار المسؤولين الفلسطينيين سيزورون السعودية، خلال الأسابيع المقبلة، لمناقشة المطالب التي من المقرر أن تقدمها المملكة لإسرائيل، كجزء من اتفاق تطبيع محتمل.

ولفتت القناة "13" إلى أنّ تقييمًا قدّمه مسؤولون كبار في المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية للمستوى السياسي في تل أبيب مؤخرًا، يفيد بأن السلطة الفلسطينية اتخذت قرارًا بأنها لن تتعاطى مع ملف التطبيع السعودي كما فعلت في اتفاقات السلام السابقة مع مصر والأردن، وليس كما جرى في اتفاقيات التطبيع.

وأضاف التقييم: "هذه المرة لا يريد الفلسطينيون المواجهة، بل يريدون أن يروا كيف سيتمكنون من تحقيق أقصى استفادة منها، وتحقيق الإنجازات"، على حدّ تعبيرها.

وفي مقابلة حديثة مع "بلومبرج"، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنًا، إلى أن السعوديين ليسوا قلقين بشكل خاص، بشأن ما سيحصل عليه الفلسطينيون من صفقة محتملة.

وأشار نتنياهو ووزير خارجيته إيلي كوهين، إلى أن إسرائيل منفتحة على تقديم لفتات للفلسطينيين، إذا كان اتفاق التطبيع يعتمد على ذلك.

ويرى نتنياهو أن التطبيع مع الرياض هو هدف رئيسي للسياسة الخارجية، ويمكن أن يعزز إرثه، لكن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية الحالية على أي تنازلات مادية للفلسطينيين أصبح موضع تساؤل، ومن غير المرجح أن يقبل حلفاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، الذين يعتمد عليهم ائتلافه، مثل هذه التدابير.

اقرأ أيضاً

وفد فلسطيني يزور السعودية لبحث مطالب صفقة التطبيع.. السلطة تغير موقفها

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى "معاهدة إبراهام" المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة، والتي أرست بمقتضاها إسرائيل علاقات رسمية مع الإمارات والبحرين.

وفي مقابل إقامة علاقات مع الدولة اليهودية، يُعتقد أن السعوديين يسعون أيضًا إلى الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الأمريكية المتقدمة والتحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، تتطلع الولايات المتحدة إلى قيام الرياض بتقليص علاقاتها الاقتصادية والعسكرية بشكل كبير مع الصين وروسيا، وتعزيز الهدنة التي أنهت الحرب الأهلية في اليمن.

ومن شأن مثل هذا الاتفاق أن يكون اختراقا تاريخيا في عملية السلام بالشرق الأوسط، وفقا للموقع الأمريكي.

والتزم المسؤولون السعوديون الصمت إلى حد كبير بشأن احتمالية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حتى الآن، وأكدوا علنا أن أي تطبيع للعلاقات "يجب أن يكون بعد السماح بإقامة دولة فلسطينية".

وفي حين أن عملية السلام متوقّفة منذ عام 2014، يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وجعل نتنياهو التطبيع مع السعودية "موضوعًا رئيسيًا" في حملته الانتخابية العام الماضي، ووعد بالبناء على "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة و"توسيع دائرة السلام".

وفي عام 2020، أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب.

ويبقى الأمل الأمريكي، الذي لم يتحقق حتى الآن، هو أن تحذو دول شرق أوسطية أخرى حذوها، حيث أن توقيع السعودية، قد يدفع الآخرين للسير على ذات الخطى.

اقرأ أيضاً

اشتية: تعيين السعودية سفيرا لدى فلسطين له دلالات سياسية مهمة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية الرجوب حسين الشيخ إسرائيل التطبيع الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

خارطة “إسرائيل الكبرى” تُحرج أنظمة التطبيع

محمد الحوثي: كيان العدو يعد خطة لاحتلال دول جديدة بمباركة ترمب أبو الغيط: “الخريطة الإسرائيلية” ترجمة لنوايا متطرفة الأردن يدين الخارطة ويحذر من عواقب وخيمة البيان السعودي يتغافل عن ضم الخارطة لـ 30٪ من مساحة المملكة

الثورة  /

أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن الكيان الإسرائيلي المؤقت أعد خطة لاحتلال دول جديدة مجاورة لفلسطين المحتلة.

وأوضح عضو السياسي الأعلى في تغريدة على منصة “إكس” أن نشر كيان الاحتلال لخرائط مزعومة هو جانب من الخطة الصهيونية التي يسعى من خلالها لاحتلال أجزاء من الدول المجاورة للأراضي المحتلة .

واعتبر محمد علي الحوثي، إدانة خارجية الأردن للنشر، مؤشرا جيدا لتحديد خطر قائم قد ينتظر التنفيذ مباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وتساءل ” هل سيكون هناك تحرك عربي فعلي لمواجهة الخطة التي ينشر خرائط بعضها، وتتخذ مواقف حازمة من قبل الأنظمة العربية؟”.

من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط امس بأشد العبارات قيام حسابات “إسرائيلية” رسمية بنشر خرائط ادعت أنها تاريخية، وتضم أراضي عربية لكل من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا.

وقال الأمين العام: إن نشر الخرائط المزعومة ليس تصرفًا عابرًا، ولا بد من قراءته في سياق حالة التطرف اليميني والهوس الديني التي تغرق فيها حكومة الاحتلال ورموزها، إلى حد استدعاء خرافات تاريخية وترويجها بصفتها حقائق.

مشيرا الى ان هذه الخرائط ليست سوى ترجمة لنوايا شديدة التطرف تضمرها حكومة تُمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار المنطقة، وعلى التعايش السلمي بين شعوبها.

وحذر أبو الغيط من أن تغافل المجتمع الدولي عن مثل هذه المنشورات التحريضية والتفوهات غير المسؤولة يُهدد بتأجيج مشاعر التطرف والتطرف المضاد من كل الأطراف.

من جانبه  قال رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، إنّ الخرائط المزعومة التي نشرتها حسابات صهيونية تعبّر عن “عقلية إجرامية وأطماع خبيثة لا يمكن التغافل والسكوت عنها”.

وأشار الصفدي إلى أنّ مجلس النواب الأردني سيخاطب البرلمانات الدولية، لاتخاذ مواقف مساندة للحقّ الفلسطيني وتعرية الاحتلال، داعياً الحكومة إلى التحرّك لاتخاذ مواقف رادعة للمحتل عبر مختلف القنوات الدبلوماسية والقانونية.

وكانت الخارجيّة الأردنية اعتبرت في وقت سابق أنّ نشر الخرائط المزعومة من قبل حسابات إسرائيلية، “يشجّع على استمرار دوامات العنف والصراع، وشكّل خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ويستوجب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها”.

كما أدانت السعودية ما نشرته حسابات رسمية تابعة للحكومة الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة، تزعم أنها ‘لإسرائيل التاريخية’، تضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة، ومن الأردن ولبنان وسوريا ” ولم يشر البيان السعودي إلى ضم الخارطة الإسرائيلية لحوالي 30 % من الأراضي السعودية ضمن ” إسرائيل الكبرى ”  .

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانة المملكة ورفضها لمزاعم الاحتلال الإسرائيلي وادعاءاته الباطلة حيال الخريطة المنشورة من قبل حسابات رسمية تابعة له، والتي تُظهر أجزاءً من دول عربية (الأردن، ولبنان، وسوريا) ضمن حدودها المزعومة”، على ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأكد بيان الخارجية السعودية ، أن “مثل هذه الادعاءات المتطرفة تدلل على نوايا سلطات الاحتلال في تكريس احتلالها والاستمرار في الاعتداءات السافرة على سيادة الدول، وانتهاك القوانين والأعراف الدولية”.

 

مقالات مشابهة

  • فجر السعيد خلف القضبان..قصة عرّابة التطبيع التي أغضبت أهل الكويت
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري
  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • طوفان الأقصى رفع الغطاء السياسي عن التطبيع
  • مرغم: لن أتنازل عن موقفي الرافض لاستغلال حدث التطبيع لإسقاط الدبيبة لصالح حفتر
  • بتهمة التطبيع.. حبس الإعلامية الكويتية فجر السعيد 21 يوماً إحتياطياً
  • القائم بأعمال الملحقية الثقافية السعودية يزور جامعة عمان الأهلية
  • 20 سنة من حكم محمود عباس.. ما هي الخسارة المزدوجة التي تحققها السلطة الفلسطينية؟
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري الشقيق
  • خارطة “إسرائيل الكبرى” تُحرج أنظمة التطبيع