طولكرم - صفا

بعملية قتل المتظاهر الأعزل عبدالقادر محمد زقدح، بمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة صباح الأربعاء، تطوي أجهزة السلطة صفحة جديدة من قمعها بالرصاص لاحتجاجات شعبية ضد سياساتها الأمنية في الضفة، وسط استنكار حقوقي، لا يشكل رادعاً ومحاسبة للجاني.

وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: فقد اندلعت مناوشات بين مواطنين فلسطينيين وعناصر من أجهزة الأمن الفلسطينية في حوالي الساعة 9:00 من صباح يوم الأربعاء الموافق 30 أغسطس 2023، لدى قيام قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية بإزالة حواجز حديدية مثبتة بأسلاك على المدخل الشمالي لمخيم طولكرم.

وأضاف المركز: "أنه وإثر ذلك، اندلعت مواجهات بين مسلحين فلسطينيين وقوات الأمن الفلسطينية على مدخل المخيم، وأطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع ونتيجة لتبادل إطلاق النار، أصيب المواطن عبد القادر محمد زقدح، 21 عاماً، بعيار ناري نقل على إثره لمستشفى ثابت ثابت الحكومي، توفي على إثره، وفي أعقاب الإعلان عن مقتله، قام شبان غاضبون بإشعال الإطارات المطاطية تنديداً بمقتله".

واتهمت عائلة زقدح أجهزة أمن السلطة بقتل ابنها بشكل متعمد، خلال الأحداث التي وقعت في طولكرم، حيث خرج المئات رفضا لإزالة السلطة حواجز وسواتر وضعها رجال المقاومة لإعاقة اقتحام قوات الاحتلال.

وقال عم الشهيد زقدح: إن "الأجهزة الأمنية أطلقت النار مباشر وبتعمد، صوب المواطنين الذين كانوا يتواجدون أثناء الحدث، ما أدى لاستشهاد ابن شقيقه، عبد القادر".

ورغم السخط الشعبي والاستنكار الحقوقي والفصائلي لمقتل زقدح، إلا أن الحدث في طولكرم لم ينته عند هذا الحد، فقد تجددت الاحتجاجات مساء ذات اليوم الذي قتل فيه زقدح، في محيط مخيم طولكرم، فقمعتها أجهزة السلطة وبقوة مماثلة للقوة التي قتل فيها زقدح.

وأطلق أحد عناصر أجهزة السلطة قنبلة صوت نحو المتظاهرين مباشرة، فأصيب الشاب فراس لؤي راسم عباس (22 عاماً) من مدينة طولكرم في الوجه مباشرة، ووصفت حالته بالخطرة وحدوث كسر في جمجمته.

أحداث نابلس

وتعيد أحداث طولكرم إلى ما جرى بتاريخ 22 سبتمبر 2022 عندما قمعت أجهزة السلطة الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في نابلس، عقب اعتقال المطاردين للاحتلال مصعب اشتية وعميد طبيلة، التي قتل فيها المواطن فراس فايز يعيش (53 عاما) إثر إصابته بالرصاص الحي في الرأس الذي أطلقه بغزارة عناصر أجهزة السلطة، بينما كان يقف أمام منزله جنوب غربي منطقة دوار الشهداء وسط المدينة بحسب رواية المراكز الحقوقية في توثيقها للحادث.

وأصيب وقتها 5 أشخاص بجراح متفاوتة، كان أخطر المصابين الطالب بجامعة النجاح أنس أحمد عبدالفتاح، التي أفادت عائلته بإصابته برصاصتين: الأولى أصابت في الخاصرة وأصابت الكلى والكبد ثم الحبل الشوكي واستقرت في العمود الفقري، بينما الثانية أصابت اليد اليمنى وتسببت بقطع في الأوتار وتهتك في العظم، وما زال يعاني من الشلل رغم رحلته علاجه المستمرة حتى كتابة هذه السطور.

وطالبت (مؤسسة الحق لحقوق الإنسان) :" النيابة العامة بفتح تحقيق جزائي بمقتل المواطن فراس يعيش وإصابة خمسة مواطنين آخرين وإعلان النتائج وإحالة كل من يثبت تورطه إلى القضاء المختص لاتخاذ المقتضى القانوني بحقه.

كما طالبت النيابة العسكرية بفتح تحقيق سريع بالأحداث المؤسفة والتحقق من قيام عناصر الأمن بالالتزام بمدونة قواعد استخدام القوة والأسلحة النارية وإحالة المخالفين للقضاء المختص لاتخاذ المقتضى القانوني".

إلا أن السلطة لم تقم بأي شيء بهذا الخصوص، ومازال الجاني بلا عقاب أو رادع.

إعدام بجنين

وما بين هذين الحادثين: فقد كشفت تحقيقات (المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان) عن تورط السلطة في "جريمة اغتيال الشاب بهاء كعكبان وإصابة صديقه رمزي البول عبر توفير الحماية لمطلقي الرصاص على سيارتهم في جنين في 4 أغسطس 2023".

وذكر المركز في بيان صحفي: أنه استناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 10:00 من مساء يوم الجمعة الموافق 4 أغسطس 2023، وصلت مركبة تحمل تسجيل إسرائيلية إلى منطقة حرش السعادة، غرب مدينة جنين، بالقرب من مقر الأمن الوطني".

وقال : "إنه في تلك الأثناء تعرضت المركبة لإطلاق نار كثيف، أدى إلى إصابة شخصين من بين ثلاثة كانوا بداخلها بعيارات نارية في أنحاء أجسادهم، وهما: رمزي زهير مصطفى البول، 22 عاماً، بهاء صلاح إبراهيم كعكبان، 27 عاماً".

وأشار "إلى أن بعض الأهالي خرجوا للشارع فور سماعهم صوت إطلاق النار الكثيف، فشاهدوا ملثمين يحملون بنادق من نوع "كلاشينكوف" يترجلون من سيارتين مدنيتين تحملان لوحتي تسجيل فلسطينيتين، واستمروا في إطلاق النار باتجاه السيارة المستهدفة، التي واصلت السير دون توقف".

ولفت المركز الحقوقي "إلى أنه وخلال دقائق معدودة، وصلت للمكان مصفحتان تابعتان للأمن الوطني الفلسطيني، وتمركزتا بالقرب من السيارتين المدنيتين اللتين أطلق منهما المسلحون النار، وبعد وقت قليل انسحب الملثمون بسيارتيهما، بالتزامن مع انسحاب المصفحتين من المنطقة".

وأكد الناشط الحقوقي المحامي مصطفى شتات ن ما جرى في طولكرم انتهاك خطير جدًا أدى لاستشهاد شاب فلسطيني برصاص السلطة".

وشدد شتات "على أن جريمة القتل اليوم التي أدت لمقتل الشاب عبد القادر زقدح مخالفة لكل القوانين المحلية والدولية".

وقال "إن الأجهزة الأمنية تقوم بملاحقة المقاومين الذين يتصدون لقوات الاحتلال؛ بدلًا من أن تحميهم، ويبدو أن السلطة اتخذت قرارًا بإنهاء كل أشكال المقاومة بالضفة، وتدفع الوضع الفلسطيني للتأزم داخليًا بدلًا من أن تدفعه باتجاه الاحتلال".

ونوه "إلى عدة حوادث مثل قتل مواطن في نابلس إثر احتجاجات على اعتقال المطارد مصعب اشتية، وإصابة مواطن إصابة أقعدته، وإطلاق النار على الدكتور ناصر الدين الشاعر ونقيب المهندسين في نابلس يزن جبر، حصلت دونما معرفة الجاني إلى الآن".

وطالب شتات بتقديم مرتكبي هذه الجرائم الموصوفة في قانون العقوبات إلى المحاكمة.

بدوره، قال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة في تصريح صحفي: "إن نهج السلطة في إطلاق النار بشكل أساسي هو نهج غير قانوني، وتعدٍّ سافر على حقوق الإنسان".

وشدد "على أن أجهزة السلطة تتحمل المسؤولية عن استخدام العنف وإطلاق النار في مواجهة التظاهرات السلمية والشعبية".

والخطير- وفق كراجة- وجود سوابق اقترفت فيها أجهزة السلطة عمليات قتل وإطلاق نار مباشرة تسببت بوقوع ضحايا وإصابات، فالشاب زقدح لم يكن الوحيد في قائمة الشهداء برصاص السلطة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طولكرم المقاومة أمن السلطة التنسيق الأمني الضفة الغربية مخيم طولكرم جنين نابلس أجهزة السلطة أجهزة الأمن إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى وإضراب شامل في طولكرم

أفادت مصادر للجزيرة بأن أكثر من 300 مستوطن إسرائيلي اقتحموا، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى بالقدس المحتلة وأدوا صلوات تلمودية أمام قبة الصخرة، في ظل تواصل الاقتحامات اليومية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وذكرت المصادر أن مجموعة من المستوطنين رفعوا الأعلام الإسرائيلية بشكل مكثف وبطريقة استفزازية فوق جدران الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بحماية من قوات الاحتلال، وذلك بمناسبة ما يسمى "قيام إسرائيل".

في غضون ذلك، شهدت مدينة طولكرم شمالي الضفة إضرابا، احتجاجا على استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في المدينة ومخيميها منذ أكثر من 3 أشهر.

وقالت مصادر للجزيرة إن أصحاب المحال التجارية أغلقوا أبواب محالهم تلبية لدعوى الإضراب الذي أطلقتها غرفة التجارة والصناعة في مدينة طولكرم للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن المدينة، حيث تقوم قوات الاحتلال بشكل شبه يومي بأعمال تجريف في الشوارع وإغلاق مداخل المدينة.

اقتحامات

وقد استمرت اقتحامات جيش الاحتلال لمدن وبلدات الضفة، حيث قالت مصادر إن قوة إسرائيلية راجلة اقتحمت حي سطح مرحبا في مدينة البيرة شمالي الضفة الغربية.

كما أفادت المصادر بأن قوات الاحتلال، مصحوبة بجرافات، اقتحمت بلدة قبيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وهدمت منزلين، كما هدمت 3 منازل، وبئري مياه، وحظائر أغنام، في قرية الزويدين، شمال مسافر يطا جنوب مدينة الخليل جنوبا.

إعلان

وقال مصدر محلي للجزيرة إن قوات الاحتلال أجبرت عائلات على إخلاء منازلها بالقوة.

وجرفت قوات الاحتلال أراضي زراعية في قرية حارس شمالي الضفة.

كما قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي خلال مواجهات مع فلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس، كما اقتحمت بلدتي بيت فوريك وبيت دجن.

وفي غرب جنين، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كفر دان غرب المدينة، كما اقتحمت بلدة عرابة في قضاء جنين.

وأفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين بأن العدوان الإسرائيلي أجبر أكثر من 22 ألف شخص على النزوح، بينما تواصل عائلات المغادرة دون إمكانية للعودة.

وأشارت إلى أن الأضرار شملت كل المنازل والممتلكات في المخيم، فضلا عن تدمير شبه كامل للبنية التحتية، ومنع الدخول إليه أو الخروج منه، وإخلاء نحو 400 مبنى من سكانها.

وأوضحت أن نحو 800 وحدة سكنية في المدينة تعرضت لأضرار جزئية، بينما هُدم 15 مبنى بشكل كامل.

وتقدّر خسائر المدينة نتيجة العدوان بنحو 300 مليون دولار، كما استشهد 40 مواطنا واعتقل 318، وأُجبرت نحو 800 عائلة على النزوح من المدينة.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنون صعدوا، بالتوازي مع العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أدى لاستشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • لليوم الـ94 على التوالي - الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى وإضراب شامل في طولكرم
  • أمن القاهرة يكشف لغز مقـ..تل شخص برصاصة طائشة في حلوان
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • 93 يوماً من العدوان والتدمير وتهجير سكان طولكرم
  • دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
  • لليوم الـ92 على التوالي.. العدو الإسرائيلي يُصعد عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها
  • سلطان الجنيبي بطل كأس الإمارات لقفز الحواجز
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ92 على التوالي
  • اكسر حواجز الواقع و اصفع الفشل بالإصرار