لاحظ خبراء من مجموعة الأزمات الدولية (ICG) أن العقوبات أصبحت أداة بارزة بشكل متزايد في فن الحكم الأمريكي، محذرين من أن اعتماد واشنطن المفرط على هذه الطريقة أثار القلق بشأن آثارها الجانبية، لا سيما فيما يتعلق بالجهود المبذولة في صنع السلام.

وفي مقال نشر على موقع مجموعة الأزمات الدولية، ذكرت المنظمة أنه على الرغم من الجهود الأمريكية للتخفيف من المشاكل الناجمة عن العقوبات من خلال تبني سياسات جديدة، فإن هذه الإصلاحات لم تكن مكتملة.

وأضافت: “بما أن إدارة بايدن لا تظهر أي علامات على التوقف عن العمل عندما يتعلق الأمر بتطبيق العقوبات، فإن سلبياتها أصبحت بعيدة المدى وأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وفقًا للمنظمة غير الربحية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها”.

وقال خبراء مجموعة الأزمات الدولية: “إنها يمكن أن تعيق عمليات السلام والتعافي بعد الصراع، وتقييد منظمات السلام، وتقويض المفاوضات، وترسيخ الانقسامات بين أطراف الصراع”.

وأوضح التقرير ثلاثة أسباب رئيسية تجعل العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة تشكل عقبة أمام السلام.

السبب الأول هو أنه من الصعب تغييرها، أو تخفيفها، أو رفعها، بسبب السياسات الداخلية والجمود البيروقراطي.

والسبب الثاني هو أن واشنطن ليس لديها وسيلة لإجراء تقييم شامل لضرر أو فعالية العقوبات المطبقة، ولا يمكنها قياس ما إذا كانت تحقق التأثير المقصود.

وأخيرا، يشير محللو مجموعة الأزمات الدولية إلى أن العقوبات الأمريكية أصبحت معقدة ومتشابكة بشكل متزايد، مما جعل من الصعب فكها أو إصلاحها.

وأشار التقرير إلى أن استخدام مثل هذه القيود التجارية أصبح أقل احتمالا للتأثير على أطراف النزاع، الذين ليس لديهم إيمان بأنه سيتم رفع العقوبات، أو تخفيف آثارها، إذا قدموا تنازلات.

لا ينصتون.. أمريكا تكشف سبب فشل الهجوم الأوكراني المضاد خطر حقيقي .. مخاوف في أمريكا من اغتيال ترامب

وللتخفيف من حدة هذه المشكلات، يوصي المؤلفون بأن تجعل حكومة الولايات المتحدة من عادتها تحديد الأهداف التي تهدف العقوبات إلى تحقيقها بوضوح، وإنشاء أنظمة لمراجعة أداء العقوبات، وتوسيع الاستثناءات، ومعالجة إحجام القطاع الخاص بشكل أفضل عن التعامل مع العقوبات أو الدول الخاضعة للعقوبات.

وخلص التقرير إلى أنه “في الوضع الراهن، كثيرا ما تعيق العقوبات المحادثات، وتعرقل جهود حل الصراعات والتعافي بعد انتهاء الصراع، وتحد من عمل منظمات السلام، بما في ذلك تلك التي تعمل على تحقيق أهداف السياسة الأمريكية، غالبا بتمويل أمريكي”.

ويأتي تقرير مجموعة الأزمات الدولية في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات لا تعد ولا تحصى على دول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا في أعقاب اندلاع القتال مؤخرًا في الصراع المستمر منذ سنوات في أوكرانيا.

وزعمت واشنطن أن القيود التجارية ستشل الاقتصاد الروسي، إلا أن هذه الإجراءات فشلت في تحقيق النتيجة المرجوة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقوبات واشنطن الحكومة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

رد "فاتر".. كيف تعاملت روسيا مع دعوة ترامب بشأن "السبع"؟

رد الكرملين بفتور على تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيه إنه يود رؤية روسيا تعود إلى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وكانت روسيا عضوا في المجموعة، المعروفة آنذاك باسم مجموعة الثماني، حتى ضمت منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وتم طردها منها.

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة: "قلنا عدة مرات إن المجموعة التي تطلق على نفسها الآن اسم مجموعة السبع فقدت أهميتها تقريبا"، مضيفا أن العضوية الحالية لروسيا في منتدى مجموعة العشرين الأوسع نطاقا "أكثر قيمة".

وكان ترامب قد صرح لصحفي في واشنطن الخميس، إنه يؤيد توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتشمل روسيا مرة أخرى، معتبرا أن "طرد روسيا كان خطأ".

وفي السياق ذاته، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية نالينا بيربوك عن تحفظات جدية حول اقتراح ترامب.

وقالت على هامش فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن" "بصفتنا شركاء بمجموعة السبع، أوضحنا كثيرا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية التي تلت هذا الغزو الروسي الشامل الوحشي أنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون طبيعي مع روسيا هذه، مع روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين".

لكن بيربوك أضافت: "إذا عدنا جميعا إلى طريق السلام وتغيرت سياسة العدوان هذه، فإن هذا يعني بالطبع أيضا أنه يمكننا استئناف التعاون في مجموعة واسعة من المجالات".

وقالت الوزيرة الألمانية إنها ترحب بأي خطوة حقيقية نحو السلام في أوكرانيا قد تنبع من محاولة ترامب فتح محادثات مع بوتين، لكنها أكدت أن الضغط الغربي الشديد على روسيا "يجب أن يستمر".

وقالت: "إذا كان هناك طريق للسلام الآن، فإن العالم كله، وقبل كل شيء أوروبا، سيشعر بالارتياح".

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: البيت الأبيض شاهد على أشرس الصراعات السياسية الأمريكية
  • إعادة تفعيل سياسة الضغط الأقصى.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية للصين؟
  • الكشف عن تمويل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل زعزعة الاستقرار في فنزويلا
  • روسيا: لا نسعى للانضمام مجددا إلى مجموعة السبع الدولية
  • رد "فاتر".. كيف تعاملت روسيا مع دعوة ترامب بشأن "السبع"؟
  • عضو بـ«الشيوخ»: مخططات ترامب تهدف إلى نزع السلام من المنطقة وإشعال الأزمات
  • خبراء قانونيون: ترامب يهدد العدالة بعقوباته على الجنائية الدولية
  • الحكومة الأمريكية تبدأ بفصل مئات الموظفين
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير
  • استطلاع رأى: 69% من الأوكرانيين يرون تعليق تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضارًا بالبلاد