بعد الانقلاب العسكري.. ما هو وضع الجالية اللبنانية في الغابون؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
ساعات عصيبة عاشتها عائلات لبنانية، خوفا على أفرادها وأقاربها في الغابون، بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد، فرغم التطمينات التي تصل من القارة السمراء، فإن حالة من الترقب لا تزال سائدة في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع هناك.
واستيقظ العالم، صباح الأربعاء، على خبر إعلان مجموعة من العسكريين عبر التلفزيون الحكومي، السيطرة على السلطة في الغابون، والإطاحة بالرئيس علي بونغو، الذي كان قد أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة، وتعيين قائد الحرس الجمهوري، بريس أوليغي نغيما، "رئيسا للمرحلة الانتقالية".
وقال الانقلابيون إن تحركهم جاء "في ظل سيطرة أسرة بونغو على مقاليد الحكم في البلاد على مدار 55 عاما، وفي ظل مرض الرئيس"، الذي أصيب بجلطة دماغية عام 2018، أبعدته عن ممارسة مهامه لفترة.
وفي ظل ما يدور في الغابون، دعت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان، كافة اللبنانيين المقيمين هناك إلى "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم بانتظار جلاء التطورات"، معلنة في بيان أنها "تتابع باهتمام كبير تطور الأوضاع".
كما نشرت رقم السفارة اللبنانية في ليبرفيل، للحالات الطارئة.
تطمينات.. وحذروللاطلاع على أوضاع اللبنانيين في الغابون، تواصل موقع "الحرة" مع أمين سر الهيئة الإدارية للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فرع الغابون، رامي كشيش، الذي أكد أن "جميع أفراد الجالية اللبنانية، البالغ عددهم نحو 5 آلاف شخص، بخير".
وقال: "لم يطل أحدا منهم مكروه حيث التزموا منازلهم"، مشيرا إلى أنه "عند إعلان الانقلاب سُمع إطلاق نار لساعات محدودة، قبل أن يستقر الوضع عقب تعيين رئيس انتقالي".
"ضربة" جديدة لمصالح فرنسا.. أسباب انقلاب الغابون والتداعيات المحتملة بينما كان جيران النيجر يدرسون كيفية التدخل لاستعادة الحكم الديمقراطي في البلاد في أعقاب انقلاب يوليو الماضي، فوجئ العالم، الأربعاء، بانقلاب جديد بعد أسابيع قليلة، وعلى بعد نحو 800 كيلومتر فقط من النيجروأضاف: "صدر قرار يدعو الجميع للعودة إلى عمله، مع الإبقاء على حظر التجول بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، وحتى الآن تجرّأ حوالي 60 في المئة من اللبنانيين على فتح أبواب رزقهم".
واستطرد معربا عن اعتقاده بأنه "من الأفضل الانتظار قليلا لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "الوضع آمن جدا".
وكان الانقلابيون قد أعلنوا في بيان متلفز، مساء الأربعاء، أن "قرار حظر التجوّل الليلي الذي فرضه قبل أيام الرئيس علي بونغو، سيظلّ ساريا حتى إشعار آخر، بهدف الحفاظ على الهدوء"، بحسب فرانس برس.
وقال أحد الضباط: "اعتبارا من يوم الخميس، سيتمكّن الغابونيون مرة أخرى من ممارسة أعمالهم بحريّة".
بدوره، رئيس موقع "الجالية أونلاين"، علي كاتور، أكد لموقع "الحرة"، أن "كل الجاليات في الغابون بخير".
وتابع: "لم نشهد أي إشكال حتى الآن في الشوارع"، مشددا على أن "استلام الجيش لزمام الأمور ساهم في ضبط الوضع وحفظ الأمن والأمان، ونحمد الله أن الانقسام لم يكن بين المعارضة والموالاة إذ حينها كنا سنشهد أعمال شغب".
وفيما إن كان يتخوف من تعرّض أفراد من الجالية اللبنانية لأي مكروه في الأيام المقبلة، أجاب كاتور: "من الطبيعي أن يكون لأي نظام أشخاص قريبون منه من مختلف الجنسيات، هؤلاء من يُخشى إصابتهم بمكروه، وحتى الآن الأوضاع مستقرة جدا، واليوم هو يوم عمل عادي".
واشنطن تتابع الوضع "المثير جدا للقلق" في الغابون أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تتابع الوضع "المثير جدا للقلق" في الغابون، وأن واشنطن "تدعم" الشعب الغابوني.وشهد غرب ووسط أفريقيا سلسلة من الانقلابات العسكرية في السنوات الماضية، بما في ذلك الانقلاب في النيجر، الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد بازوم، الشهر الماضي.
وفيما يتعلق بالغابون، تصاعدت التوترات والمخاوف من وقوع اضطرابات فيها، بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت السبت الماضي، بسبب شكوك حول نتيجة الانتخابات.
متابعة.. وترقبرغم أن الحياة شبه طبيعية في الغابون، فإن جميع اللبنانيين الذي يتواصل معهم، علي فران، وهو لبناني يقيم في الدولة الأفريقية منذ عام 1991، "يلتزمون منازلهم"، حسبما ذكر لموقع "الحرة".
وأضاف: "نترقب ما سيحصل في اليومين المقبلين، وإن كنت أعتقد أن الأمور انتهت عند هذا الحد، وبأن الإثنين القادم سيعود الجميع إلى أعمالهم".
وكان رئيس الجالية اللبنانية في الغابون، حسن مزهر، قد أشار إلى أن "الجالية اللبنانية بكاملها بخير والأوضاع شبه عادية، واللبنانيون في منازلهم يتابعون التطورات، وهم بخير وممتلكاتهم وأعمالهم أيضا بخير".
وخلال اتصال هاتفي مع "الوكالة الوطنية للإعلام"، قال: "نحن وفريق عملنا على تنسيق ومتابعة تامة مع السفيرة اللبنانية ألين يونس، التي لا تألو جهدا لتلبية متطلبات اللبنانيين هنا والاطمئنان عليهم".
وأشار إلى "عودة الاتصالات إلى البلاد بعد عزلة 3 أيام"، مضيفا: "هذا أمر إيجابي يعطي المزيد من الاطمئنان بين اللبنانيين في الغابون وأسرهم في لبنان".
من جانبه، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أوضاع الجالية اللبنانية في الغابون من خلال اتصال أجراه مع رجل الأعمال المقيم هناك، محمد أبو الخدود، بحسب ما يقول كاتور، مشيرا إلى "متابعة عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب هاني قبيسي، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير، تطورات الوضع".
من جانبه، أوضح اللواء خير لموقع "الحرة"، أنه على عكس ما تداولت بعض وسائل الإعلام، فإن "الحكومة اللبنانية لم تكلفه حتى اللحظة بمتابعة أوضاع الجالية اللبنانية في الغابون".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء فوري إلى اللبنانيين في الضاحية الجنوبية
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أوامر إخلاء جديدة للمدنيين اللبنانيين بالقرب من ستة مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل غارات الجوية، زاعما أنها ضد أصول حزب الله.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، باللغة العربية على منصة "إكس"، خرائط إلى جانب الإعلان، والتي تدعو المدنيين إلى الابتعاد مسافة 500 متر على الأقل عن المواقع.
ووجد أدرعي تحذيره: "إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في حارة حريك والغبيري".
وزعم: "أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
وادعى قائلا: "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".