الكشف عن 4 أسباب دفعت رابين للتوقيع على اتفاق أوسلو
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تحلّ هذه الأيام الذكرى السنوية الـ30 لاتفاق أوسلو الموقع بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، وما زالت وسائل الإعلام الاسرائيلية منشغلة بتفاصيل الاتفاق، وما حصل خلف الكواليس، وآخرها أن رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين كان يفضّل البدء باتفاق مع سوريا بدل الفلسطينيين، لكن المفاوضات معهم لم تزِل شكوكه ومخاوفه بشأن ياسر عرفات.
يوفال بلومبرغ مؤلف كتاب "فخ أوسلو"، كشف في كتاب سيصدر قريبا أن "محاضر الحكومة الاسرائيلية آنذاك أكدت أنه قبل المصادقة على اتفاق أوسلو بعدة أشهر، فقد عمل رابين بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق آخر مع سوريا، وقد حاول حتى اللحظة الأخيرة تجنب قناة المحادثات التي تم تشكيلها في أوسلو، وقال بصراحة إنها ليست اتفاقية بسيطة لحلّ القضية الفلسطينية، ومن الواضح أن الاتفاق ترتيب مؤقت فقط، مع العلم أن المفاوضات لم تكن مع الوفد الفلسطيني، لأنه لم يكن سوى واجهة للفاكسات والهواتف القادمة من تونس حيث مقر منظمة التحرير، وبالتالي فليس له سلطة مستقلة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "رابين حين أقدم على توقيع اتفاق أوسلو كان مدفوعا بعدة دوافع أساسية، أولها تعهده في انتخابات 1992 بالتوصل لاتفاق سياسي خلال تسعة أشهر، وقد وضع رهانه على اتفاق مع سوريا رغم فشله، وعلى قناة واشنطن مع الفلسطينيين، وقد فشل أيضاً، ولم يبق أمامه سوى خيار واحد في أوسلو، وثانيها رؤية رابين الأمنية التي رافقته من عصابة البالماخ، والسنوات التي قضاها وزيرا للحرب في الثمانينيات والتسعينيات، وخضوعه لتحول حقيقي خلال حرب الخليج، حين أكدت الصواريخ بعيدة المدى حجم الاعتماد على الولايات المتحدة بتوفيرها الإنذار المضاد للصواريخ".
وأشار إلى أن "رابين اعتقد أن اتفاق أوسلو من شأنه الحفاظ على الدعم الأمريكي، حتى في التعامل مع إيران التي شكلت له التهديد الاستراتيجي الرئيسي، مما يتطلب تقديم تنازلات في القضية الفلسطينية، كما أن تعرض تل أبيب لإطلاق الصواريخ خلال حرب الخليج أقنعته بأن الجمهور الإسرائيلي لم يعد لديه القدرة العقلية على تحمل المواجهة المستمرة مع الفلسطينيين، ونقل عنه يوسي سريد زعيم حزب ميرتس أن "الأمة التي تجهد عضلاتها خمسين عاما، فإنها تتعب في نهاية المطاف".
وأوضح ان "الدافع الثالث أمام رابين ينبع من حقيقة أنه لم يقدّر أبدا أهمية قطاع غزة، فقد رآها مكانًا من الأفضل التخلص منه، وبما أن المرحلة الأولى من إعلان المبادئ تناولت غزة بشكل رئيسي، فقد كانت مناسبة بوجه عام لوجهات نظره، أما الدافع الرابع فقد رأى رابين في الاتفاق تجربة تضمن عدم إهمال السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، مقترحا فصل بين ما هو مكتوب على الورق، وكيفية تنفيذه، حتى أن الصحفي الكبير أمنون أبراموفيتش كتب أن "رابين كبير في السنّ، وسياسي بما يكفي ليعرف أن الاتفاق لا رجعة فيه".
يصل الكاتب إلى تحول لافت حين "أصبح الوضع أكثر توتراً عندما أوشك حزب شاس الديني الانسحاب من الحكومة بعد تقديم لائحة الاتهام لزعيمه أرييه درعي، وبدون تحقيق إنجاز سياسي كبير، فقد تضطر حكومة رابين للسقوط في وقت مبكر من نوفمبر 1993، ولم يكن الوضع يبدو جيدًا بين الفلسطينيين أيضًا، لأن هناك شعور بأن الوقت كان ينفد قبل أن يفقد عرفات ومنظمة التحرير سلطتهما في المناطق الفلسطينية، لصالح تقوي نفوذ حركة حماس".
وختم بالقول إن "البروتوكولات الحكومية الرسمية التي تم نشرها، وتصرفات رابين العلنية، تثبت أنه استمر بتنفيذ اتفاق أوسلو، بما في ذلك تسليم المسؤولية الأمنية لعرفات وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية حتى يتمكنوا من قتال حماس، ومن الواضح أن الضغط السياسي الذي تعرض له رابين، وانعدام الثقة في مواجهة الإسرائيليين لتصاعد الانتفاضة الفلسطينية دفعه للتوجه إلى قناة أوسلو، رغم المخاطر الواضحة للعيان".
وتكشف البروتوكولات الحكومية الإسرائيلية أن مفاوضات اتفاق أوسلو تم إدارتها عبر قناتين في الوقت نفسه: أولاهما قادها رئيس الوزراء شخصياً في واشنطن، وثانيهما ترأسها وزير الخارجية شمعون بيريس في أوسلو، ومن الجانب الفلسطيني لم يكن هناك سوى مفاوض واحد هو ياسر عرفات، الذي سعى لتسخير أي قناة سياسية تحقق له عائدا أكبر، وفهم رابين أن عرفات هو الشخص الأساسي في الاتفاق، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن لديه حق النقض الذي يتمتع به.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أوسلو الاحتلال الكواليس رابين منظمة التحرير الاحتلال أوسلو رابين منظمة التحرير كواليس صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجزائر تريد مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي على مبدأ رابح-رابح
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اجتماع لمجلس الوزراء أن الجزائر تطالب بمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، يقوم "على مبدأ رابح-رابح" دون نية في دخول نزاع مع الأوروبيين.
وجاء في بيان نُشر مساء الأحد أن "مراجعة الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي ليست على خلفية نزاع، إنما دعم للعلاقات الطيبة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي كشريك اقتصادي ترتكز على مبدأ رابح-رابح".
وأضاف أن "التوجه نحو مراجعة هذا الاتفاق تفرضه معطيات اقتصادية واقعية، إذ منذ دخوله حيز التنفيذ في 2005 كانت صادرات الجزائر تعتمد أساسا على المحروقات".
وأوضح "بينما اليوم تنوعت وتوسعت صادراتنا خارج المحروقات، لا سيما في مجال الإنتاج الفلاحي والمعادن والإسمنت والمواد الغذائية وغيرها".
ومنتصف يونيو/حزيران، أعلنت بروكسل أنها فتحت إجراء لتسوية النزاعات مع الجزائر المتهمة بتقييد منذ 2021 صادرات الاتحاد الأوروبي واستثماراته في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، ودعت إلى إجراء مشاورات مع السلطات.
الرئيس تبون أعلن في اجتماع لمجلس الوزراء أن الجزائر تطالب بمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي (الرئاسة الجزائرية)واعتبر الاتحاد الأوروبي أن التدابير التقييدية التي اتخذتها الجزائر تنتهك التزاماتها بموجب اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.
إعلانووُقع الاتفاق عام 2002 ودخل حيز التنفيذ عام 2005، ويضع إطارا للتعاون في كل المجالات، بما فيها التجارة.
ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك للجزائر، ويمثل حوالي 50.6% من التجارة الدولية للبلاد عام 2023.
وفي السنوات الأخيرة، تراجعت القيمة الإجمالية لصادرات الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر بشكل مطرد من 22.3 مليار يورو (23.4 مليار دولار) عام 2015 إلى 14.9 مليارا (15.6 مليار دولار) عام 2023، وفقا للمفوضية الأوروبية.