القاهرة-سانا

افتتحت في القاهرة اليوم أعمال الدورة العادية الثانية عشرة بعد المئة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري بمشاركة سورية، ممثلة بالدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية.

وأعرب الوزير الخليل في كلمته أمام الدورة عن شكره وتقديره لكافة الجهود المبذولة في إعداد أوراق عمل اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته الحالية، بما في ذلك الموضوعات المقترح تضمينها في مشروع جدول أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية المزمع عقدها في موريتانيا في شهر تشرين الثاني المقبل.

وأشار الخليل إلى أن الموضوع المقترح على جدول أعمال الاجتماع بشأن تحديث معايير عرض الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية على مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يعد من المسائل المهمة التي من شأنها المساهمة في تطوير آلية العمل على المستوى الفني وعلى مستوى الأهداف المرغوب في تحقيقها.

وفي معرض إشارته إلى الموضوعات التي قامت بمتابعتها اللجان الفنية المعنية تنفيذاً لقرارات القمم العربية والتنموية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دوراتها السابقة، لفت الوزير الخليل إلى أن جميع ما تم التوصل إليه من نتائج ومنها الأمور المتعلقة بمحور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتطورات الاتحاد الجمركي العربي، وما يرتبط بها من حيثيات تتعلق بقبول شهادة المنشأ الإلكترونية وإنشاء منصة للتكامل الاقتصادي العربي لا بد أن ينعكس إيجاباً على صعيد التقدم المحرز في سياق الوصول إلى تحقيق الأهداف المبتغاة من الناحية القانونية والتنظيمية، إلا أنه قد يفقد جدواه من الناحية العملية في ضوء استمرار فرض العديد من القيود التعريفية وغير التعريفية أمام حركة التجارة البينية.

وأوضح الخليل أن هذا الأمر لا بد أن يؤثر على القطاعات الإنتاجية في الدول العربية من جهة وعلى احتياجات المواطنين فيها من جهة أخرى، وبالتالي على الخطط الرامية لتعزيز الاستثمار بين الدول العربية على أسس تكاملية ويتعارض مع ما نعمل عليه على صعيد تحقيق الأمن الغذائي العربي، ودعم جهود بعض الدول لإنقاذ مواسمها وإنتاجها أو دعم اقتصاداتها المتضررة لأسباب خارجة عن إرادتها بسبب الحروب والمتغيرات الإقليمية والدولية بأبعادها المختلفة.

وتابع الخليل: كما لا يمكن تحقيق المستوى المنشود للتنمية في ظل استمرار أزمة الغذاء ومنعكساتها السلبية على العديد من الدول، حيث وصلت في بعض الأحيان إلى مستوى تهديد الأمن الغذائي للمواطنين في دول كانت تعد آمنة غذائياً، الأمر الذي يحتم علينا تعزيز التكامل الاقتصادي للوصول إلى المستوى الأمثل من استثمار الموارد المتاحة بآليات مشتركة من خلال تضافر الجهود وتحقيق المنفعة المتبادلة، ومن هذا المنطلق فإنه من المهم النظر في إمكانية تأسيس شركات مشتركة عربية في مجال  التصنيع الزراعي والصناعات الغدائية كواحدة من الأدوات المهمة التي يمكننا اللجوء إليها في سياق مخرجات اجتماعاتنا.

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قال في كلمته في افتتاح أعمال الدورة: إن المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي استطاع مع توالي دوراته عبر العقود الماضية أن يُحقّق إنجازات عربية راسخة وضعت علامات مضيئة في مسيرة العمل العربي المشترك.

وأضاف: إن هذا المجلس ووفقاً لأحكام نظامه الداخلي اضطلع بمسؤولية إدارة كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية للعمل العربي المشترك والإشراف على الأجهزة العاملة في هذا الإطار، مشيراً إلى أن المجلس نجح بفضل تطور أدائه عبر مراحل متعاقبة، في التوصل إلى توافقات عربية مهمة في مختلف المجالات الاستراتيجية التي تتعلق بمصالح البلدان العربية وشعوبها وأصدر عدداً كبيراً من القرارات التي هدفت إلى المحافظة على ثوابت الأمن القومي العربي، وصيانة ركائزه الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

وأوضح أبو الغيط أن الأزمات التي مرّت بها منطقتُنا العربية والعالم أجمع خلال الفترة القليلة الماضية أنتجت ظروفاً استثنائية لا نزال نعيش تحت وطأتها ونستقي منها الدروس والعبر.. وفي مقدمتها ضرورة التعاون المشترك والتكاتف لتخطيها بأقل الأضرار، وقد بات التعاون والتكامل العربي في هذا المضمار مطلباً ملحاً وضرورة تفرضها الظروف المُستجدة، وليس رفاهية أو هدفاً قابلاً للتأجيل.

وقال الأمين العام للجامعة العربية: إن توقيت انعقاد هذا المجلس يكتسب أهمية خاصة فهو يأتي قُبيل موعد عقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة والتي ستستضيفها موريتانيا في تشرين الثاني القادم.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاقتصادیة والاجتماعیة الاقتصادی والاجتماعی

إقرأ أيضاً:

عاجل - "القاهرة" تستضيف قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنّ اختلاف التاريخ والثقافات الخاصة بدول منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى يُعلى من قيمتها، ويعزز روح التضامن والتكامل والعمل المشترك بين دولها.

وقال السيسي، فى بداية كلمته الافتتاحية للقمة الحادية عشرة للمنظمة، التى تستضيفها مصر، أمس: أرحب بكم فى مصر، وبالتحديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما تحمله من أبعاد ثقافية وحضارية وتنموية، وبالتأكيد فإن لكل دولة من دولنا حضارة وثقافة وتاريخها الذى يميزها، وهو الأمر الذى يعلى من قيمة منظمتنا.

وقال فى كلمته: إن القمة تأتى تحت عنوان (الاستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد)، وهو ما له أكثر من دلالة لتركيزه على الاستثمار فى الشباب، الذين يمثلون عماد أوطاننا فى الحاضر والمستقبل، فضلًا عن أبعاده الاقتصادية، المرتبطة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهى قاطرة حقيقية للتنمية فى الدول النامية.

أحداث الشرق الأوسط خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية
وتابع أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، يشهد تحديات وأزمات غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيها كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير، لعل أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى تحدٍّ لقرارات الشرعية الدولية.

سوريا تشهد انتهاكًا صارخًا لسيادتها وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولًا إلى سوريا التى تشهد تطورات، واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار ستطول الجميع، سياسيًا واقتصاديا، متابعًا: "انطلاقًا من مسئوليتنا المشتركة، للتضامن مع الشعبين الفلسطينى واللبنانى الشقيقين، فقد قررنا تخصيص جلسة خاصة، خلال القمة، عن الأوضاع فى فلسطين ولبنان".

وأكد الرئيس أن الدول النامية تواجه تحديات جسيمة، تعيق تحقيق تطلعات شعوبها نحو الرخاء والتنمية، مع نقص التمويل، وتفاقم الديون، وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة فى أوساط الشباب.

مصر مستعدة لمشاركة تجاربها المضيئة خاصة تنفيذ مبادرتى "حياة كريمة وتكافل وكرامة" ومشروعات العمران

ولفت "السيسى" إلى أن مواجهة تلك التحديات المركبة تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون، وتنفيذ مشروعات ومبادرات، على رأسها: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، والزراعة، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار إلى أنه رغم تنوع المستويات الاقتصادية بين دولنا، فإننا نتفق جميعًا على أهمية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومصر على أتم الاستعداد لمشاركة تجاربها المضيئة مع الدول الأعضاء، خاصة تجربتها فى تنفيذ مبادرتى حياة كريمة، وتكافل وكرامة، ومشروعات البنية الأساسية والعمران".

وأعلن الرئيس إطلاق عدد من المبادرات:

أولها: تدشين شبكة لمديرى المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية لتعزيز التعاون فيما بينها، وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية، لمواكبة قضايا العصر الحديث.ثانيا: إطلاق مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم ما قبل الجامعى فى الدول الأعضاء، فى مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيات التطبيقية.ثالثا: تدشين شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادى فى الدول الأعضاء لتبادل الأفكار والرؤى حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادى والاستثمارى، ومعدلات التجارة بين دولنا.رابعا: تدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء واستضافة مصر الاجتماع الأول عام 2025 لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة، لتطوير هذا القطاع المهم.

كما أعلن الرئيس السيسي، اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة تأكيدًا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.

وأعلن الرئيس اعتماد طلب جمهورية أذربيجان للانضمام لعضوية المنظمة، وترشيح باكستان للسفير سهيل محمود لتولى منصب سكرتير عام منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى مطلع عام 2026.

وانتقل الرئيس إلى البند التالى الخاص بتقارير الدورتين 21 و22، فضلًا عن الدورة الخاصة بمجلس وزراء المنظمة، إذ قرر اعتمادها بعد عدم وجود أى ملاحظات، معلنا اعتماد إعلان القاهرة الذى جرى إقراره والتوافق بشأنه، موجهًا الشكر للوزراء والمفوضين على الجهد المبذول للتوصل إلى هذا التوافق.

من جانب آخر، ترأس السيسي، الجلسة الثانية للمؤتمر، وخصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة ولبنان.

وقال الرئيس إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تهديدات جسامًا، إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكثر من عام، وامتدت إلى لبنان الشقيق، كما تشهد سوريا الشقيقة انتهاكًا صارخًا لسيادتها على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضى مؤخرًا، وإعلانها، من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدين مصر بأشد العبارات تلك الممارسات وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها، ودعمها لكل جهد، لإنجاح العملية السياسية الشاملة دون إملاءات أو تدخلات خارجية. وأضاف الرئيس أن ما حدث منذ أكتوبر 2023 تعدَّى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية، فقد تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد، وأصيب أكثر من 107 آلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، وبلغت أعداد النازحين 1.9 مليون شخص، وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دوليين لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم، كما تم تدمير 70% من البنية التحتية لغزة، وكذلك سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقامًا كارثية تتراوح ما بين 80% إلى 100%، مع التوقع بأن يعانى أكثر من 90% من سكان القطاع من نقص غذائى حاد، وطالت الانتهاكات سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية الذين يعانون من توسع الأنشطة الاستيطانية وعنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية، وتعيد مصر تأكيد محورية دور وكالة الأونروا لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطينى، كما نؤكد أن حق العودة للشعب الفلسطينى لن يسقط بالتقادم.

وأكد الرئيس: "ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى غزة، ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنسانى للمساعدات، بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب، وأذكر فى هذا السياق، أن النجاح لن يكتب لأى تصور لليوم التالى فى قطاع غزة، إذا لم يتم تأسيس هذا التصور على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضى على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأؤكد رفض مصر لأى سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير أو بفصل غزة عن الضفة والقدس".

الحرب الإسرائيلية امتدت إلى لبنان.. والعدوان أسفر عن استشهاد ما يزيد على 4000 شخص منهم نساء وأطفال

وأضاف أن نيران الحرب الإسرائيلية امتدت إلى لبنان الشقيقة، حيث أسفر العدوان عن استشهاد ما يزيد على 4000 شخص، منهم نساء وأطفال، وما يتجاوز 16 ألف جريح، ونزوح 1.2 مليون شخص، وحرصت مصر، منذ وقوع العدوان، على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبنانى الشقيق، وقدمت 92 طنًا من المستلزمات الطبية والإغاثية، كما رحبت مصر بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وشدد الرئيس السيسي، على أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار فى لبنان (5 مليارات دولار)، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمكين الجيش اللبنانى من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية، كما تعيد مصر التأكيد على التزامها الكامل بدعم الأشقاء لاستكمال الاستحقاقات الدستورية.

مقالات مشابهة

  • خريج منحة ناصر نائبًا لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالاتحاد الإفريقي
  • تغريم طفلة بريطانية وتهديدها بالحبس
  • الاثنين.. انطلاق الدورة الثانية لملتقى مراكز الفكر العربي بالجامعة العربية
  • أمطار وثلوج على بعض الدول العربية.. طقس الخليج والمغرب العربي
  • اليمن يشارك في الدورة الثامنة عشر بعد المائة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية
  • بحضور وزيرا المالية والإعلام تدشين منحة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لدعم القطاع الصحي
  • اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم يعلن انطلاق فعاليات دورة حكام البطولة الـ26
  • عاجل - "القاهرة" تستضيف قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • «القاهرة» تستضيف قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • برعاية محمد الشرقي .. انطلاق بطولة الفجيرة الدولية للخيل العربي 2024 بمشاركة أكثر من 300 خيل