دبي في 31 أغسطس /وام/ تواصل دناتا العالمية لخدمات الطيران والسفر، إطلاق مبادرات للحد من بصمتها البيئية عبر عملياتها في الإمارات ، وقامت شركات تابعة للمجموعة ، وهي "دناتا لوجيستيكس" و"المغامرات العربية" و"ألفا فلايت سيرفيسيز" و"سيتي سايت سيينغ" مؤخراً، بتحويل مركباتها لتعمل بمزيج الوقود الحيوي.
ووفق "دناتا" تخفض هذه الخطوة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الدولة بمقدار 80 طناً سنوياً، أي ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن سيارة متوسطة الحجم تعمل بالبنزين وتقطع أكثر من 320 ألف كيلومتر.


وتأتي مبادرة دناتا في إطار جهودها لخفض البصمة الكربونية والحد من كميات النفايات بنسبة 20% بحلول عام 2024، وذلك تماشياً مع استراتيجية العمليات الخضراء التي تنتهجها لمدة عامين.
وكانت دناتا أعلنت في يونيو 2022 أنها ستستثمر 100 مليون دولار أميركي في العمليات الخضراء خلال عامين لتعزيز كفاءتها البيئية على مستوى العالم.
وقال ستيف ألين، الرئيس التنفيذي لمجموعة دناتا: نعمل باستمرار على استكشاف وتنفيذ أساليب خفض الانبعاثات عبر أسطولنا وبنيتنا التحتية لتقليل بصمتنا الكربونية، ويمثّل قيام عدد من شركاتنا في دولة الإمارات باستخدام الوقود الحيوي خطوة مهمة في جهودنا المتواصلة، ما يعد طريقة بسيطة وفعالة لخفض الانبعاثات، من دون الحاجة إلى إجراء أي تغيير على المعدات. وأكد مواصلة الاستثمار في عملياتهم، بما في ذلك حلول البنية التحتية واسعة النطاق لتعزيز أداء الاستدامة.
ومن ضمن العلامات التجارية التابعة لمجموعة دناتا، حولت "دناتا لوجيستكس" 31 من شاحناتها للعمل بمزيج الوقود الحيوي في مركزها بدبي، وتقطع شاحناتها نحو 217 ألف كيلومتر شهرياً، وتوفر هذه الخطوة حوالي 35 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل قيادة ثماني سيارات تعمل بالبنزين لمدة عام كامل.
كما قامت "سيتي سايت سيينغ" التي تشغل ثلاثة مسارات سياحية، باستخدام 21 حافلة مكشوفة تعمل بالوقود الحيوي، وتقطع هذه الحافلات ما معدّله 76 ألف كيلومتر شهرياً، وتزيل هذه الخطوة أكثر من 32 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، أي ما يعادل استخدام الكهرباء لأربعة منازل متوسطة لمدة 12 شهراً.
أما ألفا فلايت سيرفيسيز (ألفا) لتموين الطائرات، فحوّلت 5 مركبات أرضية إلى مزيج الوقود الحيوي، وتعتزم تحويل جميع شاحناتها المخصصة لتموين الطائرات في الشارقة. وترسل شركة ألفا زيت الطهي المستخدم إلى الشركة المصنعة للوقود الحيوي، وبمجرد إعادة تدويره، تستخدمه لتشغيل مركباتها. وتظهر الأبحاث أن لتراً واحداً من الزيت المعاد تدويره إلى وقود حيوي يتجنب انبعاث 3 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 92% مقارنة باستخدام وقود الديزل.
وتقطع مركبات ألفا أكثر من 27 ألف كيلومتر شهرياً، وتوفر ألفا بهذه المبادرة 7 أطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل شحن أكثر من 850 ألف هاتف ذكي.
ومن جهتها حولت "المغامرات العربية" المولدات الكهربائية في معسكراتها لرحلات السفاري الصحراوي للعمل بمزيج الوقود الحيوي. وتعمل شركة تنظيم الجولات السياحية ورحلات السفاري في دولة الإمارات على توفير نحو 5 أطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً بفضل هذه المبادرة، أي ما يعادل حرق 525 جالوناً من الديزل.
وبالإضافة إلى أحدث مبادراتها في العمليات الأرضية، استثمرت دناتا في كهربة أسطولها للمناولة الأرضية في عملياتها بالمطارات العالمية لتقليل الانبعاثات، حيث أصبح أكثر من 15% من أسطول الشركة العالمي الآن مكهرباً.
وعلى الرغم من إدراك "دناتا" أن التحول إلى الكهرباء ليس هو الحل الوحيد لجميع المركبات في مجموعتها، فإنها تستثمر في مزيج من أنواع المعدات ومصادر الوقود المتجددة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة البيئية والتشغيلية على مستوى العالم.
وتشغّل الشركة حالياً مركبات تعمل بالديزل الحيوي وكهربائية وهجينة، بالإضافة إلى جهودها البحثية لاستخدام مركبات تعمل بالهيدروجين في عملياتها.
وتشمل المبادرات الرئيسية الأخرى التي أطلقتها دناتا مؤخراً الاستثمار بكثافة في البنية التحتية للطاقة المتجددة، وحلول الدعم الأرضي منخفضة الانبعاثات، وتطوير العمليات لتحسين كفاءة استهلاك الوقود.
وتواصل " دناتا" القيام باستثمارات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك تركيب الألواح الشمسية على الأسطح في جميع مرافقها الحالية، وجمع وإعادة تدوير المياه العادمة ومياه الأمطار.
وتركز "دناتا" على تقليل المخلفات التي تُلقى في مكبات النفايات للحد من بصمتها البيئية بطرق أخرى غير الانبعاثات. وتستهدف “دناتا” تخفيض كميات المخلفات التي تُلقى في مكبات النفايات بنسبة 20% بحلول عام 2024، بالتنسيق مع المطارات، وذلك بتعزيز عمليات فصل واسترجاع المواد القابلة لإعادة التدوير.

عماد العلي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: ألف کیلومتر أکثر من

إقرأ أيضاً:

شفط الكربون من السماء.. الأمل الأخير لمواجهة كارثة المناخ

تخيّل عالماً يُمكن فيه تنظيف السماء من التلوث بنقرة زر واحدة، لكن للأسف، حتى لو أوقفنا جميع الانبعاثات فوراً، فإن الكوكب سيظل يعاني بسبب الكربون الهائل الموجود بالفعل في الغلاف الجوي.

 الحل؟ تقنية التقاط الهواء المباشر (DAC)، التي يصفها البعض بأنها أمل البشرية، بينما يراها آخرون مضيعة للوقت والموارد.  

ما هي تقنية التقاط الهواء المباشر؟ 

 
ببساطة، تسحب هذه التقنية الهواء الملوث عبر فلاتر خاصة لإزالة ثاني أكسيد الكربون، يُستخدم في هذه العملية مواد صلبة أو سوائل لالتقاط الكربون، ثم يُسخن المرشح لإعادة استخدامه أو لتجهيز الكربون للتخزين أو الاستخدام. لكن التحدي الأكبر يكمن في كمية الطاقة الهائلة والتكاليف المرتفعة التي تحتاجها هذه العمليات.  

 لماذا نحتاجها؟  
في الستينيات، كانت البشرية تضخ 11 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، اليوم، تضاعف هذا الرقم إلى 40 مليار طن، بينما تشير التقديرات إلى أن الغلاف الجوي يحتوي على حوالي 950 مليار طن من الكربون المتراكم، مما يدفع كوكبنا نحو كارثة مناخية. وفقاً لدراسة لجامعة أكسفورد، يجب علينا إزالة ما بين 7-9 مليارات طن سنوياً بحلول عام 2050 للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فقط.

«مسحوق الكربون».. ابتكار علمي جديد قد يغير مستقبل البشرية (شاهد) الفيومي: مصر تنتج 5% من حجم السوق العالمي لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون أين يذهب الكربون المُلتقط؟  


يمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض في الصخور المسامية أو حقول النفط القديمة. كما يمكن استخدامه كوقود صناعي، في مواد البناء، أو حتى في المشروبات الغازية. شركات مثل Holocene وMission Zero تتسابق لجعل هذه العمليات أكثر كفاءة وأقل تكلفة باستخدام تقنيات جديدة تعتمد على المذيبات القابلة لإعادة الاستخدام والتحليل الكهربائي.  

العقبات والتحديات  
تكلفة استخراج الكربون ما زالت مرتفعة جداً، تتراوح بين 300 و600 دولار للطن، ويحتاج القطاع إلى تقليص هذه التكلفة إلى أقل من 200 دولار للطن ليصبح مجدياً اقتصادياً. إضافة إلى ذلك، يواجه المشروع انتقادات واسعة بسبب استهلاكه للطاقة واعتماده الكبير على الموارد.  

المستقبل المأمول  
بالرغم من العقبات، بدأت مبادرات واعدة مثل مصنع Stratos في تكساس، الذي سيُزيل نصف مليون طن من الكربون سنوياً عند اكتماله. يرى الخبراء أن التوسع في هذه التقنيات سيخفض التكاليف ويعزز جدواها.  

تقنية التقاط الهواء المباشر ليست الحل السحري، لكنها قد تكون أداة حاسمة في معركتنا لإنقاذ كوكب الأرض، فمع التقدم التكنولوجي، قد يتحول هذا التحدي إلى فرصة حقيقية لتغيير مستقبل البشرية.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة: الحرب الإسرائيلية تخفض متوسط العمر المتوقع في غزة إلى النصف خلال عام واحد
  • «البيئة» توقّع بروتوكولي تعاون لرفع الوعي بالقضايا والتحديات البيئية
  • بلدية الفحيص تستجيب لشكوى المكرهة البيئية أمام مدارس البكالوريا / صور
  • رئيس "الرقابة المالية" يُسلَّط الضوء على مبادرة تطوير سوق الكربون الطوعية المنظمة
  • رئيس هيئة الرقابة المالية: شهادات الكربون تساهم في تمويل المناخ في مصر
  • من مطبخك.. 3 فواكه طبيعية تعالج الكوليسترول
  • الحكومة تخفض طلبات الحصول على التمويل بمقدار 8 مليار جنيه في أسبوع
  • الإمارات تتصدر سوق الكربون الطوعي في المنطقة خلال 2025
  • شفط الكربون من السماء.. الأمل الأخير لمواجهة كارثة المناخ
  • الصحة العالمية تشيد بجهود مصر لتعزيز قدرات التصنيع الحيوي محليًا وإقليميًا