الركراكي: لا اتمنى ان أعيش الموقف الذي يعيشه لامين جمال
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
قال الناخب الوطني وليد الركراكي بخصوص ما يتم تداوله عن لامين جمال لامين:”الموقف الذي يعيشه لامين جمال لا أريد صراحة أن أكون شخصيا مكانه”.
وأكد الركراكي أن لامين جمال النجم الجديد لبرشلونة الإسباني سيكون أمام قرار صعب وليس سهلا كما يعتقد البعض خصوصا أنه أكمل 16 سنة قبل اسابيع قليلة فقط.
وتابع الركراكي خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم الخميس بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة:”ما أستطيع قوله كمدرب للمنتخب أو الجامعة ممثلة في رئيسها فوزي لقجع أننا اشتغلنا من أجل أن يلعب لامين للأسود لكن يبقى اختيارا شخصيا وهو أمر ليس بالسهل للاعب في سنه”.
وأضاف قائلا:”نتابع مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ويتم الحديث عنه كأنه ولد اليوم لكن الأمر مختلف تماما ولأكون صادقا الحديث مع لامين كان منذ فترة طويلة وبالتحديد خلال مباراة الشيلي شهر شتنبر الماضي في برشلونة لذلك فملفه لم نتناوله في الأيام القليلة فقط”.
واستطرد”ّتم الاشتغال على ملف لامين منذ مدة طويلة عبر كشاف للجامعة والذي ننوه ونشيد بعمله في إسبانيا فهو يعرف لامين منذ أن كان عمره 10 سنوات ويعلم جيدا مؤهلاته فهو نجم قادم في المستقبل. نقوم بدورنا ونتمنى أن يحمل قميص الأسود ولكننا لن نجبر أي لاعب على اختيار المنتخب المغربي خصوصا أنه ازدان في الخارج كما أنه لعب للفئات السنية بالمنتخب الإسباني”.
وزاد:”سافرت إلى برشلونة واجتمعت به وأجرينا حديثا جيدا وقدمنا له مشروعنا وسيبقى القرار له لاختيار المغرب أو إسبانيا وإذا اختار الأخيرة فنتمنى له التوفيق وسيظل رغم ذلك مغربيا وإن اختار الأسود سنكون فرحين بهذا القرار”.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: لامین جمال
إقرأ أيضاً:
مواقف الحق لا تحتاج إلى إعلانات مموَّلة
يمانيون || محمد محسن الجوهري*
كثرت -مؤخراً- منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك، تروج للمرتزقة وتناهض الموقف اليمني المشرف ضد الصهيونية العالمية، وما يميز تلك المنشورات التحريضية أنها تعلن عن نفسها بأنها مجرد إعلانات ممولة، وهذا يعكس حالة اليأس لدى المرتزقة ومن يمولونهم بأن يكونوا جزءاً طبيعياً من الشعب اليمني المعروف بعشقه للدين والرجولة.
أما عن المنشورات المناهضة للعدوان الصهيو-أمريكي على اليمن وغزة، فلا نحتاج لنثبت حجم الحظر الذي يلاحقها ويلغيها من المتابعة، وهذا دليل آخر دامغ على أصحاب الحق، فأهل الباطل من حزب الإصلاح أو العفافيش لا يتعرضون لمثل هذا النوع من الحظر لأن منشورتهم تتناغم مع المطامع الصهيونية، ودائماً ما تنحاز للأطراف المعادية للإسلام والمسلمين، وأولها اليمن وفلسطين.
ولعلّ أبرز ما يكشف زيف تلك الحملات الدعائية هو طبيعة الجمهور المستهدف بها. فبينما تتوجه الإعلانات المموَّلة إلى جمهور غير يمني في كثير من الأحيان بغرض خلق تصورات مغلوطة عن الموقف الشعبي في اليمن، نجد أن التفاعل الحقيقي على الأرض والسوشيال ميديا لا يزال ينبض بروح الجهاد والكرامة والوعي. هذا الجمهور الذي أثبت في مختلف المنعطفات التاريخية صلابته في وجه العدوان والحصار، لم يكن يوماً بحاجة إلى دعم مالي ليتبنى قضاياه أو يدافع عن مقدساته.
وإذا أردنا الاستدلال بشواهد حديثة، يكفي أن ننظر إلى حجم التضامن الشعبي اليمني -رغم ظروف الحرب والحصار- مع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في صنعاء وصعدة والحديدة ترفع أعلام فلسطين وتردد الهتافات المنددة بالصهيونية العالمية، في مشهد يصعب أن تجده في كثير من العواصم العربية التي تدّعي دعمها لفلسطين نظرياً وتطبع عملياً.
في المقابل، نلاحظ أن الصفحات التي تموّل الهجوم على هذا الموقف اليمني الشريف، هي نفسها التي لا تجرؤ على انتقاد الجرائم الصهيونية أو المجازر بحق الأطفال والنساء، بل تنشغل إما بتشويه المقاومة، أو الترويج لتطبيع خادع تحت شعارات “السلام”، أو محاولة تسويق أفكار انبطاحية تسلب الشعوب إرادتها وتخدّر وعيها.
وما يزيد هذه الحقيقة وضوحاً، أن المنصات الكبرى كفيسبوك وإنستغرام تتعامل بازدواجية واضحة. فالمنشورات التي تفضح جرائم الاحتلال غالباً ما تُحظر أو تُخفى تحت ذرائع “خرق المعايير”، بينما تُفتح الأبواب على مصراعيها للمحتوى الممول الذي يشوه المجاهدين أو يحرف البوصلة عن العدو الحقيقي.
إنه صراع وعي في المقام الأول، ومن يتسلّح بالحق لا يحتاج إلا إلى الكلمة الصادقة والموقف النبيل، بينما أعداء الوعي لا يملكون سوى المال والمنصات المؤدلجة، وهو ما يجعلهم يخشون حتى من مجرد منشور حرّ لا تدعمه الدولارات، بل يدعمه التاريخ والضمير والشرف.
إن المتأمل في التاريخ القريب والبعيد لليمن يعرف أن هذا البلد رغم الحصار والفقر والحروب المتعددة، لم ينكسر، بل ظل وفياً لقضاياه الكبرى وعلى رأسها فلسطين. لم تُثنِهُ الضغوط الإقليمية والدولية، ولا محاولات الإغراء المالي والسياسي، عن اتخاذ مواقف مبدئية ثابتة. فالذي يقف إلى جانب فلسطين اليوم ويواجه العدوان الصهيو-أمريكي على غزة، هو الامتداد الطبيعي لشعب الأنصار، شعب الإيمان والحكمة، الذين حاربوا كل غزوات الاحتلال والإقطاع والهيمنة.
ولعلّ المقارنة اليوم بين خطاب المرتزقة وخطاب أبناء اليمن الأحرار، تكشف مستوى الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي وصل إليه أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات بيد الخارج، بينما تميز الخطاب المجاهد بالوضوح والشجاعة والانتماء الحقيقي للأمة، دون تملق أو تزييف.
ولا يمكن هنا تجاهل أن الموقف اليمني المقاوم ليس مجرد موقف تضامني رمزي، بل له أبعاد استراتيجية حقيقية. فالهجمات التحذيرية على سفن العدو في البحر الأحمر، والمواقف السياسية الداعمة لمحور المقاومة، تعبّر عن وعي عميق بحقيقة المعركة، وأن ما يحدث في غزة ليس معزولاً عن اليمن، بل هو امتداد لمعركة واحدة عنوانها “الحرية والسيادة ورفض الهيمنة”.
في المقابل، من المؤسف أن نجد من بيننا من فقد بوصلته، فصار يتعامل مع الكيان الصهيوني كطرف محايد، بينما يصبّ جام غضبه على الشعوب التي تقاوم، وكأنّ الاحتلال لا يعنيه، وكأنّ دماء الأطفال في غزة أرخص من “الممول بالدولار”.
وليس أدلّ على خواء الخطاب المموَّل من افتقاره لأي مضمون حقيقي، فهو لا يتحدث عن القضايا العادلة، ولا يملك سردية تحترم عقول الناس، بل يعتمد فقط على التضليل، واستخدام العبارات الطنانة الجوفاء التي لا تصمد أمام أبسط نقاش أو حوار.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب