ختام الأسبوع الثقافي بمسجد المهند في القاهرة الجديدة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد المهند اليوم الأربعاء 30/ 8/ 2023م، بعنوان: "أحكام المواريث"، حاضر فيه الدكتور رمضان عبد العزيز رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر بالمنوفية، والدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الدكتور أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ إبراهيم الفشني قارئًا، والمبتهل الشيخ أحمد عبد الرازق مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ ربيع اللبيدي مفتش المتابعة، والدكتور محمد قرني مدير إدارة القاهرة الجديدة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته قدم الدكتور رمضان عبد العزيز الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الجهود المباركة التي تُقدم لخدمة الدعوة الإسلامية في مصر وخارجها المتمثلة في الأنشطة المتعددة، والمنتشرة في جميع المساجد، مشيرًا إلى أن الإسلام كرَّم المرأة وأعطى لها حقها، وحفظ لها حقها وأعطاها مكانتها قال (سبحانه): "لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"، مؤكدًا أن علم الفرائض من أجل العلوم، وأرفعها قدرًا، وأعظمها أجرًا، وأعمها نفعًا، ونظرًا لأهمية الميراث وحاجة جميع الناس إليه تولى الله (عز وجل) بيانها بنفسه، فبيَّن ما لكل وارث من الميراث، وفصّلها في آيات معلومات، مضيفًا أن الأموال لما كانت قسمتها محط أطماع الناس ورغباتهم تولى الله (عز وجل) قسمتها بنفسه، وفصلها في كتابه، ووزعها بين الورثة على مقتضى العدل والرحمة والمصلحة، مختتما حديثه بأن من أعظم صور العدل في الميراث تصافي القلوب بين الورثة، وعدم تراشق سهام الضغائن فكل قد رضي بنصيبه الذي فرضه الله (عز وجل) له.
علم المواريث من أعظم العلوم قدرًاوفي كلمته أكد الدكتور سعيد حامد أن علم المواريث من أعظم العلوم قدرًا، وهو ركن من أركان الشريعة، وفرع من فروعها، اشتغل الصدر الأعظم من الصحابة بتحصيله، ويكفي في فضله أن الله (عز وجل) تولى قسمته بنفسه، مشيرًا إلى أن من جوانب عظمة الإسلام اهتمامه بأحكام الميراث بعد موت الميت فجاءت أحكام الميراث موزعة بحكمة بالغة وعدل من قبل رب العالمين، مبينا أن من تأمل الآيات الثلاث الواردة في تفصيل أنصبة الورثة رأى أنها جميعًا ختمت بصفة العلم قال (سبحانه): "فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"، وقال (سبحانه): "وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ"، وقال (سبحانه): "يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، موضحًا أن الله (عز وجل) أعلم بحال العباد فلا مجال في توزيع أنصبة الميراث للمجاملة، ولا للواسطة، ولا للرأي ولا للهوى إنها شريعة الله وحكمته، مختتما حديثه بأن أحكام الميراث تعبدية فلا صلاح لأحوال الناس إلا بالقيام بها كما أمر ربنا (عز وجل)، وأي تقصير أو تفريط فيها يبوء صاحبه بالإثم، ويتبع ذلك مشاكل متعددة تؤثر على استقرار المجتمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأسبوع الثقافي احكام المواريث جامعة الأزهر إذاعة القرآن الكريم عز وجل
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم: الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فهناك لديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
وتابع: "فرسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بين، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا من قوانين وضعها سبحانه وتعالى".
وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة أن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفيء به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".
وأردف: "انظر إلى نعم الله، نحن الآن نعيش في ترف زائد، فمن لديه سخان ماء، يستطيع تسخين الماء، وبدل أن يطس وجهه بالماء البارد، يستخدم الماء الدافئ، فيشعر بالانتعاش، وهذا جائز، وليس فيه مشكلة، فالدين لم يُلزمك بالوضوء بالماء البارد، لكن غالبية البشر ليس لديهم سخان، لذا علينا أن ننتبه لنعم الله التي اعتدناها حتى نسيناها، لقد اعتدنا نعمة البصر، ونسينا أن مجرد القدرة على الرؤية نعمة عظيمة، ولو حُرِمنا منها، لشعرنا بقيمتها، وهكذا، الوضوء على المكاره مشقة، لكنه في النهاية امتثال، وبعد الوضوء، أذهب لأصلي، لأن أبي علمني ذلك، ولأنني أعلم أن الصلاة ترضي الله، وأن تأخيرها أو التهاون فيها لا يرضي الله، وأنا أريد رضا الله".
وتابع: "لماذا أريد رضا الله؟ لأن هناك تجربة بيني وبينه، كلما دعوته، استجاب لي، وأحيانًا أدعوه فلا يستجيب، فأشعر بالخوف، وأتساءل: هل هو غاضب مني؟ ثم أجد أنه لا يغضب، ولكنه يختبرني، يمتحنني، يريد أن يرى: هل أصبر وأقول كما قال سيدنا يعقوب: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أم أنهار؟، هو لا يريدني أن أنهار، بل يريدني أن أصبر، وفي مقابل هذا الصبر، سيمنحني أجرًا عظيمًا يوم القيامة، أضعاف ما دعوت به، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذن، هذه هي الحياة الدنيا: دار ابتلاء، دار اختبار، دار يقول لي فيها: "اعبد الله، عمّر الأرض، زكِّ النفس، نفّذ هذه التكاليف".
وأضاف: "إذا قلت: لا أستطيع، سيقول لي: ماذا تعني بعدم استطاعتك؟ إذا قلت: الطبيب منعني من الوضوء بالماء، سيقول لي: طاوع الطبيب، وتيمم بضربة على الحجر، وامسح بها وجهك ويديك، ثم صلِّ، الأمر بهذه السهولة! إذا ضاقت، تسعَّت، فقد جعل لنا الله يسرًا: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.