سام برس:
2025-03-10@18:57:37 GMT

النووي... الممنوع المرغوب

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

النووي... الممنوع المرغوب

بقلم/ أمل عبد العزيز الهزاني
الأمم المتحدة مجتهدة في دفع دول العالم للحد من خطر الأسلحة النووية. . أكثر من معاهدة واتفاقية في محاولة تحجيم تصنيع واستخدام هذا السلاح المدمر. عام 1968 كانت معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وفي عام 2017 جاءت معاهدة «الحد من السلاح النووي»، ثم مؤخراً تقلص الطموح إلى «معاهدة حظر التجارب النووية».

والخلاصة من هذه الاجتهادات الأممية أن كثيراً من الدول صادقت أو وقعت عليها بصرف النظر عن التزام بعض هذه الدول بنصوص المعاهدات، وأن دولا أخرى رفضتها تماماً رغم أنها تدّعي أنها لا تمتلك السلاح، مثل إسرائيل.

المعاهدة الأولى كانت قبل خمسين عاماً تقريباً، تختلف ظروفها وأسبابها ودوافعها عن الوقت الحاضر، بنزاعاته وتحدياته لتحقيق السلام العالمي.

الفكرة كلها تدور حول نقطتين؛ التجارة، ونقل التقنية. في القرن الماضي كانت التقنية محتكرة على الدول التي جربت وصنّعت وأنتجت السلاح، أي أن المعاهدة في الواقع تستهدف هذه الدول القلائل، خوفاً من أن غياب الدور الأممي سيسمح لهذه الدول بتطوير السلاح إلى الحد الذي لا يمكن التراجع عنه، أي السباق إلى إنتاج الأفضل والأقوى، تماماً مثلما كان السباق نحو الفضاء؛ الدوران حول الأرض، أو المشي على سطح القمر.

الدول الأخرى التي وقّعت، كانت تبادر بحسن النية، لكنها في الواقع لم تكن تسعى للدخول في نادي النوويين. هذا الزمان ولّى، تغيرت الظروف، وتحديات الأمن القومي تتصاعد في كل مناطق العالم. صار الجميع، على الأقل من يملك الملاءة المالية، يسعى إلى شراء الرؤوس النووية إن دعت الحاجة، وفقاً لاتفاقات مبرمة غير معلنة، أو، وهو الأكثر أهمية، شراء التقنية نفسها، مثلها مثل تقنية صناعة السيارات أو القطع الحربية أو حتى قديماً حين نقل الأوروبيون تقنية صناعة النسيج إلى العالم.

بعد كل هذه الاحتياطات والضغوطات الأممية لجذب الدول للتوقيع على معاهداتها، لم تستخدم أي دولة السلاح النووي، كانت تجربة الولايات المتحدة لانتزاع النصر على اليابان في الحرب العالمية الثانية هي الحادثة الأولى والأخيرة، ومنها انطلقت الأمم المتحدة لتنادي بخطورة هذا السلاح الفتاك.

في الستينات الماضية، لم تكن الأمم المتحدة ولا العالم، على علم بأن تخصيب مواد مشعة مثل اليورانيوم أو البلوتونيوم، ممكن أن يستخدم في مجال الطب والتشخيص والتداوي، حتى فكرة إنتاج الكهرباء من مصادر نووية لم تكن واضحة حينها. هذه تغيرات نوعية مهمة.

الأمم المتحدة وضعت معيارا لاستخدام المواد النووية المخصبة، يمكن تبسيطه على النحو التالي: خمس خطوات باتجاه التخصيب تعني أن النية مبيتة لاستخدام المواد المشعة سلاحا، ثلاث خطوات مسموح بها لأنها تدخل في المجال الطبي، خطوتان لا تمانع فيهما لأنهما تسمحان بإنتاج الكهرباء. هذا تصور بسيط، تعمل على مراقبته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان عدم تجاوز الدول للنسب المسموحة.

بالنسبة للدول النووية، وهي تسع؛ الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة للهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية، تمتلك بمجملها 13500 رأس نووي، رقم مخيف رغم أنني أميل للاعتقاد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير. مع ذلك، الدول التي تحاول بناء منشآت نووية للأغراض السلمية المذكورة تواجه صعوبات من التشكيك وتعقيد الإجراءات، لمنعها، أو لنقل تأخير الانتفاع بهذه التقنية.

والواقع أنه من السذاجة الاعتقاد أن كل الدول تحمل نيات طيبة لو توفرت لديها عوامل الإنتاج والتخصيب، ومن السذاجة أيضاً محاولة إقناع الدول النووية بحق العدل والمساواة في امتلاك ما يمتلكونه، المسألة ليست في العدالة المفقودة، بل في الخوف من تغيير موازين القوى التي بالكاد تحافظ على نفسها اليوم. لكن المتفق عليه، أن لكل دولة في العالم الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وهذه المنشآت موجودة وقائمة بالفعل منذ سنوات في دول كثيرة من العالم سُمح لها بالانتفاع منها.

كل ما سبق تنظير. الحقيقة أن دولة مثل إسرائيل تخشى دولة مثل إيران، لأنها تهدد وجودها، أنشأت مفاعلاتها بالسر، وتكتمت عليها مع علم العالم كله بامتلاكها للرؤوس النووية، وأن دولة مثل إيران تطمح للهيمنة على المنطقة، أقامت مفاعلاتها النووية بالسر، وحينما انكشف السر في عام 2005 استمر التفاوض لوقف التخصيب العالي حتى الوقت الحاضر. وأن دول الشرق الأوسط الأخرى التي لا تأمن الطرفين؛ إيران وإسرائيل، طالبت بشكل علني وشفاف بأحقيتها في حماية نفسها. كوريا الشمالية، المنبوذة، ترى أن جوهر قوتها في السلاح النووي، ضد جيرانها والغرب الحليف.

المعاهدات والإمضاءات عليها لم تحد من الوضع الراهن، والأكيد أن المصالح السياسية التكتيكية قد تجلب الحظ لدول تجعلها تكتسب قدرات نووية تحت مظلة تطبيع علاقات، أو شراكات مالية كبيرة. امتلاك السلاح النووي لن يأتي من باب العدالة، أو الأنظمة الأممية، سيكون الحظ دائماً بجانب أولئك الذين يقتنصون الفرص.

* نقلا عن " الشرق الأوسط"

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: السلاح النووی

إقرأ أيضاً:

زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد الأعداء

سرايا - أكد زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، السبت، على أهمية تعزيز القوة البحرية أثناء زيارته لأحواض بناء السفن الكبرى لتفقد مشاريع بناء السفن البحرية والغواصات النووية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.

وقال كيم خلال الزيارة إن القوة البحرية وتسليحها النووي أمر بالغ الأهمية لسيادة البلاد، التي يحدها البحر من الجانبين الشرقي والغربي، وفقًا لما نقله التلفزيون الحكومي KRT.

وقال كيم أيضًا إن البلاد لن تتسامح مع الأنشطة العسكرية البحرية وتحت الماء التي يقوم بها من أسماهم "الأعداء"، مثل نشر الأصول الاستراتيجية.

وأضاف أن دفاع بيونغ يونغ البحري لن يقتصر على منطقة معينة بل سيغطي بقدر ما يعتبر ضروريًا للحفاظ على السلام.

وصول حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة
ومنذ أيام، هددت كيم يو يونغ، الشقيقة النافذة لزعيم كوريا الشمالية، بإطلاق تحركات استفزازية لافتة، رداً على وصول حاملة طائرات أميركية إلى كوريا الجنوبية والأنشطة العسكرية الأميركية الأخرى، التي وصفتها بـ"هستيريا المواجهة من قبل الولايات المتحدة وأتباعها".

ويشير تحذير كيم يو يونغ إلى أن كوريا الشمالية ستكثف على الأرجح أنشطتها في اختبار الأسلحة وستحافظ على موقفها العدائي تجاه الولايات المتحدة، رغم أن الرئيس دونالد ترامب قال إنه سيسعى للتواصل مع كيم يونغ أون لإحياء الدبلوماسية.

وفي بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية، اتهمت كيم يو يونغ الولايات المتحدة بأنها أظهرت "أشد أشكال العداء والمواجهة" تجاه كوريا الشمالية من خلال نشر حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" وأصول عسكرية قوية أخرى، إضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذا العام.

ويشير بيانها إلى احتمال قيام كوريا الشمالية باختبار صواريخ قوية مصممة لضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة أو القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وفقاً لمراقبين.

وفي المقابل، حذرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أنها مستعدة للتصدي لأي استفزازات كورية شمالية استناداً إلى تحالف عسكري قوي مع الولايات المتحدة، ووصفت تحذير كيم يو يونغ بأنه "جدل مغلوط" يهدف إلى تبرير تطور بلادها النووي واستفزازاتها المستقبلية.

إقرأ أيضاً : هذا هو سر قرار عباس المفاجئ بإعادة المفصولين من "فتح" وإصلاح السلطة .. اسم محمد دحلان يعود من جديد إقرأ أيضاً : "المُفاوضات المُباشرة" بين واشنطن وحماس .. خفايا وكواليس: ترامب يُريد "هدية مجانية" بالإفراج عن "أمريكيين"إقرأ أيضاً : كيف ولماذا استفزّ ترامب “الدولة العميقة” في مصر؟



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 929  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 08-03-2025 10:43 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
10 قتلى جراء أمطار غزيرة تضرب مدينة "باهيا بلانكا" في الأرجنتين "الحجاج" لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل 1.5 مليون دولار لحماية الأراضي الأمريكية .. حث المواطنين على صيد وأكل قوارض شبيهة بالجرذان! ترك اسم زوجته وخالتها في رسالة ثم انتحر .. ما القصة؟ توقيف قاصرين تسببا بحرق طالب في مدرسة بالرصيفة في... بالفيديو .. أول كلمة للشرع حول الأحداث الأخيرة في... لحظة مؤثرة .. صديق الطفل المحروق في مدرسة الرصيفة... الاعتدال الربيعي في 20 آذار .. نهاية الشتاء... الأمن: الفتاة المتغيّبة عن منزلها منذ أشهر تسلّم نفسها هذا هو سر قرار عباس المفاجئ بإعادة المفصولين من..."المُفاوضات المُباشرة" بين واشنطن وحماس...كيف ولماذا استفزّ ترامب “الدولة العميقة” في مصر؟ هل أدار الأسد من موسكو معركة "استعادة...وسط أجواء مشحونة .. حكومة نتنياهو طالبت واشنطن... "كل دقيقة هي جحيم لهم" .. أسرى سابقون...ترامب إلى السعودية بعد أن وافقت على استثمار تريليون...تقرير: اشتباك بين روبيو وماسك في البيت الأبيض ....."السطر الأول هو الأهم" .. زاخاروفا تعلق... سبب وفاة الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته بفيروسات... مسلسل كويتي يثير الجدل بعد مشهد ساخر من النجم... تقرير تشريح جثة جين هاكمان .. ظلّ حيًا مع زوجته... "والدتي تزوجت خطيبي" .. إيناس عز الدين... مسلسل "معاوية" يواجه أزمة في دولتين... ريال مدريد يتلقى عرضا ضخما للتخلي عن خدمات إبراهيم دياز من هم "أعداء" الجماهير؟ .. أكثر 30 شخصية مكروهة في عالم كرة القدم صيام اللاعبين في رمضان .. دول تسمح وفرنسا تتعنت الرمثا يسدد مستحقات رحموني ويوسف رأفت علي: "الي زعلان يروح يشرب مية زمزم" صاعقة برق تقتل مصرية وتصيب أخرى إعدام سجين أميركي بطريقة لم تستخدم منذ 15 عامًا انفجار المركبة الفضائية يؤخر 240 رحلة جوية في أميركا الملك تشارلز يكشف عن "أجمل أغانيه" أقدم حفرة نيزكية على الأرض تكشف أسرارًا جديدة اكتشاف مقبرة جماعية تضم مئات الجثث شمال الخرطوم الأمير وليام والأميرة كيت يتبعان قاعدة صادمة مع موظفي منزلهما حلاقة يابانية بعمر 108 سنوات تحطم الرقم القياسي العالمي عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة الدب القطبي .. أعجوبة الخلق الذي لا يتجمد فراؤه مهما حصل

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية تكشف عن أول غواصة تعمل بالطاقة النووية
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • إيران توافق على "جانب واحد" للتفاوض النووي مع واشنطن
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • مخاوف متصاعدة.. شكوك متزايدة حول دعم الولايات المتحدة للترسانة النووية البريطانية
  • تحذير إيراني من دعوة ترامب للتفاوض تحت الضغط.. خدعة لنزع السلاح
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
  • زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد الأعداء
  • حقبة الاستثمار العالمي بتوقيت الخليج