ستيفن كوك: السيسي محكوم بالخوف رغم كل ما يمارسه من قمع
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
استعرض الكاتب ستفين كوك بمقال في مجلة فورين بوليسي، أجواء القمع التي يواصل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، حكم البلاد عبرها، بالتخويف المستمر والاتهام بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين لكل من يعارضه، لأنه لا يزال يشعر بالخوف.
وقال كوك بمقال له في ترجمته "عربي21"، إن الرد الروتيني والطائش، من لكل من ينتقد السيسي ومؤيديه، هو الاتهام بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، التي لعبت دورا لا يمكن إنكاره في التاريخ المصري الحديث، في العديد من الأحداث التاريخية.
وأضاف: "هذا الرد يستخدمه السياسيون حين يشعرون بالخوف، وبقدر ما يحكم السيسي بالخوف، إنه محكوم به".
وتابع: "المؤيدون لا يمكنهم استحضار رد متماسك على منتقديهم، والسيسي يلجأ لاستخدام الكثير من القوة والعنف، والاتهام بتقاضي أجر من الإخوان أو العضوية في الجماعة، قاس للغاية، ونتيجة لذلك، اقتيد معارضون سلميون مصريون من غير الإسلاميين إلى السجن، في أمر يجعل من الصعوبة والخطورة على النشطاء تحقيق أجنداتهم".
وشدد على أن الأسئلة الأساسية حول المجتمع والحكم والهوية، الدور العالمي لمصر، موضع جدل منذ فترة طويلة، لكن لأن قادة مصر، يعتمدون في الأغلب الخوف والإكراه للحفاظ على سيطرتهم السياسية، فإن يتعرضون للزعماء السياسيين الذين لديهم إجابات على هذه الأسئلة.
وتحدث الكاتب عن الحملة التي شنها مؤيدو السيسي عليه، بسبب مقال له وجه فيه انتقادات حادة للنظام، لعدم قدرته على تلبية احتياجات المصريين، إلى حد اتهام أحد الإعلاميين المدافعين بشراسة عن النظام وهو نشأت الديهي للكاتب الأمريكي، بأنه يتقاضى أجره من جماعة الإخوان المسلمين.
وقال كوك: "لفت انتباهي في الحملة ضدي، اتهام مؤيدي السيسي للمنتقدين بأنهم أعضاء في الأخوان، وهو ما يؤشر على مشكلتين مترابطتين، يعاني منها السيسي وأنصاره، ولا يملكون لها الإجابة".
وأضاف: "أولا هناك تباين كبير ومتزايد بين وعود الحكومة للمصريين، والكيفية التي يعيش بها الشعب حياته، وحين يتجرأ الناس على الكلام، فإنهم يصنفون كإخوان مسلمين، ويتعرضون للجسن والتعذيب كما جرى مع الكثيرين، وهذا الرد الشرس، هو مقياس لمدى معرفة السيسي، ومؤيديه، من أن هناك كثيرا من المصريين الذين يدركون الفجوة المزعزعة للاستقرار".
أما الأمر الثاني بحسب الكاتب، فهو أن "السيسي ورغم الجهود التي بذلها سابقا، لا يزال غير قادر على التخلص من الظل الطويل، الذي يواصل الإخوان إلقاءه على السياسة والمجتمع المصري".
وقال إن العهد الذي سبق السيسي بفترة طويلة، كان المسؤولون يسترضون فيه الإخوان ويقمعونهم بالتناوب، وفي أوائل الأربعينات، استسلم رئيس الوزراء مصطفى النحاس للضغوط السياسية، التي مارستها جماعة الإخوان المسلمين وقام باتخاذ إجراءات صارمة ضد الكحول والدعارة بينما سمح للجماعة بنشر صحفها، وبعد بضع سنوات، قامت حكومة جديدة بقمع جماعة الإخوان، قبل أن تستأنف حكومة أخرى استرضاء الجماعة.
ولفت إلى أن حقبة عبد الناصر، اتسمت بسجن الآلاف من الإخوان، وإطلاق سراح بعضهم، وإعاد سجنهم مرة أخرى، لكن في عهد خلفه السادات، أطلق سراحهم، ومنحوا الفرصة للنشر والوعظ، وبعد اختلافهم مع اتفاقية السلام مع إسرائيل، عادت السجون لتمتلأ بهم مرة أخرى.
وقال إن المرحلة التي تلت اغتيال السادات، وصعود مبارك للسلطة، عادت أنشطة الإخوان للاستئناف، لاعتقاده أن ظهورهم في التعليم والنشر والمجتمع المدني، يمكن أن يجذب الناس بعيدا عن المتطرفين الذين اغتالوا الرئيس السابق، لكن بعد مضي عقد، رأى مبارك أنه اكتفى، وأطلق يد الأجهزة الأمنية عليهم، لإخضاعهم، ورغم هذا النمط من التسوية والمواجهة، ظلت الجماعة، لاعبا سياسيا، واجتماعيا وثقافيا مهما في البلاد.
لكن الكاتب قال إن السنوات الأخيرة، باتت عمليات القمع للإخوان، ووصم الناس بتمهة الانضمام إليهم، أكثر وضوحا وخطورة، لأن السيسي "سعى إلى إعادة صياغة الخطاب القومي في مصر، عبر استبعاد الإخوان المسلمين منه".
وأضاف: "هذه القومية ليست أمرا عفويا، بل إنه مستحضر متخيل، ونتيجة لمشاريع متضافرة، وهو يخضع بصورة دورية، لإعادة التفسير، تبعا لاحتياجات القادة السياسيين، وهو ما يفعله السيسي تمام، لتصوير الجماعة، التي تضرب مكانتها وصورتها أمام العالم، وهي صاحبة الجذور الراسخة في التجربة المصرية، بأنها جسم عنيف وغريب عن المجتمع الذي ولدت فيه".
وقال الكاتب، إنه وعقب الانقلاب الذي أوصل السيسي إلى الحكم، وبالتوازي مع حملة الدولة الإعلامي، لإنشاء مخزون من الدعم، لما يسمى "الثورة الثانية"، كان هناك دافع لتصوير الإخوان على أنهم "الطابور الخامس"، ورسمت لهم صورة بشكل روتيني على أنهم "عملاء لقطر أو الأتراك".
وأشار إلى أن السيسي برر لنفسه استخدام القوة لقمع الإخوان، عبر اتهامهم بالإرهاب، وقامت الحكومة المصرية، بربطهم بالتطرف الشبيه بتنظيم الدولة، وحين شكك المحللون بخطاب النظام، تم اتهامهم على الفور، بأنهم أدوات في أيدي الإخوان.
وشدد على أن محاولة النظام، إقصاء الإخوان محاولة فاشلة، فقد لعبوا دورا مهما في أحداث قومية في القرن العشرين، فهم ثاروا ضد الاحتلال البريطاني، ورغم ميلهم بشكل إيجابي في البداية تجاه النظام الملكي المصري، لكنهم عارضوا الملك فاروق على مدار عقدين من الزمن.
وقال كوك، إن الإخوان من أوائل الجماعات التي دقت ناقوس الخطر، بشأن الصهيونية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وفي حرب 1948، حارب الإخوان، ضد الإسرائيليين قرب بئر السبع، وبيت لحم والقدس، على الرغم من أنهم ميزوا أنفسهم، بمساعدة الآلاف من الجنود والضباط المصريين الذين تقطعت بهم السبل في جيب الفالوجة بالقرب من قطاع غزة، نهايات الحرب.
ولفت الكاتب إلى أن الإخوان لم يكونوا الفاعلين الوحيدين، في تلك الأحداث المعقدة، فكان هناك حزب الوفد والضباط الأحرار وأحزاب أخرى، لكن في الوقت الذي يحاول فيه السيسي التخلص منهم، لا يمكن إنكار دور الإخوان في القضايا التي كاتت ولا تزال حاسمة بالنسبة للسرد القومي في مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة القمع المصري السيسي الإخوان مصر السيسي الإخوان قمع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین على أن
إقرأ أيضاً:
السيسي يثمن التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الشرطة وعائلاتهم في مواجهة الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن الرئيس السيسي، التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم على مدار الأعوام الماضية في مواجهة الإرهاب، مما يُظهر المعدن الأصيل للمواطن المصري في مواجهة التحديات.
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، زيارة تفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، حيث كان فى استقبال الرئيس اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدد من قيادات أكاديمية الشرطة ووزارة الداخلية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تابع خلال الزيارة اختبارات كشف الهيئة للطلبة والطالبات المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، وذلك من خلال منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية.
واطلع الرئيس السيسي على كافة البيانات الخاصة بكل طالب والدرجات التي تحصل عليها أثناء تأدية مراحل الاختبارات المختلفة وصولاً إلى كشف الهيئة، والتي تعكس الشفافية التامة في نتائج الاختبارات.
ووجه الرئيس السيسي بالاستمرار في تطبيق المعايير الموضوعية، بما يضمن انتقاء العناصر الأكثر تميزاً، مما يساهم في تعزيز جهود الارتقاء بأداء جهاز الشرطة ودوره المحوري في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فى البلاد، من خلال إعداد أجيال جديدة من العناصر الشرطية المميزة.