بريس أوليغي أنغيما، ضابط برتبة "جنرال" في القوات المسلحة، وقائد للحرس الجمهوري في الغابون، ولد عام 1975. وهو خريج الأكاديمية العسكرية الملكية في مكناس وسط المغرب، وكان ملحقا عسكريا في سفارة بلاده بالرباط، وعيّنه الرئيس المطاح به علي بونغو على كتيبة الحرس الرئاسي، التي تتولى تأمين الرئيس وعائلته، والشخصيات المهمة في السلطة.

شارك في الانقلاب ضد بونغو يوم 30 أغسطس/آب 2023، إثر الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت يوم 26 أغسطس/آب 2023، التي أعلن فيها فوز علي بونغو، وقابلتها المعارضة بالرفض.

وفي اليوم نفسه عينت المجموعة العسكرية التي قادت الانقلاب بريس أوليغي أنغيما رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي للغابون.

المولد والنشأة

ولد بريس أوليغي أنغيما عام 1975، وينحدر من مقاطعة أوت أوغوي، عاصمة ولاية فرانسفيل في أقصى جنوب شرق الغابون، التي تقع على الحدود مع جمهورية الكونغو، وهي المقاطعة نفسها التي ينحدر منها بونغو.

والدة بريس من عائلة بونغو، فهي ابنة عم الرئيس السابق عمر بونغو، وهو من قبيلة الفانغ، التي ينتمي لها أول رئيس لدولة الغابون ليون أمبا.

بريس أوليغي أنغيما يشتهر بين أقرانه بعقيدته العسكرية القوية (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقد كان والده ضابطا في القوات المسلحة، فنشأ متأثرا بالحياة العسكرية، وانضم للحرس الجمهوري في مرحلة مبكرة من عمره.

ويشتهر بريس أوليغي أنغيما بين أقرانه بعقيدته العسكرية القوية، كما أنه كتوم ولا يحب الظهور والأضواء.

وقد حدث خلاف في عائلة بونغو بعد وفاة الرئيس السابق عمر بونغو، وإثر ذلك أُبعد "الجنرال" بريس أوليغي أنغيما إلى الخارج في 2009 وأرسل ملحقا عسكريا للسفارة الغابونية في الرباط، ثم إلى السنغال.

الدراسة والتكوين

انتسب للحرس الجمهوري في مرحلة مبكرة من حياته، وابتعث للتدريب والتكوين في الأكاديمية العسكرية في مكناس وسط المملكة المغربية.

وبعد رجوعه من التدريب في المغرب، انتسب للدراسة في مركز تدريب الكوماندوز في الغابون، وتخرج فيه بإعجاب وتقدير من كبار الضباط، وهو ما سهّل له الترقية في صفوف الحرس الجمهوري.

ويصنّف بريس ضمن الضباط الذين لديهم ثقافة عالية، فهو خريج من جامعة عمر بونغو في العاصمة ليبروفيل.

صورة من مقطع مرئي في 24 أغسطس 2023 يُظهر جنودا غابونيين يحملون الجنرال بريس أوليغي أنغيما (الفرنسية) التجربة العسكرية

بعد تخرجه في دورة الكوماندوز في الغابون، اختير مساعدا للرئيس عمر بونغو، وارتبط معه بعلاقات قوية وخاصة، لا سيما وأنه من أفراد العائلة.

ومن خلال تلك العلاقة التي تطبعها الثقة المطلقة، تعرّف بريس دوائر صنع القرار، ونسج علاقات قوية مع الفاعلين وكبار رجال المال والأعمال في البلد.

وبعدما أصبح علي بونغو رئيسا للبلاد بعد وفاة والده، ساءت علاقته مع أنغيما وأبعده من القصر وعينّه ملحقا عسكريا في الرباط ثم السنغال.

وعندما أصيب بونغو بجلطة دماغية في 2018  استدعى بريس وعينه مديرا للاستخبارات العسكرية في الحرس الجمهوري، خلفا لشقيقه فريدريك بونغو، وبعد فترة وجيرة تولى قيادة الحرس.

وعندما أصبح مسؤولا عن الحرس طوّره "لوجيستيا" وزاد من أفراده حتى أصبح قوة كبيرة يقدّر عددها بـ2500 جندي، وكتب نشيدا جديدا لقواته يكرّس الولاء للرئيس وبقائه في السلطة.

متهم بالفساد والاختلاس

ويقول منتقدوه، إنه خلال عمله مساعدا عسكريا مع الرئيس الأسبق عمر بونغو، اكتسب ثروة كبيرة بسبب نفوذه وقربه من دوائر صنع القرار.

وبالإضافة لنفوذه وحظوته، يصنف واحدا من الأثرياء الكبار في الغابون، ووفقا لتحقيق استقصائي أعده مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد في 2020، فإن "الجنرال" بريس يمتلك عقارات في ضواحي ولاية ميرلاند في الولايات المتحدة الأميركية اشتراها نقدا بمليون دولار، كما اتهمه التقرير بأنه على صلة بالمهربين وتجار الممنوعات والمخدرات في أميركا الجنوبية.

ولاية ثالثة فانقلاب

وفي مقابلة له مع صحيفة "لموند" الفرنسية قال الجنرال بريس أوليغي أنغيما، إن علي بونغو قد نُحّي؛ لأنه أصيب بسكتة دماغية في 2018 ولم يعد بإمكانه القيام بمهامه على الوجه الأكمل.

وأضاف أن الانقلاب جاء نتيجة لخرق الدستور بولاية ثالثة، وأن "القوات المسلحة تحملت المسؤولية، ووضعت حدا لتجاوزات الرئيس المخلوع"، الذي قال عنه، إنه "أصبح مثل أي مواطن عادي في دولة الغابون، يتمتع بجميع حقوقه".

الوظائف والمسؤوليات

في مرحلة مبكرة من حياته تولّى "الجنرال" بريس أوليغي أنغيما مناصب مهمة داخل المؤسسة العسكرية المقربة من القصر الرئاسي، وعمل في عدد من الوظائف أبرزها:

 عمل مساعدا عسكريا للرئيس الأسبق عمر بونغو من 2005 حتى 2009. شغل منصب الملحق العسكري لدولة الغابون في المملكة المغربية، والسنغال بين فترة 2009-2019 .  عُيّن مديرا للاستخبارت العسكرية في الحرس الجمهوري مدة 6 أشهر في 2019. عينّ في 2019 قائدا للحرس الجمهوري بصلاحيات واسعة. ويوم 30 أغسطس/آب 2023 اختاره قادة الانقلاب قائدا "للمجلس الانتقالي واستعادة المؤسسات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الغابون علی بونغو عمر بونغو

إقرأ أيضاً:

عاجل : أبين تواصل تطويق عدن والزبيدي يفر هارباً الى الامارات (تفاصيل خطيرة)

الجديد برس/

غادرت قيادات بارزة في الانتقالي، الأربعاء، مدينة عدن بشكل مفاجئ .. يتزامن ذلك مع تطويق العاصمة المؤقتة  للمجلس  وسط محاولات للتهدئة.

وأفادت مصادر بالانتقالي بأن من بين المغادرين رئيسه عيدروس الزبيدي وصهره المتهم باختطاف ضابط من أبين إضافة إلى  يسران المقطري قائد وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لشلال شائع.

وغادرت هذه القيادات إلى مقر اقامتها الدائم في الامارات.

ومع أن المغادرة، وفق المصادر ، لم تكن على قائمة الاجندة خصوصا بالنسبة للزبيدي الذي يخوض معركة ضد خصومه في الرئاسي ، الا انها تعد انعكاس للتصعيد في أبين حيث اقرت الفصائل العسكرية والأمنية والقبائل تطويق عدن مع فشل مساعي لإطلاق احد أبنائها  الذين تم اختطافه اثر خلاف على أراضي في عدن.

ونشرت الفصائل العسكرية والقبلية لنقاط على طول الخط الرابط بين  عدن والمحافظات الشرقية.. وأعلنت هذه القوى في بيان مشترك قوات الانتقالي وكذا  شاحنات النفط والغاز والسيارات الحكومية هدفا لها.

وجاء التصعيد بعد ساعات على بيان مشترك وقعت عليه السلطة المحلية في ابين وكذا مشايخ القبائل والقيادات العسكرية والأمنية ويتضمن تهديد بالتصعيد  ضد سلطة الانتقالي في عدن.

ومع تصاعد التحركات في ابين، سارع امن عدن لكشف ملابسات اختطاف علي عشال الجعدني،ـ اذ اتهم صراحة أقارب الزبيدي وفصيل مكافحة الإرهاب الذي يقوده شلال شائع  بالوقوف وراء ما وصفها بالجريمة، موضحا بانه تم اعتقال المتورطين بالجريمة قبل ان يتدخل فصيل شائع ويطلق سراحهم.

ويشير بيان امن عدن إلى ان الجريمة ذات دوافع مناطقية باعتبار ان المتورطين ينتمون إلى منطقة الزبيدي في الضالع ويقربون له..

وتحركات ابين المفاجئة بشكل كامل وان حملت دوافع إنسانية الا ان توقيتها يحمل ابعاد سياسية أيضا اذ تأتي بعد أيام على انتهاء مهلة حددتها تكتلات ابين السياسية والاجتماعية للانتقالي بإشراكها في السلطة والثروة وهددت بتصعيد كبير.

وابدء مراقبون مخاوفهم من ان تتجه الأوضاع في عدن نحو تكرار سيناريو أغسطس من العام 2019 عندما قادت تكتلات يافع والضالع انقلاب على سلطة ابين في عدن  وطرد قياداتها.

ومنذ ذلك الحين تتعرض ابين لاستهداف ممنهج على كافة الأصعدة بما فيها عسكريا مع تصويرها كبورة للجماعات المتطرفة.

وصعود ابين إلى المشهد في هذا التوقيت ينسف مساعي الانتقالي للتفرد باستحواذ المشهد جنوبا.

مقالات مشابهة

  • بعد إقراره نهائيًا.. 5 أهداف مهمة لـ "تعديلات قانون القضاء العسكري"
  • بحضور حمزة والنمروش.. الحداد يلتقي القائم بأعمال السفارة الأمريكية والملحق العسكري الأمريكي
  • «الحداد» يبحث العراقيل التي تواجه عمل مكتب المدعي العام العسكري
  • بلا صوت في المجلس العسكري.. ماذا تعرف عن رئيس أركان الجيش المصري الجديد؟
  • بلا صوت في المجلس العسكري.. من هو الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الجديد (بروفايل)
  • عاجل : أبين تواصل تطويق عدن والزبيدي يفر هارباً الى الامارات (تفاصيل خطيرة)
  • رئيس المجلس الانتقالي يغادر الى الامارات
  • السيسي يعين وزيرا للدفاع من خارج المجلس العسكري.. رقاه رتبتين دفعة واحدة
  • السيرة الذاتيه للفريق أول محمد زكي وأهم الانجازات
  • النشاط التركي الاستثنائي في الشمال تعاونه أيادٍ عراقية.. ما قصة التصاعد العسكري المفاجئ؟