بقلم/ حسن الوريث
جاء صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة اليوم لتقديم التعازي بوفاة خالتي أخت والدتي رحمة الله تغشاها.. وخلال تقديم التعازي والمواساة رن الهاتف حيث كان على الطرف الآخر المؤجر الذي كان يطلب ايجار الشقة وحاولت تقديم المبررات له لكنه أصر على موقفه بضرورة دفع الايجار أو إخلاء الشقة فورا وقد وعدته أن أدفع الايجار خلال أسبوع وبعدها بقليل اتصل ابن احد زملاءناء الاعلاميين يبلغني بان والده اجرى عملية قلب مفتوح وظروفه المادية صعبة جدا جدا .
قال الاصدقاء الاعزاء.. تحدثنا وقلنا ان الإعلاميين يتساقطون واحد بعد الآخر يمرض أحدهم فلا يجد من يساعده فالمستشفيات ترفضه إلا بقدر مايدفع من مال والكثير منهم لايجدون حتى قوت يومهم والمؤسسات الإعلامية تعيش في بؤس وحرمان وفي اوضاع ماساوية وتسير في طريق الانهيار حتى تلك التي لديها دخل فإنه يذهب إلى جهات واشخاص ومصارف لا أحد يعلمها والإعلامي محروم منها إلا من فتات الفتات.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء..
الإعلاميون يفنون أعمارهم في خدمة بلدهم ومؤسساتهم لكنهم لايجدون سوى الجحود والانكار حتى تأمين صحي بسيط غير موجود والكثير منهم اضطر إلى أن يعمل في جمع القمامة والقوارير البلاستيكية والكثير وجد نفسه يبحث في الشوارع عن عمل فلا يجده ..
وباختصار فإن وضع الإعلام والإعلاميين في البلاد قصص وحكايات من المآسي والآلام والأحزان والبؤس والوزير مشغول عنهم بأمور أخرى ولم يكلف نفسه بزيارة واقعية حقيقية إلى مؤسسات الإعلام ليعرف ما تعانيه من أوضاع وكيف أنها تفتقر لأبسط الإمكانيات وأنها على وشك الانهيار وقد يكون في اي لحظة كما ان نائب الوزير في واد آخر والوكيل لشئون الجباية مشغول بأمور جباية رسوم الإذاعات والمكاتب الإعلامية وبعض مدراء المؤسسات الإعلامية كل في فلكه وبرجه العاجي ولايهمه سوى حصته من الإيرادات التي يتحصلها وينفقها على نفسه وعلى حاشيته والمقربين منه فقط بينما الاعلامي محروم منها .
قال الاصدقاء الاعزاء.. هل صحيح أن الإعلاميين في كافة المؤسسات الإعلامية ينتظرون منذ ثلاثة أشهر لصرف مستحقاتهم البسيطة دون فائدة بينما اقل مسئول في مؤسساتهم يستلم كافة البدلات والأجور ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلامكم صحيح فالزملاء فعلا يعيشون وضعا بائسا رغم تواجدهم المستمر في العمل عل وعسى أن يجدوا انصاف لكن دون فائدة والكل يتحجج بوزارة المالية التي لم تصرف نفقات المؤسسات الإعلامية .. ولكن السؤال الاهم من اين يتم صرف نفقات الوزير والوكلاء ومدراء المؤسسات ؟ هل من وزارة المالية ؟ ام أن لديهم موازنات خاصة تصرف لهم ؟.
قال الاصدقاء الاعزاء.. لقد تحدثنا في هذا الموضوع من قبل وقلنا أن الإعلامي في بلاد اليمن عبارة عن بيان نعي يصدر عند وفاته لكن من هو المسئول عن هذا الوضع السيء للإعلاميين والصحفيين ؟ .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. الجميع يتحمل المسئولية عن الوضع المتردي للاعلام ابتداء من قيادة الدولة والحكومة استمرت على نفس منوال من سبقها في اهمال الإعلام مروراً بوزارة الإعلام التي نسمع جعجعتها لكننا لا نرى طحينها واتحاد الإعلاميين الجنين الذي ولد مشوهاً ونقابة الصحفيين التي ماتت وشبعت موتاً وصولاً إلى المؤسسات الإعلامية التي تشبهت بأمها وزارة الإعلام كل هذه الجهات هي المسئولة عن هذا الوضع المتردي للإعلاميين والصحفيين وفي الحقيقة بأن الوضع ليس وليد اللحظة لكن كل الحكومات المتعاقبة على البلد أهملت الإعلام وجعلت منه مجرد بوق للتطبيل لها ومن ثم ترميه وتهمله إلى أن يدركه الموت وقد تحول الإعلامي في اليمن إلى محرقة .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة .. هل يعقل أن يستمر الوضع هكذا وأن يظل الإعلامي في اليمن مظلوم والجهات المختصة والمعنية تتفرج عليه ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء..
عندما تشعر الدولة والحكومة بمسئولياتها الحقيقية سيتغير الوضع وعندما يتم تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب سيتحسن الوضع لكن والأمر هكذا محسوبيات وقرابات ووساطات فلا تتفاءل أبداً وسيظل الإعلام اليمني مجرد ناقل للأحداث وليس صانعاً لها أو مؤثراً فيها كما سيظل الإعلامي اليمني في أجندتهم مجرد بيان نعي أو حملة ترفيه تلفزيونية في حديقة السبعين أو مجرد جامع للقمامة التي ربما تدر عليه أكثر من العمل في الإعلام الذي افرغ من مضمونه تماماً .
نتمنى انا والاصدقاء الاعزاء أن يسمع الجميع معاناة الإعلام والإعلاميين وأن تعمل الجهات المختصة على تغيير سياساتها وتهتم بالإعلاميين الذين هم قادة الراي في البلدان المتطورة بينما هم في بلدنا وبدلاً من البحث عن الأخبار والأنباء ويسهمون في صناعة الأحداث ويؤثروا في المجتمعات يبحثون عن القمامة في الشوارع ويعيشون البؤس والاهانات من المؤجرين وفي المستشفيات وفي كل مكان يبحثون عن لقمة العيش التي لايجدونها واذا اردتم إعلاما قويا فعليكم تغيير نظرتكم وسياساتكم تجاه الإعلام وبالتأكيد أن الاعلام في بلادنا من اول الجهات التي يجب أن يطالها التغيير الجذري على كافة المستويات وان يبدأ من تغيير المسئولين على هذا القطاع الذين هم سبب البلاوي واعادة هيكلة جهاز الإعلام ليتواكب مع التطورات الهائلة في هذا المجال حتى لايفوتكم القطار ولايظل اليمن محرقة للاعلام والإعلاميين.. فهل وصلت الرسالة ام لا؟.
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
اتحاد نقابات عمال اليمن يدين التصنيف الأمريكي لأنصار الله ويؤكد انحياز واشنطن للعدو الصهيوني
يمانيون../
أدان الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن قرار الإدارة الأمريكية إدراج أنصار الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، معتبرًا أن هذا التصنيف لا يستهدف أنصار الله فقط، بل يمثل استهدافًا مباشرًا للشعب اليمني، كونه يأتي في سياق الانتقام من مواقف اليمن الثابتة في دعم القضية الفلسطينية.
وأكد الاتحاد، في بيان له، أن القرار الأمريكي يعكس انحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة لكيان العدو الصهيوني، ومشاركتها في جرائمه بحق الشعوب العربية، بما في ذلك فلسطين ولبنان والعراق وسوريا، فضلًا عن دورها في فرض العقوبات ومضاعفة معاناة الشعوب الحرة.
وأشار البيان إلى التدخلات الأمريكية في اليمن، سواء عبر المسارات السياسية والاقتصادية أو من خلال التدخل العسكري، لافتًا إلى أن تشكيل ما يسمى بـ”تحالف حارس الازدهار” بذريعة حماية الملاحة في البحر الأحمر ما هو إلا ذريعة لعسكرة المنطقة، ما أدى إلى شن عدوان مشترك مع بريطانيا والكيان الصهيوني ودول أخرى على مقدرات الشعب اليمني.
ودعا الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن كافة الاتحادات النقابية العربية والعالمية، ومنظمات المجتمع المدني، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية إلى إدانة هذا القرار الأمريكي، لما له من تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني في اليمن وجهود إحلال السلام في المنطقة.
وأكد البيان أن التصرفات الأمريكية تثبت أنها رأس الإرهاب والفوضى في العالم، وتستخدم مثل هذه التصنيفات كأداة للابتزاز السياسي. كما حذر من أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على جهود التسوية السياسية في اليمن، وسيعرقل وساطة الأمم المتحدة عبر خلق معوقات قانونية أمام عمل الوسطاء الدوليين.
وجدد الاتحاد رفضه القاطع لهذا التصنيف، مشددًا على ضرورة توحيد الصف الوطني وتعزيز الصمود لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.