الأرز يغيب عن موائد اليمنيين... استغناء قسري وسط الغلاء
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
دفع الغلاء المتصاعد في اليمن، الكثير من الأسر اليمنية إلى تغييب الأرزّ عن موائدهم، ليضاف إلى قائمة من السلع الرئيسية التي يُستغنى عنها تحت وطأة ضيق العيش والتقشف القسري.
واضطرت الكثير من الأسر إلى الركون للوجبات الرخيصة والمأكولات محدودة التكاليف، بينما حذرت تقارير أممية من تزايد حدة انعدام الأمن الغذائي في البلد الذي مزقته الحرب وزحف فيه الفقر ليطاول 80% من السكان.
يقول المواطن عبد الواسع مراد، من سكان صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إنه ليس وحده من اضطر إلى الاستغناء عن الأرزّ في وجبات أسرته، وإنما غيره كثيرون فعلوا الأمر نفسه، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وصعوبة توفير مصدر دخل يؤمن أبسط الاحتياجات الغذائية اليومية الضرورية.
ويشير معتز البيطار، من سكان مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دولياً، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن ارتفاع أسعار الأرزّ دفع الكثيرين إلى التخلي عنه، بينما كان أهم وجبة رئيسية في موائد الأسر التي تسكن المناطق الساحلية.
ووصل سعر عبوة الأرز وزن 50 كيلوغراماً في عدن والمناطق الخاضعة لإدارة الحكومة اليمنية، إلى نحو 60 ألف ريال (43 دولاراً)، ويعزو متعاملون في الأسواق ذلك إلى انخفاض سعر صرف الريال اليمني من 1200 إلى 1400 ريال مقابل الدولار الواحد، إضافة إلى التغيرات السعرية للأرز في الأسواق العالمية، بينما يصل إلى نحو 40 ألف ريال في صنعاء ومناطق شمال اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يُتداوَل سعر الدولار بنحو 530 ريالاً.
وأكدت الحكومة اليمنية في اجتماعها الأخير، مطلع الأسبوع الجاري، ضرورة ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار واتخاذ أقصى الإجراءات القانونية بحق المخالفين، وذلك بالتنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية والسلطات المحلية.
ويقول المواطن حامد بن زاهر من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوب شرقيّ اليمن، لـ"العربي الجديد"، إن معظم الأسر في مدن ومناطق ومحافظة كحضرموت تعتبر الأرز وجبة لا غنى عنها بصورة يومية، حيث يكون غالباً الوجبة الوحيدة التي يجري تناولها في وجبة الغداء.
لكن ارتفاع أسعاره وتبعات الأزمة المعيشية التي تطاول معظم اليمنيين أجبرت كثيراً من الأسر في مثل هذه المناطق على تقليص هذه الوجبة إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، فيما تحاول الأسر في مدن ومناطق محافظات شمال وغرب اليمن مثل حجة وريمة والمحويت والحديدة توفيره مرة واحدة في الأسبوع.
ووفق أحدث البيانات التجارية، بلغت قيمة واردات اليمن من الأرز نحو 70 مليار ريال في عام 2020، فيما بلغت هذه الواردات في آخر عام قبل الحرب منذ نحو تسع سنوات حوالى 82.6 مليار ريال.
ويؤكد تجار مواد غذائية أن هناك ركوداً متفاوتاً في مختلف المناطق اليمنية يتركز في بعض السلع، كالأرز، بحسب التاجر بلال عوض لـ"العربي الجديد"، إضافة إلى سلع غذائية أخرى أصبح كثير من المواطنين يوفرون حاجتهم منها بشرائها بالكيلوغرام وفق إمكاناتهم المادية وقدراتهم الشرائية.
بدوره، يشير الباحث الاقتصادي جمال حسن العديني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأزمات المعيشية انهكت اليمنيين الذين أصبح كثير منهم يعاني من تراكم الديون لتوفير الغذاء اليومي الضروري، في ظل تضخم وصل إلى مستويات قياسية مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية.
ودفعت الأزمات المعيشية اليمنيين إلى الاعتماد على الوجبات الرخيصة والشعبية سهلة الإعداد والتكاليف كالبطاطس المقلية، و"العصيد" التي تحتوي أساساً على الطحين (الدقيق) والتي أصبحت أهم وجبة تعتمد عليها نسبة كبيرة من الأسر في معظم مناطق البلاد.
ووفق تصريحات لوزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب في يوليو/تموز الماضي، وصلت نسبة الفقر في البلاد إلى 80%، وانكمش الاقتصاد بنسبة 50%، في ظل الصراع الذي يشهده اليمن منذ 2015، لافتاً إلى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي وصلت إلى 60% من السكان، فضلاً عن نزوح حوالى 4.3 ملايين شخص ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية.
كان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن منتصف أغسطس/آب الجاري أنه يواجه أزمة تمويلية حادة لعملياته الإنسانية في اليمن، الأمر الذي سيُحتم على البرنامج اتخاذ بعض القرارات الصعبة للغاية بشأن المزيد من تقليص المساعدات الغذائية التي يقدمها في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
ويتلقى حالياً نحو 13.1 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن حصصاً غذائية عبر برنامج المساعدات الغذائية العامة، وتُعادل هذه الحصة حوالى 40% من مكونات السلة الغذائية القياسية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الارز الأزمة اليمنية مجاعة العربی الجدید الأسر فی من الأسر
إقرأ أيضاً:
حملة الإنفاق الشعبية (حي على خير اليمن) تتسلم من الهيئة النسائية قافلةً مالية وعينية تجاوزت 50 مليون ريال
الثورة نت|
تسلمت حملة الإنفاق الشعبية بإذاعة سام إف إم (حيّ على خير اليمن)، اليوم، قافلة “عهد الأحرار” المقدمة من الهيئة النسائية الثقافية العامة بجميع المحافظات، دعماً وإسناداً للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وقوات البحرية والدفاع الساحلي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
تضمنت القافلة المسلمة للإذاعة في إطار المرحلة الـ 22 من حملة الإنفاق الشعبية، دعماً مالياً وعينياً للجهات الثلاث بحصيلة إجمالية تجاوزت 50 مليون ريال.
وتعد هذه القافلة الثالثة من نوعها التي تسيّرها الهيئة النسائية خلال عام، حيث تأتي بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام “اليوم العالمي للمرأة المسلمة”، دعماً لعمليات القوات المسلحة اليمنية في نصرة القضية الفلسطينية وإسناد غزة ومقاومتها الباسلة في مواجهة العدوان الصهيو أمريكي.
وأشاد مدير إذاعة سام إف إم حمود شرف خلال تسلّمه للقافلة بتتابع قوافل الدعم والإسناد التي تقدمها الهيئة النسائية الثقافية العامة.. مؤكداً أن هذا العطاء السخي من نساء اليمن يجسد ارتباطهن العملي بنهج السيدة الزهراء عليها السلام كنهجٍ جامعٍ لكل معاني التضحية والصبر في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المستضعفين.
ولفت إلى أن الإذاعة مستمرة في استقبال قوافل ومساهمات الإنفاق في إطار المرحلة الـ 22 من حملة الإنفاق الشعبية “حي على خير اليمن”، والتي تم تدشينها قبل أسبوعين تحت شعار {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْم} دعماً لكافة أقسام التصنيع العسكري اليمنية، وذلك عبر الحساب الرسمي للحملة في عموم مكاتب البريد اليمني رقم (555 555)، أو عبر إرسال الإنفاق إلى الإذاعة حوالة مالية باسم المستلم: محمد إسماعيل حسن إسماعيل ورقمه (773066700).
وأشار شرف إلى أن إذاعة سام تعلن وعلى الهواء مباشرةً عن مساهمات الإنفاق الواصلة خلال أسبوع، وذلك خلال برنامج “واجمع شورهم” الذي يأتي كل يوم خميس عند الساعة الـ 11 مساء.