قالت كريستين لو، أستاذة استراتيجيات التنمية الاقتصادية في جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، إنّ تأثير الدولار الأمريكي يتضاءل بسبب فشل الولايات المتحدة في إدراك أن الامتياز يأتي مع المسؤولية، منتقدة التقارير الغربية عن البريكس لكونها متحيزة، مشيرًة إلى أنّ المجموعة اكتسبت مكانة على الرغم من محاولات الدعاية السلبية، بل وتوسعت وضمت 6 دول.

  دول.

النظام العالمي يتجاهل الاقتصادات الناشئة

وأضافت في مقال لها بصحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست الصينية، أنّ نظام الحوكمة السياسية والاقتصادية العالمية، الذي يشار إليه غالبا باسم «النظام الدولي القائم على القواعد»، قد تجاهل مصالح الاقتصادات الناشئة، وكان هذا واضحا خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، عندما فقد النظام المالي والتنظيمي الأمريكي مصداقيته، بسبب فشله في تنظيم الممارسات المصرفية الاستثمارية، مما تسبب في الفقاعة العقارية، وأزمة مالية عالمية لاحقة، كما تضررت البلدان النامية بشدة من الأزمة، وعندما طلبت المساعدة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تم تجاهلها.

بديل للبنك وصندوق النقد الدوليين

وردا على هذا التجاهل، أنشأت مجموعة البريكس بنك التنمية الخاص بها في عام 2015، ودخلت في اتفاقية احتياطي الطوارئ لمكافحة مشاكل ميزان المدفوعات، وكان الهدف من هذه الخطوة خلق بديل للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وسلطت أستاذة استراتيجيات التنمية الاقتصادية في جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، الضوء على أنّ الأعضاء الجدد في البريكس سيضيفون قدرات استثمارية كبيرة إلى المجموعة، الأمر الذي دفع إلى إجراء مفاوضات حول الترتيبات التي تفيد الأعضاء، مثل استخدام عملاتهم الخاصة في التجارة.

ضغوط الدولار على الاقتصادات النامية

وأوضحت أنّ هيمنة الدولار الأمريكي كعملة تجارية واحتياطية أدت إلى فرض ضغوط على الاقتصادات النامية، وكان ذلك واضحا بشكل خاص خلال الأزمة المالية في عام 2008، بالإضافة إلى ذلك أدى استخدام الولايات المتحدة للعقوبات التجارية، وتجميد ودائع الدول بالدولار الأمريكي ضد مصالحها إلى تغيير النظرة إلى الدولار الأمريكي، كمصدر للمخاطر بدلا من الاستقرار.

وأشارت إلى أنّ دولًا مثل روسيا والصين، كانت تتاجر باستخدام عملاتها الخاصة، في حين يقوم أعضاء البريكس الآخرون أيضًا بتوسيع استخدامهم للعملات المحلية في التجارة، ويؤكد موضوع قمة البريكس الأخيرة على الشراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة. 

تراجع الدولار والبريكس هي ما يحتاجه العالم

وخلصت استاذة التنمية الاقتصادية إلى أن تراجع هيمنة الدولار الأمريكي، كان نتيجة لفشل الولايات المتحدة في إدراك المسؤولية التي تأتي مع الامتيازات، واقترحت  أن مجموعة البريكس المتوسعة، التي تركز على التنمية والتعاون على الرغم من الاختلافات، قد تكون ما يحتاجه العالم لإنشاء نظام عالمي عادل وشامل ومزدهر.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصين بريكس الدولار التنمية الاقتصادية الدولار الأمریکی

إقرأ أيضاً:

"توقعات مصرية للإقليم والعالم في 2025".. ندوة فكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت بقاعة "فكر وإبداع" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، ندوة بعنوان "توقعات مصرية للإقليم والعالم في 2025"، والتي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وأدارها الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز، وشارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات السياسة والاقتصاد.
تميزت الندوة بإدارة متميزة خالد عكاشة، الذي فتح المجال أمام الحاضرين لمناقشة التغيرات المتوقعة خلال العام المقبل على المستويين الإقليمي والعالمي، مسلطًا الضوء على التداعيات المحتملة للمتغيرات الدولية على مصر. وشهدت الجلسة طرح رؤى متعددة، حيث تطرق المتحدثون إلى الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، مع تحليل عميق لمستقبل الأوضاع في ظل المتغيرات العالمية.
وفي البداية تحدث الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز، عن التأثيرات المحتملة لعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن ولايته المقبلة – إن حدثت – لن تكون مشابهة لفترته الأولى، خاصة فيما يتعلق بإدارته للأزمات الكبرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية. كما أكد أن تداعيات ما يسمى بالربيع العربي لا تزال مستمرة في المنطقة، وهو ما يتجلى في أزمات اليمن وسوريا وليبيا، مؤكدًا أن مصر تعاني من تداعيات تلك الصراعات، خاصة مع استمرار الحرب في السودان، وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر.
وأشار سعيد إلى أن أحد التحديات الكبرى لمصر هو التخلص من الاعتماد على المعونات الأجنبية، مع ضرورة الحفاظ على الكفاءات الوطنية واستثمارها داخل البلاد بدلًا من هجرتها للخارج، معتبرًا أن هذا التوجه يمثل الهدف الوطني الأبرز في المرحلة القادمة.
من جانبه، أكد الدكتور جمال عبد الجواد، مدير برنامج السياسات العامة بالمركز، أن 2025 سيكون عامًا سياسيًا بامتياز، حيث سيشهد انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، وهي فرصة مهمة لإحداث تغيير إيجابي في الحياة السياسية المصرية.
وأوضح عبد الجواد أن مصر لا تزال تعيش مرحلة انتقالية على المستوى السياسي، رغم مرور عقد من الزمن على الانتخابات البرلمانية، مشددًا على ضرورة تعزيز الثقة في النظام السياسي عبر توسيع دائرة التمثيل وتحقيق انفتاح أكبر. كما لفت إلى وجود حالة من العزوف عن المشاركة السياسية، خاصة لدى الطبقة الوسطى المتعلمة، وهو ما يجب معالجته خلال الانتخابات المقبلة.
واقترح عبد الجواد عودة نظام القائمة النسبية في الانتخابات، معتبرًا أنه سيكون وسيلة فعالة للتواصل مع الطبقة الوسطى، مشيرًا إلى أن الساحة السياسية قد تشهد ظهور أحزاب جديدة لملء الفراغات الموجودة في المشهد الحزبي المصري.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد أوضح مدحت نافع، مساعد وزير التموين السابق، أن عام 2025 سيشهد تحولات اقتصادية كبرى ستؤثر بشكل مباشر على مصر، نظرًا لكونها جزءًا من المنظومة الاقتصادية العالمية.
وتوقع نافع أن نشهد ما أسماه بـ"الدولة الترامبية الثانية”، حيث ستتغير السياسات الاقتصادية الأمريكية في حال فوز ترامب، وهو ما سيؤدي إلى: "تخفيف سياسات التضييق النقدي عالميًا، فرض عقوبات على الدول التي تحقق فائضًا في الميزانية، تثبيت أسعار الفائدة عالميًا نتيجة لقوة الدولار، واتخاذ موقف متشدد تجاه الدول المنضمة إلى مجموعة البريكس، مع توقع بدور متزايد للصين في الاقتصاد العالمي، ما قد يعزز من التعافي النسبي للاقتصاد الصيني".
كما أشار إلى أن مصر قد تشهد تحسنًا في مؤشر الدين العام، مع استمرار الإصلاحات الاقتصادية، متوقعًا أن تولي الولايات المتحدة اهتمامًا أكبر بالبنية التحتية التكنولوجية كجزء من استراتيجيتها الاقتصادية الجديدة.
اختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور خالد حنفي، خبير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الذي شدد على أهمية التوقعات بالنسبة لصناع القرار، مؤكدًا أن التنبؤ الدقيق بالمتغيرات الإقليمية والدولية يساهم في اتخاذ قرارات أكثر فاعلية.
وأشار إلى أن قراءة المستقبل بشكل دقيق تساعد على تفادي الأزمات، مستشهدًا بتوقعات سابقة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي كانت تهدف – بحسب رأيه – إلى تصفية القضية الفلسطينية. كما شدد على ضرورة فهم العوامل المحركة للأحداث، سواء كانت داخلية أو خارجية، لضمان استجابة فعالة لمختلف التحديات.
اختتمت الندوة بعد مناقشات موسعة بين المتحدثين والجمهور، حيث أكد الدكتور خالد عكاشة مدير  المركز على أن 2025 سيكون عامًا مفصليًا، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مما يستلزم الاستعداد الجيد لمواجهة المتغيرات القادمة واستغلال الفرص المتاحة لتعزيز الاستقرار والتقدم في مصر.

مقالات مشابهة

  • تباطؤ النمو الاقتصادي في هونج كونج إلى 2.5% في عام 2024
  • مع إغلاق البورصة.. الدولار يتراجع في بغداد وأربيل
  • الذهب يتراجع مع صعود الدولار بعد رسوم ترامب الجمركية
  • الذهب يتراجع متأثراً بصعود الدولار
  • منظمة بريكس.. عنوان صراع جديد بين الغرب والجنوب العالمي
  • 5 مناطق لا تفوت زيارتها في هونج كونج.. وجهة سياحية آسيوية فاخرة
  • الدولار يتراجع أمام الدينار في بغداد
  • بعد صعود استمر لأيام .. الدولار يتراجع أمام الدينار في بغداد واربيل
  • "توقعات مصرية للإقليم والعالم في 2025".. ندوة فكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب| صور
  • خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية ال