القوات نحو التصعيد.. هل تقطع الطريق على حوار التيار - حزب الله
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
من المتوقع أن تتخذ "القوات اللبنانية" مساراً سياسياً تصعيدياً في الأيام المقبلة ليصل الى الذروة في كلمة رئيسها سمير جعجع خلال قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" الذي سيقام في معراب. وهذا التصعيد سيكون عبارة عن حسم للجدال حول موقع "القوات" في المرحلة المقبلة، وإمكان إنخراطها في أي تسوية سياسية قد يتم التسويق لها من قبل الدول الاقليمية او من قبل بعض الافرقاء الداخليين.
لدى "القوات اللبنانية" أكثر من أزمة فعلية، أهمها جنوحها نحو مجاراة قوى المعارضة التي لا تمتلك ما تخسره سياسيا، وتذهب بعيدا في التصعيد ورفض الحوار،في حين أن القوات باتت تخاطر بشكل جدي بفرضية مشاركتها في السلطة بعد اي تسوية مقبلة، لكن هذه المخاطرة لا يمكن تجنبها، على اعتبار أن رفع السقف الخطابي من قبل المعارضة يحرج القوات أمام جمهورها وبيئتها الشعبية.
كذلك فإن الأزمة القواتية الثانية هي الحوار الذي بدأ بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وهو الحدث السياسي الذي نقل الإستحقاق الرئاسي الى مرحلة أخرى جعلت من قوى المعارضة عاجزة حتى عن القيام بردة فعل في حال وصل الحوار الى خواتيم إيجابية، وهذا أمر يعني أن "القوات" لن يكون لها أي دور في المرحلة المقبلة، خصوصا اذا ما تأكد ان ثنائي مار مخايل سيذهب الى إيصال رئيس بمعزل عن موقف خصومه.
وبحسب مصادر مطلعة فإن "القوات" قد تكون قادرة على قطع الطريق على تفاهم "التيار" - "حزب الله" في حال أحرجت رئيس "التيار" مسيحياً، ولعل الأحداث والتوترات التي تصيب العلاقة بين حارة حريك والقوى المسيحية تساعد "القوات" في خطتها، على اعتبار أن اعادة استقطاب "التيار" ليس أمراً مستحيلاً في ظل التواصل المستمر بينه وبين بعض اطراف المعارضة.
وترى المصادر أن مواكبة "القوات" للتصعيد الاميركي في الملف اللبناني قد يجعل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط غير قادر أيضا على الذهاب بإتجاه مماثل لتوجه باسيل الحواري مع الحزب، ليصبح بذلك الحراك الفرنسي يفتقد لأي رافعة سياسية داخلية تؤمن له ظروف النجاح، ما يعني أن حاجة "قوى الثامن من اذار" للحوار مع غير "التيار" ستصبح ضرورية.
تريد "القوات" ان تفرض نفسها بشكل حاسم في المشهد السياسي، وان تمنع أي طرف سياسي من تجاوزها في المرحلة المقبلة، لكنها في الوقت نفسه لا تزال مكبلة بخطاب التصعيد الذي لا نهاية له ما يجعلها تبحث عن حلول تحافظ من خلالها على الخطاب الشعبوي من جهة وعلى خيط رفيع يربطها بأي تسوية مقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى المستقبل يمر من هنا
فـي الوطن تكبر الأحلام، تعيد تشكيل نفسها، تعاود ترتيل صلوات الشكر، وتسيل كماءٍ من فم الزمان، تسير بهدوء نحو غايتها، ترتفع كقامة لا تنحني، أو تتعثر، تمسك الحلم البعيد، وترصد الرؤى القابلة للتحقق، مجسدة ملحمة خالدة، تقود مركب الوطن فـي أمواج هائجة، وتسافر كسهم نحو غايتها البعيدة، تحاول أن تعطي الحياة، لأولئك الذين يمسكون بأسراب الأمل، يحملون فـي قلوبهم عطاء هذا الوطن، ويعيدون مشهد الولاء لذلك القائد الملهم الذي وقف كسدٍ منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب، أو يحاول أن يتكسّب من وظيفته، أو منصبه.
لم يكن الأمر هينًا، فإغلاق كل ثغرات التبذير والفساد يحتاج إلى الكثير من سعة البال، والصبر، والعمل دون هوادة، أو محاباة لكي يستعيد هذا الوطن عافـيته، ويقوم من عثرته، ويبدأ فـي عملية بنيوية وتفكيكية طويلة، تحتاج إلى طاقات هائلة، وجهود غير عادية، ورجال يستطيعون أن يمضوا دون أن يتذمروا أو يتراجعوا، ومع كل هذه الصفات يحتاجون إلى الكثير من الإرادة الصلبة، والإخلاص منقطع النظير لتنفـيذ توجيهات القائد، والعمل دون توقف للوصول إلى الغاية البعيدة، وسط تحديات غير عادية، وطبيعة متقلبة، وعوامل غير ثابتة، ولكن تحت إمرة قيادة حكيمة، وواعية، حددت هدفها سلفًا، وذللت الصعاب، وأخذت على عاتقها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، لكي يصل الوطن إلى شاطئ الأمان، ويعود قويًا، صلبًا كما كان فـي أوج عزه، وجلاله.
إن الإرادة تصنع المستقبل، وتهزم المستحيل، وتعيد تشكيل خارطة الشعوب، فلم يكن لشعب على وجه الأرض أن يصل إلى غايته المنشودة دون إرادة، وعزيمة فولاذية لا تُقهر، أو تتقهقر، وإذا لم تكن لدى ذلك الشعب الأدوات التي تعينه على الوصول إلى ما يحلم به، وإذا لم يحظَ بقيادة واعية تأخذ بيده إلى وجهته الصحيحة، وتشجعه لكي لا تفتر قواه، أو تتراجع أحلامه، لولا هذه وجود هذه العوامل لفترت الهزيمة، وبردت الهمة، وهذا ما حبا الله به سلطنة عُمان، حين قيّض لها قائدًا ملهمًا، يؤجج فـيها الحماس، ويذكي بها روح العمل، ويمضي بها إلى طريق السؤدد والمجد، وهذا ما فعله صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -، وهو يمسك بيد شعبه، ويقوده إلى مكانه، ومكانته اللتين تليقان به، كشعب عريق، وبلد موغل فـي الزمن، وتاريخ لا يُمحى، حين تسيّد الأرض، وكان ذات يوم على قمة العالم، فكان لا بد من وضع الحلم فـي مرمى الهدف، والعمل على تحقيقه حسب رؤية واضحة المعالم، قادرة على التحقق، مرنة، تتكيّف مع الظروف، وترتبط بعنصر الزمن، والرقابة الصارمة والدقيقة التي تساعد على التحقق، وتمنع أي تجاوزات قد تحدث نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة.
قد تكون العواصف الهوجاء صعبة فـي بداية الأمر، ولكن الربّان الماهر هو من يخرج منها سالمًا، وقويًا، وقادرًا على مواصلة الرحلة الشاقة دون أن تفتر عزيمته، أو تتراخى همته، لذلك حرص جلالته - أبقاه الله - على التحقق بنفسه من كل صغيرة وكبيرة، وأشرف بنفسه على تنفـيذ الرؤية، التي اختارها لكي تصبح سلطنة عُمان فـي مقدمة الدول التي تفاخر بإنجازاتها، بيد شبابها، وثباتهم فـي ميادين العطاء.
فلتمضِ النهضة الجديدة مكللة بالرخاء، واليُمن والبركة ليكون الغد ملكًا فـي أيدي شباب هذا الوطن، ومنجزًا مهمًا من منجزاته العظام، ولتتبوأ هذه البلاد الكريمة مكانها العالي الذي يليق بها، وبمجدها التليد.